الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من اين ناتي بالارادة الوطنية العراقية ؟ ... عبد المهدي على خطا من سبقه تمت تسميته باتفاقات وتفاهمات سياسية… هل يستطيع عبد المهدي ان يحيل قضايا الفساد التي يزيد عددها عن (12000) الف قضية الى القضاء ؟

رائد شفيق توفيق
ِ Journalist and writer

(Raid Shafeeq Tawfeeq)

2018 / 10 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


من اين ناتي بالارادة الوطنية العراقية ؟
عبد المهدي على خطا من سبقه تمت تسميته باتفاقات وتفاهمات سياسية…
هل يستطيع ان يحيل قضايا الفساد التي يزيد عددها عن (12000) الف قضية الى القضاء ؟
رائد شفيق توفيق
من يعتقد ان عادل عبد المهدي هو صمام امان للعراق والعراقيين لتضميد الجراحات التي ما فتئت تنزف أكثر واكثر فهو واهم بل عنده زهايمر فهو اسوة بمن سبقه في هذا المنصب ولا يختلف عنهم وعلى خطاهم حذو النعل بالنعل اذ يجب ان يحصل على مباركة الولي الفقيه الذي قاتلوا الى جانب قواته بلدهم العراق الذي يتولون اموره وهم قامو بهذا العمل متطوعين وبدون مقابل ومن دون ان يطلب منهم ذلك فقط لاثبات ولائهم للولي الفقيه ، ومن خلال سيساتهم في الاعوام التي تلت الاحتلال اثبتو انهم طائفيون وبامتياز وهم من قاد الرياح التي تلاطمت في العراق ويميلون مع كل ريح اينما اتجهت فقد كان عادل عبد المهدي بعثيا ثم شيوعيا واخيرا اصبح اسلاميا شيعيا طائفيا متطرفا ضمن قيادات المجلس الاسلامي الاعلى الذي هو نسخة طبق الاصل للـ (( المجلس الأعلى للثورة الإسلامية الايرانية )) ، وهو الآن يحاول ان يوهم الناس انه مستقل وليبرالي فاذا كان مستقلا فمن رشحه لهذا المنصب الذي لا يتولاه بعد موافقة الادارة الامريكية والمباركة الايرانية ؟ .
اتفق مع الاستاذ حاكم كريم عطية في ما طرحه في مقاله (حقائب وزارية شاغرة ) عن اعلان رئيس الوزراء عبد المهدي بتشكيل الوزارة بطريقة اعلانية عن نيته استقبال طلبات المواطنين للعمل كوزراء في حكومته التي يريد تشكيلها ، ان هذا التصريح في حقيقته اعلان ساذج وهو يعرف ذلك ، اذ انه انما صرح بذلك ليثير حوله هالة اعلامية عن مستقبل ينذر بخير ونضع هذه الكلمة ( ينذر) نصب اعيننا لان ليس في العراق ما يبشر بخير وكلمة خير انما هي كلمة مجازية لا اكثر فنظام الحكم بني على مبدأ المحاصصة الطائفية المذهبية والقومية واقصاء الاخر ((حتى وصل الامر لتسعير المناصب الحكومية فلكل وزارة سعرها ولكل موقع حكومي سواء كان عسكريا أم مدنيا له سعر مثلما المنافذ الحدودية وتسعيرتها كل شيء في العراق خاضع لمبدأ التحاصص الذي لن تتخلى عنه الكتل السياسية دينية كانت أم قومية أم مدنية وطرح رئيس الوزراء الجديد وزاراته كوزارات شاغرة وللعراقيين حق التقديم عليها هو مجرد ضحك على الذقون فالسيد عادل عبد المهدي لن يتخلى عن أصطفافه الطائفي ولن يمتنع عن أعطاء الحصص الوزارية لكل كتلة ويجب عليه أرضاء الجميع وأتحداه أن نجح في