الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
نبيل النقيب ، ضحية جديدة لمحاكم التفتيش المصرية
عبدالجواد سيد
كاتب مصرى
(Abdelgawad Sayed)
2018 / 10 / 11
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
نبيل النقيب، ضحية جديدة لمحاكم التفتيش المصرية
ليس بالضرورة عندما تكتب دفاعاً عن إنسان ما أن تكون على معرفة شخصية به ، لذا لاأدعى أننى أعرف الأستاذ نبيل النقيب ، المثارة قضيته هذه الأيام معرفة شخصية، لكننا ، وبمعظم أطيافنا الفكرية والسيىاسية أبناء وطن واحد منكوب إسمه مصر، وهذا فى حد ذاته يمثل أوثق معرفة شخصية ،كما يبرر لنا التضامن والوقوف يد واحدة من أجل وطن منكوب واحد ، أمام سلطة قاهرة رجعية عديمة الضمير ، إخترعت فى السنوات اخيرة عقوبة قروأوسطية ، إسمها إزدراء الأديان ، تعاقب بها كل من تسول له نفسه أن يقول لا.
قضية نبيل النقيب لاتتعلق بنقد النص المقدس أو التاريخ الإسلامى، أو حتى النظام السياسى، كما إتهم غيره من الضحايا ، بل تتعلق بنقد ظاهرة إجتماعية قبيحة إسمها النقاب ، إرتبط ظهورها بتدهور المجتمع المصرى منذ السبعينات وحتى اليوم، وكانت وكما هو معروف ، نتيجة لتلاقح الفكر السلفى الإخوانى فى ذلك الوقت ، تمهيداً لخلق مجتمع إستبدادى ، تتحكم فيه أقلية بالثروة والسلطة، وتصدر الأوهام للأغلبية، ولإن النقاب كان عنواناً لتلك المرحلة السوداء المستمرة حتى اليوم ، فقد كان من الطبيعى أن تكون محاربته محاربة لكل مايرمز إليه من فساد وإنهيار إجتماعى ، بالإضافة إلى المشاكل الأمنية الكثيرة التى نتجت عن إنتشاره ، حيث أصبح من الممكن لأى مجرم أو مخالف للقانون إرتدائه وخداع الناس والنفاذ بجريمته دون أن ترصده العيون ، وعلى ذلك قام نبيل النقيب وبصفته محام برفع قضية فى مجلس الدولة يطالب بحظر إرتداء النقاب فى الأماكن العامة ، فترصدته أعين الجهلاء وقامت برفع قضية إزدراء أديان ضده ، فتم القبض عليه فجراً وأودع السجن قيد التحقيق ، نفس التهمة القبيحة التى وجهت للشاب المصرى شريف جابر قبل عدة أشهر ، و الذى ليس من المستغرب أن نعرف أن نبيل النقيب كان هو محاميه أيضاً.
نحن إذن أمام حلقات متواصلة من ضحايا قانون إزدراء الأديان، المضاد لمبادئ حقوق الإنسان ، المتفق عليها فى كل العالم ، والتى كانت مصر من أوائل الدول الموقعين عليها سنة 1948 ، والذى يستخدم اليوم لترويع كل صاحب رأى أو معارض ، ليس فى الشأن الدينى أو السياسى فقط ، ولكن فى الشأن الإجتماعى أيضا، فالنقاب ليس بالتأكيد من أركان الإسلام الخمس ، إنما هو ظاهرة إجتماعية صرفة ، أفرزها مجتمع مقهور هارب من الأيام ومن العالم.
مصر أصبحت سجن كبير، مفتوح لكل الأطياف ، وللأبرياء قبل المذنبين ، يضرب به المثل فى المواقع والفضائيات وعلى رؤوس الأشهاد ، وطن ضحية لنظام إستبدادى جديد ، ينشر قيوده حول الضمائر والعقول ، ويسلبها كل ماتبقى لها من قدرة على الحياة ، إنه تحالف العسكر والأزهر والسلفيين، الذى ورث مملكة الإخوان ، فأنكر بدوره حقوق الإنسان ، وروع الناس بقانون إزدراء الأديان.
الحرية لنبيل النقيب
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. مسلسل الحشاشين الحلقة 18.. سوزان نجم الدين تأمر بقتل إحدى حو
.. مشاهد لاقتحام مستوطنين باحات المسجد الأقصى تحت حماية قوات ال
.. صحيفة هآرتس: صفعة من المستشارة القضائية لنتنياهو بشأن قانون
.. عالم الجن والسحر بين الحقيقة والكذب وعالم أزهري يوضح اذا ك
.. واحدة من أبرز العادات الدينية لديهم... لماذا يزور المسيحيون