الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خواطرفي اليوم الاممي للمدرس 5 اكتوبر

كمال آيت بن يوبا
كاتب

(Kamal Ait Ben Yuba)

2018 / 10 / 5
التربية والتعليم والبحث العلمي


شعارنا : حرية – مساواة -- أخوة


من بين الكتابات التي كانت تؤسس فضاءات المدرسة المغربية في السبعينات هذه :

قم للمعلم وفه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولا
للشاعر أحمد شوقي

ثم
من علمك حرفا فقد صنع لك سيفا
ثم
تعلم الأشاء خير من جهلها
ثم
من تعلم لغة قوم إستأمن شرهم

هذه الكتابات تترجم ثقافة حربية إحترازية تتوقع الشر من الآخر و تقدس الأفراد .و يجب تغييرها بعد الوعي بها.

و لعل المقصود ب"كاد المعلم أن يكون رسولا " هي أن يكون مثل "النبي" في المقام و يجب إسباغ الوقار عليه بل القداسة.
و لكن المعلم يحمل فعلا "رسالة" حقيقية معرفية تعليمية لتلاميذه المفروض أنهم بحكم سنهم الأصغر منه يجهلونها و يأتون للمدرسة لتعلمها .فهو إذن رسول فعلا و ليس "كاد المعلم أن يكون رسولا".

لكن المعلم هو إنسان و ليس ملاكا .و الانسان خطاء .و المفروض هو احترامه .هذا الاحترام لا يعني الخضوع له كخضوع العبيد لسيدهم و انما التعامل معه بشيء من تقدير مسؤوليته المشغول بها و هي الرسالة التي يؤديها .و بالتالي فتقديس الافراد لا يجب ان يكون ذي موضوع هنا .لأن التلاميذ ايضا لهم حق في الاحترام و تقدير السن التي هم فيها .

و بما ان الاستاذ والتلميذ بشر و خطائين فالصواب هو احترام الجميع و الوعي بهذه المسألة البسيطة.و لنقل في المدرسة يتعلم الجميع .لكن الجو الذي يجب ان يطبع هذه العملية هو الاحترام المتبادل .

في سنة 2011 في المغرب حيث كنت قد انتقلت من قرية تسمى بلدة "عَرْبا وا " (نحو 150 كيلومتر شمال العاصمة الرباط في اتجاه مدينة طنجة ) لقرية أخرى نحو الجنوب في المنطقة الشمالية الغربية تسمى "سيدي علال التازي" (نحو 80 كيلومتر شمال العاصمة الرباط في اتجاه مدينة طنجة ) جاءت مذكرة من الوزارة توصي المديرين بالتعامل مع التلاميذ باحترام دون إثارتهم أو إبداء أي عدوانية تجاههم أو تعنيفهم أو غير ذلك ..

و منذ ذلك التاريخ و المدرسة المغربية تعرف حرية كبرى و احترام و معاملة فريدة للتلاميذ حتى ان بعض الذين لم يفهموا هذه الرسالة وكانوا من المشاغبين صاروا يهاجمون الاستاذة داخل حجرات الدرس و خارجها ( هناك العديد من الفيديوهات في يوتيوب توثق هذا الامر المخجل لا أريد ان أريكم إياها ) . مما تطلب من المسؤولين التدخل السريع لمحو هذه الظاهرة اي ظاهرة العنف المتزايد داخل المدارس.و لعل آخر مثال صارخ عن هذه الاحداث ما حدث في مدينة خريبكة المغربية حيث عنف استاذ للرياضيات تلميذة ووثقت التلميذة الحدث بالفيديو .ثم بعد ذلك صار صلح بينهما ..الخ ..و قد رأينا المسؤولين في الوزارة و في الامن كيف تعاملوا مع الحدث بسرعة كبيرة ...

إن العلاقة بين التلاميذ و أساتذتهم يجب ان تضبطها البيداغوجيا وعلم النفس و الحذر الشديد في الاقوال والافعال المفروض فيها ان تجعل الاحترام مفروضا بالمحبة و المعاملة الحسنة و ليس باي شكال اخر من اشكال السيطرة.

المحبة المسؤولة تتأنى و تؤدب بالحسنى و فعل الخير و تسبغ الإحترام على الاخر و تجعله يحترم لزوما اثناء عملية التعلم والتعليم و ليس التعامل الاداري او السلطوي الجاف او الفاشل الذي يحبط اكثر مما يشجع على الاستمرار في العمل و التعلم ...

هذا لا يجب ان يجعلنا نغفل الجوانب المادية المتعلقة بظروف عيش و حالة الاستاذ والتلميذ المادية .فغالبا ما تكون مثل هذه الاحداث مسرحها الاوساط ذات الكثافة السكانية العالية والاحياء الفقيرة ...

و اذن فيجب النظر للظاهرة في شموليتها .

فتحية للاستاذة و المعلمين و التلاميذ في العيد الاممي للمدرسين الذي هو 5 اكتوبر من كل سنة..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة الفرنسية توقف رجلاً هدد بتفجير نفسه في القنصلية الإير


.. نتنياهو يرفع صوته ضد وزيرة الخارجية الألمانية




.. مراسلنا: دمار كبير في موقع عسكري تابع لفصائل مسلحة في منطقة


.. إيران تقلل من شأن الهجوم الذي تعرضت له وتتجاهل الإشارة لمسؤو




.. أصوات انفجارات في محافظة بابل العراقية وسط تقارير عن هجوم بط