الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل الدين مع وجود الله واجب أم ممكن أم ممتنع؟ 1/5

ضياء الشكرجي

2018 / 10 / 6
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



إذا ثبت لمن ثبت له منا وجود الله، يأتي السؤال: هل هناك بالضرورة شيء اسمه دين؟ أي هل أنزل الله فعلا وحيا من السماء، وكلف أفرادا من نوع الإنسان لتبليغ هذا الوحي وهذه الرسالة إلى بقية الناس، فجعل ذلك ملزما لهم اعتقادا وسلوكا؟ بتعبير آخر، إذا ثبتت لدينا حقيقتان؛ حقيقة وجود الله (التوحيد)، وحقيقة الحياة الأخرى (المعاد) حسب المصطلح الديني، فهل تثبت (النبوة)، وبالتالي يثبت الدين كلازم لهما أو لإحداهما، فتكون واجبة عقلية كوجوبهما، أم تبقى ممكنا من ممكنات العقل، وخاضعة لاختبار صدق التحقق؟ هذا ما يجب دراسته دراسة فلسفية محضة، فالفلسفة ميدانها الحقيقي، وليس ميدانها العلوم الدينية ولا العلوم الطبيعية، نعم يمكن ضم علم التاريخ كميدان ثان ومعضد للفلسفة، سواء تعضيدا للإثبات أو تعضيدا للنفي، كما تكون العلوم الطبيعية معيارا عندما نجد في مقولات الدين ما يتعارض بشكل واضح مع الحقائق العلمية. أو قد ينتهي البحث الفلسفي إلى تساوي إمكان التحقق وعدمه، فيستعان بالبحث التاريخي للحكم بالإثبات أو النفي. علاوة على فحص تفاصيل كل من عقائد وشرائع الدين المدعى صدوره من الله على ضوء مبادئ العقلية والعقلانية، ومثل الإنسانية والأخلاق والعدل الإلهي.
نرجع إلى سؤالنا السابق. إذا ما فرغنا أو فرغ بعضنا من حقيقة وجود الله ووجود الحياة الثانية، وما يترتب عليها من جزاء، وبالتالي من كون الإنسان مسؤولا، فيما هو مسؤول أمام ربه، وقبلها وبعدها وأثناءها أمام ضميره، في تلك الحياة، فيما قدم وأخر في هذه الحياة، بحيث يمكن أن ننعت هذه الحياة - فيما هي وليس حصرا - بالحياة الامتحانية مجاراة للرؤية الدينية، والثانية بالحياة الجزائية، وكون هذه الحياة امتحانية لا ينفي الأغراض الأخرى منها لتكون حياة تكامل وبناء وإبداع وتسخير مُطرد لملكات العقل المتنامي عبر التجربة والتأملات، ولمفردات الكون وقوانين الطبيعة، وكما إنها حياة استمتاع دونما ظلم للآخر. لكن ألا يمكن أن يكون هذا كافيا، بحيث يُجزى كل إنسان بما قامت عليه من حجة من عقله، مأخوذا بنظر الاعتبار كل ما ساهم في صنع شخصيته وسلوكه من عناصر، تنقسم على النحو العام إلى ما هو مسؤول عنه، من حيث وقوعه في دائرة اختياره، وما هو غير مسؤول عنه، من حيث وقوعه خارج دائرة اختياره، فيجزى على ما هو مختار فيه، ويُعذر عما هو غير مختار فيه، ولا حاجة لنُبوّات ولا أديان ولا شرائع مُنزَلة، بل يكفي العقل، وكل من تحسينه وتقبيحه، والفطرة، والتجربة، والفرص، والظروف، لتصنع شخصية الإنسان، وتضعه أمام مسؤوليته، وتحدد استحقاقه من الجزاء الإلهي ثوابا أو عقابا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - نحو انسان افضل
فارس الكيخوه ( 2018 / 10 / 6 - 18:16 )
اخي ضياء...الدين هو وسيلة ويظل وسيلة نحو دفع الانسان نحو الأفضل ،وعندما اقول الأفضل ،ليس بالفرايض والطقوس والصلاة المتكررة والثقيلة على الإنسان ،بل دفع هذا
الانسان نحو سمو الاخلاق والضمير ،....الله يحبنا احرار بلا قيود ولكن اخيار ...،لاننا ببساطة نحتاج الى الآخر في كل يوم ،وهذا هو المقياس والمعيار ،التعامل مع الآخر ،وهذا بالضبط ما يريده الله من البشر ،،والحقيقة أن البشر اليوم يحتاجون إلى دين الحياة والحب ،وكل دين وعقيدة تقول ذلك تنجح ،لانها مع حركة الزمان وتصلح لكل مكان ...وكما قلت نحو إنسان افضل..
تحياتي


2 - عزيزي السيد فارس الكيخوة
ضياء الشكرجي ( 2018 / 10 / 11 - 10:15 )
أتفق معك مئة بالمئة وهذه هي عقيدتي لكني أعرض ما أسميته عام 2007 بالمذهب الظني للذين لا يستطيعون أن ينتزعوا أنفسهم من الدين لكنهم يراوحون ولديهم شك لا يجرؤون على المضي به إلى آخر الطريق رغم أنهم يتمتعون بقدر من العقلانية، فربما يكون هذا خيارا للبعض من هؤلاء، وإلا فالدين وطقوسه مما لا حاجة للإنسان له ولا يحتاج الله إلى هذه الطقوس، مع خالص تحياتي

اخر الافلام

.. الشرطة الأمريكية تعتقل عشرات اليهود الداعمين لغزة في نيويورك


.. عقيل عباس: حماس والإخوان يريدون إنهاء اتفاقات السلام بين إسر




.. 90-Al-Baqarah


.. مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى وسلطات الاحتلال تغلق ا




.. المقاومة الإسلامية في لبنان تكثف من عملياتهاعلى جبهة الإسناد