الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا لاتعاقب الحكومة وزيرة الثقافة ..وأهالي زفتى محمد فودة !

محمد القصبي

2018 / 9 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


أستهل سطوري باعتذار لصديقي اللواء طارق عوض وكيل وزارة الثقافة الذي استقبلت مكالمته الهاتفية صباح اليوم بنوبة انفعال حادة ..وكأنه المسئول عن انخفاض مؤشر تفاؤلي إلى أقصى درجاته منذ ثورة 30 يونيو التي توحدت خلالها هتافاتي وزوجتي أمام الاتحادية وهتافات أبنائي وبناتي في ميدان التحرير مع صيحة عشرات الملايين من أبناء بلدي في كل مدن وقرى ونجوع مصر :يسقط الإخوان ..
ورغم أن انفعالي الذي استقبله صديقي صابرا ..صامتا حتى أنه أنهى المكالمة دون أن يخبرني عن سببها.. يعد مؤشرا إيجابيا على تجاوزي حالة الذهول التي شلت كل كياني منذ أن قرأت خبر استقبال وزيرة الثقافة د. إيناس عبد الدايم للمشبوه محمد فودة يوم الثلاثاء الماضي ، إلا أنني يقينا ارتكبت إثما عظيما حين طفحت بكل موار الداخل من غضب في وجه صديقي اللواء طارق عوض ، وكأنه المسئول عن تسكين إيناس عبد الدايم في مقعد ليست أهلا له ،أو أنه من بسط أمام رد سجون مثل محمد فودة السجادة الحمراء ليخطو فوقها إلى مكتب الوزيرة ..أو أنه من أوعز لها بالاستجابة لطلبه بإنشاء قصر ثقافي في مدينة زفتى ليكون رشوة يقدمها لأبناء المدينة..فيمنحونه أصواتهم في الانتخابات التكميلية لمجلس النواب التي اعلن ترشحه فيها ..
فعذرا صديقي الجميل لواء طارق عوض ..وأملي أن تغفر لي ما ارتكبت من خطيئة حين تنتهي من قراءة سطوري هذه ..
............................
كٌثر يدخلون التاريخ ..مناضلون ..مصلحون..سفاكون..انتهازيون ..لصوص..
فمن أي باب ستدخل إيناس عبد الدايم التي يقينا حجزت
مكانا فسيحا لها في ردهات التاريخ ؟
من الطبيعي أن تبند في فئة المناضلين مع قيادتها اعتصام وزارة الثقافة ضد الوزير الأخواني د. علاء عبد العزيز .. في يونيو 2013 والذي ينظر له البعض باعتباره الشرارة التي أشعلت ثورة 30 يونيو.
إلا أن هذا "الطبيعي " في لحظة قراءة متأنية لتلك الفترة العصيبة قد يتعرض لموجة شرسة من التساؤلات أيضا الطبيعية ، على شاكلة :هل قادت عازفة الفلوت اعتصام المثقفين في يونيو 2013هلعا على ثوابت الدولة المصرية التي سعت الجماعة الإرهابية إلى تقويضها ؟
وماذا لو طفح مكتب وزير الثقافة الاخواني حينها بقرارات إطاحة وتقويض أركان مؤسسات وهيئات ثقافية أخرى دون الاقتراب من الأوبرا ورئيستها ..هل كانت ستبارح د. إيناس مكتبها لتجيش العشرات من العاملين بالأوبرا في اعتصام ضد هذه القرارات ..؟
ولماذا مثل هذه الأسئلة الآن؟ ..
هذا السلوك السريالي الذي فاجأتنا به الوزيرة ..بلقائها بآخر سيشاركها في اقتحام التاريخ .. محمد فودة أعني ،السكرتير الصحفي الأسبق لوزير الثقافة الاسبق.
حيث أفرطت الوزير ة في احتفائها ب " ضيفها " ..ليس فقط بالتقاطها الصور التذكارية معه ..والتي نمت ملامح وجهها عن سعادتها باللقاء ..بل الأهم بموافقتها الفورية على المذكرة التي تقدم بها لانشاء قصر ثقافة في مدينة زفتى !!
"وأظنه حتى لو سجل المشروع في أوراق الوزارة باسم "قصر ثقافة زفتى إلا أن الذي سيتداول ويشاع بين الناس قصر ثقافة محمد فودة "!!
وفودة هذا وطبقا لرؤية المكنوز في الضمير الجمعي مكانه الطبيعي الانزواء في بيته ..خجلا مما اقترفت يداه في السراديب السرية لامبراطورية الفساد ..حيث ألقي القبض عليه عام 1997" ومحافظ الجيزة الأسبق ماهر الجندى وعدد من رجال الأعمال بتهم تسهيل بيع أراضى خاضعة لمصلحة الأثار التابعة لوزارة الثقافة لرجال أعمال مقابل رشاوى مالية كبيرة.
