الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية

نزيهة أحمد التركى

2018 / 10 / 12
حقوق الانسان


تضمين مفاهيم حقوق الإنسان
في المناهج الدراسية
د. نزيهة أحمد التركي



أستاذ مساعد قسم العلوم السياسية – جامعة بنغازي

2017



تضمين مفاهيم حقوق الإنسان
في المناهج الدراسية

تقـــديـــــــم :
إذا كان كفاح الإنسان من أجل قضية " حقوق الإنسان " قديما قدم الإنسانية في حدّ ذاتها ، فالاهتمام بحماية حقوقه ، كان دائم التواجد متخذا أشكالا مختلفة حسب ظروف المكان وطبيعة المؤثرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية ، التي تعرّض لها عبر التاريخ ، وعليه فقد تنوّعت أشكال الاهتمام والمنجزات من مكان لآخر ، ومن زمن لآخر .
ومهما حاولنا التوغّل في أعماق الزمن الماضي فإننا نجد كلّ واحد يُرجع وجود حقوق الإنسان إلى أصول بعيدة في مجتمعه الخاص ، لكنّها لا تعدو أن تكون آثارا لقواعد ذات صلة بحقوق الإنسان ، وخاصة إذا ما تعلق الأمر بتضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية .
ومنذ عام 1968 دعي المؤتمر الدولي لحقوق الإنسان في قراره (رقم 30) منظمة اليونسكو إلى تطوير برامجها بهدف إدخال مبادئ الإعلان العالمي لحقوق الإنسان في كافة المستويات التعليمية وخاصة على مستوى الجامعي، وذلك بهدف نشر ثقافه حقوق الإنسان عن طريق التعليم ؛الذى هو حق من حقوق الإنسان.
ومن العقد السادس من القرن الماضي لم تنفك الأمم المتحدة تعمل جاهدة لنشر وترسيخ ثقافة حقوق الإنسان في المجتمعات المختلفة ،ومع بداية عقد التسعينات ومصاحبها من تغيرات عالمية أسفرت عن اجتياح موجه عنف خطيره تجاه الأخر المختلف في الدين والعرق أظهرتها الصراعات المحلية والإقليمية وأضحت هناك حاجة اكبر لنشر هذه الثقافة وما تحمله من قيم التسامح والتعاون والتضامن واحترام الأخر ،
وتهتم هذه الدراسة بالتعرض لمسالة التربية على حقوق الأنسان من خلال بحث كيفية تضمين مفاهيم حقوق الأنسان في المناهج التعليمية وبيان الحاجة الى نشر ثقافة حقوق الأنسان في هذه المرحلة الانتقالية لتحقيق الاستقرار وترسيخ قيم السلام بين ابناء الوطن الواحد ولبيان ذلك فأن هذة الدراسة تنطلق من فرض اساسى مفاده "إن توطيد احترام حقوق الأنسان عن طريق التعليم هو اساس التربية على حقوق الأنسان "
ولأجل الوفاء بفرض الدراسة والتحقق من صحته فقد عملت الدراسة على مناقشة عدد من التساؤلات الرئيسية .هي
1ـــــ لماذا تم اختيار التعليم لنشر ثقافة حقوق الأنسان ؟
2ــــ كيف يمكن تضمين مفاهيم حقوق الأنسان عن طريق المناهج الدراسية ؟ وهل المناهج وحدها تكفى للتربية على حقوق الأنسان ونشره كثقافة في المجتمع ؟
3ـــــ ما دور أطراف العملية التعليمية الأخرى فى نشر ثقافة حقوق الأنسان ؟ وهل من الضروري التفاعل والتنسيق بين أطراف العملية التعليمية ليتحقق هدف التربية على حقوق الأنسان ؟
وباستخدام المنهج الوصفي التحليلي * سيتم تحليل أطراف العملية التعليمية كلاً على حده ومعرفة طبيعته ونوعيه العلاقة بينه وبين الأطراف الأخرى ودراسة دور كل طرف في التربية حقوق الانسان ، وتسعى الدراسة الى تحقيق عدة أهداف تشكل فى مجموعها أهميتها ، فعلى الرغم من كثرة الدراسات السابقة * التي تناولت مؤخرا التربية على حقوق الأنسان عن طريق التعليم غير أن تلك الدراسات غالبا ما كانت تركز على طرف او طرفين من اطراف العملية التعليمية الخمس وهى الطالب ، المعلم ،المدرسة ،المنهج ،الحكومة ؛ لذلك فأن الدراسات السابقة لم تتمكن من تقديم منظور كلى واضح لمسألة التربية على حقوق الأنسان عن طريق التعليم ، وبالتالي فأن الدراسة تحاول تقديم رؤية واضحة من منظور كلى لدور اطراف العملية التعليمية فى التربية على حقوق الأنسان من خلال تحقيق الأهداف التالية :
1ـــــــ الوقوف على التحديات التي تواجه التربية على حقوق الأنسان عن طريق التعليم من خلال بيان علاقة التأثير المتبادل بين أطراف العملية التعليمية، وصعوبة التنسيق والتعاون بين هذه الاطراف للقيام بمهمة التربية .
2ـــــ المساهمة في توفير المعلومات عن كيفية عمل اطراف العملية التعليمية في التربية على حقوق الأنسان .
3ـــــ بيان أهمية نشر ثقافة حقوق الأنسان فى المجتمع للمحافظة على الأمن والاستقرار وخاصة في ظروف التحول الديمقراطي .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*من بين الدراسات التي تناولت التربية على حقوق الأنسان ،،، السعيدي عبد السلام "2001" تدريس مفاهيم حقوق الأنسان ضمن المناهج التعليمية ، القاهرة ، دار الثقافة العربية للنشر والتوزيع .

