الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


- الصباح الاحمر بالمغرب - : الاعتقال السياسي

سفيان الجبلي

2018 / 9 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


الحركة الاسيرة بسجون الملك :
تنوع وغنى الانتماء واصرار على المقاومة ؟

تعيش سجون النظام المنتشرة على امتداد جغرافية الاعتقال السياسي بالمغرب بكل من فاس . مكناس , تازة , تاونات , القنيطرة , الحسيمة الراشيدية وميدلت , بين الفينة والاخرى معارك الامعاء الفارغة والبطون الجائعة مدشنة اصرار المعتقلين الابطال على التمسك القوي بالنضال والمقاومة من اجل الاتراف بهويتهم السياسية وتحسين شروط الاعتقال والاستفادة من حقوق المعتقل السياسي التي انتزعت بتقديم اغلى التضحيات لاجيال متنوعة من المعتقلين السياسيين من بداية سبعينات القرن الماضي الى اليوم , من استشهاد سعيد المنبهي الى مصطفى مزياني , معارك مستمرة لا تتوقف الا لتنفتح من جديد وبنفس اقوى واطول تفضح وتسقط اخر اوراق التوت عن عورات النظام اللاوطني اللاديمقراطي اللاشعبي المغربي وتبرز وجهه وجوهر الفاشي الدموي عاريا امام العالم , في وقت لا يكف هذا النظام عن تشنيف أسماعنا بأبواقه الاديولوجية , واحزابه الرجعية والاصلاحية, بسيل من الخطابات التضليلية والديماغوجية حول "ازدهار" واقع حقوق الإنسان ببلادنا و"قطع المغرب لأشواط متقدمة على درب إقرارها وتعزيزها" وديمقراطية البورجوازية الكومبرادورية التابعة . ولا يكل في تقديم صكوك الشهادات المزيفة لمرتزقة النضال الحقوقي سواء الأوربيين او العرب والمغاربة منهم .
تستمر معارك الاضرابات الطعامية . ومعها يطوي الرفاق المعتقلين السياسيين بسجون "المملكة السعيدة" , السنوات والشهور والليالي والدقائق من زهرة العمر بغياهب الزنازين الرطبة وسجون الوطن المسيج بالعسس والحرس وخدام معابد الإمبراطور وكهنة العصر . والعشرات من الشباب الثوري يقبع فيها ( السجون) على طول جغرافية المقابر الإسمنتية من الراشيدية الى الحسيمة ومن القنيطرة إلى مكناس فاس وتازة الصامدة .
شباب ثوري متنوع المشارب الفكرية والسياسية والانتماءات التنظيمية . وان كان قاسمه المشترك الانتماء الى التيار الماركسي اللينيني بكل حلقاته . وانتماءه الى الحركة الطلابية المغربية وإطارها اوطم العصي عن الانكسار . وانتماءه الى انتفاضة / حركة 20 فبراير. الانعطافة الكبرى المتعثرة في مسيرة الجماهير الشعبية الكادحة من اجل الحرية والانعتاق . وانتماءه إلى حركة المعطلين حاملي الشهادات بحلقاتها التنظيمية المتنوعة الرافضة لواقع التعطيل والإقصاء وقمع الحق في التعبير والانتظام .وانتماءه ايضا الى الحركات الاجتماعية المناضلة من اجل تحسين شروط الحياة بالقرى والمراكز الحضرية واقاصي مناطق المغرب وحركات مناهضة مصادرة الاراضي الجماعية والسلالية .
شباب ثوري يعكس , بتعدد انتماءه التنظيمي الحركي وتعدد مواقع انخراطه في حركة الصراع الطبقي المتنامي بالمجتمع المغربي , غنى وثراء اطر ومكونات وأدوات الصراع , وكفاح فئات واسعة من جماهير شعبنا وشريحته الشبابية , ضد نظام الاستغلال والبؤس الاجتماعي والاستبداد الفاشي والتبعية للأنظمة الامبريالية , وضد سياسة القمع المتواصل لكل أشكال الكفاح الجماهيري الثوري في الفترة / المرحلة الراهنة من تطور الصراع ببلادنا .
انها معارك بطولية للرفاق / المعتقلين السياسيين من موقع القبر الأسمنتي , في مواجهة لكل أشكال التضييق المنهجي على المعتقلين , ومصادرة الحقوق المكتسبة بتضحيات أجيال من الشهداء من ستينات القرن الماضي الى اليوم .
