الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحرب على نادية الأيزيدية الفائزة بجائزة نوبل

ملهم الملائكة
(Mulham Al Malaika)

2018 / 10 / 8
ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة


فتح ملايين من المسلمين والعرب جبهات الحرب على نادية مراد، فهي عراقية وأغلب العرب والمسلمين لا يحبون العراق الذي أسقط وأعدم صدام حسين، وهي ليست عربية ولا مسلمة ولا سنية ولا شيعية، وهي غير محجبة، ومنحُها جائزة نوبل هو إقرار دولي سافر خالد بأنّ الدولة الإسلامية ظلامية غاصبة تبيع النساء كجواري وتغتصبهن.

وهكذا اشتعل أغلب العالم العربي والاسلامي كرهاً بنادية، فيما نجح الناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي في انتزاع تهنئة غامضة من رئيس الحكومة المنتخب عادل عبد المهدي، وهي غامضة لأنّه لا يريد أن يغضب الإسلاميين السنة العراقيين وهم يبتلعون غصة منح نادية الأيزيدية غير المحجبة جائزة النصر على الدولة الإسلامية التي احتضنها بعضٌ من أهلهم، وهو لا يريد أن يغضب الإسلاميين الشيعة الذين يرون فيها "كافرة" سافرة، طمست بإرادة المجتمع الدولي "نصرهم" على داعش الذي أحتل ثلث العراق وهزم ثماني فرق بغمضة عين!
وما لبثت فضائيات البترودولار الإخوانية الداعمة لداعش أن بدأت تقارن بين نادية المغتصَبة، ونساء ما يعرف ب "مسلمي الروهينغا"، لتحرض عليها جماهير المسلمين الغارقين في أوهام الاخونة والأسلمة الدولية، وتضعهم أمام فرضية نصها المخزي كما يلي:
" أنظروا الى العالم الغربي، يكرّم ايزيدية "كافرة، سافرة" انتصرت على قيم الدولة الاسلامية وباتت بطلة في أعين ملايين الناس عبر العالم، ويغض نفس العالم الطرف عن مسلمات ظلمهن وقتلهن غير المسلمين في ميانمار"!
هذا التحريض العلني على نادية انتقل بسرعة البرق على النت وصحافة العالم الرقمي ومواقع التواصل الاجتماعي، فتداولت مواقع عراقية وعربية وخليجية قصة نقلتها عن تايم وكتبتها صحفية مرموقة اسمها ريبيكا كولارد "معروفة بتغطياتها" لقضايا المنطقة عن بطل مغمور اسمه عمر من الموصل ساعد نادية في الهروب من داعش، وعبر معها الى ألمانيا لكنّ طلب لجوئه رفض من السلطات الألمانية، وقرروا اعادة المسكين إلى العراق.
الملفت للنظر أنّ قصة عمر التي نشرتها تايم يوم 13 تموز/ يوليو 2018، ظهرت بعد تسرب المعلومات عن ترشيح نادية مراد الأيزيدية الناجية من فظائع الدولة الإسلامية لجائزة نوبل ضمن ترشحيات شهر سبتمبر/ أيلول من العام نفسه.. يالها من مصادفة !!
تداول هذه القصة بهذا الوقت بهذا الشكل مقصود منه التقليل من النصر الذي حققته نادية، والقاء ظلال عليها.
المطلوب اليوم من العراقيين، الوقوف مع نادية مراد وهي أول عراقي نال جائزة نوبل في التاريخ، ومطلوب دعمها.
مطلوب من أثرياء العراق وأصحاب الملايين، من العرب والكرد (من غير الاسلاميين السنة والشيعة) الوقوف مع نادية فخر العراق، ومدها بالمال لتطلق مشاريع تدعم المكونات الصغرى غير المسلمة في العراق والتي تهاجر منه تباعاً هربا من الفردوس الإسلامي !! واذكّرهم بما نالته اليمينية توكل كرمان من اهتمام ورعاية، وحجم وقوة المؤسسات التي اقامتها، والتي دعمها كل الإسلاميين في طول العالم وعرضه، لأنها كانت أول محجبة تفوز بجائزة نوبل ! هذه الحقيقة التي لا يقولها أحد تكشف مستوى التنسيق الدولي الواقف ضد نادية الأيزيدية العراقية السافرة.
مطلوب من العراقيين، السعي لإصدار عملة تحمل صورة نادية، حتى إذا كانت عملة تذكارية للمناسبات، مصنوعة من البلاتين والفضة، ولنقل بمستوى 100 ألف قطة، سعر كل منها 150 دولارا. هكذا سيربح البنك المركزي، وسيضمن العراقيون أنّ البطلة الأصيلة وضعت صورتها على العملة العراقية لتبقى خالدة.
ومطلوب أن تضع وزارة التربية اسمها في كتب التاريخ المدرسية، إسوة بعمالقة العراق.
ومطلوب اصدار أكثر من طابع يؤرخ لقدرتها على التحرر من داعش، ولانتصارها على الدولة الاسلامية ولمنحها جائزة نوبل.
كل هذه المطالب ليس صعبة على العراق، ولكن تنفيذها سيتباطأ ويدخل في أنفاق الفساد والطائفية ومشاريع الأسلمة المشبوهة، لذا لابد أن يتابعها المحبون للعراق، ويحاولوا أنجازها بعيدا عن بغداد ودوائر الفساد فيها .
مبروك لنادية مراد وللعراق جائزة نوبل، ليتنا نملك ما يكفي من القوة لنحميها ونجعلها نصراً عراقياً باهراً.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تحياتي-كلامك كله حق ولكن مابال المجنن صائب خليل وي
الدكتور صادق الكحلاوي ( 2018 / 10 / 7 - 23:25 )
شكرا استاذ مقالتك رائعه-عددت اطراف السوء من قاذورات الاسلام السني والشيعي-هذا الاخير ببعضقاذوراته قتل لنا مؤخرا اربع رائعات عراقيات رمز الشرف والعفه العراقيه ليثبت ان داعش ليس سنيا فقط -اقول عددت واجدت ولكنك ربما قد نسيت فئة ضاله يمثلها شخص مخرب يدعي تمثيله لليسار-للكشر-هو صائب خليل الذي يشن حربا شعواء قذره ضد ابنتنا وتاج راس العراقيين ناديه مراد لذلك اخبرته بتعليق منشور ان صفة مخرب غير كافيه بحقه وانما هو مجنون ويجب القاء القبض عليه وادخاله مصحة للامراض العقليه-ارجو الجميع التضضامن مع اقتراحي-تحياتي


