الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اتّحادٌ فوَحْدة فمُتوحِّد في واحِد وَحيد

ليندا كبرييل

2018 / 10 / 12
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


أخطر مفردة في القاموس العربي هي : وَحَدَ.
من مشتقاتها صنعت اللغة تصنيفات شكَّلتْ أساس العقل العربي المتزمِّت.
اتّحادٌ فوَحْدة فتَوحيد فمُتوحِّد مُتَّحِدٌ في واحِد وَحيد.

من هذه التنويعات تفجّرتْ نكبات ومصائب على مرّ العصور حدّثنا بها التاريخ العربي، سبّبتْ آلاماً تَرِثها أجيال بعد أجيال، وأحقاداً أقوى من أن يدْفنها الزمن.
الوحدانية : المبدأ الذي يتعارض مع عقائد لها تشريعاتها الخاصة ونُظُم عبادتها تملأ الأرض، جاء العرب لإخضاع هذه التعدُّدِيّات الثقافية، وتطْويع العقول للرضوخ لِفكرة الواحِديّة بالترغيب بالترهيب .. باللين بالشدّة .. بَلِّطوا البحر .. دُكّوا الجبال ..
نَشِّفوا الأنهار ..هذا الحاضر، صدِّقُوا عليه بالتي هي أحسن ! وإلا ..
منْ يجاوِز الأمْرَ يحقّ عليه الأمَرّان : الشرّ والجهاد الأحْمران.
منْ يُخِلّ بعقيدة تفرُّد إله الأديان الإبراهيمية بالعبادة، فهو مشرك .. وإن منْ أتى بِبِدَع من عباداتٍ وشرائع بخلاف الصواب الذي أتى به نبي الإسلام، فهو فاسد كافر، مصيره في الدنيا الرَدْع بالمصائب، والعقاب الأليم في الآخرة.

يستدعي حرف الحاء ح في ( وَحَدَ ) صيغة : الحلال والحرام . وصاحَبتْها عبارات حفرتْ طريقها في عقولنا فما عادت تُفارقها : مؤمن، كافر / كاسيات، عاريات / دار الحرب، دار السلام / شرعي، باطل / المستقيم، المنحرف / الصحيح، المزيّف ... وكان العنف الحارِق طوال الأزمنة العربية، المُعبِّر عن مواقف أتباع العقيدة من المُغايِرين.
وكان البكاء والعويل .. واللطْم والتطبير.

استِغاثة المُضطهَدين لم تخْمد عبر التاريخ . احتجاج التوجُّع خنقوه، عزلوه، لكنه ظلّ صوتاً صارِخاً في البرِّية العربية المُتصَحِّرة .. وعاد وَقْعه من جديد لِيتردَّد على اسْتِحياء ، ثم ما لبث أن أصَمَّ ضجيجه الآذان في عصر الأنترنت وحقوق الإنسان،
حتى طَأْطأتْ رؤوس الأحرار أمام جلال وقْعه في الوجدان.

أُدين التهديد بكل وجوهه، المعنوي منه والمادي ؛
مِن التهديد الواهِن، الذي يُنذِر بِلَسْع الصبر النافِد، إلى الوعيد المُنْقَضّ، الذي تجْحظ العين لِغِلْظته.
وأستهْجِن القتل بكل أشكاله ؛
من النظرة الصفراء المُسَخِّفة إلى الكلمة الحمراء المُسَفِّهة، فما بالك إذا زُرِعت الخناجر في الصدور !

شجْبُ الميول العنيفة ( والمُراوِغة الهادئة أيضاً ) الموقِدة لنار العصبية الطائفية، هو إدانة لثقافة تحيّزية تقوم على دفْع الآخر بالقوة أو بسلاسة حازِمة إلى الانقياد لرؤيتها، فإذا لم يستجِب كان التسْفيه أو القمع، الحقّ إلى جانب مَنْ يصْرع خصمه أولاً .. فيها يكون المرء مَوْلى قديراً أو مولى حقيراً ، سيداً متسلطاً أو عبداً خانعاً، قاتلاً أو مقتولاً.

لا يمكن أن ننكر أن تراثنا العربي خلّف في دواخلنا عداوات وكراهية، تمتدّ من الأرحام الضاربة في عمق الماضي إلى الأرحام المستقبلية البعيدة ، مكّنتْ في نفوسنا ثأراً يتَطاول من الأرض إلى عند الله ؛ ربّ الأديان التوحيدية المفرِّقة للأشِقّاء الأشْقياء.

إذا أردتَ أخي القارئ الكريم الاطلاع على تاريخ المذابح، التي جرت للأقليات الدينية على أيادي الشعوب العربية ( المتسامحة )، فلْيكنْ دليلك مقال المتفضّل القدير الأستاذ " كاظم حبيب " :
الكوارث وحرب الإبادة ضد الآشوريين والكلدان والسريان بتركيا والعراق.
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=596995

والرجاء أن تتذكّر الأحداث العنيفة التي تجري ضد الأقباط في مصر، وآخرها ما حصل في قرية " دمشاو هاشم ".

والآن حضرة ابن الحلال : بعد الاطلاع على كل هذه الأحداث المحزنة، ألا يخطر ببالك سؤال عن سبب تجدُّد قسوة المعزّ المذل مع خليقته المغلوب على أمرها، مع كل شريعة جديدة نزلت في زمن مختلف، وهو الذي بإمكانه أن يجنّبنا هذا المصير البشع بقدرته ومشيئته ؟

حتماً قرأتَ عن ويلات الجحيم مصير أبناء الحرام المشركين أمثالنا.
نحن القردة والخنازير والعُصاة المتكبّرين مثوانا بحيرة الكبريت، حيث سيُصْلينا الشفوق الرحيم ناراً من العذاب نقاسي شدتها، طعامنا من شجرة الزقوم وشرابنا كالمهل في مرارته وكالصديد في نتنه يذيب الأحشاء.
حتى لو اعترفنا بضلالنا وكُفرنا وسألنا الترفق ونحن نبكي دماً، لن يُجاب إلى طلبنا !
موت الطائش سيبدأ وهو ما زال في الحياة، إذ تَغمر خياله مَشاهد السلخ الجهنمي، تلاحقه في نومه ويقظته، وسيُطْعِم الخوفَ عقله وعمره ، ثم تبدأ رحلة موته الثاني في القبر مع منكر ونكير ، وبَعده إلى الجحيم ، حيث عذاب سلْخ الجلود أبدي ..
مدى الدهور .. بلا توقُّف .. بلا موت .. ممنوع الموت .. خلوووود في النار !
طيّب .. آمنتُ بالنبي الذي أرسله المُقتدِر لطائفتي، صمتُ، صلّيت كما فعل آبائي، أشعلْتُ له الشموع، بكيت عند عتباته المقدسة، ساعدت المحتاج وساندتُ المسكين، وكان الله راضياً عنّا .. ثم أرسل الكريم نبياً جديداً لجماعة أخرى : وما فيها ؟
لطيف، جميل ..
الْ ليس لطيفاً والْ ليس جميلاً هو إن رفضتُ الإيمان بهذا النبي الجديد ! أين ذهب فجأة رِضى الله عن أجدادي طوال ست مئة عام ؟
آلاف المعتقدات التي لم نسمع بها يرفض أتباعها التحوُّل عنها، فهل سيَرْمينا الله بالجملة في مسلخ الجحيم ؟

