الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رئيس وزراء بثلاثة جلابيب وسبعة حظوظ.. واختبار عسير لموظفي مصرف الزوية.

اسماعيل موسى حميدي

2018 / 10 / 4
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


رئيس وزراء بثلاثة جلابيب وسبعة حظوظ.. واختبار عسير لموظفي مصرف الزوية.
د.اسماعيل موسى حميدي
يعده كثير من المراقبين والمتابعين للشأن السياسي العراقي بالرجل الاقوى في المرحلة، يحب ايران وتحبه امريكا، إنه المكلف بتشكيل الحكومة الجديدة الدكتور (عادل عبد المهدي).
الرجل الذي مر تاريخه السياسي بكل جلابيب السياسة من قومي عروبي، الى ماركسي ماوي الى اسلاموي وسطي، حتى انتهى به الامر كسياسي مستقل، وهي المرة الاولى التي فيها ستتشكل الحكومة خارج نطاق حزب الدعوة، ولا نقول خارج الحزبية لان رئاسة الوزراء كفيلة بحد ذاتها بتشكل اكبر تحزب من خلال تمحور جماهيري من الوصوليين يلتف حول الرئيس ويوسع قاعدته ويطبل له حتى يصبح زعيما جديدا منافسا بتكتل جديد اثناء الاربع سنوات المقبلة من حكمه.
ونجد ان عبد المهدي الرجل الاوفر حظا من بين سابقيه بتحقيق النجاح في حكومته بحسب المناخ السياسي المتوفر في هذه المرحلة، ويمكن اختصار ذلك بسبعة امور نوجزها بالاتي:
1-تم عرض منصب رئاسة الوزراء لعبد المهدي على طبق من ذهب ،بعد توقف الصراع والخلاف والتنافس بين الاحزاب والطوائف عند عتبه باب بيته ،ولم يكن ذلك بالحسبان له ولنا ولاحزاب السلطة فتلقفها وهو الممنون.
2-الاستقرار الامني الذي يشهده البلد بعد القضاء بشكل شبه تام على الارهاب بمختلف اشكاله وانصرام مرحلة عسيرة مخضبة بالدم في تاريخ العراقي المعاصر .
3- إنحصار التناحر الطائفي والقومي الذي شل البلاد والعباد وانفتاح الساسة على بعض وركن النزاعات الطائفية جانبا بعد دفع الثمن الغالي واخذ عبرة من مساوئ المرحلة.
4-إنفتاح الساسة الشيعة على دول الجوار وتبني نهجا معتدلا في التعامل مع دول تلك الدول وادراكهم بعدم الاستغناء عن الحضن العربي ،والتعامل بشبه وسطية مع الاحداث الاقليمية وتطورات المرحلة .
5-فضح كثير من رموز الفساد في البلد بعد تنامي الوعي الشعبي وظهور طبقة شعبية واسعة تنادي بالدولة العادلة وتتربص للسياسيين المفسدين ما ضييق الابواب على كثير من عتاوي الاحزاب المتشبثة بالسلطة .
6-إنتعاش سوق النفط بعد الارتفاع النسبي له في الاسواق العالمية في السنة الاخيرة وتحجيم النفقات الداخلية وتبويبها من قبل حكومة العبادي.
7-وأخيرا ،الخبرة الادارية والمالية للسيد عبد المهدي، فهو عمل كوزير مالية، فضلا عن المناصب المهمة الاخرى التي شغلها، ومقبوليته من دول لاعبة في الشأن العراقي .
كل ذلك يجعل رئيس الوزراء المقبل الاوفر حظا بادارته للحكومة...ولكن هل سيفاجئنا عبد المهدي بمكنوناته الادارية وحنكته السياسية ويخرج العراق من عنق الزجاجة،هل سيواجه تحديات الاحزاب وضغوطاتها في تشكيل حكومة موضوعية وفق رؤى عميقة يتبناها هو لوحده ،هل سينجح في انتشال الشبكة العنكبوتية لحزب الدعوة التي تشعبت في مرافق ومؤسسات الدولة واحتلت جل المناصب وسيطرت عليها ،هل سيتعامل مع السياسة المالية بمنظور تنموي خلاق ،هل سيتعامل مع القطاع الخاص بما يمليه الخبراء لا المتحزبين وينمي الاستثمار في البلد .. ام سيكون تبعا للساسة الذين منحوه امتياز المنصب ويغازل مزاجهم السياسي...
المؤشرات الاولية من ردود افعال الشارع محبطة وغير مكترثة بقدوم خير لكون وجه رئيس الوزراء الجديد تزامن ظهوره مع وجوه ساسة تذكرنا بالطائفية ،شفطوا ثروات بلادهم واحرقوا خيراته ...
حال الشعب العراقي هذه الايام كحال موظفي مصرف الزوية عند قدومهم للدوام صبيحة يوم مقتل حماية المصرف، فوجدوا الدماء تملأ ممراته وجدرانه من قبل جناة هم حماية لمسؤول كانوا يعولون به على حماية انفسهم في حدود بلدة الكرادة ...الصدمة كانت قاسية لعبد المهدي، والتكتم على نتائج التحقيق وظهورها للاعلام كانت أقسى لنا....هل السنوات الاربع المقبلة كفيلة بتفنيد كل الاتهامات التي لطخت سمعة عبد المهدي جراء تلك الجريمة.. للايام حكاية...؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انطلاق معرض بكين الدولي للسيارات وسط حرب أسعار في قطاع السيا


.. الجيش الإسرائيلي يعلن شن غارات على بنى تحتية لحزب الله جنوبي




.. حماس تنفي طلبها الانتقال إلى سوريا أو إلى أي بلد آخر


.. بايدن يقول إن المساعدات العسكرية حماية للأمن القومي الأمريكي




.. حماس: مستعدون لإلقاء السلاح والتحول إلى حزب سياسي إذا تم إقا