الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدولة التي قلصت حدودنا الشرقية

أشرف أيوب
(Ashraf Ayuop)

2018 / 10 / 13
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


ما يميز # السيسي أنه يمثل ضمير العسكر المستتر، وتعبير صادق عن ضباط حكموا مصر من قلب جيوش الهزائم العربية بسبب خيانات الملوك والأمراء والمشايخ اتباع الاستعمار عام 1948، وتسليم أغلب فلسطين لعصابات الصهاينة، وهي الحرب التي شارك فيها الإخوان المتأسلمين بدعم من آل سعود و هم مَن جعل الهزائم مضافاً إليه للجيش.. تيمناَ بالوهابي محمد متولي الشعراوي الذي صلى ركعتين شكراً لله على هزيمة جيشنا في 1967، التي بسببها ضاعت فلسطين ومكنت الصهاينة من احتلال كامل أرضها وأعلنوا دولتهم عليها، وهو الذي يبوح غروراً أنه يقول الحقيقة فلا سلطان عليه غير الله ولا يخاف أحداً غيره.. وأنه فوق سلطة القانون والدستور، وفي الندوة التثقيفية للقوات المسلحة يوم الخميس 11 أكتوبر 2018 احتفالاً بمرور 45 عاماً على انتصار حرب أكتوبر أعتبر أن ثورة يناير 2011: "علاج خاطئ لتشخيص خاطئ"، ويبشرنا بدولة جديدة بعد عام ونصف بقوله: "هتشوفوا مصر جديدة 30/06/2020".
وكانت مقولته الأخطر عند تناوله ما حررناه من #سيناء (20 كم) في حرب انتصار أكتوبر التي وصفها أنها حرب انتحار: "إن إمكانياتنا لم تكن تسمح لنا بأكثر مما حققناه"، فالانتصار عندهم هي السياسة التي تمكنهم من السيطرة على السلطة والثروة وليس جيش وطني أرضه محتلة، مكانه الثكنات، يهتم بقدارته وتدريباته لاسترداد الأرض المحتلة والحفاظ على الأمن القومي من خلال الإرادة السياسية للشعب التي تعبر عن وجدانه، لكن التكالب على السلطة والثروة جعلت هزائمه العسكرية والسياسية تتوالى، وما الانتصارات التي يحتفوا بها كان قرار خوضها قرار شعب يرفض الهزيمة ويصر على الانتصار، كما في 1956 في بورسعيد، وكان خوض حرب أكتوبر بسبب رفض الشعب هزيمتهم في 1967 وهو ما اعترف به السيسي: "إن قرار الحرب كان تحت تأثير موقف شعبي ضاغط"، ودحر الصهاينة في السويس 24 أكتوبر 1973 خاضها شعب المدينة المقاومة بعد احتلالها بسبب قرار #السادات بوقف اطلاق النار.
وتمثل سيناء قضية مصر الوطنية حيث تواءمت المطامع الاستعمارية في سيناء مع المطامع الصهيونية.. منذ وعد بلفور للصهاينة بوطن قومي لليهود، وبالتالي أصبحت المسوغ لسيطرة الجيش على كل مقدرات الشعب المصري واستلاب قراره بأنه قاصر لا يعرف ما هي الدولة حيث طالب السيسي الناس تتعلمه: "الكلام ده لازم الناس تتعلمه، تتعلم يعني أيه دولة"، ولكن بمفهوم الدولة وأمنها القومي الذي نعرفه "أن شبه جزيرة سيناء برمتها وحدة جيوستراتيجية واحدة، لكل جزء منها قيمته الاستراتيجية الحيوية"، لكن الدولة بمفهوم #جنرالات_كامب_ديفيد هو تدشين دولة الإيمان وتطبيع واقع هزيمة ١٩٤٨ بإبرام اتفاقيات مع العدو الصهيوني والاعتراف له بدولة على أرض فلسطين، وتغليب التفاوض، والتفاوض فقط، الذي قلص حدودنا الشرقية التي أصبحت مجال للمساومة منذ عقد اتفاقية كامب ديفيد (السلام المصرية – الإسرائيلية) 1979، انتهاءً بصفقة القرن.
فكانت بداية تقليص حدودنا الشرقية باحتلال قرية "أم الرشراش" المصرية (بموجب فرمان رسم الحدود مع فلسطين عام 1906) في 10 مارس 1949، فبعد انتهاء حرب فلسطين 1948 ظل 350 فردًا من ضباط وجنود الشرطة المصرية بقرية أم الرشراش التي احتلتها قوات تابعة للكيان الصهيوني بقيادة إسحق رابين في عملية "عوفيدا"، ولم تستطع مصر حينها الرد على العدوان الإسرائيلي لالتزامها بالهدنة لإنهاء حرب 1948، فقامت عصابات الصهاينة بقتل جميع أفراد الشرطة المصرية ودفنتهم في مقبرة جماعية اكتشفت عام 2008، وحوَّلت عام 1952 "أم الرشراش" إلى ميناء أسمته بميناء إيلات أنشأت حوله مدينه بنفس الاسم.
ولم يتم التنازل عن أم الرشراش إلا عبر التفاوض عندما تنازل عنها السادات في كامب ديفيد التي اعترف من خلالها #جنرالات_كامب_ديفيد لعصابات الصهاينة بدولة بأسم إسرائيل، حيث أمر الفريق المفاوض عدم التطرق إلى أم الرشراش حتى يكون لتلك الدولة منفذ على خليج العقبة وباعتراف الجنرال رئيس حرس الحدود المصري في الذكرى الأربعين لنصر أكتوبر.