وتحقيقاَ للأهداف السابقة واجابة على استفسارات الدراسة تم تقسيم الدراسة الى خمس مطالب رئيسة تضمنت اطراف العملية التعليمية الخمس بالإضافة الى نتائج وتوصيات الدراسة

المبحث الأول
تعليم حقوق الإنسان وأهدافه
التعليم على حقوق الإنسان في حاجة إلى بلورة استراتيجية وإعداد البنية التشريعية والقانونية والتنظيمية والهيكلية لهذا النوع من التعليم والتربية كذلك ، لذا يكتسي موضوع التعليم على حقوق الإنسان أهمية بالغة بالنسبة لكافة المواطنين ولمستقبل الأجيال في الظروف الراهنة التي أصبحت فيها حقوق الإنسان ركنا أساسيا في بناء المجتمع وديمومته ، وبما يحقق الأهداف المرجوة .. وهو ما يمكن تناوله في المطالب الآتيـــة :
المطلب الأول
مفهوم تعليم حقوق الإنسان
يقصد بتعليم حقوق الإنسان "كل سبل التعليم التي تؤدى إلى تطوير معرفة ومهارات وقيم حقوق الإنسان .
فعمليه تعليم حقوق الإنسان هي في جوهرها مشروع عام لتمكين الناس من الإلمام بالمعارف الأساسية اللازمة لتحررهم من كافة صور القمع والاضطهاد وغرس الشعور بالمسؤولية تجاه حقوق الأفراد والمصالح العامة. كما ورد ذلك في بيان القاهرة لتعليم ونشر ثقافة حقوق الإنسان عام 2002 وبالتالي فهي تضمن فهم المتعلم لمبادئ حقوق الإنسان ،كما تضمن تقرير المتعلم لهذه المبادئ واحترامها وممارستها في علاقته مع الأخرين سواء على المستوى المحلى أو الإقليمي أو العالمي . وعليه فأن الهدف من نشر وتعليم حقوق الإنسان هو:
• تجسيد هذه القيم في السلوك
• تمثيل قيم حقوق الإنسان في الشخصية
• ضرورة الوعى بحقوق الإنسان .
المطلب الثاني
أهداف نشر وتعليم حقوق الإنسان
• وهذا يعنى أن نعمل على تنميه الشخصية الإنسانية بما يتناسب ومضامين حقوق الإنسان وإكسابها المهارات الفردية اللازمة للعمل بها (المستوى الفردي) .
• تعزيز وعى الأفراد من كل الفئات بحقوقهم ورفع قدراتهم للدفاع عنها .
• (المستوى المجتمعي ) فنشر ثقافة حقوق الإنسان له أهمية سياسية واجتماعية واقتصادية إذ من شانها أن
تساعد على إرساء أرضيه صلبة للديمقراطية التي هي غاية أساسية في بلادنا العربية.
• تعزيز روابط التضامن والتعاون الوطني والإقليمي والدولي في مجال حقوق الإنسان بما يساهم في نشر ثقافة السلام ونبذ العنف وتقبل الأخر (مستوى إقليمي ودولي).
المبحث الثاني
أطراف العملية التعليمية
إن عمليه التربية على حقوق الإنسان ليست بالعملية السهلة وبما أننا اخترنا التعليم للقيام بهذه العملية فعلينا أن نستخدم كافه اطراف العملية التعليمية حتى نحقق الهدف المنشود؛ حيث تقوم العملية التعليمية على خمسة اطراف لا تستقيم بدونها والأطراف الخمسة هي :

التلميذ، المعلم، المنهج، المدرسة، الحكومة؛ فلن يتحقق هدفنا ولن نحصل على النتيجة المرجوة من استخدام التعليم في التربية على حقوق الإنسان إلا عبر اشراكنا للأطراف الخمسة في هذه العملية


استفسارات هامة
علينا قبل البداية في الولوج في شرح وتحليل كيفيه عمل اطراف العملية التعليمية ان نعمل على الإجابة على بعض الأسئلة وهى

 ماذا ندرس ؟
أي نوع من التربية نريد وهذا يقودنا إلى اختيار أي المراجع والمواثيق الدولية نريد تدريسها وبمعنى آخر ماهي الحقوق التي نحتاج إلى تعليمها في الوقت الحاضر وتفيدنا في منح الاستقرار ونجاح المرحلة الانتقالية التي نمر بها في أوطاننا

 كيف ندرس ؟
ماهي افضل الطرق والاستراتيجيات الملائمة للتربية على حقوق الإنسان
• كيف نضع استراتيجيتنا للتعليم وماهي الخبرات التي نحتاجها وماهي الجهات المعنية بهذا الأمر هنا لدينا جهتان: جهة رسمية وهى المناهج التربوية، وتدريب المعلمين والاستعانة بالأبحاث وبرامج التدريب. وجهة غير رسمية وهى المنظمات غير الحكومية، الإعلام، المحاميين، القضاة.

 بما ندرس ؟
• ماهي الوسائل والطرق التي سيتم استخدامها في التعليم والتي تتناسب مع كل مرحلة تعليمية وتهيئة التلاميذ نفسيا وجسميا وماديا

 ماذا ندرس؟
كثيرة هي مشاكلنا في الوقت الحاضر ومجتمعاتنا تعانى العديد من الآفات الاجتماعية إن جاز التعبير
التي تعيقنا في عمليه التحول الديمقراطي فهناك الفهم الخاطئ للحريات على كافه المستويات وهناك تعصب للرأي وعدم استعداد للحوار ومعاداه الآخر فقط لأنه مختلف، انتشار للجريمة بجميع أنواعها واستعداد لممارسة العنف سواء اللفظي أو الجسدي وأيضا الفهم الخاطئ للمواطنة والحقوق والواجبات فالدولة كما ينتظر منها تقديم الخدمات يفترض من المواطن أيضا القيام بواجباته وهنا نجد أننا بحاجة لتعليم الحقوق التي تخدم أهدافنا في:
فهم المعنى الحقيقي للحرية والفرق بينه وبين الفوضى، نبذ العنف، حقوق الأقليات والفئات المستضعفة، أيضا نحن بحاجة لبناء الولاء القومي والمواطن الواعي بواجبات المواطنة. وفى الجدول التالي سنرد لبعض من الحقوق والغايات التي تدعو اليها.