بحق السماء أيتها الأديان ! إذا كنا مُبتَلين من الجبار بالضُعف، ووجدْنا بعقلنا المَشُوب بالمحدودية القِيَمَ النافعة لمصلحتنا بخلاف ما قدّره الكامل لنا ، فهل يُجازَى صاحب العقل الناقص بالجهنم ؟ أيّ جُرْم عظيم ارتكبناه وقد صنع الله بإرادته التي لا رادّ لها مجرَى حياتنا، ورتّب قدَرنا أن نبقَى على دين آبائنا وأنبيائنا ؟ مَنْ منكم اختار دينه ؟ من ؟ لماذا علي أن أنْضَوي تحت رايةِ دين آخر وما في ديني يكفيني ؟ أي جديد أتيتموني به !؟

ما دام الله العليم هو الأدْرَى بظروف عباده المُتجدِّدة المتطوِّرة، ألمْ يكن الأجدى لنتجنّب إزهاق الأرواح في صدامات عبثية، أن يَهدي القاصي والداني من البداية ؛ فيبعث نبياً واحداً مُختاراً من قِبَله لا خليفة بعده، ورسالة إلهية واحدة يؤْمن بها كل البشر،
لا سابقة ولا لاحِقة لها صالحة لكل مكان وزمان وظرف ؟
وهكذا يتحقّق مبدأ الوحدانية ويُحَلّ التناقض بين الأنبياء والأديان، وتُعْفَى الأقليات المُعارِضة من عقوبة الاضطهاد الأرضي والسلخ الجهنمي .. وتكون إنقاذاً لِمنْ ماتوا على جهالتهم في العصور الطوطمية .. وهِدايةً للملايين التائهة عن الشرع الصحيح من أهل الوثنيّة في الشرق الأقصى، حيث نرى بين كل شبْرٍ وشبر صنماً .. وتكون نبراساً ونوراً لسكان الأدغال المظلمة في الأمازون وأفريقيا الخارجين من التاريخ، وهم لا يدركون حتى اللحظة معنى كلمة الله ..
بالتأكيد ستكون شفقةً من واسع الرحمة لنسائهم، قبل أن يُعاقَبْنَ بلا ذنب بالتعليق من أثدائهن المكشوفة، وشعورهن المنفوشة، والرجال من عوراتهم المنظورة، في القبر ثم في بحيرة الكبريت الملتهب والنار التي لا تنطفئ.

الأستاذة البهائية الكريمة * " باسمة موسى " وجّهتْ مناشدة إلى أصحاب الفكر المستنير وناشري العدالة والمحبة، لاستنكار اضطهاد البهائيين والمسيحيين في اليمن.
{ أرجو من القارئ الفاضل العودة إلى مقالي الماضي وما قبله، حيث تطرّقتُ إلى هذه النقطة. }
الأستاذة الكريمة تعلم تماماً، أنه لا قيمة لأصوات المثقفين في مجتمع يتبَنّى الرؤية الواحدة، الخانِقة للعقل النقدي المُؤثِّر في توجيه الأحداث.
والحق، أننا جميعاً نشترك في بيئة تقمع حرية التعبير ؛ في البيت والمدرسة والعمل وبيوت الله.

المسيحية، الخصم الأزلي المغضوب عليها، حقّقتْ الاكتفاء الذاتي الروحي، وأقْصى ما تستطيعه اليوم مُحاباة الأديان الأخرى بِكَرَم وعطف.
ومع تقديس القرآن لأنبياء اليهود، والاعتراف الصريح بالسيد المسيح وأمه السيدة مريم، ومع الفعاليات الإنسانية الأخوية التي يقوم بها الأفراد والمؤسسات الدينية الكبرى، مسيحية وإسلامية، فإننا لم نستطع ردّ المكْروه عنّا.
إلا أن الاضطهاد الذي تتعرّض له المسيحية ليس لِمجرّد إلزامها بالتفسير الإسلامي لعقيدتها على رغم أنفها .. بل هو أكثر من ذلك عجْز ثقافة الحقيقة الواحدة عن مواجهة الانطلاقة العلمية المذهلة، فأصبح البون شاسعاً بين عالم يستشرف مستقبل ما بعد الحداثة، وبين عالم يتقهقر نحو مزيد من الخواء المعرفي، مما ولّد عند الإنسان العربي ضعف ثقة بمقدراته، وتوجّساً من المغايرين، استدعى انكفاءه على نفسه وكراهية المختلف.

وأما البهائيون الذين يشْكون من تعرّضهم للعنف والقمع، مع أن البهائية تؤكد أنها دين السلام الداعي إلى نبْذ العداوات ووحدة البشر وتقدُّمهم، ونبيّها فوق ذلك مُرسَل من لَدُن الله الواحد، ومؤيَّد من القرآن الكريم .. فهل عصبيّة المتطرفين وجمودهم العقائدي السبب الأساسي في نكبة هذا الدين المُسالِم ؟
نعم إنه بدون شك سبب قوي تعاني منه كل العقائد على الأرض، ولكنه ليس السبب الوحيد، هناك عامل آخر يلعب دوراً هاماً في تهييج العصبيات : النزاع على الزعامة الدينية.

