الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما الذي يمنع عقد مؤتمرات للأحزاب السياسيه في البلاد

محمود الشيخ

2018 / 10 / 2
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم



كثيرا ما نسمع عن موعد لعقد مؤتمر لهذا الحزب او ذاك في شهر وفي سنة وتمر الأشهر والسنين ولا زال الحديث يدور عن عقد المؤتمر ويجري تأجيله لأتفه الأسباب،او حتى لا يجري اصلا الإستعداد لعقده في التاريخ الذى حدد فيه ولذا يكون مؤكدا تأجيله وسلفا،وجرت هذه المسأله عدة مرات لهذا الحزب او ذاك،وبشكل خاص لأحزاب ما يسمى باليسارظلما او مجازا ،اذ ان اليسار بعد تخلي هذه القوى عن عقيدتها ومشربها الفكري وعن برنامجها السياسي وهيكلها التنظيمي الذى اصيب بالعطب بفعل ما جرى عليه من متغيرات ادت الى خلخلة بنيانه وخلقت فيه ازمة بل ازمات ليست فكرية فحسب بل وتنظيمية وسياسيه،فباتت تلك الاحزاب والقوى هامشية في وزنها وقيمتها وتجردت من الرؤيا السليمه التى كانت تقودها وشكلت عامل قوة من جهه،ساهمت في رص صفوفها ولعبت دورا في تمتين بنيانها التنظيمي،الا ان هذه القوى بعد ان تجردت من عناصر قوتها وعلى رأسها تخليها عن منهلها الفكري وبرنامجها السياسي،اصبحت هلامية لا وزن لها ولا قيمه وباتت هامشيه في الشارع السياسي،لا يحسب لها اي حساب،خاصه انها انشغلت في الدفاع عن المخصصات والامتيازات والوظائف التى باتت تشكل نقطة ضعف لمواقفها السياسيه ان ارادت ان تتميز عن غيرها في المواقف فباتت المخصصات والإمتيازات والوظائف عوامل ضاغطه عليها كي تمررما يراه صاحب السلطة في توزيعها،لذا غدت لا رأي لها ولا سلطان ولا فرق بينها وبين موزع الغنائم،رغم انها حق لها لكنها قبلت على نفسها ان تكون الحلقة الأضعف في ميزان القوى السياسيه وفي عدم تمكنها ان تشكل قطب ثالث على الساحة الفلسطينية،ليكون لها هيبتها واحترامها ووزنها،سبب ذلك ليس الخلافات السياسيه ولا الخلافات الفكريه ولا التنظيميه فلا خلاف بينهم بعد ان تجردوا من الفكر الذى كان يجمعهم وشبه يوحدهم وايضا لا خلاف فكري ولا سياسي بعد ان بصموا على اوسلو ودخلوا حلفاء للموافقون على اوسلوا فما السبب في عدم وصولهم الى اتفاق لتشكيل قطب ثالث غير المسألة الشخصيه،لأن جميعهم مرتاحون في قيادتهم لتنظيمات لا اعتراض على قيادتهم لها بعد ان اصبحوا تاريخين ولا قيادات لا بديل عنهم في تنظيماتهم السياسيه،بعد ان لعبوا دورا في خلق اتباع لهم في تلك التنظيمات ولم يخلقوا قيادات بديلة عنهم لأنهم مثل المخاتير الذين لا يقبلون تسليم اختامهم الا بعد انتقالهم للرفيق الأعلى.
فلو اخذنا حزب الشعب مثالا منذ اربع سنين يجري الحديث عن عقد مؤتمر للحزب ويتفق على تاريخ عقده ثم يجري تأجيله لأسباب واهية لا تسهم لا في تطور حزبي ولا في اعاقة تنظيميه غير عدم جاهزية القياده لعقد المؤتمر وليست القاعده التى انتهت مؤتمراتها في عديد المرات،لكن القيادة التى تمعن في تأجيل عقد المؤتمر لغاية في نفسها هي التى تلعب الدور الرئيسي في عملية التأجيل لماذا ؟؟؟
قد يكون لترتيب اوراقها كي يخرج المؤتمر ناجح على هواها بإنتخاب قيادة حزبية ايضا على هواها فاليوم في احزابنا وقوانا كما جرت العاده تجري الأنتخابات ليست على اساس من الأكفىء بل من الباصم ومن المؤيد ومن التابع ومن الشرشيحه،لا يهمهم القوة الفكرية والسياسيه للمنتخب بقدر ما يهمهم هو من ولمن صوته سيكون في اجتماعات اللجنة المركزية ومن سينتخب للامانة العامه،وكيف سيكون مجرى حياته في القيادة معاكس شرس مؤيد فكل امين عام يبحث عن مؤيديه وعن الذين سيريحونه ويقفون الى جانبه،خاصه فقد شاهدنا الصراع الدائر على مختلف المناصب الرئيسيه في الحزب او في اللجنة المركزية لعضوية اللجنة التنفيذيه ل ( م.