أمثلة على بعض مواد الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والغايات التي تستهدفها

القيم التي تدعوا إليها والسلبيات التي تعالجها حقوق الإنسان
احترام حقوق وحرية الغير وحقوق الأقليات م 1،2، يولد جميع الناس أحرارا متساوين في الكرامة والحقوق، لكل إنسان حق التمتع بكافه الحقوق والحريات الواردة في هذا الإعلان
فهم الآخر المختلف واحترام حقه في التعبير عن رأيه م 19، لكل شخص الحق في حرية الرأي والتعبير ويشمل هذا الحق حرية اعتناق الآراء دون أي تدخل
نبذ العنف م 5، لا يعرض أي إنسان للتعذيب ولا للعقوبات أو المعاملات القاسية أو الوحشية أو الحاطه بالكرامة
واجبات المواطنة م 29، على كل فرد واجبات نحو المجتمع الذى يتاح فيه وحده لشخصيته أن تنمو نموا جرا كاملا


كيف ندرس
الجهات غير الرسمية الجهات الرسمية
منظمات المجتمع المدني المعنية بالتربية والطفل على مختلف أنواعها تطوير مناهج
وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة تدريب معلمين
الاتصال بالهيئة التشريعية استخدام وسائل وطرق تعليمية حديثه
أولياء الأمور قوانين حمايه الطالب والمعلم


ذكرنا أن هناك خمسة اطراف للعملية التعليمية تقوم بالتربية على حقوق الأنسان ، فما هو الطرف الأكثر تأثيرا فيها هل هو المعلم، أم المنهج، أم المدرسة وعلى أي منها يكون تركيزنا؟
أذا أثبتت العديد من الدارسات الاجتماعية انه لكى يتم فهم الظاهرة الاجتماعية بعمق لأبد من النظر إليها بمنظور كلى ودراستها في محيطها نظرا لعوامل التأثير المتبادلة للظواهر الاجتماعية.
وتأسيسا على ما سبق فأن عزل أو إهمال أي طرف من العملية التعليمية لن يعطينا النتيجة المراد تحقيقها وهى: الوعى بالحقوق ، تمثيل الحقوق في الشخصية ومن ثم تجسيدها في السلوك لتغيير الواقع المراد تغييره ، فالغاية الأساسية للتربية من أجل السلام وحقوق الإنسان والديمقراطية هي أن تنمي لدى كل فرد روح التمسك بالقيم العالمية وأنماط السلوك التي تقوم عليها ثقافة السلام، اذ ينبغى للتربية على حقوق الانسان ان تعمل على التالي :
1- ينبغي للتربية أن تنمي القدرة على تقدير قيمة الحرية وتعزيز المهارات اللازمة لمواجهة تحدياتها، ويتطلب ذلك إعداد المواطنين لمواجهة الأوضاع الصعبة غير المستقرة وتأهيلهم للاستقلال الذاتي وتحمل مسؤولياتهم، ويجب أن تقترن القدرة على تحمل المسؤوليات بتقدير قيمة الالتزام المدني وقيمة المشاركة مع الآخرين في حل المشكلات والسعي إلى بناء مجتمع عادل ومسالم وديمقراطي.
2- ينبغي للتربية أن تنمي القدرة على تبين وقبول القيم الماثلة في تنوع الأفراد والأجناس والشعوب والثقافات، وأن تنمي أيضا القدرة على التواصل والتقاسم والتعاون مع الآخرين.
3_ ينبغي للتربية أن تنمي القدرة على حل النزاعات بلا عنف، ويجب عليها بالتالي أن تعزز الاطمئنان الداخلي في نفوس الطلبة، بحيث تترسخ عندهم صفات المسامحة والرحمة والعطاء والرفق

المطلب الأول
الطالب ركيزة العملية التعليمية:

في هذا الجانب علينا أن نحدد ، بداية ، هل الطالب :


أولاً / تعليم الطالـــــــب.
عملية تعليم الطلبة مفاهيم حقوق الإنسان لابد أن تسير في خط متوازي مع بناء الشخصية ذلك أن غايتنا في النهاية أن يتحول تعليم الطلاب إلى سلوك ولذلك لابد من إكسابهم مهارات شخصية وسمات تمكنهم من أن يدافعوا عن حقوقهم التي تعلموها فمن شان ذلك أن يساعد الطالب على اتخاذ قراراته وان يكون عنصرا فاعلا لا مفعول به كما تعطى الطالب فرصة للتعبير عن رأيه وبالتالي أسلوب التلقين لا يساعد على بناء الشخصية المتحررة الفاعلة ، وهنا علينا الانتباه إلى امرين في حرصنا على بناء شخصية الطالب وهما ، مفردات المنهج ، وأسلوب التعامل مع الطالب في الفصل، والمدرسة عموما (النشاطات المدرسية)، فلا نكتفى بتطوير المناهج طالما أسلوب تعامل المعلم مع الطالب فيه نوع من الاستبداد والعنف أو التسلط من إدارة المدرسة ، أو غياب النشاطات المحفزة على الإبداع ، فالسماح بالتعبير عن الرأي في الفصل والمدرسة؛ وقبول الاعتراض ووجهة النظر المعارضة تخدم الهدف من المنهج لذك ذكرنا اطراف العملية التعليمية مترابطين ولا يجوز الفصل بينهم .