وقضت محكمة جنايات الجيزة بسجن فودة خمس سنوات ،مع تغريمه 3 ملايين و167 ألف جنيه, وإلزامه وزوجته رانيا طلعت السيد برد مبلغ مماثل إلي خزينة الدولة،
وفي القضية التي أدين فيها وزير الزراعة الأسبق صلاح هلال بتلقي رشاو.. كان محمد فودة هو الوسيط ، إلا أنه فلت من السجن ،طبقا للمادة 107 مكرر من قانون العقوبات والتي تقضي بمعاقبة الراشي الوسيط بنفس عقوبة المتهم المرتشي ، إلا أنه يعفى منها فى حالة الاعتراف..
من خلال تلك الأحداث تشكلت صورة لمحمد فودة في العقل الجمعي كفاسد ومرتش ..
لكن ..على ما يبدو لدى وزيرة الثقافة رؤية أخرى مناقضة ، وإلا لما فتحت أبوابها على مصراعيها لاستقباله واستدعت مصوري الوزارة والصحافة لالتقاط الصور التذكارية لهما معا ،ومنحته موافقة على المذكرة التي تقدم بها لإنشاء قصر الثقافة..رشوة يقدمها لأهالي المدينة حتى يمنحوه أصواتهم في الانتخابات البرلمانية التكميلية..
وأظنه على يقين من الفوز الساحق ، لأنه يعي جيدا أكثر مني وغيري –كٌثرسٌذج- كيف تدار الأمور في هذا البلد .. فإن كان ثمة قلة " قلوبهم " سوداء ..لن ينسوا ما اقترفت يداه ..فثمة أغلبية " تنسى وتتسامح "!!!..
فماذا عن الحكومة.. أتلك أيضا إرادتها ..أن ينجح الرجل ؟
إيناس عبد الدايم عضوة بارزة في حكومة مصطفى مدبولي ، ومثلها مثل كل الوزراء ..اي سلوك ينتهجوه ..إن قوبل بصمت صانعي القرار فهذا يعني ببساطة في العقل الجمعي أنه يحظى بمباركة رسمية !!
و هذا ما يثير الاستغراب في دولة مجيشة منذ ثورة 30 يونيو ليس فقط لاستئصال الورم الإخواني الخبيث من مفاصل الدولة المصرية ،بل وأيضا لإعادة هيكلة نفسها على أسس من الاستنارة والشفافية!
وما بداخلي من كمواطن مصري يتجاوز الاستغراب بكثير..حيث لاشيء سوى الذهول وأنا أتأمل صورة فودة وإيناس عبد الدايم ..وقرار الوزيرة بإدراج إنشاء قصر ثقافة زفتى – عفوا قصر ثقافة محمد فودة- في ميزانية العام المقبل ..
فإن تجاوزت ذهولي طفح الداخل الغاضب بالعديد من الأسئلة المحيرة
أهكذا تنشأ مشاريع الوزارة الثقافية.. بجرة قلم من الوزيرة ؟
ألاينبغي أن تشكل لجان لبحث احتياجات المدن والقرى من المشاريع التنموية لتدرج في الخطة؟! ..
وتلك كانت آفة نظام مبارك ..مشاريع التنمية كانت تتعرض لحالة من الفوضى لامثيل لها في العالم..المرشحون لانتخابات مجلس الشعب بنفوذهم المستمد من مهنتهم كأعضاء وقيادات في الحزب غير الوطني "نعم ..كان كارنيه الحزب بمثابة السجل التجاري أو كارنيه مهنة للتكسب غير المشروع أكثر منه انتماء سياسيا ..وبدا الأمر وكأن الشعار المعتمد من قبل حكومات الحزب المتتالية هو: دعه يسرق ..دعه يفر !!"
أقول .. كان المرشحون لانتخابات البرلمان يطرقون أبواب المحافظين وكبار المسئولين ليقتنصوا طريقا أو مدرسة أو مستشفى ..رشاوى مدموغة بختم النسر يقدمونها للناخبين في دوائرهم ..مما يربك خطط التنمية ،حيث حرمت كثير من المدن والقرى الأولى بالرعاية التنموية من مشاريع في أشد الحاجة لها لأن ليس لديها مرشحون منتمون للحزب أو يحظون بأظافر طويلة ..!وكم عانت قريتي المعصرة /بلقاس / دقهلية من الحرمان لأن ليس لديها "مرشحون مخربشون" ..وما كان يوضع في خطط التنمية من مشاريع لها ..كانت تنقل فجأة لقرى ومدن أخرى ل" دواعي انتخابية " !!!!
