الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


طريقة اللواءات في حل المشكلات

حنان محمد السعيد
كاتبة ومترجمة وأخصائية مختبرات وراثية

(Hanan Hikal)

2018 / 9 / 27
مواضيع وابحاث سياسية


منذ أن تولى النظام الحالي السلطة في مصر وهو ينتهج نفس الطريقة في حل كل ما يعرض له من مشكلات، فإذا ما تم تصنيف مصر في الترتيب الأخير في مستوى التعليم على مستوى العالم، يكون الحل الوحيد لنظام السيسي في خروج المسؤولين في وسائل الاعلام للتأكيد على جودة التعليم وكفاءة الأساليب التي تنتهجها مصر في هذا المجال ومحاولة الدول الأوروبية للاستفادة من التجربة المصرية الفذة في التعليم.
وإذا تدهورت المستشفيات وانعدمت الامكانيات واختفت الأدوية من الأسواق، كان الحل الوحيد لديهم في خروج المسؤولين للتأكيد على كفاءة الرعاية الصحية في مصر وأن لدينا مستشفيات تفوق مستشفيات اوروبا في جودتها وأن كل ما يثار عن نقص الأدوية دعاية مغرضة تهدف لنشر الاحباط وهز وسط الدولة!
وإذا تحدث أحدهم عن نقص الماء وتدمير الزراعة المصرية واختفاء الكثير من المحاصيل الهامة كان الرد في هذه الحالة حظر نشر كل ما يتعلق بمستويات المياه في نهر النيل، وزيادة الرسوم على الفلاح المنهك المهان الذي خسر كل المحاصيل التي كانت تدر عليه ما يقيم أوده ويحفظ له ماء وجهه.
وإذا تحدث أحدهم عن القمع والترهيب والحجب وغياب القانون وترهيب كل من يجرؤ على ذكر جرائم النظام تحدث النظام عن الحرية التي يرفل فيها "المسريين" وكيف أن "مسر" تحترم حقوق الانسان وتقيم دولة القانون!
وهكذا يكون الأمر في كل ما يعرض لنا من مشكلات من أول انقطاع التيار الكهربي للبطالة لارتفاع الأسعار وانخفاض قيمة العملة وتجريف ثروات البلاد وانهيار السياحة وبيع المصانع والشركات الى ما لا نهاية له من مشكلات.
الحل يكون دائما في الكذب والمزيد من الكذب والقمع والمزيد من القمع والتعتيم والمزيد من التعتيم، فمن يحكم بالسلاح يمكنه أن يقول ما شاء له من أكاذيب ويفعل ما شاء له من أفعال فمن الذي يجرؤ على الحديث في جمهورية الظلم والقهر والقمع!
وأخيرا كان مشهد حضور الجمعية العمومية من المشاهد المسرحية الساخرة التي اعتدنا عليها منذ سنوات، ولكنه كان مشهد هزيل الى درجة تثير البكاء.
فعلى الرغم من كل الحشد الذي قام به القساوسة قبلها بأيام لخروج اقباط المهجر لاستقبال السيسي باللين تارة وبالرجاء تارة وبالتهديد تارة، لم يخرج لاستقباله الا اعداد قليلة للغاية يمكن اعتبارهم اعضاء الهيئة الدبلوماسية المصرية التي تعمل في امريكا وعائلاتهم لا غير!
ورغم كل الحشد كان المشهد ساخر حد البكاء، وفي حقيقة الأمر أن عدم وجود مسرحية على هذه الدرجة من الركاكة كان أفضل من وجودها فلم نسمع أو نشاهد أي رئيس حضر الجلسات واضطر لحشد من يهتف باسمه، ولكن ماذا نقول في عقد النقص والأمراض النفسية التي تجعل البعض في حاجة دائمة لمن يشيد به وبعظمته وبأداءه ويمجد فيه ولو بالأجر!
وأخيرا الكذب والقمع وإن اخرا وقوع الكارثة المحققة فلن يمنعا وقوعها وهي قادمة قادمة طالما استمر اسلوب حل المشكلات على ما هو عليه من غباء وفشل.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السودان الآن مع عماد حسن.. هل سيؤسس -الدعم السريع- دولة في د


.. صحف بريطانية: هل هذه آخر مأساة يتعرض لها المهاجرون غير الشرع




.. البنتاغون: لا تزال لدينا مخاوف بخصوص خطط إسرائيل لتنفيذ اجتي


.. مخاوف من تصعيد كبير في الجنوب اللبناني على وقع ارتفاع حدة ال




.. صوت مجلس الشيوخ الأميركي لصالح مساعدات بقيمة 95 مليار دولار