الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اجراءات اختيار مرشحي رئاسة السلطات التنفيذية

سعد السعيدي

2018 / 10 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


منذ الانتهاء من اختيار هيئة رئاسة مجلس النواب انتقلت التحركات المحمومة نحو اختيار مرشحَي السلطات التنفيذية اي رئاسة الجمهورية والحكومة الاتحادية. وصرنا نرى الاعلان كل يوم او يومين عن احد المشبوهين كمرشح محتمل لاحدى هاتين الرئاستين ! وقد لاحظت بان ثمة نقاط مشتركة لدى هؤلاء المشبوهين. فهم ممن لم يكونوا معروفين كمرشحين لاية رئاسة اصلا وانهم ذوي برنامج غير معلن ، والبعض منهم له تاريخ جدا معروف علاوة عن كونه غير مشرف. العملية كما ارى هي تكرار لما جرى في السابق من حيث اختيار ايا كان دون اتفاق واضح مع الناخب.

كما يعرف الجميع هو وجوب ان يخضع اختيار المرشح لرئاستي الجمهورية والحكومة لاسس واضحة ذات اجماع وطني. إذ يتوجب التعريف بتاريخ كل مرشح والاهم الاعلان عن برنامجه للعمل. فتاريخ المرشح هو الضامن لمصداقية برنامجه. انها مهزلة ان يؤتى لهذه المناصب الحساسة بمرشحين لم يفكروا بشغل اية رئاسة اصلا او من المتقلبين او من عديمي الولاء الوطني او من الخاسرين ممن لم يحصلوا على اصوات كافية يمكن ان تؤهلهم للجلوس في مجلس النواب ناهيك عن إشغال منصب سلطة تنفيذية. مما اراه هو ان العملية قد امست مجرد عملية دفع اي وجه او وجوه للمقدمة دون اي توضيح لسبب للاختيار ولا من برنامج عمل واضح. والعملية تشبه الى حد ما لعبة الكراسي الموسيقية المعروفة التي يلعبها الاطفال. ولا يمكن عدم استبعاد وجود تفاوض يجري مع هذا المرشح او ذاك. وفي هذه الحالة يكون السؤال هو هل ان ثمة امر يدبر بليل ؟

وفي خضم هذه المعمعة لم يعد مفهوما ما يريده تحالف سائرون / الاصلاح الفائز بالانتخابات. فلم يرد هذا التحالف تقديم مرشح من عنده لرئاسة الوزراء ، بل ان الفكرة هي ان يكون من خارج الاحزاب (وهو ما يجعلنا نتسائل عن سبب دخول التحالف للانتخابات اصلا وعما تكون الحاجة لاحقا للسباق نحو الكتلة الاكبر) وان يكون كما سماه رئيس التحالف من التكنوقراط المستقل ! اي ان يأتي المرشح من دون جهة سياسية داعمة له اي من لا شيء وبلا اي شيء ! وهذا اللاشيء معناه مرشح بلا لون او طعم او رائحة ولا ببرنامج اجتماعي وسياسي متفق عليه مع الناخب ولا خطة للعمل بالنتيجة. للعلم لا يوجد مرشح لاي منصب تنفيذي في العالم يجري وضعه في موقع يمسك فيه بقياد اي بلد من دون اي برنامج او خطة للعمل ومن دون جهة داعمة تسنده هو وبرنامجه. والانتخابات كما هو معروف هي ليست إلا سباق احزاب سياسية تخدم اهدافا معينة تسعى للوصول الى السلطة باصوات الناخب. فهل يراد منا قبول اي شخص غير معروف النوايا او باخرى غير معلنة جرى اعفاؤه من وزر تعريف نفسه وبرنامجه لنأتمنه على البلد كأحد رئيسي السلطتين التنفيذيتين ؟ هل تهدف هذه الشروط الغريبة اختيار شخص كفوء لايصال البلد الى بر الامان ام ان الهدف هو الضحك على المقابل ؟

ولي ان اسأل في نفس السياق عما جرى للبرنامج الانتخابي لتحالف سائرون الذي في بنده الاول المتعلق بالاصلاح وبناء الدولة يقول "تعتمد هذه الدولة في رسم وتطبيق السياسات العامة، الكفاءات الوطنية والنزيهة من المهنيين والتكنوقراط" (1) ؟ فهل ان المناداة بعادل عبد المهدي الغني عن التعريف وفؤاد حسين صديق الداعية الصهيوني برنار ليفي او حتى للمصوّت للانفصال برهم صالح هو ما عناه بند برنامج سائرون هذا بالكفاءات الوطنية والنزيهة (2) ؟ ومن دون ان نذكر تلك المتقلبة في مواقفها سروة عبد الواحد التي لم تعارض استفتاء الانفصال كما تدعي ، بل وكانت قد سمّت استعادة كركوك بالكارثة والنكسة (3).