أما زال الحال كما هو ..لم يتغير شيء ؟!
أتخيل نفسي في مكتب الراحل ثروت عكاشة حين كان وزيرا للثقافة ، وطرق سكرتيره الباب ليخبره أن محمد فودة يرغب في مقابلته ،أظنه كان سيتصل فورا برجال الأمن ليلقوا به في الخارج ..
كان زمن ثروت عكاشة ..!
أهو اليأس الذي يرسم كلماتي تلك ؟ ..وهو أيضا ما يدفعني لأن أقول لفودة :مبروك عليك مقعد مجلس النواب ..نواب الشعب
وليتهم -أصحاب القرار في هذا البلد- يبرهنون أني حين أترك العنان ليأسي أرتكب خطأ فادحا فيحاسبون تلك الوزيرة !!
وليت أهالي زفتى –أحفاد المناضل يوسف الجندي الذي أعلن خلال ثورة 19 وتحديدا يوم 18 مارس ميلاد جمهورية زفتى المستقلة نكاية في الاحتلال الانجليزي ..ليتهم يعيدون غرس نبتة التفاؤل في داخلي مرة أخرى فلايقبلون رشوة فودة !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الوزير الحقيقي
عبد الله النديم ( 2018 / 9 / 29 - 16:29 )
سيدي الكاتب .. قلت في أول سطر , ان وكيل وزارة الثقافة لواء جيش
مادم يوجد في وزارة الثقافة - أو أي وزارة - واحد لواء جيش .. فهو الوزير الحقيقي ( عسكرة
~~~كجزء من سياسة عسكرة كل شيء في الدولة ) هكدا الوزيرة لا تملك أن ترفض أو تقبل استقبال أحد الا بأمر من وكيل الوزارة - اللواء - ! ولو اعترضت علي شيء - هي أو أي وزير - سيقول لها اللواء : جري ايه يا بنت اللي و اللي ..! انتي فاكرة نفسك وزيرة بجد!؟ دا احنا اللي عيناكِ
ألا تعرف ذلك يا سيدي .. للآن !؟؟
لقد وصفت اللواء وكيل وزارة الثقافة بانه صديقك ! ولم تلق بأي لوم عليه ! مع علمك بانه الوزير الحقيقي .. وما الوزيرة الفنانة ايناس - هي أو أي وزير مدني .. سوي صورة منظر وديكور مدني لنظام عسكري , نظام لواءات


2 - العيب فيمن يقبل منصباً سياسياً في نظام عسكري
نجيب سرور ( 2018 / 10 / 1 - 02:44 )
المدني المحترم الذي يقبل منصباً سياسياً في نظام عسكري يستاهل ما يجري له
سواء رضي أن يكون وزيراً أو محافظاً لاحدي المحافظات , أو حتي رئيس وزارة . اذا عينوا له لواء جيش سواء بصفة وكيل أو سكرتير أو رئيس بوابة الأمن , أو حتي مسؤول عن البوفيه !.. فليعلم الوزير أو المحافظ أو رئيس الوزراء المدني .. انه مجرد طربوش .. والمسؤول الحقيقي هو سيادة اللواء
والطربوش يتحمل نتيجة سياسة غيره ونتيجة فساد غيره
وبالنسبة لوزيرة الثقافة هكذا فقدت مصداقيتها واحترامها عند المثقفين الذين تحمسوا لها ورحبوا بها كوزيرة - لقد حرقها النظام العسكري , الذي يتعمد حرق وتشويه صورة أية كفاءة مدنية قادرة علي شغل منصب سياسي رفيع . في نظام حكم عسكري , السيادة فيه للجنرالات- اللواءات - فقط
وعملية اسقاط الوزيرة علي هذا النحو , مدبرة . وليسمح لي الأخ الكاتب : ربما بدون قصد
. منك , جعلوك حلقة في مخطط اسقاط الوزيرة بمقالك هذا , ولاسيما انك - كما ذكرت بأول
-المقال - صديق لسيادة اللواء وكيل وزارة الثقافة - عذراً أخي
وتقبل مودتي واحتراماتي

اخر الافلام

.. وسام قطب بيعمل مقلب في مهاوش ????


.. مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأمريكية: رئيس مجلس ا




.. مكافحة الملاريا: أمل جديد مع اللقاح • فرانس 24 / FRANCE 24


.. رحلة -من العمر- على متن قطار الشرق السريع في تركيا




.. إسرائيل تستعد لشن عمليتها العسكرية في رفح.. وضع إنساني كارثي