الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشعب الفلسطيني .. الثمن والمقابل!!

عائشة اجميعان

2018 / 10 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


انقسام .. مصالحة .. مطارحة .. فسائل .. فصائل .. تنظيمات .. مهرجانات .. مسيرات .. تجمعات .. مصلحة حزبية.. مصلحة شعبية .. مصلحة وطنية.. مصلحة فردية .. وفود .. وسطاء .. زيارات .. مبادرات .. مسودات .. دراسات .. مناقشات .. ملخصات .. اتفاقات .. توقيعات .. داخل .. خارج .. موافقة .. توقيع .. تلكؤ .. فهم خطأ .. رسائل .. توضيحات .. تضمينات .. تطمينات .. تعديلات .. إنذارات .. تهديدات .. تسليم .. تمكين .. استبدال .. مناشدات .. إجراءات .. خصومات .. حسومات .. قطع .. انقطاع .. إغلاق .. فتح .. وطنية .. خيانة .. عمالة .. منتفعين .. وطنيين .. متحدثين .. منافقين .. محرضين .. خطباء .. منابر .. مساجد .. لقاءات .. مؤتمرات .. ميكروفونات .. فضائيات .. مجتمع دولي .. إقليمي .. أمم متحدة .. غرب .. شرق .. عرب .. عجم .. دول عظمي .. دول صغرى .. إمارات .. ممالك .. جمهوريات .. دعم .. مساعدات .. احتياجات .. مشروعات.. مكافحة .. حرب .. عدوان ... فقر .. بطالة .. موت .. حياة .. ... .... .... ... .... .... ....

ما تقدم سرداً لبعض المصطلحات وهناك الكثير .. واكثر, سودت بها صفحات القاموس الخاص بما سمي زوراً (المصالحة), والتي استغرقت آلاف الساعات وراء الكواليس, والمعلنة منها , ما سمعه وقرأه وشاهده الشعب, صاحب القضية الأهم والأقدم في تاريخنا المعاصر, والمغيب قسراً, عن سير حركة اللاعبين في القضية, الا من الاطلاع عبر وسائل الإعلام.
نتكلم هنا عن الشعب الفلسطيني بشكل عام , ونخصص الجزء من شعبنا الذي يعيش في غزة تحديداً, صاحب العلاقة الغائب عن الحضور في مسرحية قيادية هزلية, و التي انفق فيها اثنا عشر عاماً, في مخاض ليس في الأفق, نتاجاً قريباً او ايجابياً متوقعاً له.

في خضم تسارع الإحداث, وفرض التدخلات الخارجية رغماً عن الإطراف, أصبحت القراءة الواضحة للتصرفات القيادية, في مجال السياسة الداخلية, ان ما يحدث إنما هو تساوق, مع صفقة القرن السائرة قدماً دون إعلان وتوضيح, والتي هي المرحلة الأخيرة من مخطط التفتيت والتقسيم للمنطقة, الذي يضم ضمن ما يضم إنهاء القضية الفلسطينية, وإعادة توزيع الشعب الفلسطيني, وتوطين لاجئيه وتهجير القدر الأكبر منه على غرار ما جرى للشعب السوري الذي هجر أكثر من نصفة من بلاده, في أطراف الأرض الأربع, وبعد ذلك تطويع من بقي منهم, في اطار كيان تتحكم فيه الصهيونية العنصرية الاسرائيلية.
لقد دفع الشعب الفلسطينى ثمنا لاختلاف القيادات, او تخالفها, اي ثمن المصيبة الداخلية (الانقسام) في المرة الاولى, عندما فرض الحصار نتيجة تشكيل حكومة حماس, التي رفضها المجتمع الدولي, ودفع الثمن للمرة الثانية ولا يزال, فور الانقلاب الحمساوي, جراء (الحكم الرشيد), ويدفع الثمن للمرة الثالثة ولا يزال يسدد فاتورة (الإجراءات) الرئاسية التي بدأت منذ ابريل 2017 , وهو الآن ينتظر المزيد منها في نهاية تشرين الجاري
لقد ساهمت السنوات العجاف التي مرت على الشعب في غزة , في وقوع الشعب في صراع فكري ونفسي, وأضنته ضغوط الحاجات الحياتية التي تشارك في صنعها كلاً من القيادات في شقي الوطن,المحتل في الضفة والمحاصر في غزة,وبمشاركة العدو المحاصر للقطاع أصلا, وبالتالي كانت النتيجة, تكوين إنسان مركب نفسياً, فبدا.. وكأن الإنسان الغزي تحديدا يسير حياً على قدميه, وقد تحول إلى شكل من إشكال الحياة الغير عادية, كحال (الزومبي ) الذي يعيش فيزيائيا تحت وقع السحر, او كمن يعيش على هامش الحياة, بعيداً.

