الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عشتار الفصول:111269 المنعطفات الخطيرة في سياقات حركة الانساق الفكرية والدينية والتاريخية للشعوب المشرق

اسحق قومي
شاعرٌ وأديبٌ وباحثٌ سوري يعيش في ألمانيا.

(Ishak Alkomi)

2018 / 9 / 30
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


عشتار الفصول:111269
المنعطفات الخطيرة في سياقات حركة الانساق الفكرية والدينية والتاريخية للشعوب المشرق ..
لا بدّ من أن نقدم تعريفا ُلغويا عن كلمة النّسقُ. ف(النَّسق من كل شيء ماكان على طريقة نظام واحد عام في الأشياء)..
هذا حين نتحدث بلغة فلسفية اعتمدها الفيلسوف والشاعر الألماني مارتن هايدغر حيث تحدث عن الانساق على تنوعها، وازدهارها ،واختلاف كينونتها وجوهرها ولكنني أمقت دوما أن أظل عبداً في محاريب هذا الفيلسوف أو ذاك بعدما أكتشف في نهاية نتائج نظريته بأنه ينتهي إلى شيءمن الغثيان ولهذا تعالوا نخرج من تحت عباءة هايدجر إلى فضاءات نختارها نحن بإرادتنا لتكون محور موضوعنا لهذا اليوم.ونفعل الفعل ذاته الذي قاد هايدغر إلى منظومته الفلسفية. ولكننا نحن هنا نسير في طريقة تؤدي من خلال الأسئلة مجموعة إرهاصات فكرية وفلسفية. ولهذا سنعتمد على الأسئلة في غالبية بحثنا هنا والذي عنوانه . المنعطفات الخطيرة في سياقات حركة الانساق التاريخية للشعوب المشرقية
ونبدأ مع الأسئلة وأفكار تأتي في سياقات الطرح ..
هل ما يحدث في الشرق الأوسط والعالم طفرة عابرة؟!!.
عندما تُريد أن تُهدم أبو الهول مثلاً هل تبدأ بالرأس أم بالأساس؟!!=
=عندما تكون النتائج متضمنة في المقدمات، فلا حاجة لنا بالمداهنة والتفسيرات الخاطئة. .
= مايحدث في العالم من تغيرات جذرية وشرخ حقيقي في الوجدان الجمعي للإنسانية ،هو عملية تصفية حسابات للانساق الفكرية الفلسفية،والثقافية والاقتصادية والسياسية والدينية والمذهبية.
= ماهي الانساق التي ستخرج من حركة الشعوب لكونها أصبحت عائقا أمام تطورها وتقدمها..
هل الاستراتيجية والتكتيك ،تخدمة الأهداف المباشرة للاقتصاد والسياسات العالمية المتصدعة . .
هل التعصب الديني حالة مرضية تدل على اضطرابات في الثقافة الدينية أولاً وإعاقة في النص لتلك الثقافة ثانياً ..
هل علينا أن نختبر نتائج العلوم التطبيقية لكي نقود مجتمعاتنا نحو فضاءات التنمية والتقدم والتطور؟!!
هل القيم المادية ستنتصر على القيم المثالية لكونها أكثر من الثانية تأثيراً في الوجود الفعلي .
للإنسان.
= هل الماكينة الصناعية الغربية عليها أن تُفسر العلاقة مابين الحرب والسلم وأيهما أنفع للبشرية المستمرة؟!
= هل قراءة التاريخ ضرورة ؟ لهذا حين نقرأ علم الجريمة ،وقانون حمورابي ،والقوانين الغربية بعد الثورة الفرنسية ستجد أننا بحاجة إلى قراءة للتاريخ.
وبعد هذه الأسئلة المتضمنة العديد من الإجابات العملية التي تؤثر في سياقات الفكر الفلسفي للإنسان .سنختار ونتوقف عند أهمية فهم مايجري على الساحة الشرق أوسطية.لماذا توقف الربيع الحارق غير العربي في دمشق؟!!
ولماذا لم يتجاوز سورية؟!! على الرغم من جود دول بحاجة إلى التغيير لوكان التغيير كما قالوا مطالبة بالحرية والعدالة؟ وهل في العالم من عدالة وحرية بالمعنى المطلق والفضفاض لكل جماعة دينية أم قومية؟!
هل البحر المتوسط بمخزونه من البترول والغاز كان نقمة على السوريين ؟!
لماذا لم تقبل السلطات السورية بتمديد الغاز القطري عبر أراضيها إلى أوروبا؟!!
هل كانت المصلحة الروسية التي تُصدر الغاز إلى أوروبا عائقا أم ماذا؟؟!!
