الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مستلزمات اعادة البناء وطنيا وقوميا

صلاح بدرالدين

2018 / 10 / 8
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية



في معظم مراحل تاريخ حركتنا ومنذ – خويبون - كنا نتعرض الى محاولات تغيير قواعد الصراع من أعلى دوائر النظام الحاكم بهدف التشويه وبعثرة الجهود واثارة الفتن الهامشية والابتعاد عن الجوهر والانشغال بالمواجهات الجانبية : بين " السرختيين " و " البنختيين " تارة والأغنياء والفقراء أحيانا و" الجزراويين " و " الكوبانيين " و " العفرينيين " تارة أخرى ومؤخرا بين " الداخل " و " الخارج " وهذا المركز الكردستاني وذاك الى درجة أن استرسال " منظري " أو مخترعي الصراعات الجانبية والحزبوية بعد اخفاقاتهم يكاد يخلو حتى من مفردات الخطابين القومي والوطني باعتبار الصراع الرئيسي كان ومازال مع نظام الاستبداد ومن يلف لفه وينظر لعودته فهو من حرم الكرد من حقوقه ونفذ مخططات التعريب والتهجير وقتل خيرة مناضليهم أما الخلافات البينية في الحركة الكردية فمهما حاول المفسدون المستفيدون فلن تكون تناحرية وعلى الدوام هناك مخارج وحلول وسط من أجل المصالحة والاتحاد وفي مقدمتها المؤتمر الوطني الكردي السوري المنشود .
من الأفضل أن يتوقف البعض من المتواجدين بالداخل في الطعن بوطنية وشجاعة بمن هم خارج الوطن ( أكثر من 70%) من شعبنا وبعضهم كانوا ومازالوا ملاحقون من نظام الأسد الأب والابن ومحكومون ومجردون من حق المواطنة أو الجنسية أو هاربون من قمع وتهديدات سلطة الأمر الواقع بل أن هذا البعض يتمادى بأن مقياس النضال هو العودة الى الوطن ( المحتل والمدار بقوة الحديد والنار ) اي العودة الى المجهول يذكرني هذا البعض بدعوات متكررة مشابهة من ( اللواء محمد منصورة ) بمنتصف التسعينات عندما كان الصراع حاميا ونشاط حزبنا المعارض ( سابقا ) بأوجه ضد النظام وكان حاكما مطلقا ويرددها أعوانه وخاصة من حزب اليمين مفادها : فليأتي صلاح بدرالدين الى الوطن ويقدم مطالبه وسنتحاور ؟؟!!! طبعا لاأنا عدت الى أحضان السلطة ولم يحصد اليمين سوى المهانة والاذلال .
مشروع – بزاف – لاعادة بناء الحركة الوطنية الكردية السورية كحراك فكري ثقافي سياسي نابع من صلب تاريخ حركتنا بكل تجاربها من انتصارات واخفاقات ومن تجربة تنسيقات الشباب الكرد ابان الثورة السورية لديه مشروع برنامج بشقيه القومي والوطني للانقاذ ووثائق نقدية عديدة قيد النقاش عبر وسائل التواصل الاجتماعي وعقد الندوات في مختلف أماكن التواجد الكردي السوري بواسطة ناشطين متطوعين لم يتأطر هذا المشروع كحزب أو منظمة بقيادة مركزية ومكاتب سياسية وأمناء عامين وذلك أو خلافه متروك لقرار المؤتمر الكردي السوري الجامع وهو يسير على مبدأ ضرورة مشاركة الجميع من مستقلين ومنظمات مجتمع مدني وأنصار الأحزاب ويرى أن نقد الأحزاب وتبيان فشلها لايعنيان أن الصراع مع الأحزاب الكردية تناحري والدليل أنها مدعوة للمشاركة بالمؤتمر التوحيدي المنشود والمشروع يحتاج بالاضافة الى تعريفه كرديا وسوريا وكردستانيا وعالميا الى الاحاطة النقدية به وتجديده من خلال مناقشته ومراجعته من جانب كل الكرد السوريين الخيرين أما المحاولات الفردية القاصرة عن بعد في الطعن بالمشروع من دون الاطلاع عليه ومقارنته بالأحزاب الفاشلة في حين أنه ليس حزبا جديدا وانتهاج سبيل ( شخصنة ) أنبل وأقدس قضية تتعلق بحاضر ومستقبل حركة شعبنا أو المطالبة ومن دون مساهمة ايجابية وتقبل المشروع بالغاء هذا وذاك لدوافع ذاتية محضة وانفعالات مرضية فلا شك أنها خاطئة ومرفوضة ولن تحصد سوى الندامة ومع كل الاحترام لآراء الجميع فليس شرطا كما علمتنا تجارب تاريخ حركات الشعوب أن يرضى 100% من أفراد الشعب بكل طبقاته وفئاته وتياراته الفكرية والسياسية حتى يكتب النجاح لأي مشروع قومي ووطني وأخيرا أقول : تعالوا نتحاور ديموقراطيا وأخويا للوصول الى الحقيقة الكردية السورية .
