الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قضية الإعلامي جمال خاشقجي ،أهي قضية ابتزاز وتصفية حسابات ؟

أحمد كعودي

2018 / 10 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


أتساءل مع المناهضين لسياسة الهيمنة الأمريكية في العالم ، وللدور الذي يلعبه النظام السعودي في خدمة مشاريعها في المنطقة ، عن فرضية ، توريط البيت الأبيض ا لرياض ، في قضية اختطاف أو اغتيال الإعلامي السعودي في تركيا يوم الثلاثاء 2 أيلول/شتنبر 2018، خاصة أن باع البيت الأبيض ، في هذا الميدان طويل في كذا توريط دول عربية ، و تصفية حساباته(الضمير يعود على البيت الأبيض) معها وعلى سبيل الذكر لا الحصر ، مثال توريط السفيرة الأمريكية، في الكويت ، أنداك الراحل الرئيس صدام حسين ، في اجتياحه الكويت لا زال ماثلا في الأذهان... وعن التعبئة والتحشيد السياسي والإعلامي الغربي على حكوماتهم من أجل الضغط على السلطة السعودية والتركية ،لمعرفة مصير الصحافي السعودي الذي دخل السفارة ، ولم يغادرها حسب عديد من الإعلامين واختفى عن الأنظار في ظروف غامضة ،يرجح أنه قتل خلالها داخل القنصلية ، أو اختطف على يد "كوماندوس" أمني سعودي ، مكون من 15 نفرا ،دخلوا القنصلية في سيارتين دبلوماسيتنا بُعَيْد ولوج الكاتب إياها ،الرواية السعودية جد ضعيفة ومثيرة للسخرية تؤكد أن الصحافي خرج من القنصلية بعد تسوية ملف زواجه وفي ذات الوقت تنفي السلطة التركية ذلك لأن كاميراتها خارج مبنى السفارة لم ترصد خروجه ، وعن الرجال الخمسة عشر تقول الرياض أنهم سواح سعوديون ، لا صلة لهم بجهاز الأمن وعن سؤال الصحافين عن سبب عطل الكاميرات داخل القنصلية التي تعطلت بسبب خلل تقني تقول القنصلية ،ويا للصدفة ... ؟ وعن تسريح الموظفين الأتراكـ، يوم الحادثة لا جواب معلل، للقنصلية ؟، وفي انتظار عملية التحقيق المشتركة المشكوك في مصداقياتها ، بين السلطة السعودية ونظيرتها التركية ، والتي من المستبعد أن يأتي التقرير الإجمالي ، حول الحادث المأساوي الذي تعرض له الكاتب والصحافي السعودي بما يتوقعه المراقبون بنتائج ضلوع السعودية ومسؤولياتها في عملية الاغتيال ، في نظرنا ضخامة الملف والتعقيدات السياسية التي تكتنف الحادث وبالأخص الأ طراف المتورطة فيه إن بشكل مباشر أو غير مباشر ( الولايات المتحدة الأمريكية ،السلطة السعودية ،الحكومة التركية ) والمستثمرة في دم الإعلامي ستكون الجريمة بلا شك موضوع، توافق بين الأطراف الثلاث بأثمان .....لأن في نظر كثيرين من السياسيين والمتتبعين من المستبعد أن تغير واشنطن سياستها الاستراتيجية مع المملكة مقابل التضحية بجريمة تعتبرها الولايات المتحدة جريمة فردية ، طالما أن " البقرة الحلوب " لم يجف ذرعها ستبقى العلاقة هي نفسها مع رفع درجت العتب في أحسن الأحوال وذلك بالالتفاف على الموضوع و"تحميل القبعة "في أقصى الحالات لولي العهد السعودي.
الفضيحة القضية السالفة الذكر ،تعيد تذكير ، اليسار العربي وأحرار العالم ، بعملية الخطف الذي تعرض لها المناضل اليساري والنقابي السعودي ، ناصر السعيد ،المعروف بتأطيره لعمال شركة ،"أرمكو" السعودية وتزعمه لمجموعة من الإضرابات في الخمسينات والستينات من القرن الماضي هذا المعارض الفذ ،كان فعلا مزعجا للكيان السعودي ، اُختطف من بيروت ، وأُلقي به حيا من طائرة على شاطي البحر الأبيض المتوسط منتصف كانون الأول/ ديسمبر 1979 ، سر اغتياله وبهذه الطريقة البشعة كشفه بعد ثلاثة عقود على مقتله ، الحارس الشخصي لأحد الأمراء السعوديين