إن النبي حضرة بهاء الله الذي فتحَ الباب لاستقبال أنبياء جدد، ولِتتابُع الرسائل الإلهية بعد أن أوَّلَ بعض آيات القرآن، المُحَرَّم تناوله بتفسير مُغرِض غير بريء وخصوصاً عبارة ( آخر الرسالات وخاتم الأنبياء )، هو بذاته النبي حضرة بهاء الله الذي حرَّمَ ادعاء الرسالة بعده، وحرَّم بنفسه تأويل آيات الكتاب الأقدس البهائي، وقيَّد تحقيق ظهور المظهر الإلهي التالي بشرْط مُضِيّ دورة حكْمه، التي تمتد ألف سنة كاملة.
جاء في (الكتاب الأقدس ) :
" من يدّعي أمراً قبل إتمام ألف سنة كاملة إنه كذاب مفتر "
وهو يحذّر تفسير هذه الآية بما يخالف ظاهرها !
اعترفتْ البهائية بكل الأديان، وقررتْ أن القبول بمبدأ (وحدة البشر ) أول مطلبٍ أساسي يجب توفُّره في عملية إِعادة تنظيم العالم، وإدارته كوطن واحد لأبناء البشر، ليصبح عالماً متَّحداً اتحاداً عضويّاً في كل النواحي السياسية والاقتصادية والاجتماعية والدينية، بالرؤية الثاقِبة الحكيمة للنبي حضرة بهاء الله الذي اختارتْه العناية الإلهية نبياً ليتابع الرسالات السماوية . ورأت أنه
" ليس من الكفر اتباع أوامر جديدة إن كان هناك شيء جديد !! بل الخزي والعار في العِناد والمخالفة. " الأستاذة راندا شوقي الحمامصي.
والمؤمن بحضرة النبي سيذهب إلى الجنة و( الكافر ) به سيذهب إلى النار، وما علينا إلا التنفيذ والطاعة لمشيئة الله.

وتفجّرت العصبيات، وكان الاضطهاد والتهميش.

لغة السلام تفْتنُ الإنسان المتشوِّق إلى عالم خالٍ من النزاعات . لكني لا أستطيع إلا الوقوف بتعجّب عند عبارات تمييزية في تبشيرٍ يدعو إلى العدالة ووحدة البشر ؛ كاستشهاد الأستاذة الحمامصي بالآية القرآنية التي فضّل الله فيها العرب على الأمم
ليكونوا ( خير أمة أُخرِجت للناس ) ، وعَزَتْها إلى فشل اليهود والنصارى وعنادهم في إدراك الحكمة الإلهية من تغيير وتجديد الرسالات، فاستحقوا عذاب الله من سبي وقتل وتدمير مدينتهم !
إذاً .. بحَسَب رأي الأستاذة، كان علينا نحن اليهود والنصارى :
إما أن نلجأ إلى النفاق والمكر فنعيش حقيقتين : واحدة لنا في الخفاء، وواحدة نُداهِن بها الجهة الدينية الآمِرة ..
وإما أن نُكرِه أنفسنا على قبول ما لا بُدّ منه خشيةَ الضرر فيتراكم الحقد والعاهات النفسية ..
وإما أن نُفرِغ عقلنا لِملْئه بالأوامر الجديدة لأنه من الخزي والعار في المخالفة ..
وبَلاش عِناد يا يهودي ويا مسيحي بلاش عناد !

مَنْ يكابد الاضطهاد والتمييز، لا يردّد شعارات تمييزية من نوعية : الدين عند الله الإسلام، ومَنْ يبْتَغِ غير الإسلام ديناً فلن يُقْبَل منه . هذه عبارات كانت فاعِلة في المجتمع البشري الأول حتى استتبّ الأمر للدين الجديد ..

أما ونحن في عصر حقوق الإنسان التي تعلو على كل خصوصية دينية، فإنه لا يُنظَر إلى هذا المنهج التبشيري إلا على أنه، يُرسِّخ قيمة الاستكْبار والتعالي والطبقية بين البشر بلغة حريرية مقدسة.

هل من الإنصاف والسماحة أن تَعْتبوا على الظالم الحوثي وتلوموه في مثل ما تأتون ؟!

كان المأمول ألا تلجأ البهائية المُجدِّدة إلى ألفاظ : كافر ونار وعار ومخالفة وطاعة وتنفيذ وعدم الاعتراض .....
وهي الديانة المُنفتِحة على الذاكرة الإنسانية الرحبة المشترَكة، والمجاهِرة باحترام العقائد كافة، والتسامح الكريم مع الأغيار.
هذا نذيرٌ يثير الهواجس بِتَضمُّنِه شُبْهة ( الجبْرية ) التي تستبيح حرية الاختيار.
الغايات النبيلة تفقد قيمتها بِاقترانها بالتهديد ولو كان خاملاً أو واهِناً.

ما من دين على وجه الأرض إلا وينطق بلغة ناعمة تسْتتِر بين ثناياها الصرامة، لغةٌ تُخْبِر عن ( مجهولها ) إذا دققنا في دلالات الإنذار لِمن لا يستقيم للعقيدة ونبيّها !
وقد أخبرتْنا البوذية النابِذة للعنف، الداعية إلى السلام، المُشِيعة للتآلف بين البشر، عن مجهولها الدموي المُخيف ، أخبرتْنا بعد قرون من انتشارها وتمكّنها، بما فعله الحًسام البوذي البتّار برقاب المسيحيين في اليابان ! عندما خشي الحاكم العسكري من تحوُّل الوجود المسيحي لقوةٍ تؤثر على نفوذه السياسي، فتعرّضوا في القرن السابع عشر لاضطهاد عنيف.
ثم سكتتْ البوذية الوديعة دهراً .. وإذ بالجانِحين من أبنائها ينطقون كفراً عظيماً ــ أعضاء طائفة الحقيقة السامية ( أوم شينري كيو Aum Shinrikyo ) التي استطاعت استمالة الكثيرين في اليابان وفي بعض بلاد العالم، عن طريق التبشير بتعاليم هي مزيج من البوذية والهندوسية . ارتكبت الطائفة جرائم مرعِبة، أخْطرها الهجوم بغاز الأعصاب السارين على مترو توكيو 1995 ، وقد نُفِّذ في مؤسّسها " أساهارا " وفي أتباعه حكم الإعدام في تموز / يوليو الماضي . ولا ننسى ما تفعله البوذية منذ سنوات وإلى اليوم من تصفية واسعة للمسلمين الروهينجا في ميانمار.


أقلّ ما يقال عمّنْ يسوِّغ الجرائم الهمجية : أن ما يميّزه عن شعبة الكائن الأدنى هو حصوله على هِبَة انتصاب العمود الفقري فحسب.
ليس هناك أشدّ قسوةً من الهزيمة الأخلاقية، عندما نضطر إلى المقارنة بين الحيوان المفترس والإنسان المُتمادي في العنف، حول منْ الأشدّ وحشية في القتل !
اِبْحثْ عن التنافس على الزعامة وراء كل هذه المشاهد.