لم يعد خافيا أن الأعوام الثمانية الأخيرة بكل أحداثها الدرامية المؤلمة في ساحتنا الوطنية الكردية السورية قد خلصت الى جملة من المسلمات أولها وصول احزاب ( المجلسين ) الى طريق مسدود بخصوص المصالحة والاتحاد والحقوق والمكتسبات وتفريغ المناطق وغياب المشروع القومي أمام مرحلة الاستحقاقات وتعثر العلاقات الوطنية والقومية وثانيها تجاوز معادلة ( تف دم – انكسي ) والاتفاقيات المبرمة بينهما حيث تجاوزها الزمن وثالثها ضرورة اعادة بناء ماتهدم ومعالجة الوضع المتردي برؤية علمية برنامجية مدروسة من خلال الاستعداد لعقد المؤتمر الكردي السوري الانقاذي الجامع وهو السبيل الوحيد لاستعادة عوامل القوة وترسيخ المرجعية القومية – الوطنية الشرعية ونحن الآن أمام موقفين : أغلبية وطنية ترى توفير مستلزمات تحقيق المؤتمر وتنقصها ارادة المساهمة وتصاحبها رغبة الناي بالنفس وموقف حزبوي يحرص الحفاظ على الوضع الراهن .
نعم مقابل الموقف الوطني الذي طرحناه هناك موقف السلطات الحاكمة أيضا تجاه الحالة الكردية السورية وهو قديم – جديد تجلى مؤخرا في كواليس لقاءات وفود – ب ي د – مع مكتب اللواء علي المملوك ورسائله المنقولة عبر وفد - ميس كريدي – الى القامشلي ومبعوثين آخرين من والى دمشق وزيارات – عمر أوسي – الى أربيل مع تصريحات بيادق معروفة كبالونات اختبار بين حين وآخر يتلخص في 1 – سقف اللامركزية مثل سائر المحافظات السورية 2 – بسط سلطة النظام كاملة على كل المناطق بمافيها الخاضعة لسلطة الأمر الواقع 3 – أرجحية خيار تعامل السلطة الحاكمة مع ممثلي ( أحزاب المجلسين ) مجتمعة ومتفقة على وفد موحد 4 – التقاء مواقف السلطة والأحزاب حول استبعاد الغالبية الوطنية الكردية المستقلة الساحقة المتمسكة بالحقوق القومية وبأهداف الثورة في التغيير والتي تراهن على اعادة تشكيل التمثيل الشرعي الكردي عبر المؤتمر الجامع .
اذا كان العامل الذاتي له الأولوية في التأثير على طبائع نضال الشعوب ومدى فعالية حركاتها فهناك أحكام أقرب الى الاجماع على انحراف قياديين في ( أحزابنا ) الكردية السورية عن خط الكردايتي واستسلامهم أمام المغريات والمصالح االفردية منذ عقود وخصوصا بعد اندلاع الثورة السورية وبالرغم من مايشبه التقديس لحراكنا الشبابي السباق الى تحريك الساحات واستمرارية التظاهرات الاحتجاجية الا أنه وللأسف الشديد أصاب بعض ناشطيها نفس أمراض ( القيادات الحزبية ) ولو بنسبة أقل فنرى من ينأى بنفسه عن مجمل القضية أو يبحث عن سبل غير سوية لتحسين الأحوال أو يرهن أي نشاط قومي في خدمة الاستفادة الشخصية يعني ( النضال مقابل المال ) من دون الربط المتبادل السلس بين الاعتماد على النفس وأولوية الاهتمام بالعيش العائلي الكريم والابقاء على فسحة لخدمة الشعب والقضية حيث لاتناقض بين المهامين وليعلم الجميع أن الساحة أحوج ماتكون الى الطاقات الشابة والوطنية المستقلة الخلاقة من أجل انجاز المهمة الأولى : اعادة بناء حركتنا الوطنية الكردية السورية .
فلنضع أمام الجميع مساري تجربتي كل من ( المعارضة والفصائل السورية ) و( أحزاب الحركة الكردية السورية ) في الاثنتين تم الاعتماد الرئيسي على الخارج من مال سياسي ودعم معنوي وأسلحة أي ( النضال والثورة مقابل المساعدة ) بطبيعة الحال لم يتم ذلك من دون ثمن مقابل ( ولاء وتنفيذ أجندة ) ولم يحصل ذلك بتخويل من الشعب أولا ولاحتى حسب تمنيات المتلقي بل كما أراده الداعمون بحيت يتم الحفاظ عل الوضع القائم دون حسم ولايتحقق الانتصار وتدار الأزمة على نسق المصالح الخارجية وليس من أجل الخلاص والحقوق والتغيير الديموقراطي وأمام مهام اعادة بناء حركتنا الوطنية الكردية السورية هل علينا تقليد ماسبق وحصد الفشل ؟ هل يمكن لنا تحقيق أهدافنا السامية بالاعتماد على الأطراف الدولية والاقليمية المتوحشة المعنية بالملف السوري ؟ هل يجوز اخضاع أهداف وآمال شعبنا مرة أخرى لارادة الخارج المجرب ؟ أعتقد من السهولة بمكان نجاح مجموعة في تلقي الأموال من جهة ما لاعلان تشكيل حزب كردي جديد تحت شعارات سامية ولكن ماذا بعد غد ؟ سوى الندامة واللطم على الوجوه والمزيد من الفتن والاحتقان انني أميل الى طرح الصديق ( آلوجي ) في حالتنا الخاصة المشخصة .