ثانياً / بناء شخصية الطالب .
إن نمط التلقين الذى تسير به اغلب المناهج التربوية في البلاد العربية لا يبنى عقل مستنير قادر على التعامل مع متغيرات العصر وتوظيف المعلومة في الحياة فنحن نحتاج إلى تطوير مناهجنا بما يخدم الاتي .:
1.تعزيز مهارات الإبداع لدى الطالب ؛ وتدريبه على ابتكار الحلول وتقديم حلول مختلفة وخلاقة ومبتكره للمشكلات المختلفة.
2.تعزيز الثقة بالنفس ، لكى يثق الطالب بما يملكه من قدرات وتشجيعه على تطوير الذات.
3.تعزيز روح المبادرة ؛ فغياب المبادرة على الشخصية يجعل منها شخصية منقادة تحركها الظروف وتغيرات الحياة، بينما الآمر يختلف عند امتلاك روح المبادرة تخلق الشخصية القيادية القادرة على قيادة حياتها وتوجيهها نحو النجاح.
4.بناء الشخصية المتوازنة ، الواثقة بنفسها القادرة على التوازن بين الغرور والثقة وبين المغامرة والتهور. عُرفت الشخصية بأنها (نظام متكامل من الخصائص الجسمية والوجدانية والإدراكية التي تعين هوية الفرد وتميزه عن غيره من الأفراد تمييزاً بيناً) فان كنا نتحدث عن بناء الشخصية، فلابد أن يشمل حديثنا البعدين الأساسيين في بناءها وهما: البعد الوراثي التكويني، والذى يتمثل في الكيان العضوي للفرد (أنسجة ،خلايا، غدد) والبعد الثقافي، أن الشخصية تتشكل في الأساس بالثقافة التي تولد فيها. وهذا ينقلنا للحديث بالطبع عن الأسرة ودرها في التربية وبناء الشخصية .

ثالثاً / دور الأسرة في بناء الشخصية .
إن السلوك العائلي ومحيط السرة الثقافي يؤثران تأثيرا بالغا في تكوين الشخصية وتجاهها المستقبلي، فالاهتمام بالتربية وتوجيهه الطفل والعناية به سيما في سنينة الأولى أمر في غايه الأهمية والخطورة على مستقبل نفسيه الطفل، فالتربية تؤثر على أمن المجتمع وصحته وسلامته الاقتصادية والسياسية. فالطفل الذى ينشأ مشردا متمردا نتيجة لسوء تعامل الأبوين أو المدرسة أو السلطة من الصعب أن يكون إنسانا ملتزما بالقانون يحافظ على الاستقرار السياسي والاجتماعي لبلده.
وبالتالي هنا التداخل ما بين العملية التعليمة بكل أطرافها والبيئة المحيطة بها واهم طرف هنا هو الأسرة فأن صلحت الأسرة صلح المجتمع .


رابعاً / الأطراف المؤثرة في الشخصية .
يجب أن تهدف التربية إلى إنماء شخصية الإنسان إنماء كاملاً، وإلى تعزيز احترام الإنسان والحريات الأساسية وتنمية التفاهم والتسامح والصداقة بين جميع الشعوب والجماعات العنصرية أو الدينية، وإلى زيادة مجهود الأمم المتحدة لحفظ السلام.
هذا ما تنص عليه المادة 26 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والذى هو في مواده حقيقة يحارب الانحراف وعدم التوازن في الشخصية ويقنن حقوقا للمتضررين من هذه النوعية من البشر، وذلك بنبذة للعنف وتجريم استعباد الإنسان واستغلله وإعطائه الحق في حرية التعبير حتى وان كان مختلفا، المواد 4،5 ،19 .

المطلب الثاني
المعلم ودورة في نشر ثقافة حقوق الإنسان
قـــــــــــــــــــم للمعلــــــم وفــــــــه التبجيــــــــــلاً .... كاد المعلم أن يكون رسولاً
أعلمت أشرف أو أجل من الذى .... يبنى وينشئ أنفساً وعقـــــــــولاً
أولاً / دور المعلــــم .
للمعلم مكانه خاصه في العملية التعليمية، بل أن نجاح العملية التعليمة يعتمد بشكل مباشر على المعلم. فالمعلم وما يتصف به من كفاءات، وما يتحلى به من حيث رغبة وميل للتعليم وهو الذي يساعد الطالب على التعلم ويهيئه لاكتساب الخبرات التربوية المناسبة. صحيح أن الطالب هو محور العملية التعليمية وان كل شيء يجب أن يكيف وفق ميوله واستعداداته وقدراته ومستواه، إلا أن المعلم لا يزال العنصر الذي يجعل من عملية التعليم عملية ناجحة، وما يزال والشخصي الذي يساعد الطالب على التعلم والنجاح، فبدون مساعدة المعلم لا يستطيع الطالب أن يتعلم مهما كانت المرحلة التعليمية التي يوجد بها. مع هذا فان دور المعلم اختلف بشكل جوهري بين الماضي والحاضر فبعد أن كان المعلم هو كل شيء في العملية التعليمية، فهو الذي يحضر الدرس، وهو الذي يشرح المعلومات، وهو الذي يستخدم الوسائل التعليمية، وهو الذي يضع الاختبارات لتقييم التلاميذ، فقد اصبح دوره يتعلق بالتخطيط والتنظيم والإشراف على العملية التعليمية اكثر من كونه شارحا لمعلومات الكتاب المدرسي .

فقد تغير دور المعلم واصبح دورا ينصب على تخطيط العملية التعليمية وتصميمها انطلاقا من أن المعلومات والمعرفة والنشاطات التي يجب أن يلم بها الطالب كثيرة ومتنوعة، والفترة الزمنية المخصصة لتعليمها قليلة، مما يستدعي من المعلم أن يخطط ويصمم لكل جزء من أجزائها ضمن جدول زمني محدد .