لماذا يرتكب المتطرفون هذه الأعمال المنافية للضمير والقانون ؟
يجيب أتباع ديانة الحقيقة السامية ( أوم )، وهم طلاب في أرقى الجامعات : أن سبب قيامهم بذلك الفعل الإرهابي هو تلقّيهم الأوامر من نبيهم المقدّس، الذي أقنعهم أنه قد اكتشف خريطة الطريق الصحيح لتقدّم البشر وخلاص الإنسان، وتطهير الأرواح الفاسدة وإنقاذ العالم من المهالك، وضمان حياة كريمة ذات معنى لمنْ يشعر بضغوط في الحياة ، ولن ينجو من كوارث البشرية إلا أعضاء هذه الطائفة بالذات عبر التصديق بمبادئها والإيمان بنبيّها.
كأن هذا الكلام ليس غريباً عليك أخي القارئ ؟
لا تجعلْ للظنّ مكاناً .. فما من دين على وجه الأرض، إلا ويردد في مرحلة التَمَسْكُن هذه اللازِمة الناعمة، كإعلان ضروري عن النيّات الطيبة، حتى إذا بلغ مرحلة التمكّن .. كان ~ لكل حادث حديث !

الأيديولوجيات المُغلَّفة بالشعارات الجليلة مخيفة.
شعارات برّاقة، مطاطِية فضْفاضة، عن الطهارة والحرية والمساواة والوحدة والسعادة والسلام ... في متناول كل العقائد، المتطرفة منها والمتسامحة، لم تُؤخَذ مرةً على وجهها الإنساني، بل كانت على الدوام وسيلتها لِتجْييش البشر نحو أهدافها غير المنظورة.

وإذا كنتُ أستنكر اضطهاد الداعشة والحوثية للأقليات الدينية، فإني لا أُبَرِّئ سلوك أتباع أي دين كان.
العالم تغزوه الأديان الجديدة الفتيّة، والكلّ يضع الحقيقة في سلته التبشيرية، ويوزّعها على البشر بلغة ناعمة حريرية ، لا ندري بعْدُ حمولتها من الألغام التدميرية.

لم يعدْ من المستغرَب أن ينتشر آكِلو العقول في العالم أجمع، وفي العالم الغنيّ بشكل خاص !
والنساء أكثر من الرجال.
وقفْنَ أمامي يَعْتمِرْنَ القبعات، أربع سيدات مُهنْدَمات مبتسِمات كأن الملائكة تقف على أكتافهن، يحْملْنَ الكتاب المقدس بجميع لغات العالم، يبشِّرْنَ بأعذب الكلام كأنهن ذاهبات للتوّ إلى الجنة، مؤكِّدات أن منهج طائفتهن الوحيد المؤدِّي إلى الله، والمُبشِّر بالسلام العالمي، والطامِح إلى تحقيق العدالة والمساواة بين البشر وخدمة الإنسانية.
ما أنتِ عليه يا سيدة ليس خطأ وليس انحرافاً، ولكن .. يتسرّب إليه الشك والظنون . نبي طائفتنا جاء بالحق والكمال.
قالتْ ذات الصوت الرخيم الجملة الأخيرة بكل فخر وثقة.
لماذا أيتها الظريفة الأنيقة ؟
ولَوْ أيتها المخدوعة .. هل نسيتِ ما صاحَبَ دينكِ من حروب وقطع أعناق وطمع الباباوات وجشع الكنيسة وووو.
أُغالِبُ ضَجَري فأسأل إحداهن : أيتها المؤمنة، لماذا لا يظهر الأنبياء والأديان في أدغال أفريقيا أو في أرض القبائل البدائية في جنوب شرق آسيا ؟ هل نحن أرْقَى من أهل تلك المناطق الموبوءة بالأمراض ؟ أفلَيس الناس سَواسية كما يقول دينك ؟
أم أن هؤلاء قُصاصات بشرية لا تستحق العناية ؟
كان من الإبهار حقاً لو ظهر نبيّكِ الذي جاءكم بالكمال في المناطق السادِرة في غيبيات الخرافة لإرشاد أهلها إلى طريق الله الحق، ولِيساهم في تطوّر تلك البقاع المطروحة من الذاكرة الإنسانية، العطْشَى للتمدّن والحياة ، ماذا تفعلين أنتِ وزميلاتك هنا ؟
أجابتني السيدة مبتهِجة : جئنا لكي ندلّك على طريق الخلاص والنجاة، إن الإيمان بنبينا هو الطريق إلى السماء، يُبعِدكِ عن أهوال الجهنم، وستكونين في عِداد .. قاطعتُها :
الله يبعد عن الجميع أهوال الجهنم، قولي لرئيسك : لا أثق بمنْ يفاوضني على حريتي كي لا أدخل أهوال النار .. وليس هناك تَحَدٍّ أكبر من العمل في أرضٍ متشققة من أهوال التخلف، هذا هو ميدان العمل الحقيقي .. لا في أراضي الفرص الجاهزة !
الذي يجرؤ على خَوْض قضايا خارجة عن كل الأطوار المعروفة يصنع المعجزات، وبقَدَر صناعة الإنسان تكون عظمة الدعوة .. لا بالشِعْر والشعارات.
اِعْلمي أني جئتُ من أراضٍ مُتشبِّعة بالأديان حتى التوَرُّم ! حتى شجّتْ الأرض لِيتعاظَم الاضطهاد وصراعات بينها حتى الفناء !
يتبع

رابط مقال :
الحوثيّون يستنفرون لِسلْخ البهائيين والمسيحيين
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=611233


رابط مقال :
جاوزَ الكفّارُ الأمْرَ، فحقَّ علينا الأمَرّان الأحْمران !
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=612072








