الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


زين وآلان: الفصل السابع 5

دلور ميقري

2018 / 10 / 15
الادب والفن


ابن العم العزيز!
ها هيَ أوراق سيرتي المراكشية، تصلك منضّدة مع هذا الايميل.
للمصادفة، أنّ السيرة تنتهي بمحاورة مع مدير مكتبي السابق، تطرقنا خلالها إلى موضوع أدب المراسلة وإمكانية انقراضه مع ابتكار الخطاب الإلكتروني ( الايميل ). وكأنني فهمتُ من محاورة أخرى، بين الفرنسيّ جان جينيه والمغربيّ محمد شكري، أنّ الأول نادمٌ على إضاعة وقته بكتابة المسرحيات؛ أي على طريقة عاشقٍ، يشيّعُ حبَّهُ القديم! ذلك أيضاً، كان في مثابة نبوءة بانقراض فنّ المسرح ( تاريخ المحاورة يرجع إلى بداية السبعينيات )، ولصالح الرواية ـ كفن نثريّ، بطبيعة الحال. الآنَ، في هذه الألفية الجديدة، ربما نشهدُ عزوفاً عاماً عن أشكال الأدب كافةً مع هذا الهَوَس بما يُدعى " وسائل الاتصال الاجتماعيّ "، التي تحيلُ الحياة إلى تسلية مبهجة خالية من تأثير الكلمة إلا لو كانت سطحية، مبتذلة، مستَهلكة. قد أكون متشائماً هنا، مثلما لحظته أنتَ مازحاً عندما التقينا في صيف مدينة هامبورغ، المنصرم.
عزيزي دلير
كانَ رائعاً أن نلتقي في عاصمة الشمال الألماني، أينَ حط فيّ الرحال على أثر مغادرتي المغرب في آخر أيام التسعينيات، بعدَ إقامة قصيرة في موسكو. مما له مغزاه، من ناحيتي على الأقل، أن أكون وأخي " فرهاد " قد سلكنا تقريباً نفس الطريق والمحطات في رحلة الغربة. وكانت صديقتنا السويدية، " تينا "، ألمحت لي إلى ضرورة تسجيل ذكرياتي عن مراكش، منوّهةً إلى أنني مكثتُ فيها حوالي ضعف المدة، التي منحتها المدينة لكلا أخوَيّ معاً. ثم كان مثيراً أن أعلم بعد ذلك بأعوام عديدة، أنّ كلاهما كتبَ سيرته المراكشية: " شيرين "، وقد أنجزت مؤلفها في خلال فترة توقيفها بالسجن، مع كل المضايقات المحتملة. هذا، مع كونها بدأت كتابة يومياتها بشكل متقطّع مذ حلولها وشقيقها في المدينة الحمراء. فيما " فرهاد "، كما تعلم أيضاً، كتبَ سيرته وكان من المفترض أنه في وضع أفضل على أثر استقراره في ستوكهولم.
آه! كم كان مؤلماً تلقيَّ خبر انتحارهما، الواحد بأثر الآخر، يفصل بينهما ثلاثة أعوام بالتمام... بلى، لقد تكلمنا عن كل ذلك، ثمة في هامبورغ، في خلال أسبوعٍ من إقامتك لدينا. وربما عليّ الاعتذار منك مجدداً، كوني تركتُ في نفسك انطباعاً سيئاً حينَ رفضتُ بطريقة غير مهذبة التعاون معك في موضوع السيرة المراكشية، الخاصّة فيّ. إلا أنّ ما يُخفف من إثمي، أنني تغلبت أخيراً على ترددي. فالأوراق إذن، أضحت الآنَ بين يديك. وإنها نهاية سعيدة لحكاية لقائنا!
تحياتي، متمنياً لك التوفيق في عملك
سيامند

> يليه الجزء الثالث من الرواية، وهوَ بعنوان " شيرين وفرهاد "








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تكريم إلهام شاهين في مهرجان هوليود للفيلم العربي


.. رسميًا.. طرح فيلم السرب فى دور العرض يوم 1 مايو المقبل




.. كل الزوايا - -شرق 12- فيلم مصري يشارك في مسابقة أسبوع المخرج


.. الفيلم اللبنانى المصرى أرزة يشارك فى مهرجان ترايبيكا السينما




.. حلقة #زمن لهذا الأسبوع مليئة بالحكايات والمواضيع المهمة مع ا