الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النظام القائم بالمغرب -قماش وعضاض...-

حسن أحراث

2018 / 10 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


أذكر سنة 1984، ونحن بجناح العزلة بالسجن المدني بمراكش، سجن بولمهارز؛ وفعلا إنه بولمهارز، لانعدام أبسط شروط الحياة داخله حينذاك. ف"المهارز" (واش من مهارز!!) لك بالمرصاد أينما "وليت وجهك". وليس غريبا أن تجهز تلك "المهارز" على حياة الرفيقين الشهيدين الدريدي وبلهواري وأن تجعل حياة الرفاق خالد نارداح ولحبيب لقدور وعبد الرحيم سايف وعبد الكريم بيقاري جحيما مستمرا لا يطاق، وأن تقف وراء رحيل الرفاق محمد عباد وعبد الرحيم علول ومحمد صلاح بوحمزة. أذكر ونحن في معمعان صياغة بيان مشترك باسم مجموعة مراكش، أن واجهني أحد "الرفاق" بحنق رافضا إلحاحي على إدانة إجرام النظام القائم في نص البيان، مطالبا (استفزازا وتهكما) بإضافة عبارة "النظام قماش وعضاض..."، كإشارة الى أنه لا داعي للمبالغة في استفزاز النظام. بالنسبة لبعض "رفاقنا"، استفزاز الرفاق أفيد من استفزاز النظام.
أين النقد الذاتي؟
وأذكر منذ سنة 1991، تاريخ مغادرتي السجن، إلحاح بعض "الرفاق" على الإشادة بما يسمى ب"القوى الوطنية والديمقراطية" ونقاباتها (أقصد القيادات النقابية). فلا يخلو بيان أو مقال أو منشور من عبارة "القوى الوطنية والديمقراطية". وكلما تم رفض ذلك، كلما ازدادت محاصرتنا وكلما تعمقت عزلتنا ونزفت جراحنا. بالنسبة لبعض "رفاقنا"، استفزاز الرفاق أفيد من استفزاز "القوى الوطنية والديمقراطية" والقيادات النقابية المافيوزية، وليس فقط البيروقراطية (أن تكون بيروقراطيا أرحم من أن تكون مافيوزيا).
أين النقد الذاتي؟
وأذكر الآن، بل نعيش الآن رفضا عبارة عن استفزاز، وللدقة تمييعا لإلحاحنا على ضرورة بناء الأداة الثورية. بدون شك، لسنا أول من دعا أو يدعو الى ذلك. فمن ينسى شعار، بل دعوة الحركة الماركسية اللينينية المغربية منذ سبعينيات القرن الماضي، الى "بناء الحزب الثوري تحت نيران العدو"!!؟
بالفعل، تفسير الواضحات من المفضحات. كما أن ترديد نفس "الأسطوانات" (ولو تكن غير مشروخة) كثيرا ما يصير مزعجا، حتى بالنسبة للرفاق المبدئيين والمخلصين لقضية شعبهم. ببساطة لأنهم يتطلعون الى الجديد الثوري والى المراحل المتقدمة في ظل الصراع الطبقي المحتدم.
للأسف، سنبقى نفسر الواضحات ونردد الأسطوانات رغم حملات التشهير الانتهازية التي تخدم النظام القائم وأزلامه، ومن بينها "القوى الوطنية والديمقراطية" التي أتبث التاريخ (بعد التحليل العلمي) تواطؤها السياسي وخيانتها لدورها الطبقي كقوى إصلاحية.
وسنبقى نفضح إجرام النظام رغم هشاشة بعض "الرفاق" ولطافتهم؛ تلك الهشاشة وتلك اللطافة مصدر راحتهم وطمأنينتهم...
وسنبقى نلح على ضرورة بناء الأداة الثورة الى جانب العمال والفلاحين الفقراء والمثقفين الثوريين، فعلا وقولا، ودوما وأبدا، الى حين انتصار قضيتنا الواحدة.
كفى من التعليمات، وخاصة من خارج معارك الواقع. لنتوحد في الميدان الواحد، أرض المعركة. ولنبدع آليات التواصل المنظم والمنتظم. نحن هنا قاعدون، ننتظر أبناء شعبنا القاعدين...
فليس كل من فر بجلده الى الخارج مناضلا، ولو يلعن زيد أو عمرو أو يعانق الشمس والقمر. لنعانق تراب بلادنا وشمس بلادنا وقمر بلادنا، رفاقنا الأحرار. لنحيا أو نستشهد فوق أرضنا الطيبة المخضبة بدماء رفاقنا الشهداء... كفى كذبا ونفاقا ومزايدات...
عنواننا واضح وأبوابنا مفتوحة، أمام المناضلين الصادقين والمبدئيين...
لقد علمتنا التجربة أن نعانق القضية ورفاق القضية على قاعدة الوضوح والمبدئية والانسجام قولا وفعلا...
كم يؤلمنا التباكي. سواء على الوحدة، أو على العجز المتفاقم في الصف المناضل، أو على المعتقلين السياسيين أو على استشهاد حياة أو فضيلة أو قبلهم محسن...
فكم استشهدت من حياة ومن فضيلة ومن محسن، من قبل ومن بعد، وأنتم غائبون!!
وكم استشهد من الشهداء، وأنتم جاحدون!!
وكم اعتقل من اعتقل، عمال وفلاحين وطلبة ومعطلين...)، وأنتم غائبون، بل شامتون!!
أحكام ترفضونها، وأحكام تتجاهلونها!!
أسماء تزعجكم، وأسماء تطربكم!!
جوائزكم مال وجاه، وجوائزنا قبور وسجون... !!
مع من أنتم؟!!
فلا وحدة، غير وحدة المناضلين الثوريين القائمة على خدمة قضية الطبقة العاملة والفلاحين الفقراء وعموم المضطهدين.
نحن مع نحن...
أما التباكي، فليبك من يهوى البكاء. إن التماسيح تماسيح بالأمس واليوم وغدا (البكاء وراء الميت خسارة). يرفضون الانخراط في المعارك الكبرى، تنظيما وانتظاما، ويغازلون الانتهازيين والمتواطئين سرا وعلنا ضد قضية شعبنا. وتراهم يتباكون ويملأون الدنيا ضجيجا (في قلوبهم مرض...).
أين النقد الذاتي؟
إننا أيها "الرفاق"، أيها "الأصدقاء"، بعد كل ذلك الضجيج، لا نرى طحينا...
كفى من "النضال العاطفي"...
كفى من البكاء، صدقا أو نفاقا...
كفى من التضليل والتغليط والإجرام، للأسف باسم النضال...
فشعبنا لا يرحم، كما التاريخ...
ودمنا ودم رفاقنا بين أيدي شعبنا والتاريخ...
لا ندري من السابق من اللاحق، كما سجلت أمام قبر ابنك الشهيد في غشت 2018.
شكرا با محمد، أب الرفيق الشهيد مصطفى مزياني...
إن النظام فعلا "قماش وعضاض..."،
وأكثر من ذلك، لاوطني لاديمقراطي لا شعبي...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عودة جزئية للعمل بمستشفى الأمل في غزة بعد اقتحامه وإتلاف محت


.. دول أوروبية تدرس شراء أسلحة من أسواق خارجية لدعم أوكرانيا




.. البنتاغون: لن نتردد في الدفاع عن إسرائيل وسنعمل على حماية قو


.. شهداء بينهم أطفال بقصف إسرائيلي استهدف نازحين شرق مدينة رفح




.. عقوبة على العقوبات.. إجراءات بجعبة أوروبا تنتظر إيران بعد ال