الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سياسة العراق الخارجية تجاه دول المغرب العربي1958-1963

سعد سوسه

2018 / 10 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


انتهجت الحكومة العراقية سياسة خارجية واضحة تجاه دول المغرب العربي ، لاسيما تلك التي كانت تكافح ضد السيطرة الاجنبية وتسعى للحصول على استقلالها ، فقد كانت سياسة العراق الخارجية تتجه نحو تقديم المساعدات المادية والمعنوية لهذه الدول انطلاقاً من المبادئ السياسية التي اعلنتها ثورة 14 تموز 1958م في المجال العربي خاصة وان اقطار المغرب العربي قد خضعت للاستعمار الايطالي والفرنسي وليس لبريطانيا نفوذ مباشر فيها، الامر الذي جعل العراق قادراً على تقديم الدعم والمساعدة بشكل اكبر دون خوف من اثارة بريطانيا والولايات المتحدة ، ويمكن تلمس هذه السياسة مع كل دولة على حدة :
الجزائــر :
عدت الحكومة العراقية القضية الجزائرية قضية وطنية خاصة بها فاعلنت عن تصميمها على مواصلة جهودها الرامية لدعم جيش التحرير الجزائري بالاسلحة والاعتدة والاموال من اجل تحرره واستقلاله عن الاستعمار الفرنسي .
لم تكد تمر مدة وجيزة على قيام الثورة في العراق حتى وافق مجلس الوزراء العراقي على دفع مبلغ قدره (200) الف دينار الى الجزائر اعترفت الحكومة العراقية بالحكومة الجزائرية المؤقتة التي اعلنت في القاهرة في 19/ايلول/1958 ، وازداد المبلغ بعد اقل من شهر ليصبح مليونا دينار خصصت للحكومة الجزائرية المؤقتة ، وتم دفع مبلغ ربع مليون دينار خلال سنة 1958م ، ودفع المبلغ المتبقي خلال السنة القادمة ، وعاد مجلس الوزراء العراقي ليطلب من وزير المالية اعلامه فيما اذا كانت ميزانية عام 1958م تساعد على دفع المبلغ برمته الى الجزائر بدلاً من تأجيل دفع القسط الثاني الى العام القادم ، الامر الذي دلل على رغبة الحكومة العراقية في تقديم اقصى المساعدات المالية لثوار الجزائر الذين كانوا بحاجة ماسة اليها، ولم تكتف الحكومة العراقية بذلك وانما شملت حكومة الجزائر المؤقتة بعشرة الاف دينار من اصل مبلغ احد عشر الف دينار تم ضبطها في الميناء الجوي كمبالغ مهربة فتم تحويلها لغرض مساعدة حكومة الجزائر المؤقتة ، وقررت الحكومة العراقية في الثاني من تشرين الثاني 1958 قطع سائر العلاقات الاقتصادية بين العراق وفرنسا بسبب موقفها وسياساتها العدوانية في الجزائر ، وفي الثلاثين من كانون الاول 1958م تلقت الامانة العامة للجامعة العربية من سفارة الجمهورية العراقية في القاهرة طلباً يتضمن ادراج موضوع منع الاستيراد من فرنسا في جدول اعمال المجلس الاقتصادي للجامعة في دورة انعقاده العادية الخامسة ، وطلبت الحكومة العراقية ان تحذو الدول العربية الاخرى حذوها في قطع علاقاتها مع فرنسا ، ومن الجدير بالذكر ان العراق كان اول دولة تعترف بحكومة الجزائر المؤقتة حال الاعلان عن تشكيلها في القاهرة في التاسع عشر من ايلول 1958م .
وفي الخامس عشر من كانون الثاني 1959م دعت الحكومة الجزائرية المؤقتة نظيرتها العراقية بصفتها عضواً في الجامعة العربية لكي تحث الدول العربية الاخرى المنضمة الى الجامعة من اجل دفع التزاماتها المالية دعماً للجزائر ، كما طلبت زيادة المخصصات النقدية لطلاب البعثة الجزائرية من خمسة عشر ديناراً الى ثمانية عشر ديناراً شهرياً فضلاً عن امرار الخط الجوي المزمع مده بطائرات الخطوط الجوية العراقية بين بغداد والرباط من تونس لاهمية ذلك للحركة الجزائرية ، فوافقت الحكومة العراقية على ذلك باجتماع مجلس الوزراء الذي ناقش هذه المطالب الجزائرية . وتعزيزاً للقدرات الدفاعية للجزائر وامكاناتها العسكرية ضد الاستعمار الفرنسي وافق مجلس الوزراء العراقي على اهداء اسلحة واعتدة الى الجمهورية الجزائرية تضمنت بنادق جيكوسلوفاكية واعتدة مختلفة ضد الدبابات واعتدة مقاومة طائرات وقاذفات ضد الدبابات وغيرها من الاسلحة والاعتدة التي بلغت قيمتها (32) الف و(291) دينار و (696) فلساً .