معارك من اجل انتزاع الاعتراف بالهوية والطابع السياسي للاعتقال . ومن اجل الحق في الزيارة المباشرة والدراسة والتغذية اللائقة والتطبيب والصحة . معارك ومواجهة ضد سياسة التضليل وتزييف الوعي الطبقي الشعبي, بخصوص واقع حقوق الإنسان ببلادنا, وفضح إجرام النظام في حق جماهير الشعب المغربي الكادحة والمستغلة , آخرها انتخابات 7 اكتوبر واحتضان مؤتمرات البحث عن الشرعيات الديمقراطية المفقودة ( مؤتمر الكاب 22 وقبله المنتدى العالمي لحقوق الإنسان بمراكش ).
معارك اتخذت من الأمعاء الفارغة والبطون الجائعة شكلها الأرقى والتي وصلت الى ما يقارب الشهر لمعتقلي فاس ومكناس والرفيق بوشعيب .
وتستمر معركة البطون الجائعة للمعتقلين السياسيين والظلام الفاشي يخيم على سماء الوطن , سقطت معه أقنعة النظام ومساحيق "الديمقراطية والحداثة وحقوق الإنسان" وانكشف الطابع والجوهر الديكتاتوري للنظام وتعمق, بتعمق أزمته البنيوية التي جعلته في موقع استحالة الاستمرار في لعبة الانفتاح المتحكم فيه , والعودة لإحكام قبضة القمع الأسود. فمن قمع انتفاضات الجماهير بالريف الى قمع احتجاجات الجماهير المناضلة من اجل تحسين شروط العيش بالجنوب الشرقي ومختلف المدن المغربية والمراكز الحضرية وقرى وأرياف المغرب . الى قمع احتجاجات الفلاحين ضد مصادرة أراضيهم من طرف الاولغارشية المالية ( الملكية وأمراء الخليج) . ومن ثم قمع احتجاجات وحركات المطالبة لحركة المعطلين وذوي الاحتياجات الخاصة وخريجي برنامج 10000 اطار وحركة الاساتذة المتدربين وتنسيقيات حاملي الشهادات العليا المعطلين وحركات مناهضة خطة التقاعد .
الى قمع ومنع أنشطة الجمعيات الثقافية والتربوية والحقوقية , ومحاولات اعدام الفعل النضالي الاوطمي وارتكاب المجازر في حق الجماهير الطلابية بمختلف الجامعات المغربية وبخاصة مكناس وفاس وتازة ....
وتواكب الممارسة القمعية الفاشية بترسانة من القوانين الرجعية لشرعنة القمع والفاشية , وتجريم الاحتجاج والتعبير عن الرأي والتنظيم الجمعوي والسياسي , آخرها قانون مناهضة العنف الجامعي . قانون الاضراب وتعديل قانون المسطرة الجنائية- بما يحصن اجهزة القمع البوليسية بمختلف أنواعها ويشرعن الاختراق البوليسي ألمخابراتي للحركات وتنظيمات الجماهير الشعبية الكادحة .
وقوانين مالية تعمق وتكثف أشكال الاستغلال للشعب الكادح . والنهب لمقدرات البلاد الطبيعية والاقتصادية ودعم الرأسمال الكومبرادوري والامبريالي عبر الإعفاءات والتخفيضات الجمركية . وخدمة الدين الخارجي وتشجيع التصدير والاستيراد ...وخطط اصلاحية تصفوية لمكتسبات الجماهير الشعبية الكادحة وعلى جميع المستويات وكافة المجالات : الرؤية الاستراتيجة لاصلاح التعليم والمخطط الاستراتيجي , اصلاخ التقاعد , الغاء صندوق المقاصة ....
وتستمر معارك الاضراب عن الطعام لرفاقنا المعتقلين والحركة الحقوقية المغربية مستمرة في المنحى التراجعي والانحرافي - الذي وصل في منتهاه إلى التطابق والاندماج ضمن المنظومة الحقوقية للنظام اللاوطني اللاديمقراطي اللاشعبي ,انحراف عنوانه ممارسة سياسة الصمت والتعتيم عن واقع / قضية الاعتقال السياسي والتخلي عن ممارسة الدعم والتضامن والتبني المبدئي والمطلق لقضية الاعتقال , وفضح إجرام النظام على هذا المستوى والترافع عن قضية الاعتقال السياسي ببلادنا لدى المنظمات الحقوقية الحليفة الدولية والقارية رغم طابعه الليبرالي والمحدود .
