الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جدران متهاوية

ميساء شهاب
كاتبة

(Maysaa Shehab)

2018 / 10 / 15
كتابات ساخرة


في مدينتي الصغيرة القابعة في إحدى الممرات على الطرق الواصلة
مازالت الجدران تتهاوى واحدة تلو الأخرى والبطون تنتفخ وتنفجر واحدة تلو الأخرى
يزعمون أن مدينتي محصنة ومحمية بقوة ما لاأدري ما هي
لربما كانت الشياطين مثلاً ولربما الملائكة لكن لا يهم كل ذلك
ما يهم تلك الجدران التي تختفي فجأة لترتفع مكانها جدران أخرى أكثر مأساوية
وأكثر موتاً
منذ سنوات مضت وأنتم تعلمون كم نبتت أشجار وحرقت أشجار وغدرت بنا الطرقات
حتى مساحات للأفق قد هوت وتهاوت هي الأخرى كفيض من غيض أو العكس لا يهم
حتى أننا أكتشفنا على حين غرة أن الحياة في مدينتي باتت تضج بالعهر
وآخيراً قد حان القطاف ويمررون كل التواطؤ ويقذفونه بسراديب تحت الأرض
ولا أحد يفتح فاه بكلمة
اصمت أنت في مدينة الجدران
لكن هناك ينتفض شخص ما ينظر بعينيه المثقلتين بالدماء صوبي فأرتعش لربما هذا الموت جاء ليخطفني لكنه يمر دوني بلا نقاش
ثم يسقط كالجدار الأخير
يقولون هو كان البركة الاخيرة في مدينتي
يقولون أن الدماء التي تنزف من عينيه دماء الأمهات كان يسرقها خلسة من بين إيديهن عندما يضمن الى أجسادهن رفات ابنائهم
لكن وماذا في ذلك أيضاً
لا شيء يهم
فالجدران تتهاوى ...تتهاوى








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ


.. كيف أصبحت المأكولات الأرمنيّة جزءًا من ثقافة المطبخ اللبناني




.. بعد فيديو البصق.. شمس الكويتية ممنوعة من الغناء في العراق


.. صباح العربية | بصوته الرائع.. الفنان الفلسطيني معن رباع يبدع




.. الأسود والنمور بيكلموها!! .. عجايب عالم السيرك في مصر