الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سيف دعنا: الاستعمار الصهيوني لفلسطين من النوع الاستيطاني الإبادي!

علاء اللامي

2018 / 10 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


دراسة مهمة، نشرت في العدد الجديد من مجلة "الآداب" اللبنانية، للباحث د.سيف دعنا عن "الثقافة الصهيونية الجديدة" ومساعي المشروع الصهيوني على أرض فلسطين لبناء "المواطن الإسرائيلي العبري الجديد"، المتمايز عن يهود الشتات والممارس للعنصرية ضدهم والساعي لإبادة السكان الأصليين أي الشعب الفلسطيني. إنها دراسة موثقة ومكتوبة بحِرَفية أكاديمية عالية وعمق تأملي وتفكيكي واضح، أسجل أنها غيرت الكثير من تصوراتي ومعلوماتي الشخصية عن اليهود الصباريم (وهم اليهود الذين ولدوا في فلسطين المحتلة بعد إقامة الدولة الصهيونية سنة 1948 والكلمة عبرية تعني نبات الصبار الذي ينمو في الصحاري سابرا (بالعبرية: צבר). هذه رؤوس أقلام وفقرات منتقاة مما ورد في الدراسة التي تجدون رابطا يحيل إليها في مجلة الآداب الإصدار الجديد:
*ثمة تفريق موثق بين أنواع الاستعمار الأوروبي لقرات العالم منذ القرن السابع عشر، بين استعمار استيطاني إبادي كما في شمال الولايات المتحدة واستعمار استيطاني غير إبادي في جنوب أفريقيا وهناك استعمار ميتروبولي غير استيطاني كما حدث في المناطق الاستوائيّة التي استعمرها الأوروبيون لكنّهم لم يستطيعوا استيطانَها (لأسبابٍ بيئيّة أو ديمغرافيّة أو بسبب التنظيم الاجتماعيّ المحلّيّ)، فاكتفوْا بنهب بعض ثرواتها والعودةِ بها إلى أوطانهم.
*المشروع الصهيوني في فلسطين هو مشروع استيطاني إبادي منذ البداية وحتى الآن يهدف الى إبادة وتذويب الشعب الفلسطيني تماما.
* كان هدف المشروع الصهيوني في الميدان الثقافي بناء "اليهودي الجديد" في دولة الكيان " إسرائيل" والذي يختلف عن يهود الشتات (Yid) الذين يحتقرهم فاليهودي اليد، أي المتكلم لغة اليديش هو نقيضُ اليهوديّ الجديد الذي كانت الصهيونيّةُ تعمل على بنائه ليكون بدايةَ سلسلةٍ جديدةٍ تقطع مع الماضي اليهوديّ في "الشتات." لكنّ هذه العلاقة، بالذات، كما سنرى، هي التي ستحدِّد مصيرَ الفلسطينيّ، في سياق هذا المشروع، بالإبادة.
* أنّ يهوديَّ الشتات، في الثقافة الصهيونيّة، ينبغي محوُه، على طريق خلق المستوطِن، ولتَكشفَ أيضًا المكانةَ الدونيّةَ التي احتلها "يهودُ الشتات".
* يَعْرف الأميركيون عن الهولوكوست (المحرقة النازيّة ضد اليهود) أكثرَ بكثيرٍ ممّا يعرفونه عن الحرب الأهليّة الأميركيّة (التي هي أهمُّ الأحداث، وأكثرُها دمويّةً، في التاريخ الأميركيّ)، سواءٌ من ناحية تاريخ الحدث أو تفاصيلِه أو عددِ قتلاه...
*أما في دولة "إسرائيل" فكان الأمر مختلفا، فالصحافة" الإسرائيلية" لم تكن تهتم بالهولوكوست كثيرا (فجريدة دافار، جريدةُ الهستدروت "الأكثر انتشارًا،" لم تنشرْ في ٣٠ حزيران ١٩٤٢خبرَ "مقتل مليون يهوديّ في أوروبا" إلّا مختصَرًا وفي صفحةٍ داخليّة. وهي تنصّلتْ من تقرير عن قتل يهودٍ في منشأة غاز بالقرب من قرية شيلمنو البولنديّة، وذلك بالإصرار على نَسبِه إلى مصدرٍ آخر (وكأنّ دافار لا تتبنّى القصّة!). وحين نشرتْ دافار لاحقًا "خبرَ مقتل نصف مليون يهوديّ في رومانيا" فإنّها "أتبعته بعلامة استفهام (؟)" وكأنها تشكّك في صحّته...أمّا صحيفة هآرتس، فأحدُ تقاريرها المُرعبة عن قتل اليهود في أوكرانيا نُشر في عمود صغير أسفلَ الصفحة الثانية، فيما تصدّر تلك الصفحةَ خبرُ فوز فريق كرة قدم يهوديّ في دمشق في إحدى المباريات! ويبدو أنّه "لولا عاملُ المنافسة بين الصحف،" كما يقَدِّر سيغيف، لما نَشرتْ أيٌّ من الصحف الصهيونيّة أخبارَ الهولوكوست على الإطلاق.)
