الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماهي الشخصية المعنوية للشركات..؟

سعد عزت السعدي

2018 / 10 / 16
دراسات وابحاث قانونية


تعرف الشخصية المعنوية بأنها كل الهيئات والمؤسسات والجماعات التي يريد المشرع أن يثبت عليها الإلتزامات والآثار، بحيث يكون لها ذمة مالية مستقلة، تماما مثل الأشخاص الطبيعيين
وعلى هذا الأساس، فإن أشهر تعريف يمكن أن نعرف به الشخصية المعنوية هو كالآتي: "هي مجموعة الأشخاص والأموال التي تهدف إلى تحقيق غرض معين، ويعترف القانون لها بالشخصية القانونية بالقدر اللازم لتحقيق ذلك الغرض.
وعليه، فإن توافر جميع الأركان في عقد الشركة، ينشأ لنا عقد شخص جديد، ألا وهو الشخص المعنوي الذي ينفصل عن شخصية الشركاء، ولا فرق بين الشركة سواء كانت مدنية أو تجارية، فإن الشخص المعنوي ينشأ فيها دون مراعاة نوعها
: وعلى ضوء ماتقدم، ليس بالضرورة أن تكتسب الشركة الشخصية المعنوية بعد اتخاذ إجراءات الشهر التي يقررها القانون، لأن هذه الإجراءات بكل بساطة الغرض منها حصرا هو إخطار الغير بوجود الشركة كشخص معنوي حتى يمكن الإحتجاج عليها بعد ذلك بحيثية هذا الوجود
ومن المهم جدا في هذا المقام أن نذكر أن شركة المحاصة هي الشركة الوحيدة المحرومة من الشخصية المعنوية، وذلك بسبب أن هذه الشركة تتسم بالتستر القانوني وتقتصر آثارها على الشركاء فيها ولا تتعدى غيرهم، كما لا وجود لها بالنسبة للغير
نهاية الشخصية المعنوية للشركة:
في الغالب تظل الشركة محتفظة بشخصيتها المعنوية طوال فترة وجودها، إلى أن يتم حلها وانقضاؤها. ومع ذلك فمن المقرر أن انقضاء الشركة لا يترتب عليه زوال شخصيتها المعنوية، وإنما تبقى لها هذه الشخصية خلال فترة التصفية، وهنا يظهر المنطق جليا في هذه القاعدة، لأن إجراءات التصفية تستلزم القيام بالعديد من التصرفات باسم الشركة، ولا يمكن تصور ذلك إلا إذا تمتعت هذه الأخيرة بالشخصية المعنوية. وزيادة على ذلك، فإن الإبقاء على الشخصية المعنوية للشركة خلال فترة التصفية يحول دون صيرورة أموالها ملكا للشركاء على الشيوع بعد انقضائها نهائيا، ومنه يتم تفادي الصراعات التي تنتج عن دائني الشركاء الشخصيين لدائني الشركة في التنفيذ على هذه الأموال المشاعة فيما بينهم، فـ "بقاء شخصية الشركة هو وحده الذي يتفق واحترام الحقوق المكتسبة لدائني الشركة الذين تعاملوا مع شخص "معنوي له ذمته المستقلة عن ذمم الشركاء وهناك أنواع للشخصية المعنوية :