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الإيثار والأنا
nasha ( 2018 / 10 / 12 - 05:03 )
الانا في الانسان هي الدافع لكل الاعمال الشريرة التي يمارسها وهي غريزة الخوف والشك من الاخر... العنصرية الكراهية الحقد الانتقام الكذب السرقة القتل ....الخ كلها ممارسات انانية تعبر عن الخوف من الاخر المجهول
الاديان هي احدى الطرق المستخدمة لتفعيل الانا المجتمعية التي تستقطب البشر حولها ولكنها ليست الطريقة الوحيدة ... العرق والدم والقبيلة والسياسة واللغة والنسب واللون والجغرافية وحتى الفريق الرياضي المفضل وغيرها وغيرها الكثير كلها طرق للاستقطاب .
هذه طبيعتنا يا سيدتي نحن خُلقنا هكذا
الحل الحضاري الطبيعي الذي يخفف من الانا التي تمثل الخوف من الاخر المختلف المجهول هي المحبة الانسانية التي هي الانا الكبيرة التي تجمع البشرية كلها . محبة وتسامح وتضحية دون شروط
هل يمكن تحقيق هذه الاهداف؟؟ انها شروط صعبة لانها عكس الغرائز
انها تحول الانسان المتوحش الاناني الى شبه اله .
هل يمكن للناس جميعا ان يتحولو الى الهة؟؟؟
تحياتي وتفائلي قليلا


2 - جميل
بارباروسا آكيم ( 2018 / 10 / 12 - 06:16 )
جميل جميل أُختي كابرييل
دائماً أقول هناك لمسة رقيقة عند الأخت ليندا

محبتي و تقديري


3 - انتقالي إلى سطر جديد في بعض الفقرات خطأ مني
ليندا كبرييل ( 2018 / 10 / 12 - 11:15 )
حضرة القارئ المحترم

بعد أن تفضل الموقع الكريم بنشر مقالي الحالي، انتبهت إلى خطأ ارتكبته وسهوتُ عنه
وهو
انتقالي إلى سطر جديد في بعض الفقرات وأنا ما زلت أتابع نفس الفكرة مما أدّى إلى تشتيت ما كان مجتمعا وباعد بين معنى وآخر

الانتقال إلى سطر جديد يعني بدء فقرة جديدة يستعد فيها القارئ للدخول في فكرة جديدة
وقد تكرر هذا الانتقال في بعض الفقرات، وهذا خطأ مني
أرجو المعذرة من القارئ الكريم
وشكراً


4 - يأتلِف البشر تحت رعاية شرعة حقوق االإنسان
ليندا كبرييل ( 2018 / 10 / 12 - 11:48 )
الأستاذ ناشا المحترم

تحية طيبة

أوافقك على معظم تعليقك، ولا أجد اختلافا في موقفَينا
أدهشتْني فقط الجملة الأخيرة في تعليقك الكريم
أنا متفائلة بشكل عام، ليس تماما، لذلك أجبر نفسي على التعلق بالتفاؤل مهما أغراني التشاؤم
أرجوك أن تبيّن لي ما أوحى إليك بهذا الشعور

شخصيا أرى الأديان مفرقة للبشر لا جامعة
فتعاليمها الأخلاقية تختص بأفراد مجموعة معينة تنتمي إلى دين يعتقد أن من حقه احتكار هذه الأخلاق والتبشير بها، وهذا بالتأكيد إلغاء للأديان الأخرى

الإنسان مستعد للإضرار بأخيه في سبيل الدين والتاريخ شاهد على ذلك

موقفي هذا لا يعبر عن تشاؤم، بالعكس، أرى أن مثل هذا الدين يكرّس فكر التفوق والتعالي ، ولا أحد يدري ماذا سيحصل لو وصلت أسباب القوة ليد الجانحين من أفراده

في ظلال حقوق الإنسان يمكننا أن نتآلف ونقف على درجة واحدة أمام القانون

أشكرك مع تقديري


5 - جميل وأجمل حضورك في اليوتيوب أخي بارباروسا
ليندا كبرييل ( 2018 / 10 / 12 - 12:02 )
أسعدني أن أسمع ما تفضلت به في تسجيلات اليوتيوب أستاذ بارباروسا
منطق يدل على خلفية ثقافية عريضة
جهودك مشكورة
وتعليقاتك محط اهتمامي دوما، لما يتخللها من ثقل معرفي تقدّمه في أسلوب متحضّر وراق

يوما طيبا أخي العزيز ودمت بخير


6 - تعقيب
nasha ( 2018 / 10 / 12 - 14:13 )
ما أوحى الي بهذا الشعور هو شدة تاثرك بما يجري في الشرق من مآسي وآلام وتدمير وكأنها تحدث لاول مرة.
الحروب والتدمير ليست شيئ جديد في التاريخ البشري .
التعصب والعنصرية لا تقتصر آثارتهما وتاجيجهما على الدين فقط
هل أسباب الحربين العالميتين كانت اسباب دينية؟ لا أعتقد
الإنسان مستعد للاضرار بأخيه الانسان بسبب التعصب والعنصرية الناتجة من الخوف على مصلحته الخاصة ومصلحة مجموعته مهما كانت المجموعة سواء دينية أو غير دينية.
فالمشكلة الأساسية هي التعصب والعنصرية وليست الدين بحد ذاته وإنما مبادئ الدين وطبيعة الدين وهل يشجع على التعصب أم لا.
ومع ذلك قد يستغل الدين مهما كانت مبادئه انسانية سامية للتجييش والعنصرية كما قلت حضرتك.
ولكن لا تنسي ايضا أن حقوق الإنسان نفسها يمكن استغلالها كالدين تماما لتبرير استخدام العنف ضدالمختلف. وهذا كثيرا ما يتهم به الغربيين حاليا . المسلمون المتعصبون لا يعترفون بحقوق الإنسان ويعتبروها بدعة غربية لابتزازهم
كيفما تعالجين المشكلة ستكون النتائج دائرة مقفلة
تحياتي


7 - التوحيد فكرة سياسية فى جوهرها قبل ان تكون عقائدية
سامى لبيب ( 2018 / 10 / 12 - 23:00 )
تحياتى سيدتى المحترمة ليندا
هناك فهم ورؤية خاطئة بتصور ان فكرة التوحيد هى رؤية عقائدية وإجتهاد إنسانى للبحث عن خالق أوحد بينما جوهر التوحيد هو فكر سياسى يبغى توحيد كل القوى والتباينات والولاءات المختلفة فى رؤية واحدة ومن هنا هى رؤية حاكم إستبدادى إقصائى ثم تم صياغتها فى فلسفة وعقيدة التوحيد لينسى البشر جوهرها ومغزاها ومراميها ,
لم يكن الإسلام هو أول من إبتدع التوحيد بل الفراعنه وفى عصر اخناتون ليتم إقصاء قهرى لكل الآلهة الأخرى التى تعنى تعدد الولاءات ولتفشل هذه التجربة لاحقا , ولكنها نجحت مع الإسلام الذى أقصى ومحى أى قوى وإنتماء وولاء مغاير.
التوحيد يعنى الإقصاء والإستبداد الفكرى ليمتد إلى إقصاء إجتماعى وعقائدى ومن هنا تنشأ القسوة والعنف مع الآخر بينما الشعوب التى تحمل التعدد كالهند فهى شعوب مسالمة.
فائق إحترامى لجهدك .