أتباع غير هذه السياسة وما طرحه لمشروع أعلان وزاراته كحقائب شاغرة ألا لتغليف الفساد والتحاصص الطائفي المذهبي القومي بغلاف جذاب يروق لسيادة رئيس الجمهورية الجديد وكلاهما سوف يعمل على بيع العراق بالتفصيخ (خردة) فكلاهما معروف توجهه الأقتصادي والقوانين التي تخدمه ولا أمل في الأثنين ولا الكابينة كلها ولا مجلس النواب الجديد فالكل مكبل بسياسة وضعت بشكل محكم ومتقن لتأخذ مداها لعشرات السنين القادمة خدمة للمصالح الأمريكية الأيرانية الخليجية والتركية ولن يتعدى وضع العراق غير جعله سوقا أستهلاكيا لكل هذه الدول )) * وهكذا فان اعلان عبد المهدي ليس اكثر من جعجعة اعلامية لاستقطاب الناس الذين ملو هذه الاسماء التي لم تقدم لهم شيء منذ مجيئهم خلف الدبابة الامريكية في العام 2003 .
هل حقا يستطيع عادل عيد المهدي القيادي النافذ في المجلس الاسلامي الاعلى واحد اقطاب التحالف الوطني ( الشيعي ) على وفق ما يسمونه جاد في تشكيل وزارة بالصيغة الاعلانية التي طرحها ؟!! بالتاكيد لا بدليل تسلّمه أسماء مرشحي بعض الكتل لشغل مناصب وزارية اضافة الى ان تسميته هو كرئيس للوزراء جاء على خلفية اتفاقات وتفاهمات سياسية ، ولا ننسى ان ما من حزب او كتلة ستتنازل عن حقها في عدد الوزراء الذين ترشحهم كاستحقاق انتخابي او وفق التحالفات السياسية وحتى المستقل ان كان هناك مستقل لن يبقى مستقلا اذ من المستحيل ان تطرح الكتل السياسية مرشحين للمناصب الوزارية من خارجها ووفقا لمطلعين فان الكتل الفائزة سترفع اربعة مرشحين لكل وزارة ولعبد المهدي اختيار واحدا منهم ، وهذا دليل اخر على بطلان ادعائه واعلانه فتح ترشيح المواطنين لشغل المناصب الوزارية وان هذا الاعلان ما هو الا مناورة سياسية من رئيس الحكومة قد تكون لها اثارها السلبية لكنه لن يخرج على ما متفق عليه حفاظا على استمراريته وعدم الانقضاض عليه من الاقوياء وإقصائه من المنصب لذا لا يمكن لرئيس الوزراء المكلف أن يلعب مع الضواري.
ان موجة الاغتيالات وتردي الوضع الأمني الذي لم يتحسن منذ خمس عشرة سنة ما هو وسيلة لإلهاء الشعب عن حقيقة ما يجري من اليات تشكيل الحكومة المبنية على اسس غير شرعية وغير قانونية ، اذ ان الحكومة عادة تشكّل بطريقة عبثية الامر الذي يؤدي الى تسعير الحرب الاهلية التي ما انتهت الا اعلاميا لكنها حقيقة قائمة وان ما يعانيه النشطاء والمثقفون والصحفيون وعمليات اغتيالهم بسبب انتقاد بعض الجهات فتكون النتيجة تحريك فرق القتل لتصفية المنتقدين وهو امر خطير يؤدي إلى كوارث ، هذه الأمور كلها مجرد لعبة الهدف منها اخضاع الشعب لأغراض معينة ، واشغال البلد بصراعات داخلية ، اضافة الى عودة التفجيرات الى الشارع العراقي كل ذلك لإلهاء الشعب العراقي عن حقيقة ما جرى في الانتخابات من تزوير ولعبة تشكيل الحكومة على أسس غير شرعية وغير قانونية، اذ يؤتى بأشخاص يتفق عليهم فيما بينهم ويسلمونهم امور اليلاد ليكونو واجهة لهم هذه الأساليب لا تعالج الحالة التي يعانيها العراق بل هي حالة احتقان وفساد مستمر فنحن نعيش عصراً ينتشر فيه التضليل والكذب والخداع السياسي باستخدام الغش والتدليس والاستغلال وانعدام الامانة وشراء الاصوات والذمم والاعتداء بالقتل والتهجير وممارسات غير مقبولة بسبب موجات الفساد المالي والاداري وسوء الادارة التي تتقاذف بلدنا .
