الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السنوار ومقابلة فرنشيسكا

عميره هاس

2018 / 10 / 15
القضية الفلسطينية




أثارت المقابلة مع يحيى السنوار، رئيس "حماس" في غزة، والتي كانت أجرتها الصحافية الايطالية فرنشيسكا بوري ونشرت في "يديعوت احرونوت"، عاصفة انترنت كبيرة في قطاع غزة وفي الشتات الفلسطيني. ماذا؟ السنوار تحدث عن وعي مع صحيفة إسرائيلية؟ ليس المضمون هو ما عصف بالخواطر ("حرب جديدة ليست في مصلحة أحد، وبالتأكيد ليست في مصلحتنا")، بل وسيلة الاعلام فقط.
سارع مكتب السنوار الى نشر ايضاح: الطلب كان المقابلة مع صحيفة ايطالية وصحيفة بريطانية؛ (قسم) الصحافة الغربية في حركة "حماس" تأكد من أن الصحافية ليست يهودية أو اسرائيلية، وأنها لم تعمل في الماضي مع الصحافة الاسرائيلية؛ ولم تكن مقابلة وجها لوجه مع الصحافية آنفة الذكر، بل اجابة خطية عن أسئلتها؛ والصحافية لم تلتق مع السنوار إلا لغرض التقاط صورة مشتركة لهما.
بوري، ابنة 38، هي صحافية مستقلة، بدأت تكتب قبل نحو ست سنوات فقط، ولا سيما من سورية المصابة بالحروب. "أعتقد أن السنوار وافق على اللقاء بي لمعرفته أني مراسلة حرب وأني سأفهمه جيدا حين سيقول لي إنه ليس معنيا بحرب اخرى"، قالت لي بوري في مكالمة هاتفية من ايطاليا. وقد نشرت تقاريرها بلغات عديدة، بما في ذلك بالعبرية في "يديعوت احرونوت".
في حزيران زارت بوري غزة ونشرت تقريرا "شديدا عن حماس"، على حد وصفها. مشهد الاطفال الصغار المتسولين طاردها، وبرأيها حركة المقاومة الاسلامية تتحمل هي ايضا المسؤولية عن التدهور الرهيب.
هذا التقرير هو الآخر ترجم ونشر في "يديعوت احرونوت"، وعندها تلقت بوري رسالة قصيرة من أحد مستشاري السنوار، كما روت لي. لماذا أنت شديدة هكذا مع الفلسطينيين، اشتكى. وقد تبادلا عدة رسائل قصيرة الى أن سألت اذا كان بوسعها أن تجري مقابلة مع السنوار. في نهاية آب جاءت مرة اخرى الى قطاع غزة، كي تجري المقابلة معه.
طلبت أن أسمع منها اذا كانوا لم يعرفوا في "حماس" حقا بأن التقرير سينشر في "يديعوت احرونوت". "كصحافية مستقلة، فان الشفافية مهمة لي"، قالت، "كان واضحا للجميع أن المقابلة ستترجم الى لغات اخرى، بينها العبرية. وفي مكتب السنوار كانوا يعرفون جميعا بأن تقاريري تنشر في يديعوت احرونوت. ما أثار الصخب في هذا المستنقع كان حقيقة أن الصياغات في التقرير يمكن أن يفهم منها بأن بوري أُرسلت من الصحيفة الاسرائيلية، وأنه هكذا عُرضت الامور على السنوار. سؤالها الاول مصوغ على النحو الآتي: "هذه هي المرة الاولى لك التي توافق فيها على الحديث مع الصحافة الغربية، بل مع صحيفة اسرائيلية".
بوري قالت لي إن كلمات "بل مع صحيفة اسرائيلية" لم تظهر في سؤالي الأصلي للسنوار. في المقابل، أكدت أن الجملة التي اقتبست على لسان السنوار في نهاية المقابلة: "ويترجمونك ايضا بشكل دائم الى العبرية"، قد قيلت حقا. "السنوار تحدث معي، ومن خلالي مع العالم. أخذت الانطباع بأنه معني بأن يتحدث بواسطتي الى الاسرائيليين ايضا"، قالت.
وهل أجريت المقابلة حقا وجها الى وجه وفي سفريات مشتركة مع السنوار ومع رجاله على مدى خمسة ايام، أم ربما خطيا، كما تدعي "حماس"؟. بوري تشرح: "أنا لا أسجل أبدا. أشعر بأن اجابات الناس تتغير عندما يرون جهاز التسجيل". هي لم تسافر معه في سيارته، ولكنها انضمت بالفعل الى قافلة سيارات مع السنوار ولجولات في القطاع. وفضلت ألا تقول أين كانوا.
نشر موقع "الجزيرة" بالعربية قبل نشر التقرير الكامل بالعبرية، صيغة الاسئلة والاجوبة خطيا كما تم تبادلها، على حد قول "حماس"، بين مكتب السنوار وبوري. والمقارنة بين الصيغة الخطية والتقرير في "يديعوت" تبين تطابقا كبيرا بين النصين، مع بعض الفوارق – ولا سيما تغيير ترتيب الاسئلة والاجوبة، جمل، تصريحات، وحقائق شطبت من الصيغة العبرية وجمل قليلة أضيفت لها. الاسئلة والاجوبة في الصيغة العبرية مطاطية ويوجد تتابع بين جواب وسؤال جديد: بمعنى أن حديثا يجري. أما حسب "الجزيرة"، فالاسئلة والاجوبة خطيا تم تبادلها عدة مرات بين الطرفين. في كلتيهما يذكر كيف أنه في مرحلة معينة اشار السنوار الى أحد مستشاريه قائلا إنه قتل بنار اسرائيلية.
وأكدت بوري في الحديث معي بأنها خلطت بين الاجوبة التي تلقتها خطياً، على مدى الزمن، وبين الاجوبة التي تلقتها شفويا. بسبب التوافق الكبير بين الصيغتين. انطباعي هو أن الاجوبة التي ارسلت اليها خطيا كانت كثيرة. وقال لي احد سكان القطاع، الذي اقتنع بأن معظم الاجوبة أعطيت خطيا بسبب "الصياغات المصقولة، والاجوبة الموزونة والمبررات العقلانية". برأيي، وظف فريق كامل لكتابة الاجوبة، وليس السنوار وحده. كما أن الرسالة في المقابلة موجهة للفلسطينيين في غزة "الذين ملوا من حكم حماس"، بقدر لا يقل عما للقراء في الغرب، الذين تسمح لهم بوري بأن يروا في كبير "حماس" زعيما يهمه شعبه، وليس كاريكاتيرا لمتزمت متعطش للدماء.
أما أنا فقد بقيت مع التوق للفترة التي أجرى فيها كبار "حماس" مقابلات مع الصحافة الاسرائيلية ومع يهودية اسرائيلية، مثل الشيخ أحمد ياسين، عبر اسماعيل هنية، وكثيرين آخرين.
وبقيت مع الاستنتاج: عندما لا تسمح اسرائيل لصحافيين اسرائيليين بالدخول الى غزة، فانها تجعل الحياة أسهل لـ "حماس".
(عن "هآرتس")








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لحظة الهجوم الإسرائيلي داخل إيران.. فيديو يظهر ما حدث قرب قا


.. نار بين #إيران و #إسرائيل..فهل تزود #واشنطن إسرائيل بالقنبلة




.. اربع خطط اسرائيلية لدخول رفح….!! | #التاسعة


.. اشتعال في البحر الأحمر …!!!!!! | #التاسعة




.. ضرب قاعدة أصفهان .. عملية من الخارج أم الداخل؟ | #غرفة_الأخب