الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماذا بعد وصول منظومة أس 300 لسوريا؟

فالح الحمراني

2018 / 10 / 2
مواضيع وابحاث سياسية




أعلنت روسيا في 24 سبتمبر عن قرارها بنشر منظومة الدفاعات الجوية أس ـ 300 في سوريا حيث ستغطي تماما الأجواء هناك أمام الطيران الإسرائيلي وغيرها من البلدان. واكد وزير الخارجية الروسية سيرغي وصول الانظمة الى سوريا، وجرى اتخاذ القرار بعد أن أدت مناورات للمقاتلات الإسرائيلية في الأجواء السورية إلى تعرض طائرة الاستطلاع إيل/20 الروسية لضرب الدفاعات الجوية السورية ما اسفر عن سقوطها ومقتل 15 عسكريا روسيا. وادى ذلك إلى إثارة أزمة في العلاقات الروسية الإسرائيلية غير مسبوقة، منذ استئناف العلاقات الدبلوماسية بينهما عام 1991، وسيكون من الصعب خفض التوتر فيها بسهولة، وإعادة التظاهر بالثقة بين قيادة البلدين كما كانت عليه سابقا. وما ما فاقم الوضع ان إسرائيل لم تعتذر للجانب على دور طائراتها بمقتل ضباطها.
إن قرار القيادة الروسية بنشر منظومة اس 300 في سوريا لم يكن رد فعل سريع على إسقاط طائرة الاستطلاع الروسية، وإنما تنفيذا لقرار كانت موسكو قد تبنته منذ زمن بعيد، وأجلته بطلب من إسرائيل. " بيد أن الوضع تغير الآن" كما قال وزير الدفاع سيرغي شيغو. ويبدو أن روسيا لا تروم وحسب تطبيع الوضع الداخلي السوري، وإنما أن تستعيد سوريا لسيادتها، ودعت في وقت سابق إلى خروج كافة القوى الأجنبية منها. ولم تعد تطيق الغارات الإسرائيلية على سوريا، واستغلال تل أبيب الاتفاق الثنائي في هذا المجال بشكل مفرط وخطير. وأعلنت القيادة الروسية إن إسرائيل لا تمتلك الحق في شن الغارات على سوريا بحجة ضرب مواقع إيرانية، واعتبرته انتهاكا صارخا للقوانين الدولية وميثاق الأمم المتحدة.
ولفت المراقب السياسي مكسيم كازانين إلى إن كارثة قصف طائرة الاستطلاع الروسية ايل 20 أصبحت سببا في تعزيز روسيا بجد حضورها العسكري في سوريا وقال إن العمل الاستفزازي الذي قام به الطيارون الإسرائيليون هو مثل صارخ على نكران المعروف والجحود بالمساعدة، مشيرا إلى أن القوات المسلحة الروسية أرسلت إلى جيش الدفاع الإسرائيلي 301 بلاغا يتضمن معلومات (عن الأهداف التي تهدد إسرائيل)، بينما استلم الجانب الروسي 25 بلاغا فقط. وقال إن الأجواء السورية ستغلق على المدى المتوسط أيضا أمام الطائرات الأمريكية
واكد وزير الخارجية الروسية لافروف وصول المنظومة لسوريا. ويبدو أن الضباط الروس سيديرونها في المرحلة الأولى، وفي غضون نصف عام سيتم تدريب الطاقم السوري الذي سيُدير هذه الأنظمة ونصبها في مواقعها المطلوبة. بعض المراقبين أعادوا الأذهان إلى ان إيران احتاجت عام لنشر مثل هذه الأنظمة في أراضيها.
ونقلت صحيفة "موسكوفسكي كمسموليتس" الصادرة في موسكو بتاريخ 26 سبتمبر عن خبير عسكري كان في السابق آمرا لإحدى وحدات الدفاعات الجوية قوله: بخصوص من سيخدم منظومات اس 300 ، في سوريا يوجد عسكريون متدربون على إدارة المنظومة. مشيرا إلى أن عقدا كان قد اُبرم مع دمشق قبل عدة سنوات يقضي ببيعها منظومات أس 300 ولكن تم فسخة بعد ذلك بطلب من إسرائيل، وفي إطار هذا العقد تلقى الضباط السوريين في روسيا دورة تدريب على إداراتها. وجرى تدريبهم لمدة 6 اشهر في إقليم لينينغراد. وهذا حسب رأيه يعني أن لدى الجيش السوري خبراء يتمكنون من إدارة كافة وسائل الدفاعات الجوية.