ووافق مجلس الوزراء على تخصيص مبلغ قدره ثلاثة الاف دولار الى الوفد الجزائري المشارك في هيئة الامم المتحدة لمناقشة القضية الجزائرية ، كما قررت وزارة المالية العراقية اصدار قانون رسم الطابع للجزائر الا ان الحكومة العراقية قررت تأجيل النظر في هذا الاقتراح وتعويض الجزائريين بمساعدات اخرى .
كما قررت الحكومة العراقية احتضان اللاجئين الجزائريين الذين شردهم الاستعمار الفرنسي الى تونس ومراكش ومدهم بالاموال والالبسة والخدمات الطبية وتقديم مساعدات عاجلة لهم ودعوة المؤسسات الخيرية الاهلية للمساهمة السريعة في دعم واسناد هذا العمل القومي والانساني ، وفي الحادي والعشرين من نيسان 1959م وصل العراق رئيس الحكومة الجزائرية المؤقتة فرحات عباس على رأس وفد جزائري لاجراء مباحثات مع المسؤولين العراقيين وصدر عن الاجتماع بيان مشترك اعربت فيه الحكومة العراقية عن كون حرب الجزائر هي حرب العراق وشعبه واستعداد العراق شعباً وحكومة ”لمساعدة الشعب الجزائري لتدعيم نضاله النبيل بالمال والسلاح“ ، كما اكد البيان على شكر الجزائريين للشعب العراقي الذي ساندهم من اجل الحصول على الحرية والاستقلال وطرد المستعمر الغاشم من وطنهم .
وتعزيزاً لجيش التحرير الجزائري فقد اهدى العراق اسلحة واعتدة اليه بلغت قيمتها (69) الف و (348)ديناراً و (634) فلساً عملاً بما يحتمه الواجب القومي ، كما تقرر تخصيص اعتماد مناسب لدراسة وتدريب ورواتب وتجهيزات واجور سفر الطلبة الجزائريين الذين تقرر قبولهم في الكلية العسكرية وكلية القوة الجوية .
وفي اطار دعم العراق للجزائر وصل بغداد في السابع عشر من نيسان 1960م وفد جزائري برئاسة كريم بلقاسم نائب رئيس الوزراء وزير خارجية الجزائر واحمد فرنسيس وزير المالية وعبد الحفيظ يوصوف وزير التسليح والمواصلات ، واجرى الوفد مباحثات مع المسؤولين العراقيين صدر عقبها بيان عراقي – جزائري مشترك تضمن استمرار الحكومة العراقية في مقاطعة فرنسا سياسياً واقتصادياً ”حتى تتوقف عن عدوانها ويتم النصر للجزائر“، وتعهد العراق بدفع مبلغ مليون دينار في الاول من مايس عام 1961م ودفع مليون اخر بعد مضي ستة اشهر على ذلك .
واستمر العراق باهداء اعتدة وتجهيزات الى جيش التحرير الجزائري بلغت قيمتها اكثر من (135.000) دينار خلال المدة من نيسان 1960م حتى نهاية العام نفسه .
ولتعزيز العلاقات السياسية بين الجانبين زار بغداد في الخامس من نيسان عام 1962م وفد جزائري برئاسة احمد بن بيلا رئيس الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية وحسين اية احمد ورابح بيطاط ومحمد خيضر وزراء الدولة في الحكومة الجزائرية بعد خروجهم من السجن واستقبل الوفد استقبالاً حافلاً من قبل العراقيين بالمقابل قدم الوفد الجزائري شكره باسم الشعب الجزائري للجمهورية العراقية والشعب العراقي على ما قدمه من عون واسناد للثورة الجزائرية .