8 - التوحيد فكرة منطقية فلسفية وليست سياسية فقط
nasha ( 2018 / 10 / 13 - 01:37 )
بدون توحيد يستحيل تكوين سلطة وبالتالي تكوين مجتمع متماسك
الدكتاتورية هي توحيد المجتمع تحت سلطة الدولة
والديمقراطية ايضا هي توحيد المجتمع تحت سلطة الدولة
في كل الأحوال تشكيل الدولة هي عملية استقطاب أو توحيد
منطقيا وفلسفيا تعدد الحقائق تناقض. الحقيقة حتما يجب أن تكون واحدة بحيث لو استحال
معرفة الحقيقة يجب اختراع أو اعتماد حقيقة واحدة بالاتفاق.
ولذلك اكتشف الإنسان فكرة الإله الواحد أو الدستور الواحد أو شرعة حقوق الإنسان الواحدة
حتى علميا العلماء في كل أنحاء العالم في سعي مستمر دون انقطاع على مدى التاريخ بحثا عن الحقيقة الواحدة.
التوحيد ضرورة حتمية بشكل أو بآخر لا مفر منها. المشكلة ليست في التوحيد المشكلة تكمن في نوع التوحيد وملائمته للضروف والمعطيات القائمة حاليا الحاضرة في هذا العصر
التوحيد يحتاج الى تحديث دائم ليتماشى مع ديناميكية الحياة وتغيراتها العلمية والفلسفية المستمرة
كل دول العالم المتماسكة حتى لو كانت دكتاتورية مستبدة مثل الصين أو كوريا الشمالية أو
كوبا (متوحدة تحت سلطة واحدة)تتكون من شعوب مختلفة متعددة الثقافات والاثنيات
والاديان.
المشكلة تكمن في الادلجة والدوغما فقط


9 - الأهواء البشرية هي التي تحرك الأديان
ليندا كبرييل ( 2018 / 10 / 13 - 04:36 )

( من الفيسبوك )الأستاذ سامي سيمو المحترم

تحية طيبة

هذا منطق خطير يحصر النزاهة في دين معين يرفض آلهة الأديان الأخرى المخترعة من وحي إبليس كما جاء في تعليقك

قولك إن المسيحي لا يقبل بجبريل خرافي ولا بميرزا غلام الهند ولا ببهاء فارس ولا ببوذا ولا ابراهما، وأن النبوة خرجت فقط من أرض واحدة واب واحد اسمه أبراهام، يعني أن أهل جبريل الخرافي وأهل ميرزا وبهاء وبوذا وكريشنا لا يقبلون بنبي المسيحية وتعاليمه
ويؤكد أن كل المتدينين من جميع المذاهب على الأرض لا يرون الحقيقة إلا في دينهم، ويثبت قولك أن الأديان جاءت لتفرّق بين الإنسان وأخيه الإنسان وأن الصراع للفوز بالحقيقة لن يتوقف، ما دمت(تشترط)أن ينصاع البشر لحقيقتك ولنبيك ولتعاليمه

الأديان تؤجج الصراعات فكل دين يعتبر نفسه القيّم على الآخر وهذا يعني تسلّط وحروب لن تنتهي إلا بفناء الإنسان

السيد المسيح احتضن بشرا لكن البشر فعلوا ضد تعاليم المسيح

لكل منا أن يعتز ويفاخر بدينه دون(تسقيط)أو(تهميش)أو(ضم الآخرين)في جعبته الدينية

في ظلال حقوق الإنسان يجتمع كل البشر، فتسمح لك أن تفعل ما تريد بالقانون دون أن تعتدي على حرية الآخر في الاعتقاد

مع الاحترام


10 - فناء الإنسان يعني نهاية الأديان
ليندا كبرييل ( 2018 / 10 / 13 - 05:27 )
(من الفيسبوك )الأستاذ علي علي محمود المحترم

تحية طيبة

لحضرتك منطق لا يختلف أبدا عن منطق الأستاذ سيمو
اللغة هنا قرآنية وهناك إنجيلية،ولا تنس هناك اللغة البهائية والبوذية والهندوسية...وختامها صراع على الفوز بالزعامة الدينية التي تؤهل المنتصِر فرض الهيمنة على البشر وتحقيق الأحلام البرّاقة: المُعلَنة والمستتِرة

لا يمكن أن نتحاور بالتخمينات
أليس من الغريب أن يحدثنا القرآن عن النمل والنحل والإبل، ولا يتطرق إلى إشارة ولو بسيطة عن(كريشنا أو بوذا أو هندي أحمر كانوا أنبياء ثم كانت لعبة الشيطان وهي فتنة الإنسان وإبعاده عن الله الخالق)

وتقول إن الله أنزل دينا واحدا برسالات متعددة تفيد معنى عقائديا واحدا وتشريعات مختلفة

هذا نفس القول البهائي، وبقية الأديان لا ترضى بالاعتراف (بحقيقتكم) هذه
فماذا تفعلون؟
كما أنكما (تشترطان) الإيمان بنبي دينكما وإلا فسخط الله
وهذا بالضبط ما يفعله أي دين آخر
ونتيجته: أديان وأنبياء بالآلاف وصراع أزلي على القمة

هناك تباين واضح في مضمون الأديان وهي ليست واحدة
ستكون واحدة عندما يُرغم المختلف على الانصياع لنبي الدين المنتصر

يتبع من فضلك


11 - فناء الإنسان يعني نهاية الأديان 2
ليندا كبرييل ( 2018 / 10 / 13 - 05:35 )
تقول للسيد سيمو أنت تعبد مصلوبا وملعونا وخروفا

العداء لن ينتهي أخي علي
فلْأبْقَ على ديني وهو على دينه وأنت دينك وهم على أصنامهم، في مجتمع مدني العلمانية من آليات ديموقراطيته
حينذاك إذا وجدت أحدا يسبّ دينك، جرّه من زمارة رقبته إلى المحكمة وسيلقى جزاءه العادل في محكمة صارمة لا تعرف التمييز بين دين وآخر
وفي مجتمع يرفض أن يدّعي أحد أنه القيّم على الأخلاق أو القيم الإنسانية

للإنسان أن يدّعي ذلك في بيته، بيت إلهه، في الهايد بارك دون أن يمسّ حرية الآخر في المعتقد
وإلا فالقانون بالمرصاد

