الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


( لا ) مرفوعةً إلى الأسّ العشريّ

محمد بن زكري

2018 / 10 / 10
الادب والفن


1 : لا تُساوِم

لا تَوافُق ..!
يا رفيقي ، لا تُوافِق
نحن لا نخشى أزيزَ الغدرِ أو فتوى المشانق
فلماذا العقمُ قد أفرخَ في ليلِ البيادق
أفعواناً يزرعُ الرعبَ على سطحِ القمر !
و أري في الأفْقِ أرتالَ الشجر
و لماذا يعتلي المنبرَ مأفونٌ و قوّادٌ زعيماً للقبيلة !
و لماذا هذه المومسُ تُفتي في الفضيلة !
و أرى الأعمى دليلَ القومِ في ليلِ الدروبِ المستحيلة
و أرى الأشباحَ تستلُّ المناجل
أيّ مجدٍ للسنابل !
في زمانِ الرِّدةِ المسكونِ بالعهرِ و أحلامِ الذواتِ الآبقة
لا تُساومْ ..
و تحرَّ الصاعقة .
**
2 : عناكب

أيتها العناكب
تمزّقَ النسيجُ ..
سقطتْ طرابلس بقبضةِ الثعالب
و التاجرُ النخّاسُ لا يحارب
فعششي في ظلمةِ الجوامعِ الضرارِ أو في عتمةِ الخرائب
تباً .. و ليس (الله غالب)
**
3 : في المبغى

مومسٌ تفتحُ ساقيها لكل عابرٍ دجال
و يعتليها البومُ و الكلابُ و القرودُ و البغال
و هذه الضفادعُ العمياء
تنقُّ في الأوحال
و النغلُ و البصّاصُ و النخّاسُ و اللوطيُّ و الزمّارُ و الطبال
حكامُ هذا الزمنِ الخالي من الرجال
**
4 : أعيادنا لم تحن بعد

عيدٌ بأيّةِ فوضى عدتَ يا عيدُ
بخيبةٍ أم لشعبي فيك تهديدُ
تمكّن اليأس منّا لا أرى أملا
يلوحُ في الأفْقِ ، بل همٌّ وتنكيدُ
و الشعبُ يحلمُ ! من فقرٍ إلى عنَتٍ
قد شاخَ طفلاً و عضّتهُ التجاعيدُ
مِن وكسةٍ صارَ في أتّونِ داهيةٍ
دهياءَ عمّت و غطى عريَه الدودُ
و قيل هبّت و كانت قبلُ نائمةً
فعطلوها ، و فاتتها المواعيدُ
لا خيرَ يُرجي و قد بيعت كجاريةٍ
و عهّروها و ذُلّت باسمها الغيدُ
و اليوم كالأمسِ لا حسٌّ و لا خبرٌ
للماجدينَ ، و للفُجّارِ تمجيدُ
تباً ، فقد ذلَّ فينا كلُّ ذي شرفٍ
و سادَ مأفونٌ و قوّادٌ و رعديدُ
عيدٌ بأيّة بلوى عدتَ يا عيدُ
و الناسُ في محنةٍ و الأفقُ مسدودُ !
**
5 : عقوق

لم أعدْ أطيقُ وجهَكِ المصبوغَ بالعهرِ ..
و في عينيىكِ تسكنُ الرغابُ الماجنة
أمّاه يا مرضعةَ الآلامِ ..
جفّ النُّسغُ في ثديَيْكِ ، لم تعودي حاضنة
ألقمتِ ثديَيْكِ لكلِّ عابري السبيلِ ..
للإفرنجِ و الأعرابِ و الطليان والإخوانِ و الدهاقنة
أقيئُ ما أرضعتِني مِن الحليبِ ..
ما سقيتِني مِن المياهِ الآسنة
يا مومساْ تضاجعُ الحواةَ و اللصوصَ و القراصنة
**
6 : مـــــــرايا

إنّي أحدّقُ في المرايا
فأرى تواريخاً يفجرُّها حزامٌ ناسفٌ ..
و أرى الشظايا
و أرى ذئابَ اللهِ تفتكُ بالبرايا
و أرى ابنَ أرطأَ في السرايا
و أراكِ يا أويا مهتكةَ الإزارِ مع السبايا
و أرى بلاداً في مهبِّ شريعةِ التكفيرِ ينزو فوقها شبَحُ المنايا
و أرى بغايا الفكرِ يستمنونَ في كلِّ الزوايا
و أرى البغايا .. أرى البغايا
أرى البغايا .
**
7 : ضياع

غارقةٌ في الوهمِ و الغياب
و ليس في المدى أمامها سوى السراب
تطفو على بحارِ الزفتِ مومساً عمياء
فاقدةَ الصواب
تضاجعُ اللصوصَ و الأوباشَ و الكلاب
و قد بغتْ فركبتْ أهواءَها ، و أنكرتْ أبناءَها
و غادرتْ تاريخَها ، و أشرعتْ لكلِّ غازٍ ألفَ ألف باب
فاجتاحَها الجرادُ و الذباب
و الزنجُ و الإفرنجُ و الياجوجُ و الماجوجُ و الأعرابُ و الأغراب
**
8 : صرخةٌ في واد

أيُّ جدوى للكلام !
عبثاً تصرخُ ، فالقومُ سُكارى و نيام
قد دجى ليلُ الطَّغام
لم أعُدْ أقوى بمصباحي على هذا الظلام
*
ليس مِن ضوءِ و لا عود ثقاب
ليس مِن شيءٍ سوى الليلِ و أصواتِ الذئاب
و سرابٌ يتلاشى لاهثا إثر السراب
فلماذا أيها التائه ما بين حروف النفي تجري من كتابٍ لكتاب
ترفعُ اللاءاتِ ، تتلو مانفستو اللاءِ في فصل الخطاب !
فالمخانيثُ و أشباهُ الرجال الجوفِ .. أولادُ الـ (كذا)
هم ولاةُ الأمرِ في الأرض الخراب
و الكلاب
صادرتْ فيروزَ ، باعتْ ابن خلدون ، استباحت بابلو نيرودا ..
................
نباحٌ يتمطّى في اليباب
**
9 : غثـــــــــــاء

عبثاً تحاولُ فالنيامُ نيامُ
طُويَ الكتابُ وجفّت الأقلامُ
الذئبُ يخطبُ في العدالةِ من علٍ
وعلى الرصيفِ تصفقُ الأغنامُ
اصمتْ فأنت مزايدٌ في عُرفهم
ما عادَ ينفعُ في الغُثاءِ كلامُ
**
10 : عودة الفينيق

نفيق ..
أحلامُنا، آمالُنا تفيق
إرادةُ الحياةِ في شقائقِ النعمانِ تستفيق
أبصارُنا ، أقدامنا تعانقُ الضوءَ على الطريق
لا شيءَ دونُ الشمسِ والشروق
تتّقدُ النيرانُ في هشيمِ العوسجِ العتيق
ينتشرُ الحريق
و تحتفي تانيتُ في سمائها بعودةِ الفينيق
_______________
نصوص من ديواني : سفر الصحو و التجاوز (غير مطبوع)








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفنان أحمد عبد العزيز ينعى صلاح السعدنى .. ويعتذر عن انفعال


.. االموت يغيب الفنان المصري الكبير صلاح السعدني عن عمر ناهز 81




.. بحضور عمرو دياب وعدد من النجوم.. حفل أسطوري لنجل الفنان محمد


.. فنانو مصر يودعون صلاح السعدنى .. وانهيار ابنه




.. تعددت الروايات وتضاربت المعلومات وبقيت أصفهان في الواجهة فما