الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
بقايا من الذكريات
شعوب محمود علي
2018 / 10 / 7الادب والفن
بقايا من الذكريات
سقطت
نهضت
احترقت
انطفأت
فررت
فعدت أطمئن نفسي
وأكتم أجراس حسّي
خلال المتاه بتلك الدروب
فمن يتكفّل
من يرسم الخارطة
والعلامات للدرب قبل الوصول
أنا المبصر القلب ما أفلت في الظلام عيونيّ زرقاء
هذي الأزقة مضروبة القفل بالتعمية
وهذي القناديل مكبوتة ومصابة
بعمى كلّ ألوان قوس قزح
غصت في الظلمات
وصفّارة بحّ فيها الصفير يلاحقني
رجل الليل عبر الأزقة لاحقني
كأنّي لصّ يجوس خلال البيوت
فخفت
هلعت
قلقت
انكسرت
وفي الدرب
ظلّ صفيرك يا حارس الليل وانتهكت حرمتي
لم أكن لصّ لم أمتهن
سرقات البيوت
تظاهرت إنّي لست من الخائفين
ولم أرتعش
أنكمش
ورأسي يرتفع
وقلبي لم يضطرب
قدمي ثابت
ولم ترتعش شعرة
وفرائصي لم تختلج
فكدت أعدّ النجوم
ولم ينتهي العدّ
أخطأت
ثمّ رجعت الى العدّ
أمسكني مطبقاً قبضة
فقلت لنفسي
علام على الوجه لاح اصفرار
ولم يره حارس الليل
غطّى عليه الظلام
فبادرني من علوّ هبطت
من التحت قلّي صعدت
تلوح عليك سمات اللصوص
وإلّا فقلّي
بعد منتصف الليل
كيف أتيت
لماذا
تدور هنا
ما تروم
تدور كأنّك مخمور فأمشي معي
أنت متّهم بالعبور
والتسلّق
لجدران هذي البيوت القديمة تبقى
ملاجئ للفقراء
وفي المخفر انتابني الخوف قلت
من بلاد الجليد أتيت
أنا الآن أبحث عن بيت أهلي
فقهقه والنجمات على الكتفين لمعن
قال لصّ
قديم
جديد
معي لعبة القط والفأر لا تنجدك
فالتمس غيرها
ربما زرت بعض المخافر
وكم مرّة
كنت تنزل ضيفاً
وكم لك
من سنوات
شهور قضيت
وأنت نزيل السجون اعترف
قبلما تتراقص تلك
العصا
والسياط
وخرائط بغداد ترسم من فوق جلدك
ففكّر هل جئت تتعبنا
نحن لا نتعبك
فهيّا اعترف
بعد ان عجزت رهبة الخوف
عاد يغازلني بحلاوة سيل اللسان
والكلام المنضّد
والمفردات التي كان يطلقها
بسلاسة أنت لطيف أمين
لعنت الظروف التي دفعتك الى وسط
انت تنبذه
وتدين الذين تجانسوا والسرقات
أجل سيّدي
إذن فاعترف
اكتويت
غلى
مرجلي
وبصوت جهوري صحت
سيّدي
بعد أن عدت من غربتي
في الأزقّة درت
اتلمّس بيتي
فكان الذي كان يا سيّدي
لست لصّاَ
قميصي أبيض مثل الحليب
وكفّي تدفّق منها الينابيع
مثل هطول المطر
أناملي ما لمست
مياهاً لمستنقع آسن
وقد عشت في وطن
زرائب كلّ خنا زيره في الجوار
قبيل الحصار وبعد الحصار
وقد كنت يا سيّدى
أدور مع الشمس
عند الهزيع الأخير من الليل تحت القمر
وكل البيوت هنا مثل بيتي
ترحب بي
وتجل الغريب
القريب
محلّتي تلك التي وصفت
بالكرم
ونبل المشاعر
ولست اغاير وجه الحقيقة
لست اجاهر
إذا قلت حجّي حميد
كان مختارها
كان يحدب يحمي سماها
فسل ايّهم لتكن في مقامك تحمد
والحمد لله جئت ولست غريباً
فجذري كنخلة بيت الوقف
وكتوتة بيت الوقف
ولو كنت كلّفت نفسك
فاقرأ بقايا الصحف
فبيتي هناك
في نهاية ذاك الزقاق
المسمّى (بدربونة) الكلبة
تحشم يا سيّدي الضابط الشهم
كعبك
أعلى
وأنقى
وأبهى
وأنبل
ممن على ذروة العرش ينتشرون
كذبابك بغداد ينتشرون
حكايا تهم سوّدت صحف العصر يا سيّدي
وأن شئت فاسأل
نخلنا والقوارب
ودجلة والنسوة الجالسات على الجرف
يرسلن عند المساء الشموع
لعلّ الإجابة تأتي
يا محمّد ص
وقت المساء
يا يسوع الرجاء
لبيوت بها الفقر جاورهم
وعطر من الله عند المساء يضوع
وشعب العراق يجوع
بقايا من الذكريات
سقطت
نهضت
احترقت
انطفأت
فررت
فعدت أطمئن نفسي
وأكتم أجراس حسّي
خلال المتاه بتلك الدروب
فمن يتكفّل