ثانياً / العوامل المؤثرة في دور المعلم .
المعلم يمثل ركيزة التربية على حقوق الإنسان وبالتالي لابد من التركيز عليه والاهتمام به وتطويره ليخدم هدف العملية التعليمة بشكل عام وهدف نشر حقوق الإنسان بشكل خاص، اذا يلزم تدريب المعلمين الموجودين على امرين على تعليمهم حقوق الإنسان وعلى الأساليب والطرق الحديثة في التدريس للحصول على نتيجة افضل كما يلزم كذلك إنتاج معلمين مدربين في مرحلة مقبلة وذلك بإدخال مادة حقوق الإنسان في التعليم العالي ومعاهد التدريس حقوق الإنسان وكما ذكرنا يجابهنا في المعلم بيئتان :
بيئة داخلية تتعلق بمهارات وسمات المعلم الشخصية ، وبيئة خارجية وهى البيئة المدرسية والمحيط المجتمعي العام .
فتدريب المعلمين والمشرفين التربويين وتوظيف التقنية في التعليم لتطوير طرق التدريس وجعلها اكثر تشويقا وإثارة للمتعلم من شأنه ان يحسن الأداء التعليمي .

المعلم يمثل ركيزة التربية على حقوق الإنسان وبالتالي لابد من التركيز عليه والاهتمام به وتطويره ليخدم هدف العملية التعليمة بشكل عام وهدف نشر حقوق الإنسان بشكل خاص، اذا يلزم تدريب المعلمين الموجودين على امرين على تعليمهم حقوق الإنسان وعلى الأساليب والطرق الحديثة في التدريس للحصول على نتيجة افضل .
كما يلزم كذلك إنتاج معلمين مدربين في مرحلة مقبلة وذلك بإدخال مادة حقوق الإنسان في التعليم العالي ومعاهد التدريس حقوق الإنسان وكما ذكرنا يجابهنا في المعلم بيئتان بيئة داخلية تتعلق بمهارات وسمات المعلم الشخصية ، وبيئة خارجية وهى البيئة المدرسية والمحيط المجتمعي العام .

فتدريب المعلمين والمشرفين التربويين وتوظيف التقنية في التعليم لتطوير طرق التدريس وجعلها اكثر تشويقا وإثارة للمتعلم من شأنه أن يحسن الأداء التعليمي .



ثالثاً / السمات المساعدة في المعلم .
• توفر الدافعية والانتماء الحقيقي للتدريس واعتباره رساله ومهنة وهنا يلزمنا أيضا توفر الرغبة والاقتناع بنشر مفاهيم حقوق الإنسان .
• الرغبة في التقصي والاكتشاف.
• حب الاستطلاع والاستفسار والحماس والمثابرة.
• اليمان بتميز الطلاب وتفردهم والاهتمام بمراعاة الفروق الفردية.
• الروية في إصدار الأحكام وتقبل الانتقادات.
• القدرة على عرض الأفكار بصورة مبدعة والقدرة العالية على التصور الذهني والتمتع بمستويات عقلية عليا في تحليل وترتيب الأفكار.
• احترام آراء الطلاب وأفكارهم.
• الإلمام بالأساليب والطرق التربوية الحديثة.
• المرونة والنزعة إلى التطوير وتقبل التغيرات والمساهمة في تفجير قدرات الطلاب الإبداعية.
وهكــــذا يتلخص دور المعلم في كونه ليس معزولا عن محيطه ، وبالتالي ما ذكرناه سابقا عن الطالب نقوله عن المعلم فالسمات الشخصية للمعلم وحدها لا تخلق لنا معلم مبدع إنما يحتاج الأمر إلى أدوات
وبيئة إدارية وتعليمية مساعدة ليقوم المعلم بدوره وليكون مبدع في عمله وهذا يدفنا للحديث أيضا عن
سياسات حكومية داعمة ومحفزة للمعلم في أداء دوره .

المطلب الثالث
دور المدرسة في التربية على حقوق الإنسان
اعتبرت المدرسة الإطار الأساسي للخطة العربية للتربية على حقوق الإنسان في يناير 1993 إلى جانب الأسرة والمجتمع.
وكما تعد المدرسة طرف هام من اطراف العملية التعليمية هي كذلك احدى قنوات التنشئة السياسية والاجتماعية في المجتمع فهذه المؤسسة الصغيرة ببعديها المؤسسي والهيكلي ذات شان كبير في صلاح المجتمع وترقيته فعندما نذكر التعليم نحن نتحدث عن المدرسة.
والمدرسة هي البيت الثاني الذى ينمو فيه الطالب ويتعلم دروس الحياة المختلفة فألى جانب دور المدرسة في تعليم ونقل المعلومات والدروس اليومية للطالب من حساب وتاريخ وعلوم وجغرافيا وغيرها فهي تعمل على تنمية المهارات والقدرات الفردية للتأقلم والتكيف مع ظروف المجتمع فهي مجتمع صغير انعكاس للمجتمع الكبير .



أولاً / طبيعة المدرسة .



ثانياً / المدرسة فضاء للتعليم والممارسة معا .
إن ما يعطى للمدرسة مكانتها وخصوصيتها أنها تمثل فضاء للتعليم والممارسة معا وهذا ما يجعلها المكان المناسب للتربية على حقوق الإنسان فكلا البعدين مهم ويمكن استخدامه في مجال التربية على حقوق الإنسان فالبعد المؤسسي تكمن أهميته في إكساب المعلومة وتنمية المهارات المعرفية للطلاب وكذا يعد تطبيق للمعلومة التي يتلقها الطالب على يد معلمه فعلاقة مدير المدرسة وإدارته لها وعلاقته مع المعلمين تعد نموذج للسلطة واحترام القانون ومراعاة للحقوق واحترام لكرامة المعلم والطالب والموظف فهي انعكاس لواقع المجتمع المحيط بالمدرسة وتعبير عنه في علاقات السلطة.
فلم يعد عمل مدير المدرسة مقصوراً على النواحي الإدارية وما تتطلب من تخطيط وتنظيم وتوجيه ومتابعة ورقابة وتقويم ، بل أصبح يعنى إلى جانب ذلك بالنواحي الفنية والاجتماعية وبكل ما يتصل بالطلاب والعاملين في المدرسة والمناهج الدراسية وأساليب الإشراف التربوي وأنواع التقويم ، بل والبيئة المدرسية بكاملها ، غايته في ذلك تحسين العملية التعليمية والتربوية في المدرسة.

