الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عن تلك الازمان !

سليم نزال

2018 / 10 / 15
سيرة ذاتية



من اكبر المشاكل التى كنا نواجهها فى تلك الازمان كانت معرفة ما يجرى فى العالم العربى
بسبب نقص وسائل المعرفه .و لما بدات ال س ن ن صارت بالنسبة لى مصدر هام للمعرفه.و هناك اشخاص انا مدين لهم لانه من خلالهم تمكنت من متابعة ما يجرى فى المنطقة العربية . منهم المرحوم شل بكستا احد ابرز الناشطين لاجل فلسطين فى النروج و قد كان جارى و كنت اتردد على منزله كل يوم حيث التقى بالكثير من النشطاء و من زواره .و كان يصله الكثير من الكتب و المنشورات حول فلسطين اتذكر منها نشرة بالانكليزية كانت تترجم اهم المقالات التى كانت تصدر فى الصحف الاسرائيلية.كذلك مجلة جماعة التضامن مع الشعب الفلسطينى التى كنت اكتب فيها احيانا.و كان هذا القدر المعقول من الاضطلاع يساعد لانه من غير المعقول للمرء ان يتحدث حول فلسطين فى الاوساط النرويجية بدون قدر معقول من الاضطلاع على مستجدات الامور .
و كنت فى تلك الاوقات مشتركا بمجلة النيوزويك و فى مرحلة لاحقة مجلة التايم و كذلك اشتركت فى مجلة ادبية انكليزة نسيت اسمها و كنت مشتركا بصحيفة نرويجية توقفت عن الصدور لاحقا اسمها الاربايد بلادة.
كما كنت اشترى احيانا صحيفة الغارديان و التايمز . و من اهم الاخبار التى قراتها فى السن دى تايمز ف ىتلك الاوقات كان حول كتاب الدكتور كمال الصليبى ان التوراة جاءت من جزيرة العرب و اعتقد ان ذلك كان عام ستة و ثمانين .و ما زلت اتذكر الامر لانه حصلت بعض المناقشة حول هذا الموضوع .و قد قرات لاحقا الكتاب و اعتقد انه اجتهاد فكرى هام .
كان الصديق عبد المجيد الذى لم التقى به من اعوام طويلة من اكثر العرب ممن عرفتهم حبا للقراءة و المطالعة.و قد حصلت حادثة طريفه عندما تعرفت اليه و قدم لى صحيفة عمان التى تصدر من دولة عمان .قلت له هل تظن انى ساقرها ,ابتسم قائلا اشكر الله انه يصلك شىء تقراه بالعربية .و لما اجتاح العراق الكويت و دخلت امريكا الحرب صرنا بامس الحاجة الى المعرفه اكثر .و اتذكر احد الاصدقاء و كان عنده راديو ترنزستور و كا نتحلق حول الرايو عسى ان يلتقط اى اذاعة باللغة العربية و كنا غالبا ما نوفق لكن ليس بدون تشويش متقطع .
و كنت عادة اوصى من الاصدقاء حين يزور بلده ان يحضر لى مجلات و كتبا الخ .و اذا كان الاستاذ الصديق العزيز حماد عاشور يقرا كلماتى فقد طلبت منه ان يحضر لى اثناء زيارته الى المغرب كتابا للمفكر المغربى محمد عبدة الجابرى.

و لاحقا اشتركت بصحيفة اليوم السابع التى كان يصدرها الاستاذ بلال الحسن و من خلال هذه الصحيفة تعرفت على الفكر المغاربى الذى لللاسف لم اكن مضطلعا عليه من قبل بل شعرت بالخجل انى لم اكن اعرفه من قبل .فقد كان يكتب فيها نخبة ممتازة من المثقفين و الكتاب المغاربة من الطاهر بن جلون الى عبدالله العروى الخ .
و على ذكر الفكر المغاربى من المواقف التى لا انسها فى تلك الاوقات سؤال سالتنى اياه مستشرقه نرويجية عن راى ب المفكر محمد اركون الذى لم اكن قد قرات له شيئا .كان موقفا محرجا و قلت و انا محرج انى لم اقراه .

