الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


- إنّها البداية، وليست النّهاية-

نادية خلوف
(Nadia Khaloof)

2018 / 10 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


عنّي
تصفني النساء بالمتمرّدة، وهنّ يعرفن أنّ التمرد ممنوع منذ أن تصرخ الأنثى صرختها الأولى. هنّ يرغبن أن يرين نموذجاً مختلفاً عنهن ، ولست أنا هو ذلك النموذج المختلف .معاناتي تشبه معاناتهنّ ا. هذا الوصف ليس لي، فأنا مثل نساء بلادي مهزومة مكسورة مهانة من المهد إلى اللحد. هل رأيتم امرأة متمردة تجيد التعبير عن آلام النساء. لست متمردة، ولست ثائرة، ولا أؤمن بالمثالية، لكنّني بعض أن أمضيت عمراً من الضحك علي الذّقون. استيقظت، وكأنّ عصابة كانت على عينيّ. لست معارضة . أحاول فقط أن أقف ضدّ المستبدين جميعاً، وفي مقدّمتهم الدكتاتور السّوري بشار الأسد، وأعرف أنّ ذلك لن يغيّر شيئاً ، لكنّني أحاول الإفصاح فقط. لست متستّرة على أنّني لا قومية لا دينيّة، وأعتقد أن هذا لا يشفع لي إن تجاهلت مظالم طائفة معينة، وهم المسلمون السّنة، وهؤلاء ليسوا إخواناً مسلمين. هؤلاء بسطاء لا يستطيعون فعل شيء إلا العبادة، والطموح بالآخرة لتعوض ذلك العذاب الذي نتعرض له. قد يقول قائل: والتطرف، وداعش؟ والأموات من الطوائف الأخرى؟ أحيل جميع الأسئلة إلى الدكتاتور إن وقف يوماً في قفص الاتّهام، وستكون أوراق كل من تذكرون في حقيبته، لكنهم لن يمرّروا محاكمته، فهو ليس صدام حسين. لا انتقام بينه وبين أمريكا لذا فإنّه سوف يقتل بنيران صديقة . لا جديد في الوضع السّوري، وما بعد الأسد لن يكون أفضل مما قبله، لكن مجرد إزاحته بطريقة ما قد يعطي بعض الأمل للمنكوبين، وسأكون من بين المصفقين لإزالته، ومن الفاضحين للنظام الجديد.
من سيرتي الذّاتية: عشت في حفرة منذ ولادتي، وكلما حاولت الخروج منها لأرى العالم الخارجي. يكبس رأسي شخص ما، أو شبح ما. يتعدّد وهو واحد أساسه الفقر والجهل. بعد أن أزلت العصابة عن عينيّ أحاول أن أتوجّه إلى معرفة الحقيقة كي أعرفها، أو أنقلها، وقد بدأت في ذلك للتوّ. لن أحمل بيدي تعاليم دينيّة، أو سياسيّة . سوف أبحث عن الآلهة، والقديسين وأصحاب النظريات بطريقتي، ولن أسمح لأحد بنصيحتي أو بتهديدي بالنّار الأبدية ، فقد عشت فيها زمناً، وحتى اليوم سوريّة هي النار الأبديّة .


موضوع السّاعة: ترامب ، وبريت كوفانوه


.
يجري في الولايات المتحدة حالياً نزاع سياسي ساخن على المركز التاسع في أعلى محكمة في البلاد، و بعد مزاعم الاعتداء الجنسي من مرشح ترامب القاضي
. بريت كافانوه الذي يبدو مصيره غير واضح حتى الآن . من الواضح أن مكتب التحقيقات الفيدرالي سوف يحقق في التهم الموجهة إليه وسيتم تأجيل التصويت لمدة أسبوع .
لا يهم كيف ستسير الأمور مع القاضي المتّهم، فهناك منظّمة تعمل في الخلف حيث يتم تعيين القضاة وفق معاييرها في الولايات المتّحدة . المنظمة الفيدرالية التي تضم حوالي ستين ألفاً من الأعضاء من كافة أنحاء أمريكا جميعهم من القضاة، والمحامون.اجتمعت في دلاس ، وهذه المنظمة هي التي رشحت كافانوه. .
الجمعية الفيدرالية هي منظمة مجهولة الهوية نسبياً في الولايات المتحدة. ومع ذلك ، فهي واحدة من أكثر المجموعات تأثيراً في سياسة العدالة الأمريكية.
بدأت المنظمة في عام . 1982. أثّرت الجمعية الفدرالية على القضاء وربطت القضاة بها ورفعتهم في نظام المحاكم الأمريكي الذي يتكيف مع وجهة نظرها، وهي تنجح في تشكيل الأشخاص ذوي التفكير المماثل في المحاكم.
لم يتردد ترامب أبداً في الحصول على قائمة من الجمعية الفدرالية حول القضاة الذين يجب أن يرشحهم للمحكمة العليا، وقال في مقابلة مع صحيفة بريتبرت نيوز قبل الانتخابات:" سيكون لدينا قضاة يرشحون من قبل الجمعي الفدرالية"
إذا سقط ترشيح كافانوه، فسوف يختار ترامب مرشحاً آخر من الجمعية.

