الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاله المنتقى

نبيل الخمليشي

2018 / 10 / 11
الادب والفن


هذا الوحيد الذي أخذتموه
هو منا، من هنا من هذا الشرق
ما زار الغرب أبدا، وما كانت وجهته
صار إلها هناك، وبقينا دونه بشرا
بقينا هنا، مهرطقين وكفرة
وقليل من التائبين
نعرف جار أمه، وجده الذي كان
وربما ذكر أحدنا في الكتاب، غيبا
ربما كان مثله، مبعوثا للبشر
يتذكرون الملكة هيلانة
واليوم الثالث والقبر المقدس
لكنهم يجهلون مكان القيامة
وكيف امتد الوجع الحارق
من البستان حتى تلة الجلجلة
وكيف نداوي جراحنا هنا
ولماذا نرشد زوارهم
الى دير "أبانا الذي" في جبل الزيتون
حيث حفظت الوصايا طرية
دون أن يصيبها سوء
من لفحة شمس أو مطر
لكن جدي، يتذكر كل ذلك وأكثر
يتذكره، يتذكر لونه الاسمر
حيث لم تكن عيونه زرقاء
ولا شعره كان أشقر
كما اشتهيتم وتشتهي نساءكم
غير أنكم قتلتموه ورفعتموه
وألهتموه ودفنتم كل المرحلة
ونسيتم الملامح والشعر المجعد
أنتم واليهود كنتم القساة عليه
ونحن الممتنين له أبدا، نشهد هنا بأنه،
شفانا من البرص ورحل
لم تمتحنه الامراض التي لا شفاء لها
الغضب
الغباء
الغدر
ورحل بعيدا، كي لا يحرج
ويسأل عن دمه الذي انهمر
متلازمة البحر والصحراء لنا وحدنا
والسراب نراه واقعا، عند كل رحيل أو سفر
وشتان بين وشم صليبه في القلب
وأيقونة لتزيين الجيد من ذهب
و لا فرق للذكرى عندنا
بين الصلب وسط اللصوص فوق الاخشاب
وبيعة الاصحاب تحت ظل الشجرة
تصلي أمي صلاتها
وتدعو له بطول العمر بعد الممات
هو ابنها بالمحبة، ما قدسته يوما
لكنها تستجديه كلما هبت الريح قحطا
واشتد الحر وقل المطر
وتعتذر للمجدلية على كل ما حصل
هنا باقون
عند المهد
أو القيامة
أو قبة الصخرة
قبالة هيكل القتلة
هنا باقون نسترق السمع، لهمس السنين
وحديث العدم للحجر
لم يختر شعبه
لكنهم انتقوه من بين ملايين الرجال
وهناك من اختاره الله شعبا له
ونحن امة مستباحة لكل الامم
وكم انتظرت امي مسيحها
ان يجيئها فجرا
و هو، هو ذاته المهدي المنتظر








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الحكي سوري- رحلة شاب من سجون سوريا إلى صالات السينما الفرنسي


.. تضارب بين الرواية الإيرانية والسردية الأمريكية بشأن الهجوم ع




.. تكريم إلهام شاهين في مهرجان هوليود للفيلم العربي


.. رسميًا.. طرح فيلم السرب فى دور العرض يوم 1 مايو المقبل




.. كل الزوايا - -شرق 12- فيلم مصري يشارك في مسابقة أسبوع المخرج