وحسب المعطيات المتوفرة سيتم إنشاء نظام إدارة موحدة لقوى ووسائل الدفاعات الجوية في جميع أنحاء سوريا، تدخل في إطارها وسائل الحرب الإلكترونية، ووسائل إطلاق النار. بمعنى سيتم إنشاء نقطة قيادة مركزية موحدة سيتعرف السوريين في إطارها على الهدف بمساعدة نظامهم، والروس بمساعدة نظامهم، وفي الوقت نفسه سيتأكد الروس من هويته ويؤكدون للسوريين لمن تعود هذا الطائرة إن كانت للخصم أو لدولة صديقة مثل روسيا.

ويقول الخبير الروسي المعروف فيكتور موراخوفسكي الذي يعتقد أن سوريا بحاجة إلى اربع وحدات دفاع جوية للسيطرة على أجواءها، و أن الضباط الروس سيديرون الأنظمة في الفترة الأولى ومن ثم يجري تدريب السوريين عليها في غضون 3 اشهر، واذا قررت إسرائيل شن غارات على المواقع في سوريا فيمكن أن تصيب العسكريين الروس مما ستكون له نتائج خطرة بالنسبة لكافة الأطراف. وعلى وفق بعض المعطيات إن روسيا ستنشر حولي 100 رأسا صاروخيا لان كل منظومة تحتوى على عدة صواريخ.

ورغم إن الجانب الإسرائيلي استقبل قرار موسكو بنشر منظومة أس 300 بهدوء ظاهر، غير أنه لم يتمكن من إخفاء القلق الذي انتابه من القرار. ولكنه توعد بمواصلة نهجه بضرب الأهداف التي تهدد أمن إسرائيل في سوريا في إشارة إلى إيران وحزب الله. وتحدثت بعض المصادر الإسرائيلية وحتى الأمريكية على أن بمقدور إسرائيل إيجاد طريقة لاحتواء الأخطار التي تنجم عن منظومات أس 300 وقامت باختبار طرقها على هذا النوع من الأنظمة المرابط في اليونان.

وتنم التصريحات التي اطلقها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ووزير الدفاع ايجدور ليبرمان على إن إسرائيل تأمل في العثور على أتفاق مع القيادة الروسية حول عمل أنظمة أس 300 ، لإتاحة المجال لضرب الأهداف الإيرانية. وتردد إن روسيا رفضت استقبال الوفد العسكري الوفد العسكري الإسرائيلي رفيع المستوى الذي كلفه نتنياهو بزيارة موسكو وإطلاع الجانب الروسي على كافة تفاصيل التحقيق الإسرائيلي بشأن دور المقاتلات الإسرائيلية بضرب الدفاعات الجوية السورية طائرة الاستطلاع الروسية إيل ـ20 في أجواء اللاذقية في 17 سبتمبر، ونقلت وسائل الإعلام عن مصدر في مجلس الأمن الوطني الروسي قوله: ليس هناك خطر من نشوب نزاع مسلح بين روسيا وإسرائيل.

وهناك مؤشرات على حدوث تغيرات في الموقف الروسي من انتهاك إسرائيل المتكرر لسيادة سوريا وحرمة أراضيها، وأعلنت القيادة الروسية إن إسرائيل لا تمتلك الحق في شن الغارات على سوريا بحجة ضرب مواقع إيرانية، وهذا انتهاك صارخ للقوانين الدولية وميثاق الأمم المتحدة. ويعتمد الموقف الروسي لاحقا على مدى التزامه بالاتفاق المبرم مع إسرائيل الذي يمنحها الحق في ضرب المواقع في سوريا التي تقول ( حسب رؤيتها) تهدد أمنها. ولهذا فان الإعلان عن مرور قوافل أسلحة إيرانية إلى لبنان بالقرب من القواعد الروسية في شمال غرب سوريا سيبين مدى صلابة العلاقات بين تل وموسكو. وستواجه إسرائيل حينما تقرر ضرب تلك المواقع خيار شن غارات عليها قد تضرب العسكريين الروس والدفع بالوضع إلى حالة التأزم التام أم إنها ستتراجع عن ذلك.









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماكرون يستعرض رؤية فرنسا لأوروبا -القوة- قبيل الانتخابات الأ


.. تصعيد غير مسبوق على الحدود اللبنانية ـ الإسرائيلية مع تزايد




.. ذا غارديان.. حشد القوات الإسرائيلية ونصب خيام الإيواء يشير إ


.. الأردن.. حقوقيون يطالبون بالإفراج عن موقوفين شاركوا في احتجا




.. القناة 12 الإسرائيلية: الاتفاق على صفقة جديدة مع حماس قد يؤد