الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
يوميات ورقة تحتضر
جوزفين كوركيس البوتاني
2018 / 9 / 30الادب والفن
روت ورقة الجوزالجافة.
قصتهاعلى المارة.
قبل أن تلفض أنفاسها الأخيرة.
سردت قصتها بقلب فرح.وصوت الهسهسة يطغي على المكان الموحش هذا.
قالت لفراشة صفراء كانت تحوم حول قنديل على جسر عتيق تنتظرضياءه عند المساء لتلتصق بحافته.أود أن أحدثك ولو بشكل مختصر.عن يوم سقوطي المفاجئ.وليت المارة أيضا تصغ إلى رغم وقتهم الضيق أنا أقدر هذا.وليتهم يسمعونني للأخر.قبل أن يسحرهم صوت الهسهسة.وأنت أيتها الفراشة الذاهبة إلى حتفها بإرادتها مثلي بالضبط كما سقطت بحريتي.
يوما كنت خضراء جميلة معلقة بغصن أمي وذلك قبل هبوطي على الأرض أقصد سقوطي.لا زلت أذكرذلك اليوم. كان عند الغروب والشمس سقطت كبرتقالة في حضن غيمة تتبع الريح فرحة.
يومها إلتقطتني يد ريح قوية.وأخذت تراقصني بودغريب حد الذي خدرتني لمسة يدها. وعلمتني الرقص. وأخذت تراقصني.تدوروتلف بي.وأنستني سقوطي المتعمد.أنستني نفسي أنستني حتى أمي الشجرة.ونسيت حتى لما سقطت قبل أواني.وأخذتني الريح بعيداً.وأنا كم كنت سعيدة برفقتها المؤنسة.
بمرور الأيام بدأت أتغير.في البدء غدى لوني أصفراً.وأغبروجهي الامع حد الذي كنت أشم رائحة التراب تفوح مني.رغم هذا وأنا مبهورة بنفسي وبالريح التي تراقصني طيلة الوقت.بعدها إستحال إلى اللون البرتقالي.وكم كنت أبهر المارة.كانت نظراتهم المشبوبةبالأحترام نحوي.تزيدني عزيمة على ملاحقة الريح.والفرحة تلازمني كظلي.أتطايربحرية تارة أحط على هذا الجانب وتارة على الجانب الأخر.ودون أن أعيرأي أهتمام ممن هم حولي.والريح مستمرة بمراقصتي.بملاطفتي.وأنا أزدادجمالا.حتى تحول لوني إلى أحمر قاني.حد الذي كل من يراني يذهله لوني ويتمنى لو يدسني بين طيات كتبه.وأنا غارقة في حضن الريح.وبمرور الوقت بدأت تشتدوتشدعلي حتى تحول لوني إلى بونياًبلون القهوة.أنهكني جنونهاوجفت أطرافي.رغم هذ كله لم أكن أهتم بالتحول الذي كنت أمر به كماإن للريح مئةطريقة وطريقة. لتشغلني عن نفسي بجنونها أنستني حتى أمي الشجرة. ويوم سقطت قبل الأوان فبعد إنفصالي عن أمي الشجرة.لم يعد مهما معرفةالأسباب طالما العودة إليها باتت مستحلية.واليوم بعد أن هدأت الريح.وبعد أن انهكتني ألاعيبها. وأصبحت جافة قابلة للتفتت تحول لوني إلى اللون الذهبي.وفي مساء هادئ سقطت عند حافة ذلك الجسرالمهجور.وأنتهى الأمر. حشرت بقاياي بين الأوراق المتساقطة.التي سقطت بوقتهابالضبط.لا كما سقطت أنا.وهاأنا أسمع صوت الهسهسةقبل أن أغط في نومي العميق.والجسر المهجور أضيئت أنواره والفراشة أخذت تحوم حول أمنيتها.وصوت حفيف أغصان أمي وهي تقاوم الريح بوجع يتناهى إلي من بعيد..
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. فودكاست الميادين| مع الممثل والكاتب والمخرج اللبناني رودني ح
.. كسرة أدهم الشاعر بعد ما فقد أعز أصحابه?? #مليحة
.. أدهم الشاعر يودع زمايله الشهداء في حادث هجوم معبر السلوم الب
.. بعد إيقافه قرر يتفرغ للتمثيل كزبرة يدخل عالم التمثيل بفيلم
.. حديث السوشال | الفنانة -نجوى كرم- تثير الجدل برؤيتها المسيح