ثالثاً / دور مدير المدرسة ..
المدير في المدرسة علية القيام بالعديد من الأدوار؛ أدوار إدارية، وأدوار إنسانية عليه أن يتابع التطورات العلمية ويحرص على الاستفادة منها في مدرسته على مراقبه المعلمين والحرص على زيادة قدراته . وخبراتهم عليه متابعة التحصيل العلمي للطلاب كما علية التواصل مع أولياء الأمور ومنظمات المجتمع المدني كل ذلك بما يخدم أهداف العملية التعليمية .
ومن جانب آخر فأن النشاطات المدرسية التي يقوم بها الطلاب داخل المدرسة هي تدريب على المعارف وتنمية للمهارات ويمكن الاستفادة منها في التربية على حقوق الإنسان وهنا يتدخل إدارة المدرسة في تنسيقها لهذه النشاطات وتوفير أدواتها ومعداتها وحتى الفترة الزمنية المناسبة لإقامتها.

رابعاً / البعد الإنساني للمدرسة .
للبعد الإنساني للمدرسة أهمية لا تقل عن أهمية البعد المؤسسي من خلال هذه التركيبة من العلاقات البينية في المدرسة يتعلم الطالب احترام القانون ويتعلم احترام حقوق الأخرين (المنهج المستتر أو الخفي) فمن خلال هذا التفاعل غير الرسمي تنمو لدى الطالب الإحساس بالمسئولية واحترام السلطة فمن خلال المشاركة المجتمعية تستطيع المدرسة أن تنفذ للمجتمع .

ويقصد بالمشاركة المجتمعية في مجال التعليم بأنها هي الجهود التي تبذلها المدرسة والقائمون على إدارتها في التعاون والتلاحم مع قوى المجتمع والبيئة المحيطة بالمدرسة ، والعملية التعليمية ، وذلك لبناء جسور من العلاقات والثقافات والمفاهيم المشتركة والتبادلية والتي تهتم بالارتقاء والنهوض بالتعليم كمؤسسة وكعمليات مترابطة وإجراءات بغرض تفعيل الدور الذي تقوم به المؤسسة التعليمية في المجتمع.

خامساً / المشاركة المجتمعية .
من خلال النشاطات التي تقوم بها المدرسة مع منظمات المجتمع المدني ممكن للطالب أن يتعلم ويتدرب على مفهوم بعض من القيم المهمة التي تتناولها حقوق الإنسان فمن هذه القيم مثلاً ، قيم : الإحسان - العمل التطوعي - الصحبة الصالحة - التسامح ونبذ العنف – الشكر - صلة الرحم – الأمانة – الصدق - الولاء للوطن - تقدير العلم والعلماء - احترام الآخرين - النظافة - المحافظة على الممتلكات العامة - الثقة بالنفس - إفشاء السلام – البر – القدوة – الوسطية – الحياء - بر الوالدين - ترشيد الاستهلاك ( الكهرباء والماء ) - إدارة الوقت - احترام القوانين – التعاون - آداب الحديث - حق الجار – الإيثار - الادخار .

سادساً / التداخل بين المدرسة والبيئة المحيطة .
فالمدرسة من خلال المشاركة المجتمعية يمكنها أن تحدث فرقا في المجتمع وتساهم في تغييره وهى من خلال هذه النشاطات ومشاركتها مع منظمات المجتمع المدني يمكنها أن ترفع من قدرات الطلاب وتتيح لهم الفرصة للتدريب والممارسة العملية لحقوقهم كما يمكنها من خلال تشاركها مع أولياء الأمور الوصول إلى حل العديد من المشكلات للطلاب فالمدرسة والأسرة شريكان في تربية النشء وتنمية قدراتهم .

المطلب الرابع
المناهج الدراسية كأداة لتعليم حقوق الإنسان
أولاً / مفهوم المنهج .
إن كلمة (منهج) لاتينية الأصل ، ومعناها ، السباق أو حلبة السباق– أي سلسلة من النشاطات والأعمال التي يقوم بها المرء للوصول إلى الهدف
وإذا رجعنا إلى القواميس العربية سنجد إن كلمة منهج مأخوذة من الفعل نهج ينهج، والاسم منها منهج ومنهاج، ومعناها الطريق الواضحةانظر على سبيل المثال، لسان العرب لابن منظور 1994.
وهذا يعنى أن مضمون المنهج يحتوى على مجموعة من الخبرات والمعلومات التي تمهد لنا طريقا واضحا معلوما للوصول للهدف التربوي وهو التعلم وقد يحوى المنهج عدد من المقررات التي تشتمل على الفكرة المراد إيصالها أو المعلومة المراد اكتسابها لذلك هناك فرق ما بين المنهج والمقرر الذى هو جزء منه أو أحد مكوناته، فالمقرر يعني كمية المعلومات والحقائق التي يجب أن يتعلمه ا الطالب في موضوع معين خلال السنة أما المنهج المدرسي فهو يتمثل في المواد الدراسية التي يُطلب من التلميذ في المدرسة معرفة حقائقها، وتحصيل ما اشتملت عليه من مفاهيم ومدركات الدراسية.

