الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اسود، ابيض، احمر

يس الضاحي

2018 / 10 / 6
الادب والفن


ابيض، اسود، احمر.

في كشف الدلالة التي أجرتها الشرطة وجدو دماء القتيلة مستعملة في اللوحة بكثرةعلى شكل طبعات لوجهها وأجزاء من جسدها، هو كان هادئ في التحقيقات الاولية ،
: ما حصل هو الحقيقة التي تبحثون عنها ، لم اطلب منها الكثير ، دعوتها لتصبح جزء من أثر عالمي جديد..رفضت.
: ….
:نعم استعملت الدم ،انه لون ثمين ، مستعد للدفع قضائيا كما تقررون.
……….
لم يتكلم منذ يومين، فقد حيويته التي يعرفه بها الكثير من المهتمين بحضور معارضة الفنية، قاطع الطعام مكتفي بالقهوة بالحليب، هي تعتقد انه يتصنع الاكتئاب ليستدر عطفها او يجلب انتباهها ، لم تعد تكترث له ،تنشغل بإطعام الكلب ، تحجز موعد (مساج) ، تتسكع بين صفحات النت بحثا عن موضة خريف هذا العام، يكتفي هو بالتأمل بسقف الغرفة، يستمع لشتراوس ، بعد ثلاث ساعات تقريبا يتجه لفرشاته وألوانه ، يبدأ برسم نهارات بالأسود الداكن تتطاير منها غربان بيضاء ، بحر ابيض قوارب شراعية سوداء، يعتقد انه دخل المرحلة السوداء مقارنة بـ بيكاسو(المرحلة الزرقاء) ، يلطخ وجهه بالاسود ويطبع ملامحه على فريم الرسم ، يبكي بحرقة ثم يصمت فجأة ، يعتقد ان العالم فقد بكارته مبكرا وان الفن ترقيع صيني رديء إذا لم يكن مدوي كرصاص حي منفلت في استعراض عسكري.
تقضم تفاحة حمراء ببطء وهي تتابع حسابها على (Tinder)، يجلس محدقا بالفريم الذي يحمل طبعة وجهه ، يتحاوره
: هل انت انا
: نعم ، انا انت
: كيف تتكلم وانت لون على لوح
: انت الطاقة التي اتكلم بها ومعها
: وما انت؟
:فريم، واجهه ،وسط ناقل للطاقة ، انت من تقرر كينونتي.
،هي الان تكوكل بفضول اسم مستحضر لتضييق المهبل ، يقرأ ما في راسها ، ربما وجدت احدهم للمواعدة لذا تهيء بظرها منذ الآن ، يتجاهلها الا انه يستشعر بمرارة الفجوة التي حصلت بينهما،يبرر هي حرة ، من يجمعه سرير يفرقه سرير،
يعود لغرفته ، يجلس بوضعية الجنين وعيونه معلقة على فريم الرسم الجديد ، ما الشيء الذي لم يرسم من قبل ؟ الشيء الذي لاشيء وكل شيء ، الخوف والامن ، اللذة والالم ، الاثم و الطهارة، المطلق والنسبي بنفس الان!
تخرج من الحمام عارية مبللة و طازجة كسمكة من شاطئ قريب ،تجلس فتترك بقعة مائية مائله على الكنبة ، منذ فترة اصبحا يمارسا الجنس والصمت واللامبالاة، تتثائب ثم تغفو وهي جالسة.
يبدء هو بالرسم على لوح 5x1 يستهلك كل ما لديه من الأسود والأبيض، مشهد افقي ممرحل بأحداث حياتية مر بها ، يطبع بالاسود اجزاء من جسده على المشهد ، مؤخرته ، صدرة ، قضيبة، كفاه ،يوقضها ويطلب منها ان تفعل نفس الشىء ، تنتبه إليه وقد لطخ جسدها الابيض البض ب( الاكريليك) الاسود ،تدخل نوبة هياج وغضب ، تدفعه بقوة بينما يضع يدة على فمها وانفها للسيطرة عليها، يتصارعان ببدائية و عدم تكافؤ ،تنزلق ويصطدم راسها بالارض تفقد الوعي بعدها تصمت للأبد.

نباح كلب متقطع،
موسيقى شتراوس،
حشرجة فرشاة على الكانفاس،

يس الضاحي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تضارب بين الرواية الإيرانية والسردية الأمريكية بشأن الهجوم ع


.. تكريم إلهام شاهين في مهرجان هوليود للفيلم العربي




.. رسميًا.. طرح فيلم السرب فى دور العرض يوم 1 مايو المقبل


.. كل الزوايا - -شرق 12- فيلم مصري يشارك في مسابقة أسبوع المخرج




.. الفيلم اللبنانى المصرى أرزة يشارك فى مهرجان ترايبيكا السينما