العراق ليس شديد التعقيد ، والتوازنات فيه ليست بالغة الصعوبة لانها محاصصة اتفق عليها منذ مؤتمر فيينا وما تلاه من مؤتمرات من هذا النوع وما أفرزته الانتخابات المزورة بكافة دوراتها ليست تمزقات قائمة بين المكونات وداخلها بل هي توافقات واتفاقات على وفق المقولة المصرية الشهيرة ( شيلني واشيلك ) انتهت بتسليم (عادل عبد المهدي ) رئاسة الوزراء وبرهم صالح رئاسة الجمهورية وفق صفقات اتفق عليها منذ سنين ، فللشيعة هذا المنصب وللاكراد هذا المنصب ورئاسة البرلمان للسنة وجميع هذه الاحزاب لديها مليشيات لقتل من يتلفظ بكلمة ضدهم هو وعائلته وكل من يحاول ان يساعده هذه هي حقيقتهم ، وهكذا فليس مهما من هو الشخص الذي يتولى هذه المناصب وما دونها لان المحصلة النهائية واحدة ولا يتوهم بعض الكتاب ان هذه نقلة نوعية لمعالجة واقع عراقي عسير كما يروج له ابواقهم ، فالاكراد وضعهم مختلف لانهم انما اخذو رئاسة الجمهورية كحصة لا اكثر وهم لا يهتمون بها كثيرا لانهم مشغولون ببناء دولتهم التي يخططون لها منذ سنين طويلة وهذا امر معروف ، اما الاحزاب الشيعية فهي تتقاتل من اجل هذا المنصب بذريعة المظلومية التي زيفو بها التاريخ وسيطرو من خلالها على بسطاء الشيعة ومتطرفيهم ومعهم من يميل مع كل ريح من افاعي المصالح الشخصية عبر معممي الظلام والجهل وسياسة التجهيل وتصفية كل من يرفض ذلك ايا كان سنيا ام شيعيا ، فما الذي قدمه هولاء للعراق منذ ان ولاهم اسيادهم الامريكان هذه المناصب منذ نحو 15 عاما؟ فما يقوله احد الكتاب من تهيب عبد المهدي من تولي هذا المنصب لا صحة له وما الذي يجعله يتهيب؟ فان كان من كتب هذا موقنا بما يقول فالاولى بعبد المهدي رفض هذا المنصب لكي لا يدخل دوامة الصراعات المحسومة سلفا ، كما انه لن يقدم شيئا جديدا ولا يتوقع احد ذلك منه ، ولانه على تماس دائم مع الملفات السياسية والأمنية والاقتصادية وكونه قيادي في المجلس الاعلى فانه لا يسير في حقل الغام كما يصوره البعض ، بل هو في حديقة غناء مليئة بكل ما لذ وطاب اما السير في حقل الالغام فهو من نصيب من يريد ان يغير الواقع العراقي البائس ان كان هناك من يفكر في ذلك حقا ، ويبقى حقل الالغام من صاحب الحظ العاثر ((الشعب)) الذي ابتلي بهؤلاء الذين كانو يحاولون إقناع العالم أن مشكلة العراق تختصر في وجود مستبد اسمه صدام حسين .. فما الذي هم عليه الان ؟ . لماذا لم تغرق المكونات العراقية في الغرام والوئام بعد صدام حسين ؟ ولماذا لم تفتح الانتخابات الباب لقيام دولة تستحق التسمية ومؤسسات عصرية منتجة ؟ ولماذا المواطن العراقي يعاني من مشاعر القهر والتغييب وامتهان كرامته؟ وتبين أن القوى السياسية العراقية غير قادرة على القيام بمهمة بهذا الحجم ومن هذا النوع لانها ليست معنية بالدولة وليست لها القدرات والامكانات العقلية والفكرية لبناء دولة اضافة الى انها انما جائت لترتزق من هذه الدولة وتسلب شعبها ثرواته هذا ما اثبتوه للعالم ولم نتجنى على احد منهم اذ لم يكن احسنهم حالا ايام كانو حسب ما يدعون ( معارضين ) يستطيع ان يعيش بمستوى معاشي متوسط وباعترافهم هم فباتو اليوم يمتلكون مليارات الدولارات من اين ؟ اهو ميراث ابائهم ؟ على ان اغنياء العراق معروفون وبالاسماء ؛؛ وهؤلاء ليس مهما عندهم تلميع صورة العملية السياسية لانهم جاؤا ليستفيدو ويسترزقو ، فتوزيع الوزارات يتم حسب حجم موازنتها لان اي كتلة سياسية تطلب وزارات محددة حتى تسترزق منها لا خدمة للشعب او إنقاذا للمؤسسات من واقعها المتدهور .
الجميع يدرك أن العراق يحتاج إلى عملية إعمار هائلة وهذه تتطلب إعادة إعمار الإرادة الوطنية العراقية ، كيف ذلك ومن اين ناتي بالارادة الوطنية العراقية ؟ أمن هؤلاء الذين يتولون امر البلاد ؟ او لم تعلن ايران اكثر من مرة ان ايران اصبحت امبراطورية عاصمتها بغداد ؟ فهل رد عليها احد منهم ؟ كيف تسترد البلاد حصانة تفتقدها منذ إسقاط نظام صدام حسين ؟ فهل ستقوم هذه الحكومة باعادة تركيز المؤسسات العراقية تحت مظلة الدستور الذي يجب تغييره لا تعديله فحسب ؟ لانه كتب خارج العراق وجاؤ به معلبا واخذت الاحزاب بتفصيله على مقاساتها ، فالعراق تعرض في حقبة ما بعد صدام إلى عملية نهب غير مسبوقة نفذتها الاحزاب التي جائت خلف الدبابة الامريكية بقياداتها التي عادل عبد المهدي احد اركانها الامر الذي تسبب بهذا القدر من الفقر والبطالة وتردي الخدمات في بلاد كانت الاولى في البنى التحتية والقضاء علي الامية والاوبئة خاصة وانها تعوم علي بحيرات من النفط والغاز الطبيعي الذي تسرقه الكتل السياسية واحزابها. لذا يبقي الحال على ما هو عليه.. لا مياه صالحة للشرب ولا كهرباء ولا خدمات ولا فرص عمل للعاطلين ، فالوزراء من القوى السياسية ذاتها ، وعبد المهدي مطالب بأن يتشدد في رفض الفاسدين الذين يعتبرون الدولة منجماً مباحاً لهم ولأبناء عائلاتهم والفريق الذي ينتمون إليه كما يقول احد الكتاب فهل يستطيع عبد المهدي ان يحاسب الفاسدين من كتلته ؟ وهل يستطيع ان يفعل قضايا الفساد التي يزيد عددها عن (12000) الف قضية واحالة ملفاتها من هيئة النزاهة الى القضاء ؟ .
((حقائب وزارية شاغرة))*








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وزيرة الخارجية الألمانية من تل أبيب: الوضع في غزة كالجحيم


.. العالم الليلة | غالانت: ننفذ هجوماً على جنوب لبنان بأكمله وق




.. حريق هائل في العاصمة الإيرانية طهران


.. تفاعلكم | -الثوم في الأنف-.. أطباء يحذرون من ترند يجتاح تيك




.. الحوثي يهدد مجدداً بتوسيع استهداف السفن التجارية في المحيط ا