وعندما اقترب موعد اجراء الاستفتاء في الجزائر اجتمع مجلس الوزراء العراقي وقرر تأسيس سفارة للجمهورية العراقية في الجزائر فور اعلان استقلالها تمشياً مع مساندة الجزائر ونصرتها في جميع الاحوال والظروف التي تدعم استقلالها وسيادتها .
وتنفيذاً لامر الزعيم الركن عبد الكريم قاسم بخصوص شهداء الجزائر تبرع مجلس السيادة ومجلس الوزراء العراقي بمبلغ قدره (1500) دينار يدفع الى لجنة التبرعات لابناء شهداء الجزائر ، كما تقرر الموافقة على الاكتتاب العام لجمع تبرعات بمقدار (150) الف دينار لنصرة الجزائر ، والموافقة على تبرعات اخرى تضمنت التبرع بمبلغ قدره (17500) دينار تصرف من وزارتي المالية والمعارف و(1500) طن من الحنطة تصرف من وزارة
المالية وقيام وزارة الصحة العراقية بصرف ادوية واطعمة و(4000) بطانية ومواد اخرى للجزائر .
واحتفاءاً بالعيد الوطني الجزائري شاركت الحكومة العراقية في هذه الاحتفالات بوفد برئاسة هاشم خليل سفير الجمهورية العراقية في الرباط وعضوية فؤاد عبد الجبار القائم باعمال الجمهورية العراقية في تونس وثامر الجيبه جي القائم باعمال السفارة الجمهورية العراقية في الجزائر . واستضاف العراق في تشرين الاول 1962م المناضلتين الجزائريتين جميلة بوحيرد وزهرة بوضريف ومرافقتيهما وعدهما ضيوفاً على الجمهورية العراقية . كما استقبلت الحكومة العراقية وفداً جزائرياً برئاسة احمد بن بيلا رئيس الحكومة الجزائرية والوفد المرافق له، الذي اجرى مع عدد من المسؤولين العراقيين مباحثات تضمنت تعزيز العلاقات بين البلدين الشقيقين .
وعلى الصعيد الثقافي فتحت الحكومة العراقية جامعة بغداد والمعاهد العراقية امام الطلبة الجزائريين حتى اصبح عددهم في عام 1962م (120) طالباً . كما ارسلت وزارة الارشاد ريع بعض الكتب التي تطبعها في العراق مثل (مأساة الشعب الجزائري) و ( حالة العمال الجزائريين في فرنسا ) الى الحكومة الجزائرية للاستفادة منها مادياً . وبمناسبة الاحتفالات بالذكرى الثالثة لثورة 14 تموز ، دعت وزارة الارشاد الفرقة الفنية لجبهة التحرير الوطني الجزائري لزيارة العراق تثميناً للروابط القومية بين الشعبين العراقي والشعب الجزائري الشقيقين ، كما وافق مجلس الوزراء العراقي على استضافة سبعة اشخاص اضافيين تابعين للفرقة الفنية نفسها . وقدمت الفرقة مسرحية بعنوان (نحو النور التي كانت سجلاً تاريخياً لكفاح الشعب الجزائري ونضاله ضد المستعمر الفرنسي) . وخصصت الاذاعة العراقية برنامجاً يوميأً خاصاً بالثورة الجزائرية بعنوان ( كلمة الجزائر) كان يعده مكتب الاستعلامات التابع للحكومة الجزائرية المؤقتة في العراق .
وعلى صعيد اخر ارسل العراق بعثة طبية لمساعدة الجزائريين في نضالهم من اجل التحرر ضمت عدداً من الاطباء منهم الدكتور عبد الرحمن الجورمجي الذي ترأس الوفد وسالم الدملوجي والدكتور خالد القصاب والدكتور تحرير الكيلاني والدكتور هادي السباك وصيدلي وخمسة موظفين صحيين وخمس ممرضات ، وزودت هذه البعثة بكامل تجهيزاتها الطبية وقد اثنى الجزائريون كثيراً على الدور الذي اسهمت فيه هذه البعثة في معالجتهم وتقديم كل ما يلزمهم من الناحية الصحية والانسانية .