غضب النشطاء


تقول أماندا هولبوش في نيويورك .أنّ حركة مي تو النسائية أتت عتبة إحدى أكثر المؤسسات الأمريكية تبجيلاً ، وهي المحكمة العليا. وبذلك ، أعطت المرأة المزيد من الوقود للقتال.
توقّف الأمريكيون يوم الخميس ، في المكاتب والحانات والقاعات الدراسية ، لمشاهدة الدكتورة كريستين بلاسي فورد تصف محاولة اغتصاب . راقبوا الرجل الذي ينكر هذا الزعم ، بريت كافانوه ، كيف يرد بغضب ، أما بالنسبة للناجيات من الاعتداء الجنسي والنشطاء من النساء ،فقد كانت الجلسة تذكيراً بأن الرجال الذين قد يكونون عنيفين تجاه المرأة لا ينبغي السماح لهم بتحديد المسار ، وتشكيل المؤسسات ، وإملاء المعايير..
وقالت تاتيانا بيركنز التي اغتصبت من قبل أحد أفراد أسرتها عندما كانت في الثامنة من عمرها ، لصحيفة الغارديان: "أعتقد أنه سيكون هناك حركة حول هذا الأمر، وأعتقد أنها ستكون أكبر من أي شيء حدث من قبل"

لم تشاهد بيركنز جلسة الاستماع لأنها قضت يومها في مسيرة في واشنطن العاصمة ، احتجاجًا على ترشيح كافانوه. وقالت ، وهي تعكس شهادة فورد في وقت لاحق من تلك الليلة :
شعرت بالحزن لكل ناجٍ آخر مرّ بهذا ، لأنني لا أستطيع أن أهتم بنفسي بعد الآن""..
إذا تأكّد ترشيح كافانوه كما هو متوقع على الرغم من إعلان التحقيق من قبل مكتب التحقيقات الفدرالي . تتوقع أنها ستنهار في النهاية وتبكي .
لكنّها قالت : لن تكون النّهاية بل البداية، وقال سام ستاين ، وهو مراسل لصحيفة "ديلي بيست" ، إنه مرمن مجموعة من النساء في مبنى مجلس الشيوخ يوم الجمعة حيث جلسن في دائرة على أرضية خرسانية وتبادلن قصصاً عن تعرضهن للإساءة والاغتصاب، وقالت إحداهن:
"نحن مستعدون للقتال"
منذ إنشاء المحكمة العليا في عام 1790 ، كان هناك 113 قاضيًا. ستة منهم فقط ليسوا من الرجال البيض. ولأنهم معينون من قبل الرئيس ، فإن السجلات القضائية للقضاة تميل إلى دعم أهداف ذلك الرئيس.
وقد توازي ذلك الاهتمام جلسات الاستماع التي أُجريت في عام 1991 بشأن العدالة كلارنس توماس ، والتي شهدت فيها المحامية أنيتا هيل بعد أن اتهمت توماس بالتحرش الجنسي.
قالت فاطمة جوس جريفز ، الرئيسة والمديرة التنفيذية لمركز القانون الوطني للمرأة: لقد أُجبرنا على المشاهدة مرة أخرى عندما تروي امرأة قصتها ، حيث احتشدت غالبية اللجنة حول بريت كافانوه.
حركة مي تو ، والحركات النسائية المشابهة. بدأت بهاشتاغ، وانتهت بحركة عالمية أطاحت برجال في القمة، والتحرش ليس قصراً على النّساء، فهناك بعض الرّجال يتعرضون للتّحرش، ولكن بنسبة أقل، وقد اغتصب أحد أعضاء حزب اليسار في السويد من قبل النازيين الجدد على سبيل المثال.
لقد مشى الممثلون في أمريكا على السّجادة الحمراء وهم يضعون شعار مي تو على صدورهم، وما هي إلا أيّام حتى كشف النقاب عن تحرّشهم. أصبحت أكثر من حركة تخصّ النّساء. هي حركة تطالب بعدم إيذاء الضّعفاء في المجتمع.
حول عمل النساء في سورية
بالنسبة لي لا أرى أن مي تو مناسبة للسّوريات. المجتمع كلّه مغتصب، ولو نشأت حركة كهذه سوف تكون بإذن السّلطة المستبدّة، وبقيادة رجل. نحن الآن في عصر النّازية السّورية، وكل همسة سيكون مصير صاحبها القتل، لكن هل نحن عاجزون عن عمل شيء، ولو في حدود ما ؟ بالطّبع لا. أولئك الذين استمروا في الحياة داخل سورية ، ويحاولون الاستمرار متحدّين كل قوانين الحرب، يمكنهم أن يعملوا الكثير. أعتقد أننا بحاجة لحركات محلّية صغيرة تتوحد مع الزمن. تجمّعات مشتركة تضمّ النساء والرّجال كأن تتبنى تلك المجموعة قانونها الخاص، ويكون موضوع العناية بالآسرة لجهة الانفتاح على الأطفال ومنحهم الأمن للتعبير عن آرائهم حول ما يجري لهم كي يستطيعوا أن يشعروا بالأمان. أن يتعاهد من ينتمي للحركة وليس بالضرورة أن تدعى . أن يمنحوا بناتهنّ قدر مساو من الإرث، وأن يحاولن دعمهنّ مادّياً في حال الطّلاق باعتبار أنّ التنمّر والتشبيح قد أصبح قيمة مجتمعيّة. ليس لدي صيغة، لكنّني أؤمن أن من تحدى ذلك القتل المجنون. يمكنه أن يعيد الحياة. إنّهم أولئك الذين يعيشون في الداخل، ولم يصبحوا ضحيا حتى الآن. يمكنهم فعل الكثير في بيئاتهم الصغيرة، وأهم عمل هو إعادة الحياة الاجتماعية، وليس الافتراضية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو: حماس تمارس إبادة جماعية ورفضت جميع المقترحات المتعل


.. الدكتور مصطفى البرغوثي: ما حدث في غزة كشف عورة النظام العالم




.. الزعيم كيم يشرف على مناورة تحاكي -هجوماً نووياً مضاداً-


.. إيطاليا تعتزم توظيف عمال مهاجرين من كوت ديفوار وإثيوبيا ولبن




.. مشاهد جديدة وثقتها كاميرات المراقبة للحظة وقوع زلزال تايوان