وهل الحرب الكونية على سورية ،كان نتيجة ازدياد سكان الكرة الأرضية؟
أم ازدياد في معدل الرأس مال العالمي والصناعي الغربي وخاصة العسكري منه؟
وهل الصراع بين أقطاب رأس المال العالمي هو أساس اللعبة.
وما الجانب السياسي سوى تحصيل حاصل للأقوياء ؟!!
نعتقد بأن الدراسات الاستراتيجية، ونتائج البحوث، ومراكز الاستطلاع العالمي والتي تخص الاقتصاد تؤكد على مجموعة معطيات تسير جنباً إلى جنب مع نتائج الثورة الرقمية.
مما يجعل مسألة الفصل بين السياسات الاقتصادية العالمية القديمة ،وبين المستجد من الآراء غير واضح المعالم.مما يؤدي إلى تضارب في الآراء بين القطب الغربي بقيادة الولايات المتحدة وقوانينها، وأوروبا وقوانينها، والمعسكر الشرقي بقيادة الصين وروسيا ومعهما بعض دول أفريقيا والدول اللاتينية .
إنّ ارتباط النتائج التي يُخلفها الفعل الإنساني سواء أكان فرداً أم جماعة بمثيلاتها من الأفعال ، وحتمية تفاعلها المباشر وغير المباشر .يجعل من القوة الاقتصادية المسيرة بفعل سياسي منظم ومنتظم في الإرادة. تقوم بتغيير في آراء الجماعات التي ترتبط معها بحبل مشيمي غير قابل للقطع أو البتر إلا إذا تغيرت الأنظمة السياسية المناهضة لتلك القوى ...
وإذا ما ودعنا بعضا من أسئلتنا إلى رحاب الاستطراد نقول.
إنّ الدور الذي تقوم به العلاقات الاقتصادية، والتجارية ،والثقافية في تغيير الثقافات العالمية من الأمور البديهية ،ولهذا نرى ازدياداً حاصلاً في تفتح الذهنية الإنسانية لدى المجتمعات التي تتعامل مع بعضها بالتجارة .وللتبادلات التجارية والثقافية دوراً هاماً وفاعلاً في عدم إبقاء شعوب القارات منغلقة على ذاتها.وتجتر ثقافتها وتاريخها دون أن تتفاعل مع العالم الآخر.
وهذا ما كان قد لعبته التجارة العالمية منذ أقدم العصور ،تلك التجارة التي اعتمدت على وسيلتين هامتين .الأولى كانت البحار من خلال السفن الشراعية. وتلك كانت الوسيلة الأهم. في تجارة العالم القديم آنذاك. بحيث تصل السفن التجارية من السويد إلى الصين وهكذا. كما لعبت القوافل التجارية المحملة على الجمال والبغال .دورا هاما أيضا في تلاقح الحضارات والثقافات ،وكلنا يعرف مدى أهمية طريق الحرير الذي كان يصل الشرق بأوروبا .ومدى الدور الذي لعبه ليس في نقل الثقافات الاقتصادية بل ثقافات الشعوب وعاداتها وتقاليدها وحتى طريقة تفكيرها وسلوكيتها الدينية . .
نسوق هذه الجزئية لنصل إلى نتائج بشأن التجارة الحالية في العالم، وأثرها على تغيير السلوك العام لدى شعوب المعمورة.
كما أن التقدم الثقافي ،والعلمي ،والصناعي . وخاصة الصناعة الحربية ،وصناعة غزو الفضاء ،والصناعات الرقمية . أدت إلى تبدل منطقي ومقنع في الذهنية العالمية حول مجموعة القيم المعتمدة ،والمثبتة في ذهنية تلك الشعوب على اختلاف أنواعها وتسمياتها القومية والدينية ..
لقد بينت للعالم الساذج ،بأن التمسك بقيمه جميعها ،أصبح من الأمور غير المقبولة ،لابل يُعتبر التمسك بها .عبارة عن التمسك بالجهل والشعوذة ،والخرافة .
كما بينت الثقافة الرقمية ـ بشكل غير قابل للشك ـ مدى وهمية وهلامية الأفكار الدينية التي لا تسقي جائعا. بينما بهاتف نقال أستطيع أن أتحدث مع العالم وأنقل الصورة التي أقوم بتصويرها حالا. .