تونــس :
سعت الحكومة العراقية بعد قيام الثورة مباشرة لتعزيز علاقاتها السياسية مع تونس فقد زار وزير الخارجية العراقي تونس في الرابع عشر من ايلول 1958م والتقى هناك بالحبيب بورقيبة رئيس الجمهورية التونسية والصادق المقدم وزير الخارجية وكبار المسؤولين التونسيين الذين احتفوا به وقلد الرئيس التونسي الحبيب بورقيبة الدكتور عبد الجبار الجومرد وزير الخارجية العراقي وسام الاستقلال الاكبر التونسي وتمكن الجومرد من اقناع بورقيبة لضم تونس للجامعة العربية بعد اجتماع مطول معه دام ثلاث ساعات ، وبالفعل انضمت تونس الى الجامعة العربية ، ولكن سرعان ما بدأ مندوبها بالتهجم على الجمهورية العربية المتحدة في الجلسة الثانية لحضورها ، فانسحب وفد الجمهورية العربية المتحدة وقطعت تونس علاقتها معها وقاطعت اجتماعات الجامعة ، وعلى الرغم من وقوف العراق الى جانب الجمهورية العربية المتحدة في خلافها مع مصر فقد توسط بين البلدين ، الامر الذي دفع الحكومة العراقية للتوسط بين البلدين، الا ان وساطتها لم تثمر عن نتيجة .
كما سعى العراق لاقناع تونس بحضور اجتماع وزراء خارجية العرب ببغداد وسافر وزير الداخلية العراقي احمد محمد يحيى الى تونس حاملاً رسالة من الزعيم الركن
عبد الكريم قاسم الى بورقيبة وقد نجح المسعى العراقي وحضر الصادق المقدم وزير خارجية تونس الاجتماع الذي عقد في كانون الثاني 1961م .
ووقف العراق الى جانب تونس عندما وقع العدوان الفرنسي على ميناء بنزرت في تموز 1961م ، واعربت الحكومة العراقية عن تضامنها مع تونس وطالبت بجلاء القوات الفرنسية من قاعدة بنزرت العسكرية . وأعلن اكثر من (400) مواطن عراقي تطوعهم للقتال الى جانب ابناء تونس ضد المستعمرين الفرنسيين ، وتزايد العدد ليصبح اكثر من (1000) عراقي بينهم (97) متطوعة . وارسلت وزارة الصحة العراقية مواد طبية للمتضررين من ابناء تونس وابدت استعدادها لمعالجة المصابين على حسابها .
وعلى الصعيد التجاري اشتركت الحكومة العراقية في معرض تونس
الدولي عام 1959م ، وعرضت منتوجاتها التي دللت على تقدم العراق في المجالات الاقتصادية والتجارية ، واوفدت لهذا الغرض السيدين قحطان عبد الله عوني وفاضل الجلبي الى تونس لتهيئة الجناح العراقي في معرض تونس العالمي .
وعقدت في الثامن والعشرين من كانون الثاني 1960م اتفاقية تجارية بين تونس والعراق لتوسيع حجم التبادل التجاري بينهما ومنح كل من الدولتين معاملة الدولة الاكثر حظوة فيما يخص الرسوم الكمركية والضرائب والامتيازات واقامة المعارض التجارية في البلد الاخر وتشكيل لجنة مختلطة لتنفيذ الاتفاقية ، وتم تصديق هذه الاتفاقية من مجلس الوزراء في العاشر من شباط 1960م ومن مجلس السيادة في 14 شباط .
وعلى الصعيد الثقافي تم قبول عشرين طالباً في الكليات العراقية عام 1958م وتخصيص عدد من المقاعد لهم في الكلية العسكرية ، واشتركت الكشافة العراقية في مهرجاني الملتقى الثاني للمندوبين الدوليين وملتقى عمداء الطلائع لبلاد البحر المتوسط والشرق الاوسط اللذان تقرر اقامتهما في تونس خلال صيف 1960م . كما شاركت الحكومة العراقية بعيد النصر التونسي ، واوفدت لهذا الغرض فرقاً رياضية مدنية ووفداً رياضياً عسكرياً ، كما وقعت وزارة المعارف العراقية مع نظيرتها التونسية اتفاقية ثقافية في مجال قبول الطلبة وتبادل الخبرات وايفاد المعلمين والاساتذة لتعزيزاً للعلاقات الاخوية والروابط الثقافية بين البلدين .
