الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في المغلق و المفتوح

حمزة بلحاج صالح

2018 / 10 / 14
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


الغالق على نفسه في سجن لا يتسلل إليه النور و الهواء و يعتبر نفسه حاملا الخلاص ميئوس من خلخلة بناه العقلية المحنطة و الميتة..

أن يقول لك مشتغل بأصول الفقه مثلا من هذه الطائفة أنه لم يسمع و لم يقرأ و لم يتحرك له ساكن و لم يطلع على ما كتبته قامات فلسفية عربية حديثة في مبحث الأصول ..

أو منجز المفكر الكبير الفلاني العربي حديثا أو يخبرك بأنه عرج عليه سطحيا فقط و باستخفاف و تيقن بأنه لا جدوى منه..

ماكثا في سجنه يهلل فقط لمشايخه كيف بالله عليك أن تنتظر منه تنويرا و إضافة و تبديلا و مراجعة إلا الإعتقاد الأعمى بأنه هو و طائفته فقط على حق و هم الأصلاء و غيرهم طبعات هجينة و متطفلون..

فترى الواحد منهم يتتبع عثرات المحدثين في اللغة و النحو و الصرف و الإملاء و يتقعرون في اللغة العربية و الإصطلاحات التراثية الفقهية و الأصولية القديمة و غيرها بركاكة مقرفة تثير الغثيان..

لعله يتوهم أنه في صحن القرويين أو الزيتونة أو الأزهر أيام زمان بل ربما في عهد المأمون أو المتوكل أو هارون و أئمة المذاهب السبعة

ينظر إلى غيره و أعمالهم بعين الدونية و الإنتقاص و هو يحكم مسبقا أنه هو و مشايخه فقط المحترفون و أن غيرهم لا احترافية لديهم و علمهم منقوص في الشرعيات و اللغة وقواعدها..

فقط لأن هذا المسكين مغروس في منبته و يعتبر غيره من غير أهل الإختصاص..

هذا جنون و خبل و هرطقة و ادعاء و تطاول و انغلاق و تعصب..

إن المستوى المعرفي كسبا و اطلاعا إذا ارتقى و بلغ مستوى معينا " خلاص " زالت مقولة التخصص أو التخصص في العلوم الشرعية و أهل العلم و الدين و التدقيق اللغوي مسألة فرعية باتت خدمة من بين بقية الخدمات..

فلا قيمة لما يزعمونه تخصصا في العلوم الشرعية خاصة بل احيانا تنتصب عائقا بين العلوم و المعارف la transversalité et la transdisciplinarité et l interdisciplinarité

و كذلك أمام طريق التجديد المنفتح على المنجز الإنساني مالا يفهمه هؤولاء لأنهم في سجن رهيب و مظلم يتصورون مسك الحقيقة وحدهم و فهم علوم الشرع حكرا عليهم..

و غيرهم على ضلال و عند غيرهم جهل و نقص بالعلم الشرعي أو أنه فهم غير عميق و غير متدرج..

بل هدروا طاقات الشباب و الشابات و توهموا أنهم يحمون الأمة من التغريب و السلفية و هم أعني التراثيين من نفس المنظومة التي أنتجت السلفية لو تمعنوا و تحرروا..

يقرأون التراث بالتراث و النص بالنص و يعتبرون العقل تابعا للنص قلما كان له دور إلا في الفروع و أن العقل تابع و ليس أصلا..

و ترى مفاهيمهم غير محينة ماداموا لا يجدون قلقا معرفيا في بناء منظومة العلوم السائدة و الكبرى و ما تفرع عنها..

يجدون راحتهم داخلها و ينظرون إليها بأريحية كبيرة و اطمئنان و نشوة و لذة فهي تعفيهم من تحمل مسؤوليات كبرى تتعلق بحالنا و أسباب تخلفنا لأنها تطوق السؤال القلق..

و يجدون فيها كل التسهيلات لإعادة إنتاجها بمساحيق التجديد و من ثمة تدويرهم لمنتجاتها القديمة و بضاعتها مع محاولة بناء كهنوت مانع لكل حديث متيقظ حائر و قلق في الدين لا ينال صك الغفران من عندهم..

و لامتعاضي الشديد و قلقي من تكرار هذا المشهد و هذه الحالة البئيسة أقول فلو درسوا الكفر و نفي المطلق كيف تأسس لكان أجدى و أنفع للأمة..

لأنهم سيعرجون بالضرورة الى كينونة الكفر و العدمية الحضارية المعربدة اليوم و الجاثمة على مقدراتنا و إمكاناتنا..

و كيف هيمنت علينا و استلبت ثرواتنا ..حضارة يسمونها حضارة الإلحاد و المادية وهي نفسها حضارة المابعديات و تشظي القيمة و المعنى..

أنا حزين جدا و متألم لما أقرأ لهم و أسمع لمحاضراتهم يستغرقني ألم و حزن كبيران أمام هدر الإمكانات و الجهد و الوقت الذي يضيع منا سدى ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. التصعيد الإقليمي.. شبح حرب يوليو 2006 | #التاسعة


.. قوات الاحتلال تعتقل شابا خلال اقتحامها مخيم شعفاط في القدس ا




.. تصاعد الاحتجاجات الطلابية بالجامعات الأمريكية ضد حرب إسرائيل


.. واشنطن تقر حزمة مساعدات عسكرية جديدة لإسرائيل وتحذر من عملية




.. قوات الاحتلال تقتحم بلدة شرقي نابلس وتحاصر أحياء في مدينة را