مع الاحترام


12 - تعليقى
على سالم ( 2018 / 10 / 13 - 05:45 )
مرحبا استاذه ليندا , انا اتفق معك تماما , الاديان كلها بشريه وليس لها اى علاقه بالسماء كما يدعى هولاء المجاذيب الدجالين , لابد من تغيير مفهوم هذا التفكير الاصولى الارهابى والذى سوف يكون السبب فى خراب العالم , كما تعلمى مؤخرا فأن السعوديه المجرمه الدمويه ارسلت عصابه من القتله الى تركيا لقتل معارض لهم فى الحكم اسمه جمال خاشوشقجى وتم قتله فعلا والسلطات التركيه تملك الدليل السمعى والمرئى لجريمه القتل , الغريب انهم يتبجحوا وينكروا التهمه بمنتهى الاريحيه , هذه هى عاده البدو العربان على مر التاريخ منذ ان جاء ابى كبشه الى وقتنا الحالك هذا


13 - الأستاذة ليندا
nasha ( 2018 / 10 / 13 - 06:42 )
من خلال ردك على تعليقات الفيس بوك وبدون أن تقصدي مباشرة انت فرضت معتقدك على الكل ايضا بقولك في تعليق رقم9:
في ظلال حقوق الإنسان يجتمع كل البشر، فتسمح لك أن تفعل ما تريد بالقانون دون أن تعتدي على حرية الآخر في الاعتقاد

فإذا القانون الذي تمثله حقوق الإنسان هو (الحق والعدل المطلق )الذي يجب أن يفرض على الكل دون الأخذ بالاعتبار وبتهميش ما يعتقده كل إنسان على حدة أو مجموعة من الناس على حدة.
أليس هذا توحيد ؟
دون تحديد للمطلق بالاتفاق كل شيئ في الحياة سيكون نسبي عائم ونعيش في (حارة كل من ايدو الو) مثلما يحدث في سوريا والعراق وغيرهما وهذا احسن الحلول المؤقتة المتغيرة

أما الحل المثالي الدائمي الذي لا يتغير فيجب أن يكون طوعا دون فرضه بالقوة
ومن هنا نستنتج :

انه لن يخلص العالم وينقذه من الحروب والالام إلا تعاليم ملك السلام وفيلسوف الفلاسفة بشرط أن تكون طوعية وبالاقناع.
المحبة التسامح التضحية دون شروط
الخوف من القانون دون الإيمان بمبادئ القانون( القانون المبني على المحبة والتسامح والتضحية) فعل ناقص لا يؤدي إلى السلام الدائم
شلومو لكولخون


14 - الحروب بين الخلل الجينيّ والخبل الديني
ليندا كبرييل ( 2018 / 10 / 13 - 10:45 )
أخي العزيز ناشا

أعلم أن الرزايا لا تحدث لأول مرة. في مقالي هنا وما قبله أُدين القتل وأستهجن الاضطهاد باسم الأديان، وأرفض أن يعتبر أي دين منهجه، القيّم على عقل البشرية وحياتها

أتفق مع رأيك حول التعصب والعنصرية

في المجتمع الأول اكتشف الإنسان فكرة الإله الواحد وباسمه أدار ممالكه التي توسعت، ومع تغير الطبيعة الواقعية في العصر الحديث، أصبحت المثاليات الدينية عاجزة عن تلبية متطلبات الإنسان المتغيّرة باستمرار، وتتعارض مع طموحه العلمي، فكان أن توصل العقل الغربي إلى تأسيس شريعة إنسانية قابلة للتطور مع كل مستجدات الحياة.

شريعة لا تنقاد إلى أية مرجعية دينية، منفتحة على كل الأنساق الثقافية
في حين أن الأديان منغلقة على نفسها وشرائعها تتعارض مع حقوق الإنسان، يكفي أنها تدّعي السلام والأخوة والمساواة ثم تشترط الإيمان بنبيها للخلاص وضمان رضا الله، وإذا لم نفعل وصمتنا بالكفر ووعدتنا بالخسران الأليم.

في رحاب حقوق الإنسان (الواحدة) تلتقي كل الأديان على الأرض،
لكن في رحاب كل دين من (آلاف) الأديان لا يلتقي إلا أبناء الطائفة، بل قلْ الفرقة أو حتى الجماعة.

يتبع من فضلك


15 - الحروب بين الخلل الجينيّ والخبل الديني 2
ليندا كبرييل ( 2018 / 10 / 13 - 11:00 )

الأهمّ أن شريعة حقوق الإنسان التي هي أفضل ما وصل إليه عقل الإنسان إلى اليوم، لا تدّعي الكمال فيها، قوانينها غير ثابتة مرتبطة بحركة المجتمعات، وما زال الإنسان يعمل جاهداً للارتقاء بها لتحقيق آمال كل البشر في كون يعمّه السلام والعدالة والمساواة، تردع المضطهِد بالقانون الصارم، وتكفل حرية التفكير والعقيدة لك وللمختلف أيضا، هل تفعل الأديان كل هذا ؟

ما من دين إلا ويدّعي الكمال لنفسه، ويسعى جاهدا لإقناع كل الأطياف أن نبيه هو الأفضل والأعظم والأطهر

للدكتاتورية أو توحيد المجتمع تحت سلطة الدولة مزاياها الإيجابية، لكنها تنقلب إلى عكسها في مجتمع تتشابك فيه مؤسستَيْ السلطة السياسية والدينية

أرجو أن تتفضل بقراءة تعليق الأستاذ سامي لبيب رقم7 الذي يجيب على رؤيتنا.