* إنّ السياق الذي يفسِّر مقولة "أرض بلا شعب" هو عينُه سياقُ إنتاج "اليهوديّ الجديد" (مشروع الصهيونية الثقافيّة)؛ ومن هنا ضرورةُ السرد أعلاه عن جدليّة اليهوديّ/العبريّ. المقولة إذن، ليست مؤسَّسةً على جهلٍ بالجغرافيا والتاريخ، بل على فكرةٍ استعماريّة عنصريّة متأصّلة في المشروع الصهيونيّ، تنفي إنسانيّةَ الفلسطينيّ والعربيّ. ولأنّ تعريفَ الذات يقتضي تعريفَ الآخر، فإنّ التأسيس لبناء اليهوديّ الجديد نقيضًا ليهوديّ الشتات، وليس في وصفه نقيضًا للفلسطينيّ، هو الذي أسّس لإلغاء الفلسطينيّ وتفريغِ فلسطين من أيّ شعب.
* لقد ميّز ديفيد فيلدهاوس بين نوعين من الاستعمار: استيطانيّ وميتروبوليّ. الأوّل يتضمّن سيطرةَ مجموعة كبيرة من المستوطنين الأوروبيين على أرض غير أوروبيّة، وإقامةَ مجتمعٍ يشبه وطنَهم الأوروبيَّ الأصليّ. والثاني يُعنى بالسيطرة الإداريّة والعسكريّة والاقتصاديّة على منطقة استراتيجيّة للسيطرة على الفائض، بدلًا من أن يكون معنيًّا بالسيطرة على الأرض والعمل. *المشروع الصهيونيّ غيرُ قائم على نظام امتيازاتٍ لليهود على حساب العرب، ولا على أساس اللامساواة، بل ولا على أساس استغلال العرب كأيدٍ عاملة، كما كانت الحالُ بالنسبة إلى البيض في جنوب إفريقيا، وإنّما على إبادتهم. وفي الحقيقة، كان المستوطنون في فلسطين، أثناء فرض سياسة "عبرنة العمل" وسياسة شراء "البضائع اليهوديّة فقط،" يَدفعون ثلاثةَ أضعاف التكاليف من أجل استثناء اليد العاملة العربيّة وعدمِ شراء البضائع العربيّة. المشروع الصهيونيّ قائم، إذن، على إبادة العرب.
*بعد مصادقة الكنيست الصهيونيّ على "قانون القوميّة" بشكل خاصّ، قد نكون أقربَ إلى نموذج أميركا الشماليّة، الذي تأسّس على إبادة السكّان الأصليين. لهذا قد يَصْلح لنا، أكثرَ من أيّ شيءٍ آخر، تبنّي شعار "تكومسة،" قائدِ مقاومةِ شعبِ شكتاو في أميركا الشماليّة: "إمّا أن نقاوم، أو ننتظر الإبادة".
رابط يحيل إلى الدراسة المشار إليها في المنشور في مجلة الآداب الإصدار الجديد في التعليق الأول:

http://al-adab.com/article/%D8%A3%D8%B1%D8%B6-%D8%A8%D9%84%D8%A7-%D8%B4%D8%B9%D8%A8-%D8%AC%D8%AF%D9%84%D9%8A%D9%91%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%8A%D9%87%D9%88%D8%AF%D9%8A-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A8%D8%B1%D9%8A








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سيول دبي.. هل يقف الاحتباس الحراري وراءها؟| المسائية


.. ماذا لو استهدفت إسرائيل المنشآت النووية الإيرانية؟




.. إسرائيل- حماس: الدوحة تعيد تقييم وساطتها وتندد بإساءة واستغل


.. الاتحاد الأوروبي يعتزم توسيع العقوبات على إيران بما يشمل الم




.. حماس تعتزم إغلاق جناحها العسكري في حال أُقيمت دولة فلسطينية