الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صالة الشرف !!

تيلي امين علي
كاتب ومحام

(Tely Ameen Ali)

2018 / 10 / 16
كتابات ساخرة


في اغلب البلدان المتحضرة ، التي تبجّل انسانية الانسان وترعى قدراته وحالته الحياتية ، بغضّ النظر ، عن حالته المادية ، هناك شبكات النقل العام ( الاتوبوس والمترو ) وهي تضم ، مقاعد خاصة لجلوس المقعدين والحوامل والنساء المرضعات وكبار السن ، كما تضم المطارات العصرية والمستشفيات وبعض الاماكن العمومية الاخرى مرافق صحية لمثل هذه الحالات ، وتخصص بعضها مواقف سيارات خاصة بها ، تكون قريبة من المداخل الرئيسية . حتى الوصول الى الشواطئ الرملية ، في بعض البلاد ، يكون ايسر على اصحاب الاحتياجات الخاصة من غيرهم ، فهناك مواقف قريبة من الشاطئ لسياراتهم لا تستغل من الاخرين . الامر حقا جميل ومثير للاعجاب ، ويحترم اغلب الروّاد من عامة الناس مثل هذه الاماكن المخصصة ويتجنبون مزاحمة اصحاب الحقوق عليها .
قلنا ان الامر هذا جميل وحضاري ويتلائم مع ما يجب ان يناله الانسان من تقدير لحالته الحياتية ، دون ان تكون للحالة المادية اثر على التمييز بين انسان وانسان اخر .
على عكس هذه الحالة ، يشعر الكثيرون عند الخول الى المطارات وانتظار الرحلات الجوية ومن ثم الصعود الى الطائرة ومباشرة الرحلة ، ان هناك تمييزا من نوع اخر بين المسافرين ، وعلى نفس الرحلة ، هذا التمييز يعتمد على ما بحوزة الفرد من مال . فكما كان يجري الفصل قديما بين الناس بسبب لونه الابيض او الاسود ، يجري الفصل الان بالاعتماد على المبلغ المالي الذي يدفعه المسافر الى شركة الخطوط الجوية الناقلة .
في المطارات ، يتم الفصل ابتداءا بين من دفع مالا اكثر، فيتمتع بخدمات افضل من خلال نظام ( (VIPوالذي يعني (شخص مهم جدا ) . يدخل هذا الشخص المهم جدا ابتداءا من بوابة خاصة لتجنب الازدحام عند التفتيش ، ثم يدخل الى صالة خاصة تسمى في البلدان العربية ( صالة الشرف ) ، يحرسها مأمورون في غاية الغلاظة والخشونة ،ولا يحق لغيرهم نيل مثل هذه الشرف والدخول الى تلك الصالة التي توفر الراحة التامة وما طاب من غذاء وشراب .
على متن الطائرة ، يجري الفصل كذلك بين هؤلاء وغيرهم ،فهم يتمتعون بمقاعد افضل وخدمات اكثر ، وامعانا في الفصل المالي ،الذي بقي على حاله بعد ان غاب مرحلة الفصل العنصري، يتم اسدال ستار يمنع عامة المسافرين من رؤية (اصحاب الشرف ) واربطة العنق السوداء.
ما عدا الفنانين والصحفيين وبعض الفئات الاخرى ، يكون روّاد هذه الصالات من اصحاب الشركات والبنوك والعاملون في الصيرفة الدولية ، وكذلك بعض المسؤولين الكبار(وزراء ونواب ) في سلطات الحكومات الفاسدة ، لاسيما في الشرق الاوسط . الكثيرون منهم اقرب الى اللاشرف من الشرف ، فالمال الذي اكتنزوه غالبا ، مال غير شرعي ، كثير السواد .
الغريب انه في بلاد تسمى ، كردستان ، نسمع فيها بين فترة واخرى ، ابتلاع البحار لاطفال ابتسموا للحياة حديثا ، هرب بهم احرص الناس عليهم ، اتقاءا من الفقر والجوع والعري .
في بلاد تسمى كردستان فيها الكثير من الداء والقليل من الدواء. في بلاد ، يحتفل فيها الموظف بصرف جزء من رتبه . يسعى برلمانه ( العتيد ) لشمول اعضائه بقسط من هذا (الشرف ) اللعين .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الحكي سوري- رحلة شاب من سجون سوريا إلى صالات السينما الفرنسي


.. تضارب بين الرواية الإيرانية والسردية الأمريكية بشأن الهجوم ع




.. تكريم إلهام شاهين في مهرجان هوليود للفيلم العربي


.. رسميًا.. طرح فيلم السرب فى دور العرض يوم 1 مايو المقبل




.. كل الزوايا - -شرق 12- فيلم مصري يشارك في مسابقة أسبوع المخرج