الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من أسباب الضغط الإمبريالي على السعودية

المنصور جعفر
(Al-mansour Jaafar)

2018 / 10 / 15
السياسة والعلاقات الدولية


كثير من التصريحات السعودية لا تتصور وجه الشبه بين قصة "قصة خاشقجي" و"قصة قتل مئات المتظاهرين في ليبيا" و""قصة أسلحة الدمار الشامل"! وكثير من المدونين السعوديين لا يتخيلإحتمالاً مختلفاً بان شخصاً متنكراً في هيئة خاشقجي قد دخل القنصلية وبعد نهاية معاملته دخل الحمامات وأزال تنكره وخرج! وقد لا يتصور مدون مع أو ضد السعودية إن في قصة "خديجة" وتصريحاتها لعبة مخابرات! وأن هناك إحتمال أن خاشقجي لم يكن في تركيا، أياما قبل بداية نشر القصة! فأكبر تصريحات المسؤولين السعوديين وأكثر تدوينات السعوديين تبدو كمجرد قلق من حادث أو غضب عليه أو منه، بشكل يوضح إنهم لا يتصورون إن هذه القصة تشبه "قصة أسلحة الدمار الشامل" التي تخرصتها الهيئات/الدول الليبرالية منذ 2001 ومهدت لعملية غزو شامل للعراق سنة 2003 ولقيام ذلك الغزو بتغيير كل طبيعة العراق ومجتمعه وخصخصة موارده وبتروله، وموقعه. وكثير من المدونين السعوديين يظنون إن المسألة مجرد مكايدة وضغط قطري-تركي بسند أميركي-أوروبي ضد إتجاه الدولة السعودية المعلن بوثيقة 2030 للتحرر من سيطرة النفط على اقتصادها، بينما الواقع أن الصحافة الأميركية الصهيونية النفوذ، وقبل أن يبدأ أو يكتمل التحقيق في ما نشر قد بدأت تتهم وتطالب بمحاكمة العائلة المالكة. لو كانت المسألة "حقوق إنسان" لحصل الضغط الإمبريالي قبل هذه الفترة على السعودية ولأسباب أقوى أو لوقع الضغط على دول أخرى ذات إنتهاكات أبشع .

قيام أجزاء كبيرة من الإعلام الغربي بإتهام الدولة السعودية وشخصياتها وفق روايات غير رسمية والمطالبة بمحاكمة العائلة المالكة السعودية يعني حدوث تغيير كبير في المنطقة والتاريخ، فهذه االتهم الغليظة والمحكمة المشهورة في وسائط الإعلام الغربية والإخوانية تعلن نهاية جزء مهم من هيبة الدولة السعودية عند الجانب الأمريكي. وبالإمكان القول ان موقف السلطة الأمريكية إزاء الدولة السعودية بدأ في التحول ضدها منذ:

1- تضعضع نظام البترودولار،
2- تكاثر الدراسات عن مرحلة "ما بعد نهاية النفط"، و"ما بعد الشيوخ"،
3- مواقف الملك عبدالله بن عبدالعزيز ضد مثلث الوجود العسكري الأميركي، وضد سيطرة النفط على الاقتصاد، وضد سيطرة شيوخ الكهنوت على البلاد،
4- زيادة النشاط التنموي الزراعي والصناعي والتجاري وظهور مشروع 2030، وبداية تحقيق مقولات ومشاريع تحرر إقتصاد وسياسة المملكة من الإستعباد النفطي،
5- بدايات التقارب السعودي مع روسيا والصين ورفض المبادرة بحرب ضد إيران،
6- دعم الإقتصاد والسياسة في مصر ضد النشاط الإمبريالي- الإخواني الساعي لتحطيمها، وكذلك أخذ مواقف مخالفة للاتجاهات الإمبريالية في ليبيا وقطر واليمن وسوريا والعراق وتركيا،
7- إيقاف دعم جماعات السلفية والإخوان والإرهاب الإسلامي وكشف أوراقهم في مصر وسوريا وأفغانستان والسودان ودول اخرى في إفريقيا وآسيا إلخ،
8- زيادة الإنتقادات الكلامية السعودية ضد موالاة ودعم السياسة والأموال (الأميركية) لإسرائيل،
9- بدء التعاقد الفعلي على مشروعات إستراتيجية للطاقة النووية والشمسية، ومشروعات كبرى عسكرية ومدنية مع الصين وروسيا وفرنسا،
10- محاولة إثارة بعض الخلافات داخل وبين الإدارات الاستعمارية الأميركية والبريطانية والأوروبية.

نتيجة من هذه الأمور العشرة تحول موقف المصالح والسلطة الأميركية من حالة النظر إلى السعودية كدولة صديقة وتغير إلى حالة لجم لكيان السعودية وضغط طموحها تمهيداً لتكسير بنيتها لتغييرها ببنى أخرى أضعف وأكثر تشاحناً مع بعضها وبالتالي أكثر إذعاناً بشكل يحقق للمصالح الأميركية تحكماً أكبر في المنطقة وثروات البر وثروات البحر الأحمر التي تحقق لأميركا ومن موارد كثيرة لا من النفط وحده، محصولاً أكبر ولعشرات العقود القادمة.

البداية الحاضرة بموضوع خاشقجي لتحقيق هذا التغيير تؤشر إلى:
1- تضعضع الدول التي كانت مجتمعاتها تعيش على سند مغتربيها في المملكة،
2- نهاية الأفكار والجماعات المرتبطة بالسعودية كتأمين مباشر أو متقدم لها ضد الأفكار والجماعات الأخرى،
3- زيادة التحكم الأجنبي في المنطقة وزيادة التفتت والنهب في مجتمعاتها.

إنه احتمال مفعم بكثير من الالام يجب الإستعداد لحدوثه أو لمنع حدوثه.

المنصور جعفر








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. دعوات في بريطانيا لبناء دفاع جوي يصُدُّ الصواريخ والمسيَّرات


.. جندي إسرائيلي يحطم كاميرا مراقبة خلال اقتحامه قلقيلية




.. ما تداعيات توسيع الاحتلال الإسرائيلي عملياته وسط قطاع غزة؟


.. ستعود غزة أفضل مما كانت-.. رسالة فلسطيني من وسط الدمار-




.. نجاة رجلين بأعجوبة من حادثة سقوط شجرة في فرجينيا