ت.ف) مما لعب دورا في زيادة التشققات والتكتلات في الحزب وكأن قوة الحزب تأتي من خلال من هو عضو اللجنة التنفيذية في الحزب او من الوزير او من النائب خاصه في حزب الشعب الذى شهد صراعات كثيرة على المراكز مما ادى الى خروج عناصر كانت مهمة في الحزب تحت شعار خلافات سياسيه دبت في القياده وفي معظمها خلافات شخصية ليس لها علاقة في المواقف السياسيه،فبات الحزب ضعيفا بفعل تلك التشققات ولو بقي الحزب على حاله دون تشقق ولا تفسخ ولا اختلاف او خلاف على المراكز لبقيت قوته الكامنه تشكل مصدرا مهما في بقائه حيا له وزنه ومكانته وبقي دوره بارزا وفي الصداره.
الا ان ما يتسرب من الحزب عن صراعات باتت تشكل عنصرا من عناصر ضعفه وعاملا من عوامل اشتداد الخلافات الشخصيه بين قياداته،على مراكز تشكل عبئا على الحزب بحكم تحكم الاخرين في سلطتها وقراراتها،فما الذي يفيد ان يكون مثلا حنا عميره او بسام الصالحي عضوا في اللجنة التنفيذيه ما الفرق بينهما وما الذى سيضيفه بسام الصالحي ان كان هو عضوا في اللجنة التنفيذيه وليس حنا عميره،او ما الذى سيقدمه بسام الصالحي ويفيد الحزب اكتر من السيد غسان الخطيب في وزارة الثقافه او العمل هل وجود بسام سيضيف عوامل قوة اكتر للحزب من غسان الخطيب مثلا،انا لا ارى ان كان بسام او غسام او حنا عميره في هذه المواقع لن يشكل اي منهم مصدر قوة للحزب اكتر من الاخر غير الصراع على تلك المواقع هو السبب وقد ساهم هذا في بلورة انقسامات جديدة في الحزب ربما اثرها سيظهر في المستقبل وليس الان ان كان لم يظهر بعد،ثم ما سبب الصراع الذى دب بين الأمانة العامه للحزب اثناء وجود مصطفى البرغوثي فيها غير ايضا الصراع على السلطه واتهام مصطفى بمجموعة اتهامات قد يكون لها اساس وقد لا يكون الا انها لا تشكل عناصر تدفع القيادة لخلق عوامل تضييق على مصطفى تدفعه لاعلان الانفصال عن الحزب غير انها كانت في معظمها شخصيه وليست مبدئيه.
ونحن نرى اليوم ان لا خلاف بين ما يطرحه مصطفى البرغوتي باسم المبادره وما يطرحه الحزب ان القيادة الحاليه للحزب خاصه بعد التغيرات التى طرأت على الحزب شكلت عناصر هدم لقوة الحزب سواء الفكرية او التنظيمية او السياسيه وعمقت ازمة الحزب حتى باتت لعبة القيادة هي المناصب والمواقع والتى غدت مفتاح ضعف للحزب ومنحت الاخرين قوة ليس التدخل في حياة الحزب بل منحت الاخرين اعتبار الحزب حيط واطي يمكن القفز عنه.
فما العمل في ظل هكذا وضع غير ان يهب الكادر الحزبي القديم والجديد ويقف في وجه هؤلاء الذين مزقوا الحزب واضعفوه وجعلوه مطية لهم لاعادة الحزب الى سابق عهده بالتدريج حتى يعود له تاريخه ومجده وقيمته واحترامه.
ثم على كوادر القوى السياسيه الاخرى التى تدعي اليسار ان تقف هي الاخرى في وجه قياداتها التى تشكل المعيق لتشكيل قطب ثالث لتتمكن من الوقوف في وجه المانعين لوحدة شعبنا ومن اجل ان يكون لهذه القوى الوزن المطلوب والقيمة اللائقه والاحترام اللائق وحتى تعود الساحة الفلسطينيه متوازنه في عملها بين الفصائل والقوى.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اتساع رقعة الاحتجاجات في الجامعات الأمريكية للمطالبة بوقف فو


.. فريق تطوعي يذكر بأسماء الأطفال الذين استشهدوا في حرب غزة




.. المرصد الأورومتوسطي يُحذّر من اتساع رقعة الأمراض المعدية في


.. رغم إغلاق بوابات جامعة كولومبيا بالأقفال.. لليوم السابع على




.. أخبار الصباح | مجلس الشيوخ الأميركي يقر إرسال مساعدات لإسرائ