ومن حق ايا كان طرح اسئلة ادق للمرشحين. فنبدأ بالسؤال عن خطة مرشح الاكراد الرئاسي لحل مشكلة النفط مع الاقليم ؟ بل كيف سيحلها مرشح رئاسة الحكومة التكنوقراطي المستقل هذا إن وضعنا جانبا مشاكل البلد الاخرى مثل الاحتلال الاجنبي والاستقلال السياسي والطائفية والخصخصة ومحاربة الفساد وانتشار البطالة والماء والكهرباء وخط الفقر وإهمال الزراعة والصناعة الى ما لا نهاية من المشاكل ؟ فكلنا نريد معرفة المواقف والحلول لهذه الامور مقدما وإلا فاننا لسنا بوارد تكرار ما جرى مع الحكومات السابقة. فاي منصب تنفيذي هو مسؤولية كبرى تجاه المواطن والبلد ، وهو قطعا ليس الاتيان باي وجه ليجري تثبيته باتفاقات سرية غير معلنة في هذا المنصب. لذلك فعلى المرشح ان يحوز على ثقة المواطن اولا من خلال الاعلان بنفسه عن برنامجه في الاعلام. لكن يبدو ان السياسيين لم يستوعبوا بعد بان ثمة تغيير قد حل في عقول العراقيين فلم تعد تنطلي عليهم نفس الالاعيب السابقة. والدليل التظاهرات في البصرة وباقي ارجاء البلد.

وثمة سؤال آخر للمرشحين الاكراد حصرا لا يقل اهمية عما طرحته اعلاه اضعه فقط بدافع الفضول. السؤال هو ما يكون القسم الذي يؤدونه مثلا في اقليمهم الذي هو اي القسم قطعا لا علاقة له بوحدة العراق ؟ كيف سنثق بمرشحيهم للفوز بمنصب رئاسة الجمهورية الرقابي على الدستور والتنفيذي حتى ولو ادوا القسم المعروف المذكور في (المادة 50) من نفس الدستور ؟ ومرة اخرى اليس الاجدر بهم الظهور في الاعلام والاعلان عن تمسكهم بوحدة البلد اولا لكسب ثقة اهله حتى ولو لم يفوزوا بعد او يشغلوا أي منصب على مستوى العراق ؟ اليس هذا من مباديء الشرف المفترض توفرها بأي مرشح ؟

انتظر كالآخرين الاجابة على هذه الاسئلة.

روابط المقالة :
(1) برنامج تحالف (سائرون)
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=596127

هيفاء الأمين جمهور الدولة المدنية في ذي قار مشروع برنامج تحالف (سائرون للاصلاح)
https://www.facebook.com/permalink.php?story_fbid=1648564028565932&id=604431636312515&comment_id=1648567585232243&reply_comment_id=1648611245227877&comment_tracking=%7B%22tn%22%3A%22R9%22%7D

(2) تحالف سائرون: فؤاد حسين مؤهل لمنصب رئاسة الجمهورية
http://www.rudaw.net/arabic/middleeast/iraq/260920185

تنويه وتوضيح حول حقيقة الصورة التي ظهر فيها فخري كريم مع الداعية الصهيوني برنار ليفي ومسعود البارزاني وآخرين
http://www.albadeeliraq.com/node/673

(3) سروة عبدالواحد في برنامج المناورة حول الاوضاع ما بعد الاستفتاء
https://www.youtube.com/watch?v=c8jj9_csSQk








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المحكمة العليا تنظر في حصانة ترامب الرئاسية في مواجهة التهم


.. مطالب دولية لإسرائيل بتقديم توضيحات بشأن المقابر الجماعية ال




.. تصعيد كبير ونوعي في العمليات العسكرية بين حزب الله وإسرائيل|


.. الولايات المتحدة تدعو إسرائيل لتقديم معلومات بشأن المقابر ال




.. صحيفة الإندبندنت: تحذيرات من استخدام إسرائيل للرصيف العائم س