ثانياً / منهج حقوق الإنسان .
أصبح يُنظر إلى المنهج المدرسي بمفهومه الحديث إلى أنه عبارة عن مجموعة الخبرات التربوية التي تهيؤها المدرسة لتلاميذها– بإشراف منها– داخلها أو خارجها بهدف مساعدتهم على النمو الشامل؛ روحياً وعقلياً وجسمياً، ونفسياً واجتماعياً، نمواً يؤدي إلى بناء شخصياتهم إلى أقصى كمالها الذاتي، وبما يؤدي إلى تحقيق أهداف المجتمع ومطالبه المختلفة.
وقياساً على ذلك يمكن القول بأن منهج حقوق الإنسان يقصد به "مجموعة الخبرات التربوية التي تهيؤها المدرسة لتلاميذها بإشراف منها – داخلها أو خارجها- بهدف إمدادهم بالمعلومات والمعارف المتعلقة بحقوق الإنسان، وتمكينهم من تقدير هذه الحقوق واحترامها، وبالتالي ممارستها مع الآخرين سواء على المستوى المحلي أو الإقليمي أو العالمي" .
وفى هذا المجال هناك رأيان وهما :
• الأول: إن نفرد مناهج متخصصة في تعليم حقوق الإنسان تكون مركزة بشكل مباشرة تعد من المناهج الرئيسة ويفرد لها نشاطاتها العلمية وأدواتها الخاصة بها.
• الثاني: أن يتم تعليم حقوق الإنسان ظلمن المناهج التربوية المختلفة كلا في مجاله حتى تكون الاستفادة اكبر وأوسع وتخصص لها أنشطة علمية مصاحبة للمواد التي يدرسها وأنشطة خاصه بهذه الحقوق بشكل خاص ، والحجه في ذلك هي سهولة استيعابها وفهمها عندما تكون ضمن مواد أخرى كالتربية الوطنية والتربية الإسلامية وغيرها خاصة واننا في مرحلة مبكرة من التعليم الأساسي وقد يصعب على الطلاب استيعاب مضامين الإعلانات الدولية لحقوق الإنسان .

ثالثاً / المنهج المستتر .
أصحاب الرأي الثاني – المشار إليه أعلاه - يأخذون بأهمية المنهج المستتر وهو المفهوم المكمل للمنهج المدرسي أو ما اتفق على تسميته بالمنهج المستتر أو الخفي، وهو ما نسميه نحن "بالخبرات المصاحبة للعملية التربوية".

والمنهج المستتر أو الخفي يعنى "يشمل تلك الجوانب غير المقصودة في العملية التربوية ، والقيم والمهارات السلوكية المتعلقة بحقوق الإنسان أو المواطنة، أو الأمن الفكري، أو كل ما يتعلق بالقيم والأخلاق الحميدة، وكافة المعارف والممارسات الإيجابية التي تنجم عن العملية التعليمية، أو عن العلاقة بين المعلم وتلاميذه، وبين التلاميذ فيما بينهم، وبين الهيئة الإدارية في المدرسة علاوة على ذلك فإن عناصر العملية التربوية، كالمعلم، والمنهج المدرسي الرسمي، ووسائل التقويم، كلها تفرز مناهج مستترة، لما تتركه من آثار إيجابية أو سلبية لدى المتعلم فتشجعه أو تحده من التعلم أو من النمو الشامل خلقياً وعقلياً وجسمياً واجتماعياً .

رابعاً / مبررات إدخال حقوق الإنسان في المناهج الدراسية .
1.تفعيل دور المدارس الحكومية في التأكيد على التربية على حقوق الإنسان باعتبارها مطلب ديني وتربوي وحضاري.
2.نشر ثقافة حقوق الإنسان باعتبارها ثقافة قائمة على قيم كونية.
3.تحصين الطالب من الاختراقات والتشوهات لفكرية وتنمية روح الانتماء الحقيق للوطن والدين والأمة والمحافظة على الأمن.
4.محاربة الجريمة بجميع أشكالها في المجتمع .
5.تأهيل الطلاب تأهيلا علميا على أساس المعرفة السليمة للحقوق والواجبات.
6.صيانة الأمن العام.
7.حماية إنسانية الإنسان وتحقيق الانتماء الصحيح للوطن .

خامساً / موضوعات مقترحه لمحتوى منهج حقوق الإنسان . .

كيفيه تظمينها في هذه المرحلة موضوعات المرحلة الابتدائية
مراعاة لمستوى الطلاب العمرى ومستوى نضوجهم الفكري يتم تعليم الطالب هنا بأسلوب التلقين وتوجيه نشاطه عن طريق اللعب ويقدم المفهوم بصورة مبسطه التسامح .الاحترام .التعاون .الأمانة. الصدق
الحقوق الشخصية الأفراد
يفضل ان يقدم المفهوم متضمنا في مواد التربية الإسلامية واللغة العربية والتاريخ والجغرافيا واجبات ومسئولية المواطن . العدل والمساواة .تعزيز المواطنة . احترام السلطات الرسمية .الحرص على المصلحة العامة
يتم عرض المفهوم عن طريق استخدام وسائل التعبير المحسوس من الصور والأشكال وكذلك بواسطة القصص الشيقة احترام الوالدين وكبار السن . احترام قوانين المدرسة .احترام ذوى الاحتياجات الخاصة
التدرج في القدرة على تجسيد المفهوم بشكل علمي بما يتيح للطالب فرص الممارسة الفعلية للمفهوم احترام العادات والتقاليد
إمكانية تدريس المفهوم بأكثر من مرحلة دراسية بما يضمن التوسع في المفهوم التعاون مع مؤسسات المجتمع المدني .تقدير أهمية العمل معرفة الخصائص الإنسانية المشتركة
المرحلة الثانوية المرحلة المتوسطة
التعرف على أشكال التمييز العنصري الحقوق العامة وكيفية احترامها وحمايتها
التعرف على الإرهاب تحمل المسؤولية تجاه الأخرين والامتناع عن انتهاك الحقوق
التعرف على حالات انتهاك حقوق الإنسان
التعرف على الفقر والمجاعة وأثرهما على الاندماج الاجتماعي ترشيد استهلاك المياه والطاقة
التعرف على الأنظمة الاقتصادية والسياسية للدولة الحفاظ على البيئة
التعرف على المواثيق الدولية لحقوق الإنسان وممارستها التعرف على الثقافات المتعددة


المطلب الخامس
دور الحكومة في نشر ثقافة حقوق الإنسان
للحكومة دور رئيسي في تطوير العملية التعليمية ، فلا نستطيع تطوير المناهج أو إضافة مناهج جديدة بدون قرار حكومي صادر من وزارة التربية والتعليم هذا جانب ، ومن جانب آخر لا يقتصر دور الحكومة في إصدار قرار التغيير أو التطوير وإنما يتعدى ذلك في رسم سياسات ووضع الخطط والتوجيهية وتحديد الآليات والأهداف .
بحيث يمكننا أن نقول إن باقي اطراف العملية التعليمية من مدرسة ومعلم ومنهج وطالب هم منفذين لسياسات وخطط وأهداف حكومية في مجال التعليم .
وعليه لا يمكن التطرق لمسالة نشر حقوق الإنسان في التعليم بدون التطرق للحكومة ووجهة نظرها في هذا الجانب وماهي رؤيتها لتناول حقوق الإنسان في المناهج التعليمية .