ويسارنا الماركسي اللينيني - ورغم حجم العطاء والعمل الميداني والثبات على المبدأ رغم حجم التآمر والهجوم وحملات التشويه والتخريب . مستمر في إعادة نتاج الإعطاب والمثبطات المدمرة للرصيد الثوري للحركة الماركسية اللينينية خصوصا والحركة الثورية المغربية عموما ورصيد شعبنا الصبور من بداية القرن الماضي إلى اليوم . إعادة إنتاج واقع التشرذم والتشتت والتمترس الحلقي في مجموعات عصبوية تشل قدراته على الفعل القوي والمؤثر في حركة الصراع والانتقال بالكفاح من حركة المواجهة والرد المقاوم لسياسة النظام الى موقع القائد وتنظيم الهجوم الثوري لفتح أفق الثورة والتغيير الجدري ببلادنا .
ان واقع الاعتقال السياسي وتناميه الملحوظ في الفترة المعاشة ومعارك الرفاق / المعتقلين السياسيين تسائل كل الثوريين والماركسيين اللينينين المغاربة بالأخص عما قدماه وما أنجزاه من اجل حماية واستثمار تضحياتهم وتضحيات الشهداء من اجل تقدم حركة الثورة ؟ ويسائلون عما إذا كان لم يحن الأوان لنقاش رفاقي هادئ ورصين يثمر وحدة الثوريين الماركسيين على خط ايولوجي / فكري وخط
سياسي وينعكس وحدة تنظيمية على درب بناء الحزب البروليتاري الماركسي اللينيني . التعبير السياسي المستقل للطبقة العاملة المغربية وقيادة اركان جيشها الثوري
ولان اوضاع ومعارك المعتقلين السياسيين هي وضعيتنا ومعركتنا فانها محطة لاعادة النقاش الجدي والرفاقي حول قضية الاعتقال السياسي ببلدنا والذي لا نشك على الاطلاق في وجود مقاربة موحدة او متقاربة في اقل الاحوال للمسالة بما هي قضية طبقية لكونها حصيلة تأزم التناقضات الرئيسية والأساسية التي تخترق المجتمع والنظام تناقض بين الرسمال وقوة العمل / تناقض بين البروليتاريا المغربية وحلفاءها الطبقيين في الاستغلال والاضطهاد وتحالف الكومبرادور والملاك العقاريين وانها محصلة ممارسة النظام ومكوناته للصراع الطبقي في مواجهة القوى الاجتماعية الثورية في المجتمع المغربي وهي الشكل الملموس الذي به تتمظهر وتتجسد هذه الممارسة في الواقع بما تعكسه من طبيعة فاشية / ديكتاوتورية لنظام الحكم بالمغرب لذلك فهي جزءا من طبيعة متأصلة للنظام وذات خاصية دائمة ومتجددة بتجدد واقع ازمة النظام واستحكام استعصاء تناقضاته الطبقية وعجزه عن استيعابها .
مقاربة تستوجب على حلقات ومناضلي التيار الماركسي اللينيني ومن مختلف مواقع ومجالات النضال استثمار القضية كقاعدة مادية لتوحيد القدرات والكفاحات وحشد الطاقات ومركزتها وتدبيرها بشكل سليم ومنهاجي والبناء عليها لإطلاق حركة كفاح مشترك يكون محوره وحلقته الاهم في الظرف الحالي الكفاح ضد/ ومناهضة الاعتقال السياسي والنضال من اجل فرض إطلاق سراح أسرى الحرية والانعتاق ورهائن الحرب الطبقية للنظام ضد كداح الوطن وابناءه الثوريين .
ولتكن القناعة اننا بقدر ما نتكتل ونتوحد في النضال ضد الاعتقال السياسي ومن اجل حرية الأسرى فإننا نناضل ضد العصبوية والحلقية وامراض اليسارية الطفولي ونعزز مناخات الوحدة الثورية العضوية الفكرية والسياسية والتنظيمية بين الحلقات والمناضلين الفرادى واختبار الخط السديد القابل للانتصار في الحياة .
فهل سنكون في مستوى معارك وتضحيات و تطلعات أسرانا وعائلاتهم وشهدائنا وعائلاتهم . المستقبل وحلقات الميدان هي الفاصل والاختبار وعندها لنا كلمة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إنسحاب وحدات الجيش الإسرائيلي وقصف مكثف لشمال القطاع | الأخب


.. صنّاع الشهرة - تيك توكر تطلب يد عريس ??.. وكيف تجني الأموال




.. إيران تتوعد بمحو إسرائيل وتدرس بدقة سيناريوهات المواجهة


.. بآلاف الجنود.. روسيا تحاول اقتحام منطقة استراتيجية شرق أوكرا




.. «حزب الله» يشن أعمق هجوم داخل إسرائيل.. هل تتطورالاشتباكات إ