الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا دفع القذافي الثوار لعسكرة الثورة ولماذا؟

سليم نصر الرقعي
مدون ليبي من اقليم برقة

(Salim Ragi)

2018 / 9 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


عسكرة الثورة كانت عملية مدبرة من القذافي منذ البداية!، كيف ولماذا!؟
**********************************************
هناك رأي جدير بالإهتمام يقول أن القذافي - بكل خبث ودهاء - تعمّد وعمل على نشر السلاح وفتح مخازنه من أجل دفع الثوار نحو عسكرة الثورة منذ البداية!، والغرض الخبيث هو أن يصبح لديه مبرر لسحق وقمع الثورة بقوة السلاح اعتمادًا على أن كتائبه أكثر قوة ونفرًا وتسلحًا وجاهزية قتالية حتى من بقايا الجيش الليبي الذي انحاز ضباطه وجنوده للشارع الليبي ابتداءً من الشرق الليبي (برقة)، هذا الجيش الوطني المنهك والمُهمش الذي قرر العقيد القذافي - بعد هزيمته في حرب تشاد - التخلص منه تحت شعار (الجيش حشيش وطيش!!)(*) وأن البديل هو (الشعب المسلح)!!!.. فهكذا خطط القذافي منذ البداية بخبث ودهاء، أي جر الثوار إلى حلبة (الحرب) والعنف المسلح حتى يسحقهم فيها بدعوى أنهم ليسوا متظاهرين ومحتجين سلميين!!، إذ لو ظلت الثورة كما كانت في بدايتها حركة مدنية احتجاجية سلمية تطلب القذافي بالرحيل، فلن يكون في مقدوره أن يسحقها بقوة السلاح أمام العالم وسيجد نفسه مكتوف اليدين ومضطرًا لتقديم تنازلات سياسية على طريقة (مبارك) تحت ضغوطات محلية ودولية تنتهي بالتنحي!!.... لكنه لم يأخذ في حسبانه أن بعض الدول الغربية والعربية (بريطانيا وفرنسا وأمريكا وقطر والسعودية والامارات) التي لطالما أزعجها في الماضي بطول لسانه أو بعض الاعمال الارهابية ضدها حينما كان يحتمي بدب الاتحاد السوفيتي وجدار التوازن الدولي قررت عدم تفويت هذه الفرصة الذهبية لتصفية الحساب مع (رجل ليبيا المجنون!!) أي استغلالها فرصة هذه الثورة الشعبية كي تنتقم منه ومن طول لسانه فركبت موجة الثورة بهذا الغرض حتى ساعدت (الثوار) في تصفية العقيد القذافي والتخلص منه!، وعند هذه النقطة وحينما رأت بوادر الانشقاق والصراع السياسي والجهوي أدارت ظهرها وأخذت تهرب من المستنقع الليبي واحدة بعد الأخرى وتركت (الثوار) خلفها يتقاتلون فيما بينهم على السلطة والثروة، ولسان حالها يقول: (دعوهم يتقاتلون حتى يشبعوا من العنف ويسأموا من الحرب ومنظر السلاح وعندئذ - وعندئذ فقط - يمكننا أن نساعدهم في بناء دولة مستقرة ومسالمة ومشغولة بتضميد جراحها) !!.
سليم الرقعي
(*) الجيش حشيش وطيش!، مقالة تم نشرها في آواخر الثمانينات من القرن الماضي على الصفحة الأولى في صحيفة من صحف القذافي كتبها كاتبها بإسم مستعار، ويعتقد الكثير من الليبيين أن القذافي شخصيا هو كاتب المقالة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عقوبات أميركية على مستوطنين متطرفين في الضفة الغربية


.. إسرائيلي يستفز أنصار فلسطين لتسهيل اعتقالهم في أمريكا




.. الشرطة الأمريكية تواصل التحقيق بعد إضرام رجل النار بنفسه أما


.. الرد الإيراني يتصدر اهتمام وسائل الإعلام الإسرائيلية




.. الضربات بين إيران وإسرائيل أعادت الود المفقود بين بايدن ونتن