الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الانقلاب العسكري غير المعلن في الجزائر

هادي المختار

2018 / 10 / 4
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


منذ التمثيلية المُحْكَمة (الفخ) لباخرة المخدرات التي ابحرت من البرازيل ورست في ميناء اسبانيا في طريقها الى وهران والتي كشفت قبل وصولها الى ميناء وهران واكتشاف مخابئ المخدرات وكأنها وضعت لاكتشافها بسهولة والفريق احمد قايد صالح يصفي ما بقى من المعارضين له او اللذين لا يؤيدونه من قيادات الجيش والامن والدرك ليُعبد الطريق لخلافة عبد العزيز بوتفليقة وحتى انه احجم نفوذ سعيد بوتفليقة، مستشار الرئيس بوتفليقة، وينفذ الفريق احمد قايد صالح عملياته مُدعيا انه ينفذ إرشادات واوامر الرئيس بوتفليقة، والرئيس بوتفليقة عاجز لا حول ولا قوة له حتى في ان يعتني بنقسه.

اما دعوة او تمني الدكتور عبد الرزاق مقري رئيس حركة مجتمع السلم الاسلامي في ندوته الصحفية للفريق أحمد قايد صالح في أن يساهم في الانتقال السلمي للجزائر٫ ورد احمد قايد صالح "لن نتسامح مع أي تجاوز قد يُؤدي إلى الفوضى" فإنها تمثيلة أخرى مُعدة من قبل احمد قايد صالح نفسه، وليس غريبا للمتاجرين بالدين الاسلامي الاتفاق مع اعدائهم للوصول الى أهدافهم، فقد رأينا في اكثر من دولة عربية وإسلامية مساومات تجار الدين من السنة والشيعة حتي مع اعدائهم للوصول الى اهداف مرحلية قد توصلهم الى سدة الرئاسة، ان ضحايا الإسلام السياسي تجاوزت الملايين من المسلمين منذ 1978.

تذكرنا هذه الحالة الجزائرية بأواخر أيام الحبيب بورقيبة الذي كان عاجزاً عن ممارسة عمله اليومي في إدارة الحكم في تونس، حيث كانت شلة من المقربين لرئيس بورقيبة تتولى الحكم الفعلي لتونس وتغير الحكومات التونسية مع تغيير مزاج تلك الشلة وعدم انصياع رئيس الحكومة لأوامرها ورغباتها الى ان تولى زين العابدين بن علي الحكم مُزيحا بورقيبة وشلته من الحكم.

ان الجزائر تٌحكم من قبل الجيش والجبهة التحرير الجزائرية لأكثر من نصف قرن ولم تُستغل مواردها الطبيعية من الغاز والحديد والزراعة بطريقة سليمة، فقد تبنى الرئيس بومدين ثورة زراعية واعلن قانون الثورة الزراعية في عام 1981 تحت شعار "الأرض لمن يخدمها" فنجحت نسبيا في توزيع الأراضي على الفلاحين ودَعمهم بقروض ومعدات ومواشي وحتي منح رواتب للفلاحين وكأنهم موظفي الدولة الجزائرية، وتبني ثورة صناعية (صناعات ثقيلة) فكان بومدين يحلم في ان يحول الجزائر الى دولة صناعية مماثلة ليابان بدعم من الدول الاشتراكية، لم تنجح الثورة الصناعية لعدم منافسة منتجات المحلية للمنتجات الأجنبية فتفوقت تونس والمغرب صناعيا على الجزائر.

