الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الندوة الصحفية لهيئة الدفاع عن الشهيدين شكري بالعيد ومحمد البراهمي : بحث عن الحقيقة أو متاجرة إنتخابية بالدم !

محمد نجيب وهيبي
(Ouhibi Med Najib)

2018 / 10 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


الندوة الصحفية لهيئة الدفاع عن الشهيدين شكري بالعيد ومحمد البراهمي : بحث عن الحقيقة أو متاجرة إنتخابية بالدم !
بعض الساسة في تونس منهم مناضلون صادقون يلومون على الجبهة الشعبية وأنصارها التمسك بكشف خفايا ملفي إغتيال بلعيد والبراهمي وما يحف به من أصابع اتهام صريحة موجهة لحركة النهضة الرسمية أو لمجموعات وخلايا سرية رديفة أو داعمة لها ولو دون ارتباط عضوي ، مع ما يعنيه ذلك من كشف شبكات ارتباطات دولية لها علاقة بجل الملفات الحارقة في تونس! ويلومون تحديدا تصعيد المسألة أثناء الأزمة السياسية و تأزم وضع الحكم في تونس تحت مبرّر أن الجبهة تقدّمَ عبر ملف الشهيدين خدمة للسيد الرئيس و جماعته ضد نهضة راشد وحكومة الشاهد وجماعتهم ! طيّبْ أين العيب في ذلك ؟ وأين الخطأ لو كانت اغلب الوثائق التي بنت عليها هيئة الدفاع عن الشهيدين مسرّبة من جماعة الرئاسة ؟
كلّنا يعلم بما لا يدع مجالا للشك أن بلعيد والبراهمي أغتيلا رميا بالرصاص في عمليتين استثنائيتين جدا في تاريخ تونس الحديث ، وكُلنا يعلم أن الشهيدين رمزين سياسيين من الصف الأول في تونس ايام حكم الترويكا ( تمكن النهضة من جزء هام من السلطة ) وكلّنا يعلم أن عمليتي الاغتيال نفذتا باحترافية مما يوحي بتنظيم وتخطيط ورصد محكم ، إذا فهي عملية إغتيال سياسي معدّة ومخطّطٌ لها جيدا تمت في عهد بسط النهضة نفوذها بشكل شبه تام على مفاصل الدولة وأجهزة قضائها وأمنها واستخباراتها وعلاقاتها الدولية ... الخ وهو الأمر الذي عطّل جدية البحث والتحقيق في القضيتين وربما سهّل إفلات جناة أو شركاء لهم وإتلاف أدلّة وبصورة أعم تعويم الأدلة الحقيقية والقضية الاصلية عبر استغلال سلطة القضاء ووزارة العدل تحت مبررات الوفاق السياسي طلبا للاستقرلر السياسي وإنجاح الانتقال الديمقراطي السلمي ... الخ ويجد سلوك النهضة هذا مبرراته في سعيها لحماية أجنحتها و مجموعاتها ( الميليشيات و الأجهزة السرية القائمة على عمليات التهريب و الاستخبار أو تلك المعنية بالملف السوري و الليبي ... الخ ) الرديفة لها أو لبعض قيادتها حتى لو لم تربطهم علاقة تنظيمية وسياسية مباشرة بالحركة الرسمية ! وفي ذلك حماية للحركة واستمرارها في السلطة بوصفها قوة داخلية وإقليمية.
إذا فإن المعركة سياسية بامتياز يخضع التقدم فيها نحو ملامسة الحقيقة مثلما التراجع حد تمييعها وتبخرها إلى موازين القوى السياسية على أرض الواقع ، كلما ضعف أحد أقطابها كلما تمكن ضده من تحريك الامور لصالحه ، ولذلك من الطبيعي أنه كلما احتدم الصراع بين مجموعات الحكم كلما تمكنت المجموعات الهامشية ( من زاوية ارتباطها بأجهزة الدولة مباشرة ) من طرح ملفاتها إلى الواجهة ومن انتزاع مكاسب ولو جزئية ومن زحزحزة الامور بهدف كشف الحقائق ، ومن الطبيعي أيضا في هذا الشأن استغلال هذا الشق أو ذاك من طرفي الحكم المتصارعين لتحصيل جملة من الملفات وتحييد جزء من جهاز الدولة الذي يسيطران عليه ( ورد في الرسالة التي وجهها زيتون ومجموعة من قيادات النهضة إلى راشد الغنوشي إشارة واضحة إلى التخوف من انفراط عقد الوفاق وإمكانية تدخل جهاز سيادي -ربما يقصد الجيش - لحماية أجهزة الدولة من الانهيار بما لا يخدم مصلحة حركة النهضة "نشرت اليوم في موقع حقائق") ، بالإضافة إلى استغلال حالة الارتباك الضرفية التي تصيب الأجهزة الرسمية المكلفة بإخفاء الحقائق أو تعويمها . لذلك فإن الندوة الصحفية لهيئة الدفاع عن الشهيدين بلعيد والبراهمي تُعْتَبَرُ ناجحة في اختيار موعد إعلانها عن المعلومات التي تجمعت لديها من ملفات القضية الرسمية خاصة وان ملف القضيتين لم يغلق بعد وان نتائج بحثها ربما قد تدعّمت بوثائق مسربة لها جراء صراع الاجنحة الحالي .
ومهما يكن من أمر خطورة الملفات التي بحوزة هيئة الدفاع ، فما من عاقل في تونس لا يدرك حجم سطوة جهاز الداخلية و شخوصه ( خاصة القديمة=العميقة منها) ومدى تورطها في ملفات حساسة ( سياسية) من العهد السابق إلى اليوم بالإضافة لتحوزها لتلك المعلومات وغيرها حماية لمواقعها ولانفسها من التتبع والمحاسبة والمقايضة بها من أجل ذلك إن لزم الأمر ومتى لزم الأمر أو على الأقل( بشكل أشرف ) إخراجها للعموم طلبا للمصلحة العامة متى زال الخوف ومعه الحاجة للمقايضة بها ، وفي هذا الشأن يكون الدور السياسي الذي تقوم به الجبهة في سعيها لحصر حركة النهضة في الزاوية وتكثيف الهجوم السياسي والإعلامي عليها في هذا الملف عاملا مهما في إضعاف سطوتها وتراخي أذرعها الممتدة إلى كل مكان إفساحا للمجال للبعض للإفراج عن بعض من الملفات والحقائق التي تتجاوز مأساتي الاغتيالين أو "المتاجرة" السياسية بدماء الشهيدين ، لتمس في العمق قضايا السيادة الوطنية ووحدة أجهزة الدولة ( عملا بمقولة إذا تخاصم لصان ظهر المسروق)








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نازح من غزة ينشئ صيدلية مؤقتة في خيمة برفح


.. غالانت يتعهد باستمرار الحرب ضد حزب الله | #رادار




.. بايدن: القانون الذي صدق عليه الكونغرس يحفظ أمن الولايات المت


.. رويترز نقلا عن مسؤول إسرائيلي: جيشنا يستعد لعملية رفح وينتظر




.. العاهل الأردني وأمير الكويت يشددان على أهمية خفض التوترات في