الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النسوة العراقيات وناشطاتهنّ لسن نعاجاُ في مذبح الوحشية الطائفية وهمجيتها

تيسير عبدالجبار الآلوسي
(Tayseer A. Al Alousi)

2018 / 9 / 28
ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة


المرصد السومري لحقوق الإنسان


طفت على السطح جرائم اختطاف واغتيال الناشطات المدنيات في البصرة وبغداد؛ وباتت ظاهرة كارثية فاجعة. وإذا كانت الحكومات المحلية ومعها حكومة بغداد (الاتحادية) لا تستطيع توفير الأمن والأمان ولا حتى الكشف عن المجرمين القتلة، فإنّ ساسة الطائفية وخطاب وحشيتهم عادة ما بات يلفلف أو يطمطم على تلك الجرائم في ظرف ساعات أو أيام بالادعاء أنها جرائم غسل العار وتوصف بأنها جرائم (عادية) تحصل في (العوائل) وبعد التسويق لتلك الادعاءات يجري حفظ القضايا ضد مجهول!!
إنّ تلك الجرائم المركبة بكل فظاعاتها، هي حال استهداف لمنظومة القيم الإنسانية المتحضرة المتمدنة في المجتمع العراقي. وهي متابعة لمحاولات فرض سطوة منطق الخرافة والتخلف بظلاميات القيم والأفكار المجترة من مهوف الأزمنة الغابرة. وهي مجدداً تعدّ فتحاً لملفات مشاغلة غايتها شلّ دور المرأة العراقية ومصادرة صوتها وتعطيله بخاصة وأن وجودها في المعترك السياسي ميدانياً يفضح مجمل فلسفة النظام وآليات التعامل مع المواكمة لا كونها إنساناً كامل الحقوق بل من عبيد ما ملكت أيمانهم على طريقة الطائفيين مما لم ينزل دين بها من سلطان ولا فكر إنساني قويم...
إنّ النسوة العراقيات لسْنَ نعاجاً على مذبح الوحشية الطائفية، ولسن الجواري في خدور سادة الهمجية أو السبايا في مضارب زعماء المافيات وميليشياتها ممن يتحكم اليوم بالمشهد العام حيث المال السياسي الفاسد وهو المنهوب من دماء العراقيات والعراقيين وحيث البلطجة بسطوة العنف وخطاب إرهابه الشارع العراقي.. إن النسوة العراقيات قوة إنسانية وطنية تمثل بارومتر يقيس انعتاق المجتمع وتحرره من عبوديته ويميز بينهما لينبّه على مستويات الانحطاط والدونية فيما يتفشى من قيم مرضية مجترة من مجاهل أقذر ما أفرزه الماضي المنقرض...
إنّ صرخة التحدي التي تطلقها النساء العراقيات اليوم ليست استغاثة مجانية تطلبها من غير الكفء بتلبيتها بل هي صرخة التحدي والثورة على كل تلك القيم الظلامية الهمجية التي يريد فرضها نظام الطائفية المافيوي بوساطة ميليشياته. والمرأة العراقية من الإرادة القوية ما يجعلها تنتصر في معركتها لحماية إنسانيتها ووجودها... وعي أيضا تستند إلى عمق جذور الوعي التنويري وقيم التمدين والتحضر في المجتمع العراقي بخلاف ما يريدون فرضه عبر تسويق الشرف في قطع قماش من سواد يشبه ظلام عقولهم بينما المرأة العراقية هي الإنسان بكل سمو قيمه النبيلة الشريفة التي تأبى أن تخضع لسوق نخاستهم وعبودية خدور هي أوكارهم القذرة...
المجد والخلود لشهيدات حركة التحرر الإنساني الوطني والاجتماعي من المناضلات العراقيات، والخزي والعار للطائفيين وأحزاب الإسلام السياسي ومرجعياتها الظلامية التي لا علاقة لها بدين ولا بمذهب.. ولتنتصر إرادة الكفاح البطولي للمرأة العراقية ولمجتمع التنوير واستعادة أنسنة وجودنا والانتصار لمنطق الحداثة منطق السلام حيث الاستقرار والأمن والأمان أساسا للتقدم ولإطلاق مشروعات التنمية مجدداً بعد أن عطلها النظام المفروض على العراقيات والعراقيين من قوى إقليمية رجعية ظلامية تستهدف متابعة نهب العراق بكل ما فيه من ثروات وعلى راسها تحويل العراقيات والعراقيين إلى قطيع من عبيد مأسور بالسبي مزعوم الروح الإسلاموي وإن هو إلا بشاعات من وحوش هي من أكثر حثالات عصرنا وضاعة وخسة..
انتفضن أيتها النسوة بثورة المرأة العراقية تحرر البلاد والعباد من زمن السبايا والرقيق والجواري وغلمان خدور الطائفيين وقدسيتهم المزيفة.. انتفضن من أجل الكرامة التي تأبى على الخنوع والإذلال... انتفضن على كل ما يحاولونه من مسٍّ بقيم إنسانيتكنّ تلك القيم السامية الفاضلة النبيلة التي تعني التحضر والتمدن وكرامة وجودكنّ.. انتفضن بملايينكنّ واملأن الساحات والميادين اليوم أنتنّ حاملات مشاعل العلم وأضواءه، حاملات مشاعل القيم السامية ومُثُلها الإنسانية، أنتنّ التدريسيات، الطبيبات، المهندسات وطالبات العلم وأنتن المكرهات على المخيمات من المهجَّرات والنازحات ومن الأرامل والثكالى .. أنتن اللواتي أكرهوكنّ على ترك مقاعد الدراسة و-أو ترك أعمالكن بإفشاء البطالة وتمكين الفقر والفقر المدقع من وجودكنّ.. أنتنّ جميعا وكافة تمتلكن الإرادة والقدرة على أول ثورة نساء تحطم قيود العبودية وقوانين النخاسة والسبي والرقيق...
ليعلو صوت المرأة العراقية وليصحو المجتمع على ما آل إليه استسلام بعضهم للمافيات والميليشيات وزعامات الفكر الظلامي المتستر بمرجعيات قدسية الأضاليل والدجل وخرافات ما أنزل الله بها من سلطان








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لم تقتل
على عجيل منهل ( 2018 / 9 / 28 - 17:01 )

نفت وزارة الداخلية العراقية، اليوم الجمعة، تسجيل أي حادثة قتل لمديرة مركز مساج في الكرادة ببغداد سحر الإبراهيمي، مشددة على وسائل الاعلام وناشطي مواقع التواصل الاجتماعي “توخي الدقة في نقل الأخبار”.

اخر الافلام

.. مها أبو رسلان شقيقة شاب توفي تحت التعذيب


.. معرض --We Can صوت الأطفال النازحين من قطاع غزة




.. معلمات السويداء تشاركن في الصفوف الأولى للاحتجاجات


.. المحتجة إلهام ريدان




.. المعلمة المتقاعدة عفاف أبو إسماعيل