الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


محطات مختلفة تكشف عن طموحات الرئيس ترمب المبكرة

مروان صباح

2018 / 10 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


للإنصاف إياه يقتضي التسليم بأن نجاحات الرئيس ترمب الشخصية تكاد لا تُعدَّ ولا تحصىَ ومع مرور الوقت يتبين للأمريكيين والعالم مجتمعاً ، بأن الرئيس ترمب قد أوشك قبل توليه الوظيفة الأولى في البيت الأبيض ، بأن يعقد عقود جنسية بطريقة أو بأخرى مع أغلب نساء الولايات المتحدة ، وخير دليل على صحة ما نقول ، ظهور كل كم يوم إمرأة تزعم ممارستها الجنس عبر صفقة خاصة عُقدت في مكتب محاماة والشاهد على فعل لياليه الحمر ، رجل قانوني ، أي تقترب العقود المعقودة من تلك العقود الإسلامية والتى تسمى بالزواج المسيار أو المتعة عند الشيعة ، ويبقى السؤال اليتيم الذي لا أحد يرغب بالإجابة عنه ، لماذا عّمَ السكوت قبل توليه الرئاسة ، بل حسب ما أعتقاد وهكذا أرجح ، السبب الرئيسي الذي أجلس ترمب خلف المكتب البيضاوي وغاب هذا التساؤل عن الكثير من المراقبين ، ممكن بقلة دراية أو عن قصد ، هو عنصر النساء الذين بدورهم صوتوا بكثافة لمرشحهم ، لكن كما يبدو ، المحرك الرئيسي والذي جعل بعضهم ينقلِبون عليه ويتدافعون على تقديم ادعاءات وشكاوي ومنهم من قصدَّ الإعلام والإعلاميون بهدف فضحه أو إصدار كُتب سريعة النشر كما هي حال تغريداته ، هي السيدة الأولى ميلانيا زوجة الرئيس ، طالما هناك قاسم مشترك بينهم وبينها ، الذي ولد شعور لديهم بالحسد إتجاه نعيم مستمر يقابله نعيم مؤقت وزال .

يبدو الأمر في الوهلة الأولى غريب ، فالكوكب غير معتاد اعلامياً لمثل هذه الحكايات ، على الرغم من أنها تحصَّل في كل لحظة في كوكبنا وعلى وجهه الخصوص مع من هم أشد انتقادً له ، وما يتعامى عنه أمثال هولاء أو سواهم هو تلك الحقيقة الساطعة بأن ما يحصل مع ترمب وعابراته على الملأ ، يجري على هامش الحياة بكثافة ، بل قد يكاد التحرش اثناء التوظيف أصبح شيْء عادي ويخضع إلى كثير من المساومات الجنسية بل ايضاً صعود سلم الوظيفية يشهد منافسة شديدة فمابالك إذا اقتربنا من المناصب العليا ، على الأخص ، إذاكانت المرأة جميلة والمساوم مقتدر ، تتحول صاحبة الجمال إلى بئر بترول كما يحصل في مجال التمثيل وغيره أشد وطأة ، لكن الغريب بأمر المشتكيات على الرئيس ترمب ، على الرغم من أن الأغلبية الساحقة منهم ، وظيفتهم المعلنة اجتماعياً ممارسة الدعارة ، أي الجنس مقابل المال ، إذاً أين تكمن المسألة أو لماذا هذا التجييش ضده ، أهو استنزاف سياسي أو إعادة تدوير صفقات سابقة التى حصلت داخل غرف النوم والمطلوب الآن إعادة تقيمها من جديد ، بل ما يتوجب طرحه ، لماذا لم ُتثار قضايا ذاتها بحقه بالأمس القريب عندما كان فقط ملياردير وإذا افترضنا حصل ذلك ، كانت القضايا بسهولة يتم استيعابها وإرضاء المثارة ، بالطبع بعكس اليوم ، وهذا يشير بأن جميع القضايا تحمل خلفيات سياسية بحته والذي يؤكد بأن منافسيه ليسوا سوى فارغين سياسياً وكل ما لديهم ، فقط التربص لإخفاقاته اللاخلاقية التى تكاد تشمل جميع السياسيين ، بل كأن نشاط الذهني للمتربصين مختصر على غفلة عين صحفي التقط ضربة وطرقعة ، الاولى ضربة درمز من على جانب الطاولة واخرى طرقعة لكعب راقصة فوق سطح الطاولة .

