الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
ساعاتٌ قليلةٌ و تهدأ العاصفة .
يوسف حمك
2018 / 10 / 12مواضيع وابحاث سياسية
تصفية الحسابات بين الأطراف المتصارعة نفخت في قضية اختفاء الصحفي
السعودي ذي الجذور التركية جمال خاشقجي ، و زادها الإعلام انتفاخاً .
تاجرت بها عدة قنواتٍ بإعطائها زخماً تصعيدياً لأغراضٍ سياسيةٍ حتى كادت تضاهي ، أو تعلو شأناً على أهوال الحرب المفروضة على سوريا
منذ سبعة أعوامٍ .
اغتيالٌ إعلاميٌ ، و تمثيل جثةٍ افتراضيةٍ للخاشقجي حسب معلوماتٍ على الأرجح منشؤها من نسج خيال تضارب المصالح ، و تنافس سباق المحاور .
قضيةٌ متأججةٌ ارتفعت ألسنة نارها ساعةً إثر اخرى ، كأية قضيةٍ تزداد سخونةً ، و سرعان ما تخبو جمرتها . بعد تفاهماتٍ ، و كأن الأمر
كان حلماً لا حقيقةً .
لهذه الجعجعة بعدٌ سياسيٌ أكثر من كونها قضية اختفاء رجلٍ إعلاميٍ معارضٍ لنظامٍ ملكيٍ فرديٍ مطلقٍ في أحكامه . بعد أن كان ربيباً لهذا
النظام ، و عاش في كنفه حتى اشتد عوده ، و غدا من صنيعه ،
ثم معارضاً .
و ها قد أصبح كبش فداءٍ ، أو لعبةً دوليةً دون أن يكون له يدٌ فيها .
أنظمةٌ قد تتهاون في قضايا التجسس ، و خيانة الأوطان و دمار البلدان ،
و إفساد المجتمع .
لكنها لا تتردد في وضع عراقيل أمام الصحفيين و معارضيها و منتقديها بحجم الجبال . من رقابةٍ صارمةٍ و تهديداتٍ ، و استباحة حرمة نقابات
الصحفيين و البيوت باقتحام أبوابها من قبل أجهزتها القمعية ( زوار ما بعد منتصف الليل ) . أو قتلهم بدمٍ باردٍ خوفاً من الانفتاح ، و المشاركة الجماعية
في القضايا المصيرية .
على اعتبار أن مهمة الصحفي هي التنوير و المعرفة ، بلملمة كل الأفكار
و العلوم و الثقافة التي ترتقي بها الأمم ، كنافذةٍ منها يطل المواطن على الحقائق . بكشف المستور من الفساد و الفاسدين ، و العهر السياسي للمسؤولين ، و تخاذل الحكام ، و خيانة القادة و الزعماء .
رسالةٌ نبيلةٌ يؤديها الإعلامي الحر ، بكل صدقيةٍ و إخلاصٍ .
بعيداً عما يمس كيان الوطن ، و أمن المواطن ، أو التدخل في حياتهم الخاصة . حسب المعايير و الضوابط لهذه المهنة الرفيعة .
مع التحلي بالشجاعة و روح المسؤولية بغير انحيازٍ لأي طرفٍ مهما كان قوياً بنفوذه ، و مؤثراً بإغراءاته .
المتعاركون في هذه القضية كلهم في القمع و التسلط و كم الأفواه سواءٌ .
فلا نزاهة لأحدٍ في قضايا الديموقراطية ، و لا عفاف إزاء حقوق الإنسان .
مستبدون جميعهم ... سفاحون لشعوبهم ... قاهرون لمعارضيهم ...
نصف الشعب التركي معتقلٌ - من بينهم صحفيون أجانب - و مفصولون من وظائفهم ، نصف العسكر مسرحون من الخدمة - ضباطاً و جنوداً -
و النصف الآخر مرتبطون بحزبٍ إسلاميٍ مزيفٍ .
و ناهيك عن آلة أردوغان العسكرية التي لم تتوقف عن قتل معارضيه حتى خارج الحدود بحجة الإرهاب . مع إدعائه بالديموقراطية ، و التباكي على حقوق الشعوب المهضومة ، بإظهاره كمدافعٍ عن قضاياها العادلة .
و صرخاتٌ دوليةٌ تنتهك القوانين الدولية بمعاييرها المزدوجة ، و الانحياز لنظامٍ ، و الوقوف بحزمٍ ضد الآخر بالقضية ذاتها . حسب مبدأ الكيل بمكيالين . إلى أن تضع التفاهمات لمساتها الأخيرة على المشهد ، فتسدل الستار .
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. الجمعية الوطنية الفرنسية تدين -مذبحة- 17 أكتوبر 1961 بحق جزا
.. سامي الطاهري: الاتحاد العام للشغل أصبح مستهدفا من قبل السلطا
.. الجزائر تعين قنصلين جديدين في الدار البيضاء ووجدة
.. لبنان: هل بدأ العد العكسي للحرب مع إسرائيل؟ • فرانس 24 / FRA
.. هجوم بسكين يثير حالة من الذعر في قطارات لندن | #منصات