فبمقتضى كامب ديفيد حسب البند الثاني من معاهدة السلام، بآن الحدود الدائمة بين مصر وإسرائيل هي الحدود الدولية المعترف بها بين مصر وفلسطين تحت الانتداب كما هو واضح بالخريطة في الملحق الثاني وذلك دون المساس بما يتعلق بوضع قطاع غزة. ويقر الطرفان بأن هذه الحدود مصونة لا تمس ويتعهد كل منهما باحترام سلامة أراضي الطرف الأخر بما في ذلك مياهه الإقليمية ومجاله الجوي.. والتي تجعل حدودنا الشرقية الخط الواصل بين رفح وأم الرشراش، ولم يتم رسم الحدود الفلسطينية (الإسرائيلية) المصرية على رأس خليج العقبة بين أم الرشراش "إيلات" وطابا إلا في عام 1988، حينما طالب مبارك عام 1985 بالتفاوض مع الصهاينة حول أم الرشراش، وطابا ومع التعنت الصهيوني قَبِل مبارك باللجوء للتحكيم الدولي الذي انتهي بالحكم بمصرية طابا واقتسام الساحل من أم الرشراش حتى طابا واعتبار أم الرشراش ضمن أراضي فلسطين المحتلة.. ومنذ ذلك الحين يوجد معبر حدودي مفتوح على مدار الساعة يخدم السياح العابرين من شبه جزيرة سيناء إلى أم الرشراش "إيلات".
وكان ثاني تقليص عبر التفاوض لحدودنا المستقرة والمعترف بها بين مصر وفلسطين تحت الانتداب عام 2017 عندما صدق السيسي في يونيو 2017 على اتفاقية التنازل عن مصرية #تيران و #صنافير المسماة "ترسيم الحدود البحرية على قاعدة خليج العقبة".. ناهيك عن أن الخط المستقيم بين رفح وطابا أصبح متعرج للداخل بالتنازل عن نقاط مهمة بالنسبة للصهاينة حسب خريطة 1988.
والتقليص القادم بعد أن أصبحت #سيناء إحدى أدوات اللعبة السياسية، ومسرحا للصراعات الدولية، ومصدرا للأطماع.
ما جاء حسب البند الخامس من صفقة قرنهم الذي ذكره التلفزيون الأميركي "أي بي سي" المعروف بواسع اطلاعه على أخبار البيت الأبيض عبر المحلل السياسي فيه ستيفن كيوورد، ووسائل أميركية عديدة عن تفاصيل صفقة القرن بكامل الدقة وتنفيذ الخطة، من خلال رسالة من ترامب سلمها خالد بن سلمان إلى شقيقه ولي العهد محمد بن سلمان بالتنسيق بين واشنطن وإسرائيل وتقضي بالبدء بإقناع دولتين هما مصر والأردن بتوطين 3 ملايين فلسطيني، موزعين على مليون فلسطيني في الأردن ومليوني فلسطيني على حدود غزة وصولا إلى مدينة العريش وعلى امتداد رفح وتوسيع مساحة غزة إلى مساحة إضافية لها هي 7 الأف كلم، هي الجزء الفلسطيني من سيناء تاريخياً لكن مصر حصلت عليها في زمن الانتداب البريطاني، وتتسع مساحة سبعة الأف كلم لحوالي خمسة ملايين لاجئ فلسطيني وهذا الأمر بالاتفاق والتنسيق بين واشنطن وإسرائيل وبين واشنطن والسعودية على أن يتولى ولي عهد السعودية الاتصال بالأردن والقيادة الأردنية كذلك بالقيادة المصرية مع الرئيس عبد الفتاح السيسي.
وتهدف الخطة إلى اعتماد المقترح العثماني الثالث رفح – رأس محمد في إبريل عام 1906، الذي يرى ترامب أن الأرض شرق الخط الواصل بين رفح وأس محمد هي أرض فلسطينية تم ضمها لمصر زمن الانتداب البريطاني، يضاف إليها الأرض التي تقع في المنطقة (ج) طبقاً للملاحق الأمنية لاتفاقية كامب ديفيد وخطها الفاصل رأم محمد - العريش.
ومازال التفاوض جاري مع ما اعتبره السيسي خصم وطرف آخر عند وصفه للعدو الصهيوني أثناء حديثه عن حروبنا معه عام 1967 وحرب الاستنزاف وحرب أكتوبر، بتمهيد الأرض للتفاوض المباشر بين حماس وعصابات الصهاينة، الذي كان موضوع تفاهمات بين حماس ونيكولاي ملادينوف مبعوث الأمم المتحدة الخاص للسلام، وقد أبلغت السلطة الفلسطينية أنطونيو جوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة بأنّ مبعوثه الخاص نيكولاي ملادينوف "لم يعد مقبولاً"، فيما اعتبرت حركة «فتح»، كل ما تقوم به حماس في غزة تطبيقاً عملياً لصفقة القرن.
الصورة تحتوي على خرائط تمثل تاريخ حدودنا الشرقية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. واشنطن تعتزم فرض عقوبات على النظام المصرفي الصيني بدعوى دعمه


.. توقيف مسؤول في البرلمان الأوروبي بشبهة -التجسس- لحساب الصين




.. حادثة «كالسو» الغامضة.. الانفجار في معسكر الحشد الشعبي نجم ع


.. الأوروبيون يستفزون بوتين.. فكيف سيرد وأين قد يدور النزال الق




.. الجيش الإسرائيلي ينشر تسجيلا يوثق عملية استهداف سيارة جنوب ل