أ/ الشخصية المعنوية العامة:
وهي الدولة أو الأشخاص المعنوية التي تتبع الدولة، ويمكن تعريفها بأنها: "مجموعة الأشخاص والأموال التي تنشأ من قبل الدولة بموجب نظام، ويكون لها هدف مشروع. أو يقال: هي كل مشروع تنشؤه الدولة من أموالها وموفيها بصورة مباشرة أو غير مباشرة، وتكون نشأتها وانتهاؤها بموجب نظام. مثالها: المؤسسات العامة، الهيئات العامة، "مجالس الإدارة المحلية.
ب/ الشخصية المعنوية الخاصة:
وهي التي تدل على الأشخاص القانونية التي لا تتبع الدولة بل تتبع الأفراد والجماعات الخاصة، وتهدف بصورة أساس إلى تحقيق مصالح فردية خاصة، تتميز من حيث طريقة وأداة إنشائها وخضوعها لرقابة الدولة. ويكون إنشاؤها بموجب قرار من الجهة المختصة. ويمكن تعريفها بأنها: "هي تلك التي يكونها الأفراد سواء لتحقيق غرض خاص بهم أو بغرض يعود بالنفع العام وهي على نوعين، مجموعات الأشخاص ومجموعات الأفراد. مثالها: الشركات "التجارية، الجمعيات المدنية الخاصة
من حيث الهدف: الهدف من إيجاد الشخص المعنوي الخاص هو هدف خاص يتمثل في الربح المادي، أما الشخص المعنوي العام فإنه إيجاده يهدف إلى تحقيق مصلحة عامة
:من حيث الإنتماء إن الإنتماء إلى الشخص المعنوي الخاص يكون اختياريا، عكس الإنتماء إلى الشخص المعنوي العام، فإنه يكون إجباريا، كالإنتماء إلى الدولة بالمواطنة
:من حيث الإنشاء كما بينا أعلاه في التعريف، فإن الشخصية المعنوية الخاصة تنشأ بموجب قرار إداري من الجهة المختصة والذين ينشؤونها هم أفراد عاديون، أما الشخصية المعنوية العامة فإنها تنشأ بموجب قانون يصدر من قبل المشرع
من حيث الوسائل: إن الشخصية المعنوية العامة تستخدم وسائل القانون العام من السلطة العامة، بينما تستخدم الشخصية المعنوية الخاصة قواعد القانون الخاص في كل أنشطتها. وللشخصية المعنوية امتيازات ليست للشخصية المعنوية الخاصة؛ وذلك بسبب اختلاف الهدف بين كل منهما، حيث أن الأولى تكون لخدمة وتحقيق الصالح العام والمنفعة العامة، أما الثانية فإن هدفها محصور فقط لتحقيق هدف خاص يحدده منشؤها، وهو الربح المادي بطبيعة الحال
ويثور السؤال هنا ما هي حدود صلاحية الشركة لاكتساب الشخصية المعنوية؟
أ/ حقوق الشركة في الإستقلال بالذمة المالية: تتمتع الشركة بذمة مالية مستقلة عن ذمم الشركاء فيها، كما تتكون من مجموع ما للشركة وما عليها من حقوق والتزامات، أو بتعبير آخر، تتكون ذمة الشركة من جانب إيجابي يمثل مجموع الحصص التي يقدمها الشركاء، وكافة الأموال والمنقولات التي تكتسبها عند مباشرتها لنشاطها. أما الجانب السلبي يتمثل في الديون الناشئة عن معاملاتها
ب|منع المقاصة بين ديون الشركة وديون الشركاء :إذ لا يجوز بأي حال من الأحوال لمدين الشركة أن يمتنع عن الوفاء بدينه لها بحجة أنه أصبح دائنا لأحد الشركاء، كما لا يجوز لمدين أحد الشركاء أن يمتنع عن الوفاء بدينه له بحجة أنه أصبح دائنا للشركة. وهذا نظرا لاستقلال ذمة الشركة عن ذمم الشركاء
ج|تعدد واستقلال الإفلاس: الأصل إن أفلست الشركة لا يؤدي هذا إلى إفلاس الشركاء، كما أنه بالمقابل، إفلاس أحد الشركاء لا يؤدي إلى إفلاس الشركة، وذلك استنادا الى خاصية استقلال الذمم المالية وتمايزها. ولكن إذا كنا بصدد شركة التضامن أو شركة التوصية، فإن حدث وأن أفلست أدى هذا إلى إفلاس الشركاء المتضامنين في الشركة وفقا لمسؤولياتهم التضامنية المطلقة عن ديون الشركة
د/ واجبات الشركة: إن الشركة تسأل عن مسؤوليتها المدنية من خلال جميع أفعالها الضارة التي تصدر عن ممثليها أو موظفيها، كما تسأل عن الحيوانات أو الأشياء التي في حراستها، أي أن مسؤوليتها التقصيرية تقوم على جميع الأعمال الضارة، زيادة على قيام مسؤوليتها التعاقدية إزاء زبائنها
وإذا كانت الشركة تقوم بممارسة النشاط التجاري، فإنها تكتسب تبعا لذلك صفة التاجر، وتلتزم على إثرها بالتزامات التجار كإمساك الدفاتر التجارية، والقيد في السجل التجاري والذي يخولها التمتع بالشخصية المعنوية
واخيرا أن للشركة بعض الحقوق التي يتمتع بها الشخص الطبيعي نظرا لتمتعها بالشخصية المعنوية التي تجعل منها مضاهية له.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ممثل فلسطين بمجلس الأمن: عضوية الأمم المتحدة سترفع جزءا من -


.. ممثل إسرائيل بمجلس الأمن: عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحد




.. البرازيل.. اعتقال سيدة اصطحبت جثة رجل إلى البنك لسحب أموال ق


.. الأمين العام للأمم المتحدة: يجب دعم إنشاء دولة فلسطينية مستق




.. الأمين العام للأمم المتحدة: العمليات الإسرائيلية في غزة خلفت