الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
لمَ لا تأخذ السلط الجهوية بمحافظة تطاوين بالجنوب الشرقي التونسي بيد كاتب-عضوي- مهمّش نالت منه المواجع في نخاع العظم..؟(نداء استغاثة لمن لهم قلوب بشرية..وليست شيطانية ماردة)
محمد المحسن
كاتب
2018 / 10 / 4
مواضيع وابحاث سياسية
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فَـلا تَـرضَ بِمَنقَصَــةٍ وَذُلٍّ __ وَتَقنَـع بِالقَلِيـلِ مِنَ الحُطَـام
فَعَيشُكَ تَحتَ ظِلِّ العِـزِّ يَومـاً __ وَلاَ تَحتَ المَذَلَّـةِ أَلـفَ عَـامِ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قد لا يحيد القول عن جادة الصواب إذا قلت أنّ الثقافة هي التي تعطى للحياة البعد الجميل وهي التي تشعرنا بجمالية الإنسان في كل أبعادة وبجمالية الكون أيضا .والعلاقة بين الإنسان والثقافة علاقة قديمة للغاية بل هي ملازمة له منذ ميلاد الإنسان الأوّل،ومنذ اللحظة الأولى للإنسان تأسسّت معادلة مفادها أنّه لا إنسانية بدون ثقافة،ولا ثقافة بدون إنسان،ولا إزدهار ثقافي بدون الحوار بين كل الرؤى و الأفكار المتعددة .
ولأجل ذلك كانت الثقافة هي السلاح الذي إعتمده الإنسان في تأكيد ذاته وحريته،وتأكيد أنّه خلق ليعيش حرّا.
وعلى إمتداد التاريخ البشري أستخدمت الثقافة لمواجهة الظلم وإحقاق العدل،لمواجهة الديكتاتورية وإحقاقالديموقراطية والحريّة،ويؤكّد التاريخ تاريخ الإنسان مهما كان لونه وشكله ودينه وقوميته أنّ المبدعين والمثقفين هم الذين قادوا التغيير وهم الذين مهدّوا للتطورات الكبرى التي عرفها التاريخ،والفلاسفة والأنبياء والشعراءوالكتّاب والروائيون ما هم إلاّ بشرا من نوع خاص.هم بشر يحملون همّا ثقافيا ويهدفون إلى تغيير حياة الإنسان نحو الأفضل.
.. إن مصير البشرية سيكون مظلما بدون ثقافة تعددية،و القصائد والأشعار والروايات والأفكار التي تحدّت العسكريتاريا في العالم الثالث ستتحوّل إلى منارات لأجيال الغد.وأكبر دليل على ذلك أنّ الأفكار والثقافات كانت وراء كل التغييرات الكبرى الإيجابية التي عرفها التاريخ..
و هنا نقول جازمين أن الثقافة الوطنية هي إرث يجب أن نعتز به نضيف إلى سياقها ومساراتها و لا يمكن أن يتأسس الحوار على إستئصال هذه الثقافة لتحل محلها ثقافة أخرى فرضتها الكوكبية و العولمة وأفكار أخرى موغلة في الدياجير ..
ولعل ما دفعني إلى إثارة هذا الموضوع الشائك والمتداخل والذي أقض أيضا مضجع النقاد والباحثين هو البؤس الإجتماعي الذي يعانية آلاف الكتاب وحملة الأقلام عبر العالم
في ظل رأسمالية متوحشة لا هم لها غير المال والسلاح وتدمير الشعوب ونهب ثروات الشعوب وتجويع الجياع-دون وجل ولا خجل-
ولعل ما يعانيه -كاتب هذه السطور-من مواجع نالت منه في نخاع العظم كنا أشرنا إيها في مقال سابق (وفاة الإبن الأصغر..تواجد الإبن الأكبر خلف القضبان،إصابته (الكاتب) بمرض عضال (جلطة على مستوى اليد اليمنى نتيجة صدمة ما بعد الموت) في ظل غياب تام للسلط الجهوية بتطاوين للأخذ بيده ومؤازرته في محنته ومن ثم تخفيف الأوزار من على عاتقه،خير دليل على إغتراب المثقف وتقوقعه داخل محراب الإحباط يجترّ مواجعه ويتوسّد في ليله الموغل في الدياجير إنكساراته الأليمة..
والآن..
هاهو (كاتب هذه السطور) في نفق مظلم لا رفيق ولا صديق..غير الطريق..لا بإستطاعته معالجة نفسه..ولا جلب الشفاء لزوجته..ولا أيضا إصدار كتاب آخر ينضاف إلى كتبه يرثي فيه نجله..ولا مال يعينه على نوائب الدهر..هذا في الوقت الذي أغلقت فيه السلط الجهوية بتطاوين الأبواب في وجهه ونأت بنفسها عن معاناته..!!
ولكن..
سأظل أكتب بحضور الفكر والضمير أيضا..وسأظل كذلك على إستعداد للشهادة من أجل ما أعتقد أنه الحق،ورغم أأنهم-حرموا علينا،حتى حق الإستشهاد.واحتكروا لأنفسهم" بطولة الرأي الواحد" التي سنبقى نرفضها..ولو لم نجد غير أظفارنا وجدران المقابر أدوات للكتابة والنشر..وكما قال شاعرنا الفذ المتنبي-: عش عزيزا..أو مت وأنت كريم..بين طعن القنا وخفق البنود..
وأرجو أن تخترق رسالتي سجوف الصمت في أروقة السلط الجهوية بتطاوين..وأن تستساغ جيدا بمنآى عن كل تأويل مجانب للصواب..
محمد المحسن
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. رويترز عن مصادر أمنية: 36 قتيلا بقصف إسرائيلي على حلب بينهم
.. شعارات الحملات الانتخابية..جدل الإنجازات وسخاء الوعود
.. المرصد: الغارات الإسرائيلية على حلب استهدفت مستودعات أسلحة ت
.. مسؤولون أميركيون: أضعفنا قدرات الحوثيين لكن الحرب ضدهم لم تن
.. كيف نراقب الوزن في شهر رمضان؟ |#رمضان_اليوم