2 - كلهم دواعش
محمد بن زكري ( 2018 / 10 / 8 - 06:04 )
هتفوا حتى بُحت حناجرهم ، للإسلامية توكل كرمان ، عضو مجلس شورى حزب الإخوان المسلمين باليمن ، و رفعوها رمزا للمجد ، في الإعلام العروبي الإسلامي ، عندما مُنحت جائزة نوبل للسلام . و لم يفتر حماسهم للإخوانية تَوكُّل ، حتى بعد أن ظهر لهم ارتباطها - تطبيعياً - بالسياسي الإسرائيلي أوفير برانشتاين . لأن توكل إسلامية و عربية و محجبة ! لكنهم الآن يشنون حربا داعشية ، جندوا لها أبواقهم الإعلامية و مرتزقتهم ، للنيل البذيء من ناديا مراد ، لأنها إيزيدية ، فلا هي عربية و لا مسلمة ؛ و لأنها غير محجبة ؛ إذن فهي لا تستحق التكريم . و هي في عقيدتهم (سُنة و شيعة) كافرة و متبرجة ؛ فهي إذن لا تستحق الاحترام . و هي في موروثهم البدوي امرأة مغتصَبة موطوءة - أي فقدت شرفها - فهي إذن لا تستأهل التشريف ، و لذلك كله فهي لا تستحق جائزة نوبل للسلام ! رغم كل ما بذلته (دوليا) من أجل الدفاع عن حقوق الإنسان ، ممثلة لمظلومية شعبها ! و يتفق موقفهم من ناديا الإيزيدية مع موقفهم من الكوردية (بيريفان ساسون) التي دافعت عن مدينتها (كوباني) حتى نفذت ذخيرتها فأطلقت رصاصتها الأخيرة على نفسها شهيدة كي لا يسبيها جند الدولة الإسلامية .


3 - شكرا لفيض كلماتكم
Mulhem Al-Schalan ( 2018 / 10 / 8 - 09:29 )
شكرا للتعليق الكريم، وفي القلب مزيد من الألم وانا ارى تردي الوعي لدى كثيرين فقدوا البوصلة وباتوا مع اعداء العراق ضد وطنهم...نادية عراقية قبل كل شيء ..ومطلوب من كل عراقي يحب وطنه ان يقف معها ويدعمها. لا ارى الحكومة باحزابها الاسلامية ملتفتة لها، فهم لن يجنوا من جائزتها فائدة،وكما انها غير مسلمة وغير محجبة وهذا خارج بوصلة اهتمامهم، بل ضدها..لابد ان يقف العراق الليبرالي الديمقراطي معها بوجه سقوط الوعي

اخر الافلام

.. هل يعاني علم المصريات من الاستعمار الثقافي؟ • فرانس 24 / FRA


.. تغير المناخ.. تحد يواجه المرأة العاملة بالقطاع الزراعي




.. الدكتورة سعاد مصطفى تتحدث عن وضع النساء والأطفال في ظل الحرب


.. بدء الانتخابات التمهيدية الخاصة بالمرأة في الحسكة




.. ضجة في مصر بعد اغتصاب رضيعة سودانية وقتلها