الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إنه القرف أيها السادة .. إنه القرف

جعفر المظفر

2018 / 10 / 2
مواضيع وابحاث سياسية



بين أونة وأخرى أقرر التوقف عن الكتابة لأسباب متعددة ليس بينها كبر السن, بل لعله خليط من الأسباب التي تبدو لي معقولة إلى حد كبير. بواقعية, وبعيدا عن إرضاء الذات استطيع القول إنني أديت دوري بما يخص تنوير الراي العام العراقي بحقيقة أوضاع نظامهم السياسي الذي لا علاقة له مع السياسة إلا لكونها وسيلة من وسائل تنظيم العمل بين مجموعة من اللصوص وقطاع الطرق.
عشرات بل وحتى مئات من الكتاب والإعلاميين كانوا راهنوا على إمكانية أن تبيض الديكة. لا أدعي إنني أكثر من هؤلاء وعيا أو وطنية أو عقلا حينما أدركت أن الديك لا يفعل ذلك, متخليا عن جميع أحلام اليقظة التي جعلت البعض يراهنون على إمكانية أن تتطور العملية السياسية بإتجاه إيجابي.
بعد أكثر عقد من السنين وصل عدد كبير من من أولئك الذين كانوا يفحصون مؤخرة الديك كل صباح إلى إدراك معظم الحقائق التي كنت وقلة من الكتاب قد خضنا في مجال التنديد بها وفضحها كاملا.
قلنا أن ديمقراطية المحاصصة ونظام الطوائف المذهبية والعرقية هي أفضل وسيلة لتمزيق الوطن وسرقة ثرواته وترسيخ تبعيته للأجانب وقالوا أن ما من ديمقراطية وليدة في العالم إلا وواجهت صعوبات قبل ان تصل إلى مرحلة الكمال.
وقلنا أن الفساد سوف يتحول إلى وباء مدمر لأنه قضية بنيوية من صلب تكوين النظام وقالوا أن بإمكان الديمقراطية أن توفر اسلحة كافية لمحاربتها. وإنما القضية هي قضية وقت.
وقلنا عن ممارسات الأخوة الأكراد الإنفصالية أنها تضر بهم أكثر مما تضر العرب فذكروا لنا أن تقرير المصير هي مسألة مقدسة.
وقلنا وقلنا وقلنا وتأكد أن كثيرا من الذي قلناه هو الصحيح وأن ما قالوه كانت مجرد أضغاث أحلام.
وها هي البلاد وصلت إلى مرحلة العار على جميع المستويات.
آخر المناظر المقرفة أن ترى مرشحي رئاسة الجمهورية من الكرد وهم يستجدون التأييد والدعم من السفير الإيراني وعيني عينك في مقابلة أذيعت على الهواء.
واحدة من معارك الأمريكيين الحالية هو التأكد فيما إذا كانت روسيا قد تلاعبت من خلال وسائل الإتصال الإجتماعي بالتأثير على الرأي العام أثناء فترة الإنتخابات الرئاسية. المصريون على الجهة الأخرى يحكمون بالإعدام على رئيسهم السابق مرسي العياط بحجة أنه كان يتصل ب (حماس) معتبرين ذلك من باب الإتصال بالأجنبي.
لا أعتقد أن هناك مستوى مقرف من قلة الحياء كهذا الذي نشهده في الساحة العراقية.
التفكير بإعتزال الكتابة حول الشان العراقي السياسي لا يصدر عن نية لإلقاء السلاح وإنما لأن الملهاة الإنسانية في العراق وصلت إلى الحد الذي لم تعد بحاجة إلى من من يؤشر نواقصها, فهي الناقص بعينه.
إنه القرف أيها السادة .. إنه القرف.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -بيتزا المنسف-.. صيحة أردنية جديدة


.. تفاصيل حزمة المساعدات العسكرية الأميركية لإسرائيل وأوكرانيا




.. سيلين ديون عن مرضها -لم أنتصر عليه بعد


.. معلومات عن الأسلحة التي ستقدمها واشنطن لكييف




.. غزة- إسرائيل: هل بات اجتياح رفح قريباً؟ • فرانس 24 / FRANCE