أخي العزيز ناشا
استنتاجك في الفقرة الأخيرة من ت13، يفترض إنسانا فوق الطبيعة، أقرب إلى القديسين، يمكن أن يكون مثلا ماذر تريزا العظيمة

فوش بشلومو مْياقيرو ناشا ويَومو طوبو


16 - اشكرك لاهتمامك بتعليقاتي
nasha ( 2018 / 10 / 13 - 12:10 )
اتفق معك تماما وهذا عمليا ما يمكن تطبيقه على أرض الواقع .
استنتاجي الأخير في رقم 13 استنتاج فلسفي مثالي يصعب أو ربما يستحيل تطبيقه على ارض الواقع ولكنه مهم لكونه فلسفيا يمثل المعيار الثابت المنطقي الذي يمكن ان نقيس عليه العلاقات بين الأفراد والمجتمعات.
في اعتقادي الاهمال أو التقليل من شأن تعاليم المسيح السامية الانسانية لإرضاء المختلفين عقائديا لمجرد انها ضمن تعاليم دينية تخص المسيحيين خطأ جسيم
تعاليم المسيح تعاليم فلسفية مثالية وليست دينية فقط ولذلك يجب أن تأخذ مكانها بين الفلسفات المختلفة الأخرى.
لا يمكن بأي حال أن نقارن التعاليم المسيحية الروحية مع الأفكار الدينوسياسية العنصريةالتي هي ضمن الأديان الأخرى.
المسيحية فلسفة وليست سياسة وخلطها مع العقائد الدينوسياسية العنصرية خطر جسيم لأن الخلط سيكون مبرر وذريعة شرعية لهذه العقائد الدينوسياسية العنصرية في البقاء والانتشار تحت مسمى الحريات الدينية
وهذا ما يجري الان في الغرب من استغلال لشعار الحريات الفكرية في نشر السموم الدينوسياسية العنصرية
يجب أن نكشف عن الحقيقة كما هي ولا مهادنة لأي فكر عنصري حتى لو كان دينا كبيرا
باسمتا رابا


17 - إضافة ثرية عزّزتْ فكرة مقالي
ليندا كبرييل ( 2018 / 10 / 13 - 14:36 )
تحياتي أستاذنا القدير سامي لبيب

تعليقك الكريم أثرى فكرة المقال، أشكرك عليها لأنها المحور الذي تدور حوله كل الأيديولوجيات.
ولأني أفتقد الخلفية المعرفية التي تساعدني للغوص في هذه النقطة الهامة فقد اختصرت موقفي بالعبارة التالية وأنا أشير إلى طائفة الحقيقة السامية (أوم شينري كيو) :

ما من دين على وجه الأرض إلا وينطق بلغة ناعمة تسْتتِر بين ثناياها الصرامة، لغةٌ تُخْبِر عن ( مجهولها ) إذا دققنا في دلالات الإنذار لِمن لا يستقيم للعقيدة ونبيّها

الشعارات السامية مطاطِية فضْفاضة وفي متناول كل العقائد، لم تُؤخَذ أبدا على وجهها الإنساني، بل كانت دوما وسيلتها لِتحقيق أهداف مستترة

تفضل خالص الاحترام والتقدير


18 - يجب أن يلتقي البشر على القيمة الأفضل لكل الناس
ليندا كبرييل ( 2018 / 10 / 13 - 14:56 )
أهلا بك ومرحبا أستاذ علي سالم المحترم


لا يستطيع أحد أن يشطب الأديان من الحياة ؛ فهي بغض النظر عن كونها من التراث الإنساني، ما زالت تشكل عامل توازن نفسي، لمنْ يؤمن بالتفسيرات الميتافيزيكية التي توفّر له الطمأنينة والسلام الروحي.
الخوف من الأهواء البشرية التي تتخذ من الأديان ذريعة للقهْر والتحكّم بمصير البشر

شكراً جزيلا لحضورك الكريم ولك التقدير والاحترام


19 - الدين شيء مخدرللبشريةضد بربرية اصحاب القوة
علاء الصفار ( 2018 / 10 / 13 - 23:01 )
تحية طيبة
البشرية محصورة في قوقعة_الدين_الانسان ليس كائن وديع بل _وحش _يملك ذكاء, هذا الذكاء لا يجعله منزه كما تعمل الاديان عليه, وتنزية الانسان هو طبقي يعني_تنزيه النبي أوالملك و الدكتاتورهتلر مثلاً! اليوم نرى الاحترام يكون للبشر الذي يملك القوة والمال, ففي امريكا العظيمة لا زال الاسود المسيحي يقول للابيض المسيحي _يس سير_ هل رايتم فيلم يظهر فيه الاسود الميسيحي ليناديه الابيض _يس مستر_؟ يعني ان فكرة التوحيد تسلسل في المراحل التاريخي, وقد كان البشر يعيش في الطبيعة بلا دولة بل بشكل جماعات ولها تقاليدها وربها من هبل ودعبل و بوذا و طوطم وتاو الصين والى ان ظهرت حركات لجمع العشائر في مملكة, فظهرت الممالك وصار الانبياء, للملل والقوميات. فقام المسيح بنشر دينه من خلال اليهودية و ليكمل مسيرتها التوحيدية, ليعاقبه اليهود, ولما انتصر الدين الجديد ذبح بل حرق المسيحي اليهودي في اسبانيا, ولتظهر حرب البسوس المسيحية و لتقضي على نصف سكان اوربا,ثم جاء محمد _باسلم تسلم_ سيف وإغراء. الدين التوحيدي هو اعلى مراحل التطور البشري من اجل عيش النبي و رجل الدين كسلطة.هكذا حكم القس بصكوك الغفران وحروب صليبية!ن


20 - الحق فيما قلتَ: الدين تحركه أهواء البشر
ليندا كبرييل ( 2018 / 10 / 14 - 15:35 )
الأستاذ علاء الصفار المحترم

أهلا بك ومرحبا بك

هذا هو الواقع بكل قسوته، لذلك يبحث الإنسان عن الأمل في الأديان التي منحتْه الطمأنينة والسلام النفسي

ولأن النزعة المتوحشة ما زالت حية في أعماق الإنسان فإننا في مسيرتنا الحضارية نتعلّق بأفضل ما قدمه العقل لخدمة البشرية.
لا بد أن نعترف بفضل ما قدمه المصلحون الكبار عبر التاريخ من جهود لجعل القيم المطلقة إنسانية لا خلفية دينية لها، مما حررها من تبعيتها لرجال الدين ووصايتهم

احتكار القيم والأخلاق والنبوة من قبل أية مرجعية دينية يعني إقصاء الأديان الأخرى، ويعني تفوق دين على آخر ويعني حروبا عبثية متواصلة.

أشكرك أخانا الفاضل على المشاركة الطيبة
وتفضل تقديري

اخر الافلام

.. إيهود باراك: إرسال نتنياهو فريق تفاوض لمجرد الاستماع سيفشل ص


.. التهديد بالنووي.. إيران تلوح بمراجعة فتوى خامنئي وإسرائيل تح




.. مباشر من المسجد النبوى.. اللهم حقق امانينا في هذه الساعة


.. عادل نعمان:الأسئلة الدينية بالعصر الحالي محرجة وثاقبة ويجب ا




.. كل يوم - الكاتب عادل نعمان: مش عاوزين إجابة تليفزيونية على س