وأما المنعطف الخطير الذي تهدم في هيكلية القيم الدينية كان من خلال الحرب العراقية السورية .بحيث بينت بأن الوحش الكاسر هو الإنسان عينه ــ وخاصة عند من يحمل أفكاراً دينية متعصبة ـ، كما بينت بأن الوحشية جزء رئيس من الكينونة البشرية الجاهلة .عندما تموت القوانين الوطنية الضابطة لتلك القوى الحيوانية .وبينت للإنسان بأنّ المقدسات على اختلاف تسمياتها وأشكالها ومظاهرها سواء أكانت الصور أم التماثيل أم دور العبادة على اختلاف الديانات والمذاهب وغيرها. ليست سوى أوهام للمعاقيين ذهنيا وعقلياً.وأنها غير قادرة على كسر يد من عبثوا بها ،وقد كَثُرت الأسئلة المشروعة وغير المشروعة لدى الجماعات التي رأت بأم عينها فظاعة وشناعةى الفعل المتوحش لدى جماعات تدعي بأنها سيتُقيم شرعها ، فكانت أسئلة هؤلاء المساكين الضعفاء تقول؟ أين هو ذاك الذي نُناديه ليل نهار. تعال خلصنا من الوحوش. لماذا لم تأتِ أيها القادر لماذا تتركنا لحالنا نُعاني ؟ أليسبيننا من يعبدك بحق؟؟!! وكل الأسئلة مشروعة وشرعية .
لماذا لم يتحرك ويُحدث ولو صدمة لدى أولئك المجرمين القتلة ليكفوا عن فعلهم ؟!!
وإذا كانت دور العبادة للمسيحيين قد أحدثت شرخاً واضحا في العقلية المسيحية المشرقية ،فإنّ ماحدث مؤخراً في الكعبة ليس بأقل مافعلته حالة التوحش التي وقعت على أماكن عبادة المسيحيين في شمالي العراق . ولهذا نجد تغييراً واضح المعالم في الذهنية المشرقية خاصة حين بدأت تُعيد حساباتها بطرق عديدة ومختلفة .وإذا كانت هناك حالة من الخجل الذهني تجاه المقدسات التي أُؤمن بها .فإنّ الشكل الأوضح تم من خلال التغير الواضح في سلوكية الناس، وخاصة الانفلات غير المسبوق في جميع الاتجاهات . ولا نُريد أن ندخل في مجموعة قراءات للأخلاق والتعاملات الاجتماعية وحتى الأسرية.
إنّ هذا بعضاً مما حدث، وكنموذج أوردناه هنا .
لهذا نجد بأننا بحاجة ماسة، وضرورية ،ومفصلية لنعيد قراءة الماضي ، والتاريخ، والثقافة، دينية كانت أم مذهبية. أو سياسية أم الاقتصادية تلك التي نتعامل معها يوميا.
ولهذا تجري بشكل حثيث .عملية تصفية ،وغربلة ،ونحت ،وبري ومحو.لمجموعة أفكارنا ومعتقداتنا الدينية والمذهبية بالمقارنة والمماحكة ،والمحاورة ،والمناجاة بين الذات والعالم ،بين نحن والواقع المادي حيث تفعل تلك المشاهد غير المألوفة التي حدثت في العراق وسورية فعلها الفاعل والمؤثر في النفس الإنسانية شئنا أم آبينا.إنها تؤثر بشكل غير قابل للمناقشة بحيث بدأت مواسم تأثيرها تحصد العديد العديد من أفكارنا ،ومعتقداتنا .ولكن لانُظهر حقيقة تلك المتغيرات لدينا.لخوفنا من الاتهام بالإلحاد، والكفر والزندقة.
إنما في الحقيقة لقد تغيرت العديد من ثوابت مجتمعاتنا الروحية والفكرية والثقافية . .
إنّ ما نقوله هنا ليس من نسج الخيال ، لا أبداً بل هو واقع حقيقي . وكان هذا التغيير من قبل أحداث العراق وسورية يتواجد بين طبقات أرستقراطية وغنية أو ممن سافر إلى الغرب والعالم وعبر تخوم الخوف من السلطات والمؤسسات الدينية .
لكن مع الحرب المشرقية تتصاعد وتيرة تلك الأفكار والمتغيرات الجذرية .
ومن هنا يستلزم فعلا وضع يقوم على الإقرار بما يلي:
آ= عقد مؤتمر للأديان العالمية ينبثق منه لجنة مهمتها وضع أسس للأخلاق العامة والضرورية للبشرية.وصياغة مجموعة وصايا تجمع الثقافات الدينية والروحية في مسلة واحدة تكون علامة للعالم القادم
وأن يتم على صعيد الديانات غربلة لثقافتها التي لاتتناسب مع الواقع والمتغيرات ،والقادم من التطورات.وإن لم تفعل وبجدية لغربلة التراث الديني وحتى النصوص الدينية التي وجدت أصلا في فترة تاريخية لخدمة الإنسان .فسوف يأتي اليوم الذي تندم عليه أجيال تلك الديانات لعدم الاستجابة لما يُطرح من أفكار لغربلة تراث يعج بآراء تتعارض مع الحياة برمتها ..
