الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ملاحظات انتخابية وفكرية

نبيل عودة
كاتب وباحث

(Nabeel Oudeh)

2018 / 10 / 12
مواضيع وابحاث سياسية



1-
يعتبر نفسه مثقفا ومنظرا سياسيا، وله الحق فقد تثقف في حزب صهيوني، وتتلمذ على هرتسل وبن غوريون وأشكول وبقية الشلة، ولم ينبس وقتها ببنت شفة، الآن صار يطلق الألقاب عشوائيا، ويهرج سياسيا والكذب الاعلامي اليوم لا يكلف شيئا ، حين كانت الكلمة الصادقة تكلفنا الاقامة الجبرية والاعتقال والسجن، كان هو يرضع من حليب قامعي شعبه، فارضا على نفسه الصمت ، لدرجة الظن انه أخرس واصم، لكن العجيبة حدثت بعد التقاعد، فها هو يحاول تنظيف سيرة سوداء لا تستحق غير الشفقة والرثاء.
كان ملتزما خلال مسيرة حياته بمقولة الحجاج، الذي قال "من تكلم قتلناه ومن سكت مات بدائه"، فهل تستعاد ايام السكوت ام ان الداء قد خرط بالجسد والفكر ولم يبق أي مساحة لفتح صفحة جديدة؟
2-
التلاحم بين القمع والسلطة ما زال قائما في عالمنا العربي، لكن من حظ البعض ان اسرائيل خلقت فجوة نسبية بين القمع والسلطة، اطلقت العنان لبعض المهووسين في الكتابة بلا ضمير وبلا منطق وبظن ان الشارع نسي من أي حاضنة جاءوا، مثلا عندما تولى الخليفة عبد الملك بن مروان الخلافة، عبر عن التحالف بين القمع والسلطة بافضل اسلوب، أمسك القرآن بيده، قبله، وخاطبه قائلا: "هذا فراق بيني وبينك"، وفي خطبته بالجامع قال عبارته المشهورة "من قال لي بعد اليوم اتقي الله لقطعت رأسه بحد السيف". أي حتى شعرة معاوية اسقطها عبد الملك بن مروان. واستبدلها بسلطة القمع الذي لا يعرف الحدود.
3-
مثل صاحبنا اعلاه هناك من اعطى شرعية لاستبداد الحاكم، سابقا كان الايطالي نيكولو مكيافيلي صاحب كتاب "الأمير"، الذي برر ودافع عن استبداد الحكام واشتهر نهجه بالميكيافيلية. في التراث العربي نجد كتاب "سراج الملوك " لمؤلف اسمه الطرطوشي، حيث كتب "اذا كان السلطان قاهراً لرعيته، كانت المنفعة به عامة، وكانت الدماء في أهلها محقونة، والحرم في خدورهم مصونة، والأسواق عامرة بالأموال محروسة" هذا الفكر الانهزامي هو افضل تعبير عن عقلية سياسية وحزبية تسود مجتمعنا ويروج لها بغباء نادر شخصيات لا يمكن وصفها بالعقلانية، او بالاعتدال، بل بالانحدار الى الحضيض الانساني بأسوأ اشكاله التي يعرفها تاريخ المجتمعات.
التراث العربي لم يخلص من افكار عقيمة خدمت الاستبداد، وهذا ما نهج عليه الغزالي أيضا بدفاعه عن سلطة المماليك، الذين نشروا الفساد في الدولة العربية واضعفوها.. وجعلوا عالمنا العربي لقمة سائغة يتولاها الغرباء ويعيثون فسادا ما زلنا نعاني من ثقله ومن دماره للكثير من العقول.
4-
ما يدفعنا اليوم في معركة الانتخابات لمدينة الناصرة ان لا نحرر مجلسا بلديا فقط، بل ان نحرر عقولنا من الأطر السياسية التي فسدت ولم تعد الا مجرد بقايا كاريكاتيرية تأخر دفنها، والاثبات انها اصبحت عاجزة عن ايجاد شخصية تستحق الاعتبار لتتبوأ المنافسة على رئاسة بلدية الناصرة، فاستوردوا من خارج تنظيمهم، ومن خارج فكرهم ومن خارج عالمهم، شخصية تحمل نقائض لفكرهم، بحيث لا يمكن ان نجد بينها وبين فكرهم أي قاسم مشترك. من هنا كان استنتاجي البديهي، ان تنظيما خلت صفوفه من شخصيات قادرة على المنافسة الانتخابية، هو تنظيم لا يعاني من سكرات الموت فقط، بل تنظيم يستحق النعي ولن تقوم له قائمة مستقبلا.
5-
البعض لم يستوعب حتى اليوم ان هزيمة الجبهة بمرشحها الذي لا يمكن الاستهتار بدوره، مقابل مرشح بلا حزب وبلا تنظيم ويعتمد على محبة الناس وتجربتهم معه اثناء توليه منصب نائب رئيس البلدية والقائم باعماله، واعني رئيس البلدية علي سلام، هو افضل اثبات على انتهاء دور الأحزاب وتنظيماتها من مجتمعنا، والموضوع عالجته سابقا وساعود اليه بعد الانتخابات، حان الوقت لاقامة تنظيمات المجتمع المدني، التي لا تجمع الناس على عقائد اكثرها اصبح لا يتوافق مع تطور المجتمعات البشرية، انما تجمع العقول القادرة على التخطيط والتنفيذ وخدمة مجتمعها بدون ايديولوجيات فقدت مكانتها الفكرية في مختلف بلدان العالم. واعني بالأساس النظرية الشيوعية ، التي كانت حركة عالمية جبارة واصبحت حركة على عكاكيز لأن شخصياتها فقدت القدرة على التفكير والتطوير ولا اعني الشخصيات المحلية التي يمكن اعتبارها شخصيات تجهل نظرية حزبها، انما شخصيات من اهم العواصم الأوروبية. ومرة اخرى ، ادعو من يدعون الشيوعية ان يحاوروني بعقل منفتح وليس بتشنج وانغلاق. انا ماركسي بجوهر قناعاتي، ولي رؤية خاصة حول ما يجب ان يجري تطويره فلسفيا واقتصاديا!!
6-
ما استطاع علي سلام انجازه، ان كان خطط سابقا، في الفترة التي اشغل بها منصب القائم باعمال رئيس البلدية، او من تخطيطه بعد استلامه رئاسة البلدية، فالأمر الأهم ان علي سلام شكل بولدوزر نشاط غير مسبوق بتجنيد الميزانيات وتنفيذ المشاريع، كل ما عدا ذلك مجرد نتاج عقول لم تخرج بعد من الحفاظ السياسي، عقول وافكار ما تزال تتكئ على حيطان مائلة وآيلة للسقوط. حرروا عقولكم لرؤية العالم على حقيقته الجديدة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الإنفاق العسكري العالمي يصل لأعلى مستوياته! | الأخبار


.. لاكروا: هكذا عززت الأنظمة العسكرية رقابتها على المعلومة في م




.. ألفارو غونزاليس يعبر عن انبهاره بالأمان بعد استعادته لمحفظته


.. إجراءات إسرائيلية استعدادا لاجتياح رفح رغم التحذيرات




.. توسيع العقوبات الأوروبية على إيران