البريطاني" مايك يونك ، كما شهدت لبنان محاولة اختطاف فاشلة سنة 2003 ، للمعارض السعودي القومي سعيد الفقيه تعرض خلالها إلى كسور في رجله نُقَل على إثرها إلى مشفى لم يسلم من عملية ،المافيا أو قطاع الطرق السعودية حتى الأمراء السعوديون الثلاث من العواصم الغربية خلال الفترة ما بين أيلول/دسمبر 2015 وشباط/ فبراير 2016 أ- الأمير سلطان بن تركي ( تحويل اتجاه الطائرة التي تقله من القاهرة إلى الرياض ) ب -الأمير تركي بن بندر تبنى إصلاحات دستورية منذ 2009 بعد فراره إلى فرنسا ، اعتقل في المغرب أثناء عودته غلى فرنسا وبأمر من المحكمة المغربية سلم إلى الرياض ولم يظهر له أثرا بعد تسليمه إثر عودته ، من المغرب في تموز /يوليو 2015 ، ج- ألأمير سعود سيف النصر أُختطف من" ميلانو " (إيطاليا)،ا لأمراء الثلاث أجبرتهم السلطة السعودية ، بعد اختطافهم على العودة إلى الرياض ولم يظهر لهم أثر بعد ذلك (المصدر الصحيفة الإلكترونية ":أبو شمس" ل7/10/2018).
في نظر كثير من المتتبعين والمراقبين للقضية الفضيحة ، لجمال خاشقجي أن الكاتب لم يعلن ولو مرة أنه معارض ، كما جاهرت تنظيمات ونشطاء ، بمناهضتهم ،للنظام السعودي أمثال ،" جبهة التحرير الوطني أو "حركة الأمراء الأحرار" في الستينات من القرن الماضي أو "حركة خلاص المعارضة " التي تأسست عام 2011 ، و التي يتزعمها الباحث والناشط السعودي المقيم في بيروت، ،فؤاد لإبراهيم وحمزة الحسن ، ولا الناشط السياسي والإعلامي : مجتهد و"خالد الدوسري" أو المدون رائف البدوي ، الذي يقبع في السجن إلى يومنا هذا ، ولا يصل خاشقجي في انتقاداته الخجولة للأسرة المالكة إلى ما وصلت إليه الناشطة إسراء الغمغام و التي تنتظر تنفيذ حكم الإعدام في أي لحظة ، فالإعلامي المشهور خاشقجي محسوب على منظومة الحكم وهامش نقده للحكم في السعودية ، دون مستوى المعارضة ، هو ذاته يعرف عن نفسه أنه من دعاة "المشورة و النصيحة" ، إلى ولي أمره ولاصلة له بالمعارضة السعودية ، وما أعتقد أن كتابته باللغة الإنجليزية في صحيفة" الواشنطن بوست" عن" رؤيا 2030" لولي العهد السعودي محمد بن سلمان ومرافقتها بخطاب التحديث وذلك بدعوة الصحافي توسيع مساحة الحرية والإصلاح في المملكة ، من أجل الانفتاح على المستثمرين الأجانب كانت سببا كافيا في وضع النظام حد لحياته وعلى ما يبدو من خلال تحليلات صحافية عديدة ، عربية وغربية أنه ذهب ضحية 1- الصراع الأيديولوجي ،الوهابي الأخوا ني ، حول زعامة العالم الإسلامي ما بين السعودية وتركيا ،2 – قضى نحبه ، نتيجة المزيد من ابتزا ز ،دونالد ترامب اللامحدود للثروة السعودية والقائمين عليها وذلك ، بمقايضة المملكة بدفع "الجزية " مقابل إغلاق ملف الإعلامي خاشقجي ، والسؤال ما الثمن السياسي والمالي ، الذي ستقبضه تركيا برئاسة البراغماتي رجب أردوغان، في هذا الملف الضخم وقد وقعت الجريمة على إراضيها مقابل طي الملف وإن كان على حساب الإسلام السياسي.
أن مقتل جمال خاشقجي ،يأتي في توقيت ضغط دونالد ترامب على المملكة من أجل المزيد من الابتزاز المالي لها ،ثم كيف نفسر تردد الرئيس الأمريكي في اتخاذ موقف صريح من عملية الاختفاء واكتفى في البداية ، بطلب توضيحات من تركيا والسعودية، حول الحادث قبل أن يرسل رئيس الدبلوماسية السعودية في واشنطن إلى الرياض ويتوعد بعقوبات قاسية الضالع في مقتله أشكك كغيري في عدم معرفة البيت الأبيض ، أسباب تواري الصحافي جمال خاشقجي عن الأنظار.... ؟ ،علما أن المخابرات المركزية(سي. أي. إي) كانت عن علم بخطة اغتياله ،حين اعترضت مكالمة للسلطة السعودية تدعو فيها هذه الأخيرة ، إلى تصفية الإعلامي الضحية ؟ ، والسؤال لماذا لم تجهضها الإدارة الأمريكية ، قبل وقوعها ، وهل تعمدت توريط النظام السعودي ،لأخذ ثمن مقتله ماليا ، بمئات المليارات من الدولارات وسياسيا ، بتحميل أمريكا كامل المسؤولية لولي عهد المملكة محمد بن سلمان ، في أفق قطع الطريق عليه لتولي العرش والبحث عن ولي عهد جديد لم يتورط في مستنقعات الحروب الإقليمية ... يتمتع بالحد الأدنى من المصداقية والشرعية داخل القصر ومقبول لدى الإدارة الأمريكية ؟ ،1- كما أن دواعي غض ترامب الطرف ، على تنفيذ قانون " جاستا "الذي صوت عليه الكونغريس الأمريكي بأغلبية مطلقة ، في عهد الرئيس" ،" باراك أوباما "، الذي يسمح لذوي ضحايا أحداث 11 شتنبر الأمريكيين ، بمقاضاة السلطة السعودية -- ، مع تأجيل ترامب تنفيذه ، 2-بقبول السعودية المساهمة في تمرير" صفقة القرن" ، 3-مقابل صمت الرئيس الأمريكي الحالي ، وغضه الطرف عن عربدتها و انتهاكاتها الجسيمة لحقوق الإنسان الجماعية ، في اليمن وفي الداخل السعودي على حد سواء ؟ ، ما لم يفهمه المتتبعون للشأن الإقليمي ، هو لما ذا لم تخبر واشنطن السلطات التركية ، باحتمال وقوع جريمة قتل ،جمال خاشقجي على أراضيها ؟ ثم كيف نفسر شك الصحافي" المفقود" في إمكانية خروجه من القنصلية وطلب من خطيبته التركية إخبار مستشار، حزب" العدالة والتنمية" باعتقاله داخل الفضاء الدبلوماسي السعودي ؟ ، أسئلة لا أملك أجوبة حاسمة عليها و إنما تخمينات ناتجة عن مؤشرات تدل على أن اختطافه أو مقتله أتى في إطار المتاجرة بحالته وأخشى أن" نسمع جعجعة ولا نرى طحينا " كما يقول المثال العربي ،لأن هذه الضجة الإعلامية والهبة السياسية لو كانتا جادتين لوضعتا ملف انتهاك حقوق الأنسان في شموليته ل1500 معتقل رأي في السجون السعودية ، وسلسلة الإعدامات بالشكل البشع ، حيث "جز الرؤوس" لمناهضي السياسة الداخلية والخارجية للسلطة السعودية .. وخارجيا بتحسيس الإعلام الغربي الرأي العام العالمي ، بالانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن للتحالف العربي الذي تقوده الرياض ، لاعتبرنا الأمر صحوة ضمير متأخرة للغرب وآلته ،بوضعه أي الغرب جانبا المصالح ، والدفاع عن القيم الليبرالية ،في وجه العابثين بحقوق الشعوب والأفراد لكنا أول من يصفق لدور وسائل الإعلام ، في تنوير الرأي العام وتثقيفه وفي انتظار الكشف عن الحقيقة ما علي وعلى أحرار العالم إلا أن ندين هذا العمل الجبان ، الذي أودى بحياة المواطن السعودي. ، مجمل القول السعودية خلاف ما يتصوره الكثير أن الحجاز ونجد تشهدان حركة مناهضة لسياسة الحكم ونشاط حقوقي ، في الداخل والخارج وتلعب الحركة النسوية ، بالرغم من بنية المجتمع المتخلف ، وقمع السلطة الشرس لها ، دورا هاما في تحسيس المواطنات والمواطنين بحقوقهم ، وبالتالي الرهان على نشيطات ونشطاء المجتمع المدني ممكن وليسي مستحيل ، لتغير موازين القوى آجلا أم عاجلا لصالح الشعب ، في أفق بناء حكم ديمقراطي يتمتع فيه المواطن بكافة حقوق المواطنة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هنية يزور تركيا لإجراء محادثات مع الرئيس التركي رجب طيب أردو


.. توقعات بموجة جديدة من ارتفاع أسعار المنتجات الغدائية بروسيا




.. سكاي نيوز عربية تزور أحد مخيمات النزوح في رفح جنوبي قطاع غزة


.. حزب -تقدّم- مهدد بالتفكك بعد انسحاب مرشحه لمنصب رئاسة مجلس ا




.. آثار الدمار نتيجة قصف استهدف قاعدة كالسو شمالي بابل في العرا