من يرسم الخارطة
والعلامات للدرب قبل الوصول
أنا المبصر القلب ما أفلت في الظلام عيونيّ زرقاء
هذي الأزقة مضروبة القفل بالتعمية
وهذي القناديل مكبوتة ومصابة
بعمى كلّ ألوان قوس قزح
غصت في الظلمات
وصفّارة بحّ فيها الصفير يلاحقني
رجل الليل عبر الأزقة لاحقني
كأنّي لصّ يجوس خلال البيوت
فخفت
هلعت
قلقت
انكسرت
وفي الدرب
ظلّ صفيرك يا حارس الليل وانتهكت حرمتي
لم أكن لصّ لم أمتهن
سرقات البيوت
تظاهرت إنّي لست من الخائفين
ولم أرتعش
أنكمش
ورأسي يرتفع
وقلبي لم يضطرب
قدمي ثابت
ولم ترتعش شعرة
وفرائصي لم تختلج
فكدت أعدّ النجوم
ولم ينتهي العدّ
أخطأت
ثمّ رجعت الى العدّ
أمسكني مطبقاً قبضة
فقلت لنفسي
علام على الوجه لاح اصفرار
ولم يره حارس الليل
غطّى عليه الظلام
فبادرني من علوّ هبطت
من التحت قلّي صعدت
تلوح عليك سمات اللصوص
وإلّا فقلّي
بعد منتصف الليل
كيف أتيت
لماذا
تدور هنا
ما تروم
تدور كأنّك مخمور فأمشي معي
أنت متّهم بالعبور
والتسلّق
لجدران هذي البيوت القديمة تبقى
ملاجئ للفقراء
وفي المخفر انتابني الخوف قلت
من بلاد الجليد أتيت
أنا الآن أبحث عن بيت أهلي
فقهقه والنجمات على الكتفين لمعن
قال لصّ
قديم
جديد
معي لعبة القط والفأر لا تنجدك
فالتمس غيرها
ربما زرت بعض المخافر
وكم مرّة
كنت تنزل ضيفاً
وكم لك
من سنوات
شهور قضيت
وأنت نزيل السجون اعترف
قبلما تتراقص تلك
العصا
والسياط
وخرائط بغداد ترسم من فوق جلدك
ففكّر هل جئت تتعبنا
نحن لا نتعبك
فهيّا اعترف
بعد ان عجزت رهبة الخوف
عاد يغازلني بحلاوة سيل اللسان
والكلام المنضّد
والمفردات التي كان يطلقها
بسلاسة أنت لطيف أمين
لعنت الظروف التي دفعتك الى وسط
انت تنبذه
وتدين الذين تجانسوا والسرقات
أجل سيّدي
إذن فاعترف
اكتويت
غلى
مرجلي
وبصوت جهوري صحت
سيّدي
بعد أن عدت من غربتي
في الأزقّة درت
اتلمّس بيتي
فكان الذي كان يا سيّدي
لست لصّاَ
قميصي أبيض مثل الحليب
وكفّي تدفّق منها الينابيع
مثل هطول المطر
أناملي ما لمست
مياهاً لمستنقع آسن
وقد عشت في وطن
زرائب كلّ خنا زيره في الجوار
قبيل الحصار وبعد الحصار
وقد كنت يا سيّدى
أدور مع الشمس
عند الهزيع الأخير من الليل تحت القمر
وكل البيوت هنا مثل بيتي
ترحب بي
وتجل الغريب
القريب
محلّتي تلك التي وصفت
بالكرم
ونبل المشاعر
ولست اغاير وجه الحقيقة
لست اجاهر
إذا قلت حجّي حميد
كان مختارها
كان يحدب يحمي سماها
فسل ايّهم لتكن في مقامك تحمد
والحمد لله جئت ولست غريباً
فجذري كنخلة بيت الوقف
وكتوتة بيت الوقف
ولو كنت كلّفت نفسك
فاقرأ بقايا الصحف
فبيتي هناك
في نهاية ذاك الزقاق
المسمّى (بدربونة) الكلبة
تحشم يا سيّدي الضابط الشهم
كعبك
أعلى
وأنقى
وأبهى
وأنبل
ممن على ذروة العرش ينتشرون
كذبابك بغداد ينتشرون
حكايا تهم سوّدت صحف العصر يا سيّدي
وأن شئت فاسأل
نخلنا والقوارب
ودجلة والنسوة الجالسات على الجرف
يرسلن عند المساء الشموع
لعلّ الإجابة تأتي
يا محمّد ص
وقت المساء
يا يسوع الرجاء
لبيوت بها الفقر جاورهم
وعطر من الله عند المساء يضوع
وشعب العراق يجوع
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. الفنان عبد الرحمان معمري من فرقة Raïm ضيف مونت كارلو الدولية
.. تعرّفوا إلى قصة “الخلاف بين أصابع اليد الواحدة” المُعبرة مع
.. ما القيمة التاريخية والثقافية التي يتميز بها جبل أحد؟
.. فودكاست الميادين | مع الشاعر التونسي أنيس شوشان
.. حلقت شعرها عالهوا وشبيهة خالتها الفنانة #إلهام شاهين تفاصي