الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مقاومة الاحتلال فرض عين وليس فرض كفاية

تميم منصور

2018 / 10 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


مقاومة الاحتلال فرض عين وليس فرض كفاية
تميم منصور
من يعارض أو يتقاعس عن المشاركة في مقاومة الاحتلال ، عليه أن يتحمل تبعات هذا الاحتلال ، من قتل وسلب وتنكيل واعتقالات ومصادرات وحصار ومصادرة كل الحريات .
مقاومة الاحتلال بكافة الطرق والاساليب ليست فضيلة بل واجب ، لا فضل لمن يقوم بها ، هذا ما نطقت به كافة الشرائع السماوية والشرائع الدنيوية ، لولا مقاومة الشعب المصري للاحتلال البريطاني الذي احتل البلاد عام 1882 من خلال ثورة 1919 ، وقد سبقها الهبة الشعبية التي قام بها مصطفى كامل وما تبعها من ثورات واحتجاجات ، لبقي الاستعمار البريطاني جاثماً على صدور المواطنين في أرض الكنانة . هذا ما قامت به شعوب الاتحاد السوفياتي ضد الغزو الالماني ، وما فعله الشعب الفيتنامي ضد الغطرسة الامريكية ، والشعب في جنوب اليمن وانغولا وجنوب افريقيا وارتيريا والجزائر وغيرها .
مقاومة الاحتلال نوع من أنواع العبادة الاجتماعية للشعوب المغلوبة والواقعة تحت نير الاحتلال . لكن يوجد للمقاومة دروسها وقوانينها ونظمها وأسلوبها وحدودها ، لكل نوع من أنواع المقاومة ضوابط ونواصي وحدود ، حنى لا تصبح نوعاً من أنواع الغوغاء والانفلات العاطفي أو الحماس المندفع ، وبهذا تفقد شرعيتها وهيبتها. هناك فرقاً شاسعاً بين الانتحار والاستشهاد ، وفوارق أكثر بين المقاومة المتزنة الموجهة توجيهاً صحيحاً وتدرس مقدرات وقوة ولحظات ضعف العدو ، وبين المقاومة المندفعة غير المنظمة التي تستعمل قدراتها دون توجيه أو مراقبة ، ودون أي تخطيط في ساحة الميدان ، وعدم الاهتمام بعامل الزمن وتضاريس المكان، ودون تقدير قوة العدو الذي يقف في وجه المقاومة ، يجب ان يكون لكل مقاومة مهما كانت ، شعبية او عسكرية ، أو الاثنين معاً قيادة تضبط موازينها حريصة على دماء المشاركين فيها ، حتى يكون لهذه الدماء النازفة مردوداً ما ، وانجازاً بالتقدم الى الامام ، للخلاص من الاحتلال .
يتساءل الكثيرون هل الدماء التي سفكت وتسفك والضحايا الذين سقطوا من شهداء وجرحى منذ مسيرات العودة في قطاع غزة تقدموا خطوة واحدة في طريق العودة ؟ هناك تباين في الآراء ، أحد هذه الآراء يجزم ، نعم هذه هي المقاومة يجب أن تستمر ، لأنها تسير في الطريق الصحيح ، مهما سقط من شهداء ويجب أن يتكرر هذا الأسلوب ، وهذا الحشد والاندفاع الارتجالي ، يقولون ذلك دون أن يسألوا القيادة التي تحرك هذه الجموع اسئلة جوهرية ، لماذا لم تشارك كافة القطاعات في غزة في هذه الثورة المميزة غالية الثمن ؟ هل يتقدم أبناء القيادات المحركة لصفوف هذه الحشود ؟ الم يستثمر هذا النوع من النضال كل طاقاته ، أم أن عدد الضحايا الذين يسقطون اسبوعياً لا يعنيهم ؟ وغالبيتهم من الصبية ، لقد تحول هؤلاء الصبية الى أهداف واشارات للرماية يتبارى قتلة ليبرمان ونتنياهو في تحقيق اصابتها والقضاء عليها .
اعترف ليبرمان ان غالبية عناصر الجيش الذين يتعاملون مع المحتجين هم من عناصر اليمين الفاشي ، ابناء المستوطنات لقد دربوا وصنعوا في مؤسسات تنضح بالعنصرية داخل المؤسسات الدينية ، وداخل حظائر تدعو لقتل الفلسطينيين اينما تواجدوا من هؤلاء من قدموا من امريكا مباشرة ، بعد ان رضعا من حنظل العنصرية داخل العديد من المؤسسات اليهودية والصهيونية في امريكا ، جنود نتنياهو ليبرمان يتفاخرون بالنياشين التي حصلوا عليها من قياداتهم بسبب دقة اصابة الهدف والهدف بالنسبة لهم هم الصبية والاطفال الفلسطينيين الذين يحملون الحجارة والمقاليع .
يعتقد الكثيرون ان هذا النوع من المقاومة لا يناسب من الناحية الاستراتيجية خارطة المواجهة ، جنود قتلة مدربون ، مزودون بأحدث انواع الاسلحة في خنادقهم ، أمام جموع مندفعة ثائرة لا تملك وسائل المقاومة سوى اجسادها ،ان هذه المواجهة وعدد الضحايا الذين سقطوا رفعت اسهم ليبرمان ونتنياهو داخل الجمهور الاسرائيلي الفاشي ، لا احد يحتج على عدد الضحايا الذين سقطوا هنا في الداخل العنصري أوهناك في الاقطار العربية او في كافة بلدان العالم .
ونتساءل لماذا يجب ان نساعد ليبرمان ورئيس حكومته على اشباع غرائزهم في قتل اكبر عدد من الفلسطينيين ، هذه المذابح التي ترتكب اسبوعيا لم توقف التعاون الامني والمخابراتي بين حكومة رام الله وبين اسرائيل ، لم يخرج احتجاج واحد من سفارة السيسي وسفارة الملك عبد الله في تل ابيب على سفك دماء الابرياء من صبية غزة هناك سؤال آخر: اهالي غزة يحاولون العودة كل يوم تقريبا ، ويدفعون مقابل هذه المحاولة ثمناً باهضاً ، هل الفلسطينيون في الضفة لا يريدون مثل هذه العودة ؟ لقد تحولوا الى عدادات تعمل على احتساب عدد الشهداء اليومي ، لأن الشعب الفلسطيني أصبح بدون قيادة حقيقية ، تقف في مقدمة نضاله .
العودة التي يقوم بها الفلسطينيون في الضفة الغربية خروج حوالي 150 الف عامل يومياً للعمل داخل المؤسسات الاسرائيلية كي يتفرغ الاسرائيليون لارتكاب المجازر بحق الفلسطينيين خاصة وغير الفلسطينيين ،ان مصيبة الشعب الفلسطيني لا تنحصر فقط بما يقوم به الاحتلال مصيبته ايضا في قياداته المتصارعة وبسبب هذا الصراع لم توضع حتى الآن استراتيجية مدروسة بإمكانها الخروج من هذا النفق المغلق .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قصف إسرائيلي على مركز رادارات في سوريا قبيل الهجوم على مدينة


.. لماذا تحتل #أصفهان مكانة بارزة في الاستراتيجية العسكرية الإي




.. بعد -ضربة أصفهان-.. مطالب دولية بالتهدئة وأسلحة أميركية جديد


.. الدوحة تضيق بحماس.. هل تحزم الحركة حقائبها؟




.. قائد القوات الإيرانية في أصفهان: مستعدون للتصدي لأي محاولة ل