فالرؤية الحكومية لكيفيه تظمين مفاهيم حقوق الإنسان تلعب دورا كبيرا في كيفيه تناول هذه المفاهيم وعرضها ومدى الاستفادة منها، وهل يكون الهدف إصلاح العملية التعليمية أم تطويرها ؟ .
في الواقع ، إن دور الحكومة يرصد من جانبين أساسيين ، وهمــا :

أولاً / الجانب الرسمي .
وهو سياسة الحكومة لتطوير التعليم ن والخطط الحكومية وما المدى الذى توفره الحكومة من الآليات والوسائل العلمية التي يمكن الاستفادة منها أي الجوانب المادية وغير المادية التي توفرها الحكومة لنطور العملية التعليمية.

ثانياً / الجانب غير الرسمي .
ويتمثل في ما مدى المسموح به من النشاطات العلمية وحرية اتصال المؤسسات التعليمية بغيرها من مؤسسات المجتمع المحلى وإقامتها لنشاطات خارج المؤسسة التعليمية بمعنى آخر ما توفره من دعم مالي وإجرائي.
الجانب الآخر: سياسات الحكومة يمكنها أن تدفع الطالب في اتجاه قبول أو رفض هذه الحقوق اذا ما كان هناك تناقض ما بين الدروس النظرية والواقع المعاش. وعليه فأن الحكومة يمكنها أن تنجح عملية تظمين حقوق الإنسان في التعليم ويمكنها أن تفشلها اذا ما قصرت في تقديم الدعم المادي لهذه المسألة ، ومع ذلك يجب التركيز على مبررات سياسية لتظمين المناهج التعليمية مفاهيم حقوق الإنسان .





















الخاتمة
إن مسالة تظمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج التعليمية ليست بالمسألة السهلة وهى عملية محفوفة بالمخاطر ، ذلك ان نتائجها ستكون على جيل كامل ويحدد مستقبل دولة ، لذلك لابد أن تقوم هذه العملية على دراسة محسوبة التكاليف والإمكانيات والقدرات البشرية والإدارية والمالية ومدروسة النتائج، ووعى شامل ومتعمق للترابط والتداخل ما بين اطراف العملية التعليمية حتى نصل للهدف المنشود ويصبح إيمان الطلاب بهذه الحقوق أسلوب يزاولونه في حياتهم الخاصة والعامة ، وبالتالي فأننا نتوصل الى ان الفرض الذى قامت علية الدراسة فرض صحيح وهو "إن توطيد احترام حقوق الأنسان عن طريق التعليم هو اساس التربية على حقوق الأنسان" شرط ان يكون هنالك تنسيق وتفاعل بين اطراف العملية التعليمية ويستخلص من هذه الدراسة التوصل للتالـــي:

أولاً / النتائــج .
1 . تعتبر حقوق الإنسان ركنا أساسيا في بناء أي مجتمع وديمومته وبما يكفل احترام الحقوق والحريات .
2 .يكتسي موضوع التعليم على حقوق الإنسان أهمية بالغة بالنسبة لكافة المواطنين ولمستقبل الأجيال .
3.الهدف من نشر وتعليم حقوق الإنسان هو ، تجسيد حقوق الإنسان كقيم في السلوك وفي الشخصية ونشر
الوعى بها ،وبالتالي يتطلب ذلك مجهود وتنسيق جهات عده رسمية وغير رسمية .
4. يُنظر لأطراف العملية التعليمية ، بأنها تتمثل في الطالب والمناهج التعليمية والمدرسة ، وهنا يكمن القصور ، لذلك فأن كل الجهود التى ركزت على هذين الطرفين كانت قاصرة فى التربية على حقوق الانسان وتحقيق هدف التربية وهى ان تتجسد التربية فى السلوك .

ثانياً / التوصيات .
في المناهج الدراسية وبرامج أعداد المعلمين ومهاراتها وقيمها وأساليبها 1 دمج التربية على حقوق الأنسان
2 يجب تضمين مبادئ حقوق الإنسان ضمن التشريعات الدستورية والقوانين المعتمدة في كل دولة .
3 تركيز التربية على تعليم التفكير الناقد لدعم قدرة الطلبة على اكتساب قيم حقوق الأنسان .
4. عملية تعليم حقوق الإنسان هي في جوهرها مشروع عام يتطلب تمكين الناس من الإلمام بالمعارف الأساسية اللازمة لتحررهم من كافة صور القمع والاضطهاد أي المجتمع ككل حتى تكون العملية كاملة متكاملة .
5. علينا تخطيط العملية التعليمية وتصميمها بما يتوافق مع متطلبات التطورات المجتمعية للارتقاء بحقوق الإنسان في كافة المجالات وبما يتوافق مع خصوصيه دور كل طرف فى العملية التعليمية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. يونيسف: نحو 4 ملايين طفل دون الـ 5 يعانون من سوء التغذية


.. مراسل الجزيرة: أي غارة إسرائيلية على رفح توقع شهداء وجرحي لت




.. لحظة اعتقال مواطن روسي متهم بتفجير سيارة ضابط سابق قبل أيام


.. واشنطن: طرفا الصراع في السودان ارتكبا جرائم حرب




.. عام على الحرب.. العربية ترصد أوضاع النازحين السودانيين في تش