المغـــرب :
اقام العراق بعد ثورة 14 تموز 1958م علاقات سياسية مع المغرب ، وقام وزير الخارجية العراقي عبد الجبار الجومرد بزيارة الى المغرب وقابل هناك الملك محمد الخامس ، وتمكن من اقناعه في انضمام المغرب الى جامعة الدول العربية . ولتعزيز العلاقات بين البلدين ، وافق مجلس الوزراء على سفر خالد النقشبندي عضو مجلس السيادة ومصطفى علي وزير العدلية وبابا علي وزير المواصلات والاشغال وفؤاد الركابي وزير الدولة الى المغرب لحضور حفل افتتاح الخط الجوي بين بغداد والرباط .
وشارك المكتب التنفيذي لنقابات العمال العراقية في المؤتمر الثاني للاتحاد المغربي للشغل الذي عقد في المغرب لتعزيز الروابط الاخوية بين البلدين .
كما ارسلت وزارة المعارف العراقية تلبية لدعوة وزارة التربية والتعليم المغربية
(20) طالباً عراقياً في العطلة الصيفية لتعزيز الروابط الثقافية بين القطرين الشقيقين وشارك العراق ببعثة طبية ارسلت الى المغرب مساهمة منه في تخفيف الكارثة التي حلت بالمغاربة على اثر زلزال اغادير الذي ادى الى اصابة عشرة الاف مغربي وتألفت من الدكتور نوري بهجت رئيساً وعدد من الممرضات والموظفين الصحيين .
وتعزيزاً للعلاقات السياسية بين العراق والمغرب فقد قام الملك محمد الخامس بزيارة العراق للمدة من 31 كانون الثاني لغاية 3 شباط 1960م واستقبل الوفد محمد نجيب الربيعي رئيس مجلس السيادة واللواء الركن عبد الكريم قاسم رئيس الوزراء حيث اطلق عليه لقب ( الملك الشعبي ) وصدر بيان مشترك في ختام الزيارة اكد على تعزيز اواصر التقارب والتعاون والاخوة بين الاقطار العربية وضرورة تقوية الجامعة العربية وجعلها اداة فعالة للتضامن العربي .
وخلال هذه الزيارة قدم العراق اربع طائرات عسكرية بكامل اسلحتها ومعداتها وادواتها الاحتياطية لتكون نواة للقوة الجوية المغربية . وعلى صعيد اخر ساهمت الحكومة العراقية بمبلغ (20) الف دينار للمنكوبين في زلزال اغادير كما قررت ارسال بعثة طبية ضمت ستة اطباء واربعة ممرضين .
ووقع العراق والمغرب اتفاقية تجارية بين البلدين لتطوير علاقتهما الاقتصادية وخول السفير العراقي في المغرب اللواء الركن عبد الكريم شاكر لتوقيع الاتفاقية ، وعلى الصعيد الثقافي فقد وقعت اتفاقية ثقافية بين الجمهورية العراقية والمملكة المغربية على غرار الاتفاقيات التي عقدت بين العراق والدول الصديقة ، كما وافق مجلس الوزراء على تأسيس معهد عراقي للمعلمين في المغرب وتزويده بمستلزمات الدراسة وبالفعل تم قبول (804) طالباً فيه . بالمقابل درس العديد من طلبة المغرب في الكليات العراقية وخصصت لهم مقاعد في الكلية العسكرية العراقية، كما اعيرت خدمات بعض الاساتذة العراقيين هناك واستقدام العراق (6) مغاربة في زخرفة المساجد العراقية .
وزار وفد عراقي علمي يرأسه الشيخ محمد رضا الشبيبي عضو المجمع العلمي العراقي والاستاذ محمد بهجت الاثري عضو المجمع العلمي الى الرباط لحضور الاحتفالات لمرور أحد عشر قرناً على تأسيس جامعة القرويين هناك ، كما زار العراق وفد ثقافي مغربي بمناسبة الذكرى الالفية لولادة الفيلسوف العربي الكبير الكندي .