نعم .. واشدد .. تلك هي نتيجة الملاحظة الدقيقة لوجوه الناس في الشارع, وربما عبر عنها العاميين في غزة, بان الناس تسير وكأنها (مترملة) أي اقرب إلى حال متعاطيي الترامال (أقراص مخدرة), فكم من ماسي, ومحن ومصائب انصبت على البيوت, من حاجة وعوز وتفسخ مجتمعي وتحزب واصطفاف, شهداء ومصابين يفتقرون إلى العلاج المناسب لإصاباتهم, وضياع مستقبل الكثير, وتغير نظرة الجيل الصاعد (الضائع او التائه) إلى المستقبل, وكيف انتشرت الجرائم التي لم يكن يعرفها القطاع قبلا رغم انكار سلطة الأمر الواقع الحاكمة .
ولان الملاحظة الدقيقة هي البرهان, فان المتابع المستقل على ارض الواقع الغزي, والمتصل بحياة الناس في الشارع, وفي أماكن تواجدهم وتجمعهم, يستطيع آن يحصل على مادة تملأ الكثير من المجلدات, والتي اذا أخضعت للتحليل الجاد والمنهجي الغير متحيز, سنحصل على قرائن تدين القيادتين في غزة ورام الله , وتودي بهم إلى محكمة التاريخ الذي لا يعرف التحيز, لما ستسمع وترى, من قصص واقعية تراجيدية, تفوق بمراحل ما جادت به قرائح اكثر كتاب الدراما, في عصرنا الحديث.
اذا كانت التصرفات السياسية لطرفي (الانقسام), خلال الأعوام الماضية, تعد مصيبة وقعت نتيجة خطيئة سياسية, وسوء تقدير, فان التبرير وقلب الحقائق, والخداع والخطاب الموجه والمؤدلج, ومحاولة تزوير التاريخ الذي لا يقف عن احد, تعد جريمة وطنية وسياسية وإنسانية كاملة الأركان.

هنا يجدر بنا التساؤل:
كم مرة أخرى, سيدفع الشعب ثمن السياسات القيادية الخاطئة؟ والي متى سيظل يدفع تلك الإثمان؟ وماذا بقي لديه لدفع أثمان اهرى؟
وأخيرا.. متي تستجيب القيادات لصوت الضمير, وتعيد الأمانة إلى أصحابها (إلى الشعب) بعد ان ثبت فشل سياساتهم الخارجية والداخلية ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اضطرابات في حركة الطيران بفرنسا مع إلغاء نحو 60 بالمئة من ال


.. -قصة غريبة-.. مدمن يشتكي للشرطة في الكويت، ما السبب؟




.. الذكرى 109 للإبادة الأرمينية: أرمن لبنان.. بين الحفاظ على ال


.. ماذا حدث مع طالبة لبنانية شاركت في مظاهرات بجامعة كولومبيا ا




.. الاتحاد الأوروبي يطالب بتحقيق بشأن المقابر الجماعية في مستشف