الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جائزة نوبل للسلام

رحمن خضير عباس

2018 / 10 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


جائزة نوبل التي نالتها العراقية الإزيدية نادية مراد ، كانت بمثابة انتصار للضحية على جلٌادها الإرهابي ، الضحية العزلاء والتي لا تمتلك سوى إنسانيتها ، وإيمانها بعدالة موقفها . فقد استطاعت الصمود بوجه القتلة وحقدهم الأسود. وإسلحتهم الفتّاكة ووحشيتهم التي تنتمي إلى عصور همجية موغلة بالتوحش والقتل والتدمير. لقد انتصرت نادية عليهم جميعا. ورغم أنهم حاولوا تلويث جسدها النبيل. واستعبادها وبيعها كجارية في مزادات النخاسة.
ولكن روحها بقيت عصيّة على بذاءاتهم وفقر روحهم ورذالة عقائدهم.
كانت نادية في قريتها جوكو التابعة لقضاء سنجار ، مع أهلها وأقاربها ومعارفها وإصدقائها. كانت شابة صغيرة تعمل وتحلم وتتهجى حروف الدراسة ، لتتلمس معاني الحياة مع أهلها المسالمين. الذين يلوذون حول أنفسهم ومعتقداتهم التي ورثوها منذ نشوء الأديان. هؤلاء الإزيديون الذين لم يقتلوا أو يظلموا أحدا من خارج ديانتهم. ولم يجبروا الناس على أن يؤمنوا بما يعتنقون. كانوا يمجدون الله والطبيعة والإنسان. ويميلون الى التسامح. ويتعايشون مع جميع الناس من مسلمين وآشوريين وكلدان وشبك ، وبقية الإثنيات والمعتقدات التي يزخر بها العراق.
وفي تلك اللحظة الرخوة في تأريخ العراق ، حيث كان الجيش العراقي في أسوء حالاته . وحيث الفساد الذي يعشعش فيه. وحيث الاحتراب الطائفي على أشدٌه ، وحيث المنطقة الخضراء في بغداد مشغولة بتقاسم المغانم.
في تلك اللحظة ، اجتاحت قطعان داعش تلك البقاع من شمال العراق الغربي حيث الموصل الحبيبة. وكانت الكارثة.
حيث حدثت مجزرة رهيبة راح ضحيتها الألاف من الشعب العراقي بجميع طوائفه. ولكن العبء الأكبر وقع على الإيزيديين في سنجار وما يحيط بها.
لقد تمٌ إعدام ستمائة شاب وطفل وشيخ ايزيدي في زمن وجيز ، مشحون بالرعب والظلم والتعسف . لنادية مراد وحدها ستة ضحايا من عائلتها.
أما النساء الأخريات من ازيديات سنجار والقرى المتاخمة، فقد تمّ اغتصابهن بشكل جماعي، ثم بيعهن وجعلهنٌ عبيدا وجواري في دولة الخلافة ! في أسوأ انتهاك للانسانية في العصر الحديث.
الفنان السينمائي العراقي نوزاد شيخاني ، استطاع أن يكشف هذه المأساة من خلال فلميه الفرمان الاسود، وفيلم تورن. هذان الفلمان حازا على جوائز قيّمة في محافل سينمائية عالمية ومنها مهرجان كان السينمائي.
ولكن الجائزة الحقيقية هي طرح القضية العراقية الايزيدية أمام العالم المتحضر المنغمس بملذاته وشؤونه.
لقد استطاعت نادية أن تهرب من مغتصبيها وسجانيها ومعذبيها ، لتروي للعالم ما حدث. ولتصبح سفيرة للنساء المعذبات في هذا العالم الهمجي.
ولكن الشيء الذي لم تِفصح عنه هو خذلان العالم جميعا للإزيديين خاصةً ومجمل العراقيين عامةً. لأن حجم الصدمة كان أكبر من قدرتها.
لقد كانت جائزة نوبل للسلام لهذا العام اعترافا من قبل العالم المتحضر بعذابات المرأة العراقية سواءً أكانت أيزيدية أو مسيحية أو مسلمة أوصابئية. سواءً كانت عربية أو كردية أو تركمانية . لذلك فرسالة نادية مراد يحب أن تبدأ وبقوة. للدفاع عن ضحايا الاستعباد وضحايا الاغتصاب.
الدفاع عن الاطفال العراقيين المشردين
الدفاع عن النساء العراقيات اللواتي أصبحن هدفا للتطرف .
الدفاع عن الوطن.
مبروك للرائعة نادية.
ولتكن جائزة نوبل للسلام حافزا أمام الجميع ، لمحاربة الكراهية والظلم والاغتصاب في كل العالم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بلينكن في الصين يحمل تحذيرات لبكين؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. زيارة سابعة مرتقبة لوزير الخارجية الأميركي إلى الشرق الأوسط




.. حرب حزب الله وإسرائيل.. اغتيالات وتوسيع جبهات | #ملف_اليوم


.. الاستخبارات الأوكرانية تعلن استهداف حقلي نفط روسيين بطائرات




.. تزايد المؤشرات السياسية والعسكرية على اقتراب عملية عسكرية إس