ليبــيا :
تاخر اعتراف ليبيا بحكومة الثورة في العراق حتى الثالث من آب 1958م وذلك لان الاسرة السنوسية الحاكمة في ليبيا كانت ترتبط بعلاقات متينة مع الاسرة الحاكمة في العراق ولذلك عارضت الحكومة الليبية الثورة العراقية واخذت تحث بريطانيا للتدخل والقضاء عليها قبل ان تتمكن من الانضمام الى الجمهورية العربية المتحدة ، وبعد اعتراف الدول العربية وبريطانيا والولايات المتحدة الامريكية بالعراق قدمت ليبيا اعترافها بالجمهورية العراقية وقد ظل مستوى التمثيل الدبلوماسي بينهما على مستوى مفوضية ، تم رفعها الى درجة سفارة في حزيران 1961م بناءً على رغبة الحكومة الليبية في رفع التمثيل الدبلوماسي بين البلدين الى درجة سفارة توطيداً لروابط الاخوة بينهما ، وعلى صعيد اخر صادقت وزارة المواصلات العراقية على ملحق اتفاقية لاتحاد البريد العربي وملحق الاتفاق الخاص بالطرود البريدية للاتحاد ونظامه التنفيذي الموقع عليهما في ليبيا بتاريخ الرابع من تشرين الثاني 1959م .
وضمن اطار تعزيز العلاقات بين البلدين اوفدت الحكومة العراقية كلا من راغب رشيد وكيل مدير البريد والبرق العام وكامل الشيخلي مهندس المنطقة الفنية الثالثة في مديرية البريد والبرق العامة الى ليبيا لمدة شهر واحد لحضور المؤتمر الثالث للاتحاد العربي للمواصلات السلكية واللاسلكية الذي تقرر ان يعقد بمدينة طرابلس .
وعلى الصعيد الثقافي ، وافق مجلس الوزراء العراقي على مشاركة مندوب الجمهورية العراقية في المؤتمر الذي تقرر عقده في ليبيا خلال الاسبوع الاول من شهر كانون الاول 1959م ، وبالفعل شارك عبد الرزاق نعمان مدير النشاط الطلابي والكشفي بديوان وزارة المعارف الذي اوفدته الحكومة العراقية الى ليبيا لمدة عشرة ايام لبحث الامور المتعلقة بالحركة الكشفية العربية .
كما شاركت الحكومة العراقية بوفد ثقافي برئاسة الاستاذ طه باقر والدكتور صلاح عزت والدكتور جميل سعيد في الحلقة الدراسية لمناقشة مشكلات التعليم الجامعي للجامعة العربية .
وشاركت وزارة التجارة العراقية في معرض طرابلس الغرب الدولي للاطلاع على ابرز المنتوجات العالمية وابراز الجناح العراقي في هذا المعرض ، ووافق مجلس الوزراء العراقي على ايفاد وفد برئاسة وزير العدل رشيد محمود وعضوية الزعيم عبد القادر محمود والسفير العراقي في لبنان ناصر الحاني ، والصحفي عبد الرزاق البارح للمشاركة في احتفالات الذكرى العاشرة لاستقلال ليبيا . ووافقت الحكومة العراقية على قبول بعض الطلبة الليبيين في الكليات العراقية والكلية العسكرية والسماح لبعض الاطباء والاساتذة العراقيين للعمل في المستشفيات والكليات الليبية .
المصادر
- الحكومة العراقية ، وزارة الارشاد ، طريق التحرر العربي ، بغداد ، 1960 ، ص30 ؛ عقيل الناصري ، قراءة اولية في سيرة عبد الكريم قاسم (21/11/1914-9/2/1963)، ط1 ، دمشق ، 2003، ص85.
- د.ك.و. ، قرارات مجلس الوزراء العراقي لعام 1958 ، رقم القرار (11) ، تاريخه 8/10/1958.
- د.ك.و. ، قرارات مجلس الوزراء العراقي لعام 1958 ، رقم القرار (16) ، تاريخه 23/10/1958.
- د.ك.و. ، قرارات مجلس الوزراء العراقي لعام 1959 ، رقم القرار (18) ، تاريخه 17/1/1959.
-








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انفجارات أصفهان.. قلق وغموض وتساؤلات | المسائية


.. تركيا تحذر من خطر نشوب -نزاع دائم- وأردوغان يرفض تحميل المسؤ




.. ctإسرائيل لطهران .. لدينا القدرة على ضرب العمق الإيراني |#غر


.. المفاوضات بين حماس وإسرائيل بشأن تبادل المحتجزين أمام طريق م




.. خيبة أمل فلسطينية من الفيتو الأميركي على مشروع عضويتها | #مر