الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السدود بين الكارثة و الفائدة

فوزية بن حورية

2018 / 10 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


السدود بين الكارثة و الفائدة
أترى نابل أصابها تسونمي من دون بحر!...أم غدر غادر بطعنة في ظهر؟!...
عندما تهمل الدولة مسؤولياتها ولا تعترف بخطئها يتساءل الشعب الى أي موقع او مستنقع ستجرفنا التيارات السياسية في خضم تجاذباتها...وخصوماتها، وعدم توافقها...ويطرح هذا السؤال وأسئلة كثيرة حين تحل كارثة طبيعية في أي دولة عربية وفي أي مكان سواء في السهول او في التجمعات السكنية او المدن...او الأرياف. وحين تتنصل الدولة و المسؤولون عن مسؤولياتهم وواجباتهم تجاه شعوبهم...حتى الجيش الذي أطلق على نفسه بأنه جيش مدني... يتوارى على غير عادته ساعة وجوب وجوده في المكان المصاب بالكارثة غاب عن ساحة الواقعة ولم يقم بواجبه...واختفى بقواعده على غير عادته...خاصة في الفيضانات التي تساهم فيها تنفيسات السدود بقدر كبير جدا...بقدر يأتي على الاخضر و اليابس وعلى البشر و الحيوان و الطائر...الكل على حد السواء...يتساءل المواطن بكل مرارة وحسرة وغصة في الحلق أين الجيش الذي عودنا على حضوره في الكوارث منقذا للمواطنين من الفيضانات ومسعفا؟...وإلى متى ستظل السدود تقض مضجعنا و تؤرق كبارنا وصغارنا؟!...وتصيبنا بوابل المصائب...الى متى ستظل الأمطار الموسمية وغيرها كوابيس تخيفنا وتقض مضجعنا؟!...فيظل يردد المثل التونسي القائل "كان صحات اندبي و كان صبت اندبي"؟...الى متى ستظل الأمطار الموسمية شبحا مخيفا يشل أعصاب الورك؟...الى متى؟ والى متى؟...الأمطار غيث نافع...و رحمة من لدن رب العالمين...كان المواطنون ينتظرونها بفارغ صبر وجلد...ويناشدونها ويترقبون نزولها إذ بالآية تنقلب فإذا بها مصيبة حلت بكارث فصاروا يتذمرون منها ومن هطولها...فتساءلت من هول الفيضان وتدفق مياهه "أترى نابل أصابها تسونمي من دون بحر!...أم غدر غادر بطعنة في ظهر؟!...بها الأنهار اندفعت كتيارات أمواج تسونمي فسالت فيضان أمطار يخالها الحاضر نزلت من أفواه القرب او فيضان نوح نزل في غير وقت ففار التنور...و الآبار...و الأنهار...و الوديان على غير عهد متفق...لكن الأمطار إن سالت وسالت سيلا عرمرم لن تغمر السيارات الى ذاك الحد الكارثي...و المنازل حتى القباب و الـسّطح...حتى اتت على هكتارات من الأخضر و اليابس...السدود رحمة وخزانات مياه عند الحاجة، و الشدة إذ بها انقلبت الى نقمة، ومصيبة نزلت على الساكن والسكن...والحيوان و الطائر...والخضرة، و الغلة، و العيش المرتقب"...صحيح لو أن السدود انفجرت لكانت كارثة كأنّها التسونمي المهلك الماحق...ألا من حل لمياه تنفيس السدود؟!...كان من الحكمة بعد تسونمي السدود الشمال الغربي وصفاقس تدبر الأمر، والتفكير في بناء خزانات مياه على هيئة ضخام المواجل حذو السدود تستوعب كميات المياه المتدفقة من السّدود بعد تنفيسها مباشرة عوض تسريحها في الأودية و الأنهار...و الشّعاب...والجداول فتأتي على الخيرات الفلاحية و الأرياف، والمدن، و المصانع، و المشاغل...ألا من حكيم يتدبّر الأمر المستفحل. وينقذ البلاد من الكوارث. ويبني صغار السدود ضخام المواجل أعضاد السّدود بنابل...إنها حقا تسونمي بفعل فاعل...فتح باب طوفان نوح على نابل...
الأديبة و الكاتبة و الناقدة و الشاعرة فوزية بن حورية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تشدد مع الصين وتهاون مع إيران.. تساؤلات بشأن جدوى العقوبات ا


.. جرحى في قصف إسرائيلي استهدف مبنى من عدة طوابق في شارع الجلاء




.. شاهد| اشتعال النيران في عربات قطار أونتاريو بكندا


.. استشهاد طفل فلسطيني جراء قصف الاحتلال الإسرائيلي مسجد الصديق




.. بقيمة 95 مليار دولار.. الكونغرس يقر تشريعا بتقديم مساعدات عس