أجل الحياة بمفهومها العام والخاص. بمفرداتها، وسلوكيتها بتنوعها الجغرافي ،والزماني.كما نطرح هنا ضرورة أن يعم هذا الأمر على المذاهب كافة في نفس الدين الواحد .
وفي هذا المجال نقول بأن الانساق الدينية تنقسم إلى عدة أقسام.
1=الديانات المشرقية كالبوذية والزردشتية والسيخية والبهائية والشامانية والويكا والطوطمية وغيرها .
2= الديانات التي يسمونها سماوية. اليهودية والمسيحية والإسلام وأضيف هنا الصابئة واليزيدية .
فهذه الانساق الدينية بحاجة ماسة إلى قراءات علمية وموضوعية وإنسانية حتى تستمرفي الوجود وإلا سيأتي اليوم التي تغدو فيه كالديانة الشمسية والديانة القمرية التي نرى لها بقايا معابد في بعلبك في لبنان وغيره من أماكن.
من هنا نجد ضرورة وضع كل الديانات وثقافتها على محط النقد المقارن وبعقلية غير منغلقة بل متفتحة، فهناك علماء ولكنهم يتعصبون لمعتقداتهم فهؤلاء لا يجدون نفعا وهم أساس تدمير المجتمعات وخاصة المشرقية منها.
وإذا كانت الانساق الدينية والمذهبية قد أصابها ما أصابها ويجب تغييرها فإن الاقتصاد العالمي الحالي يُشير إلى مجموعة إرهاصات هي أساس الفوضى الخلاقة في الشرق وخاصة الذي يحدث في سورية.
إنّ نمو وتطور اقتصاديات العالم مع أهمية الصراعات حول مراكز القوة الاقتصادية جعل العالم يتوحد متخلفه ومتقدمه على فعل تهديم سورية.
فالحرب السورية ليست بين السوريين أنفسهم ،وبين مذاهبهم الدينية، والسياسية وحسب. بل تتعدى المسألة إلى الصراع العالم على سورية ،ومكانتها الجغرافية والاقتصادية، ومخزونها من الغاز والنفط والمعادن الثمينة.كما تلتقي كل هذه الأسباب مع الخطاب السياسي السوري الذي تبنى مفهوم الصراع مع إسرائيل . هذا وغيره سيؤدي بالنتيجة إلى أن تنتهي الأمور في سورية إلى حرب كونية لتدمير الأسلحة المنتهية صلاحيتها ، ولتجريب ما هو جديد من أجيالها.
ولتداخل العالم الخارجي في المشهد السوري ،سواء البعيد أو القريب ،سيؤدي إلى تغيير في الخرائط السياسية ،السورية أولا ومحيطها ثانيا ،وسوف تتغير جميع المفاهيم والثوابت إن لم يكن قد تغيرت وأنهى أمرها في أن سورية لن تنتهي الحرب فيها حتى يتم اقتسام المصالح العالمية على أرضها ،عندها يمكن أن نرى شكلا أخر من سورية.في نظامها الإداري والسياسي والديني والمذهبي.
والحديث يطول إنما مايجب أن نتنبه له أنّ لكلّ فترة تاريخية سياقاتها وأفكارها ونماذجها والخرائط الوطنية كما الأفكار التي يمكن أن تتغير وبجرة قلم عندما تتلاقى مصالح العالم على منطقة ما.
الحرب السورية ليست عسكرية ولن يكون لها نهاية واضحة وفترة زمنية معينة.
الحرب السورية .هي حرب على الهوية السورية القديمة القابعة الآن في غرف الإنعاش مالم يأتي المنقذ من ضلال الشعوب المتمسكة بالهوية الدينية .بدلا من الهوية الوطنية.
وما نراه اليوم على أرض الواقع ليس النهاية دوما.
وعلينا أن نُعيد قراءة حيثيات الثورة الفرنسية لنعرف ما نقوله.
اسحق قومي.
شاعرٌ وأديبٌ وباحث سوري مستقل يعيش في ألمانيا.
30/9/2018م









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد -الإساءة لدورها-.. هل يتم استبدال دور قطر بتركيا في الوس


.. «مستعدون لإطلاق الصواريخ».. إيران تهدد إسرائيل بـ«النووي» إل




.. مساعد وزير الخارجية الفلسطيني لسكاي نيوز عربية: الاعتراف بفل


.. ما هي السيناريوهات في حال ردت إسرائيل وهل ستشمل ضرب مفاعلات




.. شبكات | بالفيديو.. سيول جارفة في اليمن غمرت الشوارع وسحبت مر