الأهم من هذا وذاك ، فالرجل مُنذ صغره وايضاً في متوسط عمره وحتى ما بعد سن النضوج بل وأكثر من ذلك بقليل ، كان يُعرف عنه بالتاجر الحربوق والمزواج ، وفي مرحلة متقدمة ، اقتحم عالم الأفكار من خلال تقديمه برامج تلفزيونية ، فهو النجم والشخصية الشهيرة جماهيرياً من خلال خمسة برامج وعلى رأسها برنامجه أكثر شيوعاً ( أنت مطرود ( you fired ) الذي يفسر للمراقب أمرين ، الأول بأن ترمب مقدم البرامج كان منذ زمن بعيد ، يخطط للوصول إلى الرئاسة والأمر الأخر ، يكشف سر سلسلة الأشخاص المطرودون من البيت الأبيض أو من إدارته عموماً ، بل ما هو أخطر من كل ما اسلفناه ، يجد المرء ايضاً ، خلال قرائته لنهجه ، على الأخص ، بين تقديم البرامج التلفزيونية أو إدراته للمال والأعمال والذي حقق فيهما نجاحات كبيرة وهذا يعود إلى مهارته في صنع الاتفاقات وتقديم أفكار شعبوية على طريقته الخاصة التى آمنت له امتدادات واسعة ، فالرجل لا يفاوض من هو نداً له على الإطلاق بل يتركه ويمضي ليخيط بهدوء ثعلبة من حوله ، وهنا تكمن تجربته ، يسعى في المقام الأول إلى كسب الضعفاء وبعصرهم كالليمونة واستنزافهم ، يضعهم أمام خياراته التى لا تقبل التفاوض وبهذا ، يكون قد احاط حول من هو نداً له من حيث لا يعلم المحاط .

لا شك أنه يحمل خصائص جنون التفوق والتعالي وهاتين كفيلتين جعله مقدام على الأشياء ، لأن بهما كسر حاجز الخوف والهيبة ، لكن هناك خلاصة يتوجب الإشارة إليها ، لقد اشتغل ترمب بالتجارة والتلفاز والنساء جميعها كانوا داخل حدود الولايات المتحدة الأمريكية ولكنه لم يكتفي ، لهذا قرر أن يتوسع ليشتغل في العالم وهاهو اضطر اضطرارً للوصول إلى كرسي الإمبرطورية الأمريكية لكي يتسنى له ذلك ، بالطبع انطلاقاً من مفهوم راسخ لديه أنه الأجدر ، بل اعتقد كما كان بارعاً في عمله هناك فهو ايضاً بارعاً تماماً هنا وبشهادة من يشتكون منه نهاراً ويداعبونه ليلاً ، وتبقى النهاية لا تقبل سوى خاتمة من نوع نادر وثقيل ، نختمها بمثل أمريكي شهير طالما الحكاية كلها أمريكية ، يقول المثل ( عندما الأموال تتكلم جميع الأوساخ تمشي ) . والسلام








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. آثار القصف الإسرائيلي على بلدة عيترون جنوبي لبنان


.. ما طبيعة القاعدة العسكرية التي استهدفت في محافظة بابل العراق




.. اللحظات الأولى بعد قصف الاحتلال الإسرائيلي منزلا في حي السلط


.. مصادر أمنية عراقية: 3 جرحى في قصف استهدف مواقع للحشد الشعبي




.. شهداء ومفقودون في قصف إسرائيلي دمر منزلا شمال غربي غزة