صحيح ويجب رؤية الواقع المرير كماهو فالروس : باقون بسوريا حتى القضاء على آخر سوري يعارض النظام . الأمريكان : باقون بسوريا حتى جلاء آخر ايراني .الأتراك : باقون بسوريا حتى اجراء الانتخابات البرلمانية .الايرانييون : باقون بسوريا مادام مقام السيدة زينب بحاجة الى حمايتنا .الاسرائيلييون : سنضرب كما نشاء مادام هناك ايراني واحد بسوريا . 10 ملايين سوري : لن نعود الى بلادنا الا بعد سقوط النظام ورحيل المحتلين .نظام الأسد : سوريا المفيدة تكفيني .مسلحو – ب ك ك - : لن نغادر سوريا الا بعد خروج عبد الله أوجلان من سجنه التركي ." أنكيسي " ننتظر خروج الجميع وتحول المناطق الى أطلال حتى نعود .الوطنييون المستقلون الصادقون المؤمنون بالتغيير الديموقراطي من الكرد والعرب والمكونات الأخرى ومن أجل فك طلاسم المعادلة أعلاه : علينا اجراء مراجعة نقدية والعمل بمسؤولية في اعادة البناء واستعادة الشرعية عبر ارادة الغالبية من خلال المؤتمرات الوطنية الجامعة والاحتمالات التي طرحتها وبمختلف أشكالها تستوجب وجود كيان سياسي كردي يمثل الأغلبية ديموقراطيا كمرجعية شرعية والآن ذلك غير متوفر لذلك نسعى الى توفير شروط إعادة بناء حركتنا لتمثيل إرادة شعبنا وتحقيق طموحاته ووجدنا في المؤتمر الكردي المنشود وسيلة لتحقيق الهدف والمؤتمر سيدرس مشاريع عديدة جاهزة وقيد الإنجاز : برنامج سياسي - خطط العمل - خارطة طريق - القضية القومية - القضية الوطنية - البعد القومي الكردستاني - العلاقات الدولية .... الخ نعم الأمر سيطول .
تتعدد الرؤا بين متفهم للواقع المزري الراهن ( سوريا وكرديا ) وضرورة معالجته وبين مستغرب لواقع خارطة توزع القوى الخارجية والمحلية وبين فاقد لأمل الخلاص ومطالب باستخدام السلاح من أجل التغيير وبين مستعجل للحسم مهما كلف الأمر وعدم الانتظار وأقول لكل الأصدقاء أصحاب الرؤا المتنوعة : جرحنا في غاية العمق ولن تندمل الا باتباع طريق النفس الطويل البلاد مدمرة خالية من نصف سكانها أكثر من مليون بين شهيد ومختف ومناطقنا الكردية رهن الأسر وضحية غزو فكري ثقافي يستهدف كل تقاليد حركتنا الكردية الأصيلة المجيدة والنظام مدعوم من قوى الشر أمام جبن المجتمع الدولي والعامل الذاتي ( الثورة والمعارضة والأحزاب الكردية ) في أدنى درجات الوهن والضعف ولاشك هناك قوى حية بين طبقات وفئات المجتمع والمراهنة عليها من أجل الانقاذ واعادة البناء من دون تكرار استخدام وسائل وطرق أدت الى الهزيمة مثل العسكرة والارتهان للخارج و ( النضال مقابل المال ) واذلال الشخصية الوطنية الكردية السورية المستقلة نعم المشوار طويل ورحلة الخلاص تبدأ بخطوة ولايمكن التقدم الا حسب مشروع شفاف وبرنامج مدروس وخطة عمل وخارطة طريق وباقتران النظرية بالممارسة عبر عمل ديموقراطي جماعي منظم مع قليل من التضحية في سبيل الأهداف السامية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. يرني ساندرز يدعو مناصريه لإعادة انتخاب الرئيس الأميركي لولاي


.. تصريح الأمين العام عقب الاجتماع السابع للجنة المركزية لحزب ا




.. يونس سراج ضيف برنامج -شباب في الواجهة- - حلقة 16 أبريل 2024


.. Support For Zionism - To Your Left: Palestine | الدعم غير ال




.. كلام ستات | أسس نجاح العلاقات بين الزوجين | الثلاثاء 16 أبري