كما صار يصلنى مجلة فلسطينية كانت تصدرها منظمة التحرير من قبرص اعتقد ان اسمها البلاد و كانت ايضا تزيدنى معرفة بما يجرى .و قد التقيت لاحقا بعض ممن كانوا يكتبون فيها
و باختصار كل هذه المرحلة كانت مرحلة اصرار على الحصول على وسائل المعرفه عن بلادنا فى ظل العزلة التى كنا نشعر بها .
.
و فى عام 1990 و مع بداية غزو العراق للكويت فوجئت بوقف السلطات الفرنسية للمجلة .و الحق انى لم افهم الداعى التى دعا السلطات الفرنسية الى اتخاذ اجراء كهذا خاصة ان اليوم السابع كانت مجلة ثقافية بالدرجة الاولى .لكن ماذا نقول .انه النفاق الغربى الذى يبشر بالحرية لكن على مقاسه بالضبط.و هو امر بت اعرفه جيدا من خلال تجارب الحياة.
لقد خلق غزو العراق للكويت و ما تلاها من احداث اجواء كانت جديدة علينا الى حد ما .بتنا نشعر لاول مرة ان هناك احاديثا عن الصراع بين الشرق و الغرب .و كان ذلك قبل ان يصدر هننغتن كتابة المعروف عن الصراع بين الحضارات .و ما زلت اتذكر كيف ان القنوات الامريكية كانت تضع افلاما عن مرحلة الحروب الصليبية .لقد اشعر شخصيا ان الاجواء بدات فى التسمم شيئا فشيئا .

و كان هذا من الامور السلبية خاصة على القضية الفلسطينية التى سيتم ربطها بهذه الاجواء .و هذا ما حصل كما كنت اتوقع .
اتذكر انى دخلت فى جدال مع طالب نروجى الذى سالنى هل انت مع امريكا ام العراق ,قلت له انا بلا تردد مع العراق .قال و لكن صدام حسين ديكتاتور الخ .قلت انا مع العراق و الشعب العراقى بغض النظر من يحكم العراق و اذهب الى فلسطين حيث سترى المقبرة التى يوجد فيها جنود العراق الذين استشهدوا دفاعا عن فلسطين . و امريكا اخر بلد تملك الحق فى الحكم على البلاد الاخرى و هى التى تدعم كل انظمة الاستبداد فى العالم ناهيك عن اسرائيل .طبعا لم يعجبه الكلام.
و قد ازدادت الامور سوءا فى مراحل لاحقه مع ارهاب نيويورك و كان من الواضح ان علينا نواجه عقبات اضافية لشرح قضيتنا فى اوروبا و الغرب .
و قد شهدت المرحلة تطورا مهما من حيث انتقال مئات المثقفين العرب الى اوروبا لاسباب خارجة عن هدف الكتابة الان .و على هذا الاساس بدات تصدر فى اوروبا عدة مطبوعات عربية منها العرب اليوم التى كانت اول الصحف التى كانت صدرت فى لندن فى اواخر السبعينات كما اظن و قد كتبت فيها عدة مقالات .كذلك الشرق الاوسط و سواها .و قد كتبت بضعة مقالات فى الشرق الاوسط كان اهمها فى راى مقال طويل فى الرد على فوكوياما و اظن انه كان فى حدود العام
1994
و بعد ذلك بدات صحيفة الشرق الاوسط تصل لاوسلو و بغض النظر عن سياستها فقد كان هذا حدثا مهما حينها .و كنت اذهب عادة لشراءها و التقى البعض الذى كان مهتما بالقراءة .و اتذكر من هؤلاء المرحوم نبيل عيد و هو شاب لبنانى كان قوميا سوريا متمسكا و رجلا طيبا .كنت عادة التقيه ينتظر وصول الصحييفة و احيانا كنا نذهب الى مقهى مجاور نشرب القهوة و نتحدث .
و مع مجىء الانترنت و كان ذلك فى العام 93 بدا انه هناك مرحلة جديدة من تاريخ الانسانية .و اتذكر كلمات قالها المعلم الذى علمنا على الكوبيوتر ان النت سيغير تاريخ العالم .و اعتقد انه كان محقا .و بدات لاحقا المحطات الفضائية العربية و بدات التغيرات الكبرى..
لقد تغير العالم .و صار الواحد منا يقرا صحيفة تصدر فى ابعد عاصمة و هو فى بيته فى اقصى الشمال .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وزير الخارجية التركي: يجب على العالم أن يتحرك لمنح الفلسطيني


.. غارات إسرائيلية تستهدف بلدتي عيتا الشعب وكفر كلا جنوبي لبنان




.. بلومبيرغ: إسرائيل طلبت من الولايات المتحدة المزيد من القذائف


.. التفجير الذي استهدف قاعدة -كالسو- التابعة للحشد تسبب في تدمي




.. رجل يضرم النار في نفسه خارج قاعة محاكمة ترمب في نيويورك