الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بين تَخاذل شارل أزنافور و دُروس سلامة كيلة

محمد زويتنات

2018 / 10 / 4
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


طرحت مواقف بعض ممن يُسمّون أنفسهم يساريين و حداثيين من حدث وفاة كل من الموسيقي شارل أزنافور و المفكر سلامة كيلة الكثير من علامات التساؤل و الإستغراب، إذ في الوقت الذي نعوا فيه وفاة المُغني الفرنسي وعبروا عن أسفهم لرحيله، تجاهلوا من جهة رحيل المفكر المناضل الماركسي الفلسطيني السوري سلامة كيلة ، و دون إثارة النقاش حول حيثيات موقف هؤلاء ودواعيه، التي تُضمِر ما تُضمِرُه مفارقات صارخة ومُقلقة..،سنتساءل هنا عن: موقفي الرجلين-الراحِلين اتجاه القضايا الإنسانية المصيرية و الفلسطينية منها، و أيهما حمِل إلينا رسائل فكرية/قيميّة نحتاج معها لاستيعابها واستلهامِها..؟

هل يدري هؤلاء أن؛شارل أزنافور كانت تربطه علاقات متينة مع الإحتلال الإسرائيلي، و عُرف بِمواقفه المُنحازة اتجاه كيانهم الإستيطاني في أكثر من مناسبة، كان إحداها إحياؤه لحفل غنائي بالأراضي المُحتلة في 2013 متجاهلا رسائل أنصار مقاطعة "إسرائيل" في لبنان و العالم التي وُجهت له لرفض دعوة الغِناء بالأراضي المُحتلة نظرا لما يتكبّده الشّعب الفلسطيني من مرارة الإحتلال و العنصرية الإسرائلييين..،بل و سبق له أن تَسلّم جائزة من الجامعة العِبرية في القدس في2011 متجاهِلا رسالة أطفال فلسطينيينن ناشدوه فيها برفض استلام الجائزة.،وضاربا بعرض الحائط القيم النبيلة الإنسانية التي يحمِلها الفن كرسالة تعادي الظّلم و ترفض سفك حق الآخر و لا تهادئ أو تتواطؤ مع القتلة و الظالمين.. !
في المقابل لماذا استحق سلامة كيلة هذا التجاهل من بعض يساريينا/حداثيينا ؟! ،و ألا يستحق أكثر من نعي و كلمة عزاء؟! كيف لا، و هو المفكّر و المناضل اليساري، و المثّقف الثوري الذي قضى سنين من مسيرة كلّها مدافعاً صادقاً و صنديدا شرساََ عن كل الفقراء و المضّطهدين مهما اختلفت أعراقهم و وديّاناتهم..

ألا يدري هؤلاء أن سلامة كيلة لطالما دعا و حرّض في أعماله الفكرية و تصريحاته الإعلامية بجرأة -المفكر النقدي- إلى التغيير و الثورة مُنحازا بذلك الإنسان و الحقيقة، ناقما على كل أنظمة الإستبداد العربية و القوى الإمبريالية و الرأسمالية و الحركات الصهيوأمريكية فذاق عن مواقفه الشّجاعة تلك الإعتقال و التعذيب،كان آخرها إبان الربيع العربي حين سِجنه النظام السوري لمدة قاربت السنتين..

فهل يفهم اليسار أنه في حاجة إلى استلهام أفكار و شجاعة أمثال سلامة كيلة وغيره من الراحلين؛سمير أمين،فرج فودة،مهدي عامل،طيب تيزيني..إلخ كي يَخرُج من حيرتِه الراهنة و تخندقاته الإيديولوجية،و يستعيد وَهجِه و ألمعيته الشّرِسة بما تستدعيه الظروف المأزقية الراهنة.؟

بمعنى أليس اليسار في حاجة إلى تَذكُّر تاريخه المجيد ؟ ليس بِغرض الوقوف عند أطلاله و أمجاده السّالفة،بل إنما لاستلهام دروسه/قيّمه،و بالتالي هويته كيسار حقيقي ،ذلك اليسار الذي بات كما عبّر عن ذلك سلامة كيلة ألعوبةً بيد الرأسمال المافياوي، و الإمبريالية الجديدة. بالتالي لم يَعُدْ يساراً بأي كل من الأشكال، إنه يسار- كما يقول الرّاحِل- إمبريالي طائفي مافياوي، ما دام اختار هذا الحِلف، و هو بالتأكيد ضد الشعوب، معادٍ لكل ثورة إلا ربما فيما هو متخيّل.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عودة على النشرة الخاصة حول المراسم الرسمية لإيقاد شعلة أولمب


.. إسرائيل تتعهد بالرد على الهجوم الإيراني غير المسبوق وسط دعوا




.. بتشريعين منفصلين.. مباحثات أميركية لمساعدة أوكرانيا وإسرائيل


.. لماذا لا يغير هشام ماجد من مظهره الخارجي في أعمالة الفنية؟#ك




.. خارجية الأردن تستدعي السفير الإيراني للاحتجاج على تصريحات تش