كان هواري بومدين زاهد من الناحية المعيشية والمالية فلم يسجل عليه عملية فساد واحدة وحتى ان اخته ارملة مجاهد في الثورة الجزائرية كانت تقف بالطابور لاستلام راتب زوجها المجاهد٫ ولكنه كان يغضُ النظر عن فساد اركان حكمه من قيادات الجبهة التحرير والجيش والدرك ليجعلهم اهداف لينة للتسلط عليهم او التخلص منهم إذا حاولوا تحديه.
أشار رئيس الوزراء الأسبق عبد الحميد الإبراهيمي الى اختلاس الرسميين من عسكريين ومسؤولين سياسيين لأكثر من 26 مليار دولار أمريكي، ونشرت وثيقة ويكيليكس "الفساد في الجزائر بلغ أبعادا فلكية، حتى في صفوف الجيش، وأشارت الوثيقة الى الفريق أحمد قايد صالح رئيس أركان القوات المسلحة الجزائرية، ربما يكون أكثر المسؤولين فسادا في الجهاز العسكري".

لم تسمح القيادات العسكرية أي سياسي مستقل خارج جبهة التحرير من تولي الحكم في الجزائر وان اضطرت لاستيراد رؤساء من الخارج كما حدث مع الرئيس السابق محمد بوضياف الذي كان مقيما في المغرب ولكن محمد بوضياف لم يخضع للإملاءات الجيش فلم يستمر حكمه سوى 166 يوما حيث اغتيل من قبل عسكري من حمايته، وتم استيراد عبد العزيز بوتفليقة بعد ان اقام في الامارات العربية المتحدة كمستشار لرئيس دولة الامارات. حاول عبد العزيز بوتفليقة ان يغير من سيناريوهات تعيين الرؤساء من قبل العسكر فلم ينجح، فأبقوه في الحكم رغم ارادته وهو عاجز عن إدارة الحكم، فأما الحاكم الفعلي الحالي للجزائر فهو الفريق احمد قايد صالح فقد ازاح الفريق احمد قايد صالح كل من يخشى من منافسته في الحكم فبدأ بمدير العام للأمن الوطني ثم اقال مدير الدرك وقيادات اخرى في الجيش.

ان احدى الأسباب التي تتذرع بها القيادة الجزائرية في استمرار غلق الحدود مع المغرب هي تهريب المخدرات من المغرب الى الجزائر, فان الباخرة البرازيلية اثبتت ضعف ادعاء القيادة الجزائرية، فان ازدهار تجارة تهريب المخدرات الى اية دولة هي من ضعف وفساد أجهزة نظام الحكم وخاصة عند تعدد مراكز القوى.

ممكن للجزائر ان تتصدر الدول العربية اقتصاديا وزراعيا وصناعيا وسياحيا لو تمكنت قيادة مؤهلة وحكيمة من ادارة الثروات التي تتمتع بها الجزائر وخاصة الاستفادة من الكوادر المؤهلة من الجزائريين من المقيمين والمستوطنين في اوربا ولكن يجب ان تنتهي عملية وراثة الجهاد من اجل الاستقلال من قبل شلة تتمسك بوراثة الثورة الجزائرية، فان شهداء ثورة الاستقلال اكثر من مليون شهيد وليست شلة من المنتفعين من دماء الشهداء.

ان الجزائر على فوهة بركان قد ينفجر في اية لحظة ولن يستطيع احمد قايد صالح من اخماده لأنه كما أعلن أحد ضحاياه التي أطاح به "من يريد أن يحارب الفساد يجب أن يكون نظيفا" وستلحق الجزائر بالعراق وسوريا وليبيا واليمن بتسلط عصابات المليشيات وسراق مال العام على الحكم، الا إذا ظهر على الساحة الجزائرية شخصية قوية نظيفة مقبولة جماهيريا تعلن ترشحه للرئاسة كمستقل، فيلتف حولها الجيش والشعب ويُمنع التزوير.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حزب الله ينتقم لمقتل 3 من قادته وإسرائيل تحشد ألوية عسكرية ع


.. التصعيد الإسرائيلي الإيراني يسحب اهتمام الغرب من حرب غزة




.. الأردن يؤكد أن اعتراضه للمقذوفات الإيرانية دفاعا عن سيادته و


.. رئيس وزراء قطر: محادثات وقف إطلاق نار بغزة تمر بمرحلة حساسة




.. تساؤلات حول أهلية -المنظومة الإسرائيلية الحالية- في اتخاذ قر