الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في مثل هذا اليوم

سربست مصطفى رشيد اميدي

2018 / 10 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


قبل سنة وفي ليلة 15على 16/10/2017 كان الجميع يحبس انفاسه بعد توجيه رئيس الوزراء للجيش العراقي والحشد الشعبي للتمركز في جنوب كركوك والتوجه لاقتاحمها مع غيرها من المناطق المتنازعة عليها، وهدفهم الفعلي كان السيطرة على مقار حكومة وبرلمان اقليم كوردستان، والوصول الى االنقاط الحدودية الكمركية مع كل من تركيا وايران وسوريا مع الاقليم.اي باختصار القضاء على تجربة اقليم كوردستان على الرغم من مخالفة كل هذه الخطوات للدستور العراقي، حيث ان برلمان وحكومة اقليم كوردستان مقرر وضعها في الدستور ومعترف بها كجزء لا يتجزا من مؤسسات الدولة العراقية، وايضا لا يجوز وفق الدستور تحريك القوات العسكرية في نزاعات سياسية داخلية. وقد كانت خطوة اجراء الاستفتاء في الاقليم هو استفتاء لراي الشعب وكان يفترض الرد عليها من قبل الحكومة المركزية بالطرق القانونية والدستورية، ولم يكن تحركا عسكريا حتى يستوجب تحريك القطعات العسكرية وقوات الحشد في مواجهة قوات البيشمركة والتي هي قوات خاصة بالاقليم حسب الدستور العراقي تحت مسمى (حرس الاقليم) في حين لايجد اي ذكر لقوات الحشد في الدستور العراقي ولا في جميع محاضر اجتماعات لجنة صياغة الدستور التي دونت الدستور النافذ.
في تلك الليلة لم يكن بمقدوري النوم لغاية الساعة الثالثة صباحا وكان الوضع قلقا وغامضا بعد اعلان احد قادة البيشمركة بانسحابهم لمسافة اربع كيلومترات ليكونوا في وضع دفاعي احسن، وايضا دعوة السيد محافظ كركوك للجماهير في المدينة واطرافها للنزول الى الشارع والدفاع عن مدينتهم، في حين ان قادة حزبيين وامنيين من نفس حزب السيد المحافظ دعوا المواطنين الى عدم الخروج من منازلهم وتطمين الناس بان الوضع الامني تحت السيطرة. لكن بعد نومي لبضع ساعات وما ان استيقضت وفتحت جهاز التلفاز لارى ما ارى من مشاهد مؤلمة حفرت في وجدان الذات الكردستانية الى ابد الدهر، الا وهو خيانة بعض القادة واعطاؤ الاوامر للبيشمركة بعدم القتال والانسحاب الى ما بعد مدينة كركوك والسماح لقوات الجيش العراقي والحشد الشعبي بدخول كركوك بعدما اقترفوا الجرائم بحق ابناء مدينة الطوز قبل وصولهم لمدينة كركوك. على الرغم من ان قوة من البيشمركة قاومت ببسالة في تلك الليلة الشؤم ولكنهم تعرضوا للمواجهة واطلاق النار من الامام والخلف وعلى اثرها استشهد اكثر من اربعين مقاتلا من الذين كان يقودهم السيد(كوسرت رسول) النائب الاول للامين العام للاتحاد الوطني الكردستاني. ان بكاء قوات البشمركة بحرقة امام كاميرات القنوات الفضائية لا اعتقد ان شخصا تجري في عروقه دماء نابعة من ارض كوردستان قد تحمل تلك المشاهد المؤلمة. هذه المشاهد ذكرتني بليلة ظلماء في نهاية اذار 1975عندما ودع احد مذيعي اذاعة (صوت كوردستان) المستمعين التي ادت الى انهيارنا مع افراد اسرتي (حيث لم تسيطر القوات العراقية على مدينتي العمادية لغاية اواسط نيسان 1975)، وما حدث بعد ذلك معروف للقاصي والداني. المصيبة انه لم يكن احتلال كركوك فقط هو الهدف بل تلاحقت الانكسارات والانسحابات والخيانات لتشمل مدن خانقين وجلولاء وقرتبة وشنكال وسنونى وربيعة وزمار والكوير ومخمور ووصلت القوات العراقية والحشد الشعبي قاب قوسين من اربيل، لتقوم قوات البيشمركة في ناحية (بردى) بتلقين القوات المتقدمة الدرس الذي كان يفترض بأن يكون على اطراف كركوك والخانقين وشنكال، وتلتها ملحمة (سحيلا) الذي على اثرها لاذ قادة الجيش العراقي والحشد بالفرار ام صمود ورد البيشمركة. وقد توقفت العمليات العسكرية بعد ذلك وهذا يدل على ما ذكرناه بان التحركات العسكرية يستوجب التعامل معها بنفس اللغة والطريقة حيث انه يفترض ان يقابل كل ضغط سواء كان سياسيا او دستوريا وقانونيا او عسكريا او اقتصاديا ما يقابله من رد الفعل .
ونتسائل الى متى يبقى الانسان الكوردستاني ينهل من دلو الانكسارات والخيانة المر الكأس تلو الكأس؟ ألا تكفي درس جمهورية مهاباد ووصايا الشهيد القاضي محمد! الا تكفي دروس انكسار وفشل ثورات الشيخ سعيد بيران وثورة ارارات وحركة السيد رضا! او انهيار ثورة ايلول في 1975على اثر توقيع اتفاقية اذار المشؤومة بين شاه ايران وصدام حسين! الا تكفي ويلات وجرائم عمليات الانفال وضرب حلبجة الشهيدة بالكيمائي وغاز الخردل لتتوج بما سميت ب(خاتمة الانفال) بعد وقف الحرب العراقية الايرانية في 8/8/1988. متى سناخذ العبر والدروس منها جميعا ، حيث الدرس الاول والاخير هو ان (قوتنا بوحدتنا).
والان وبعد مرور سنة على احداث 16 اكتوبر وحيث ان المواقف قد تغيرت على الاقل مرحليا من الجميع بعد مشاركة القوى الكردستانية في انتخابات اعضاء مجلس النواب العراقي وحصولهم على 58 مقعدا، وتكليف السيد (عادل عبد المهدي) لتشكيل الحكومة فانه من حقنا ان نتسائل ماهي خطط الاحزاب الكردستانية ونوابهم في مجلس النواب من محو اثار 16 اكتوبر وكل القرارات الجائرة التي صدرت من الحكومة العراقية المنتهية ولايتها ومن محلس النواب في الدورة السابقة التي لم يتمكن اكثر من مئتي عضو منهم من الفوز بعضوية المجلس للدورة الرابعة.
وهنا أقول ان المهمة صعبة امام الاعضاء الكرد في مجلس النواب العراقي القادم لانه يفترض بهم أن يحملوا هموم الشعب الكردستاني الى بغداد، في ظل عقلية حاكمة وحتى في الاوساط الثقافية والشعبية بعدم النظر الى الكرد كقومية عريقة في الشرق ولهم من الحقوق ما لبقية القوميات والشعوب في المنطقة. فأبو ناجي(بريطانيا) والفرنسيون اقاموا 22 عشرين دولة للعرب ولكنهم قسموا كردستان على اربع دول، ومع هذا فان الاخوان العرب يلعنون الانكليز لحد الان. فالكرد ان ناضلوا وقاوموا تبدأ عمليات القمع والقهر وان كشف عن ذلك احد من ممثلي الكرد او صحفي مغامر قالوا هذه قضية داخلية لا يحق لاحد التدخل، ويصل الأمر للابادة البشرية وتغيير الهوية الكردية وكل العالم الاسلامي والعربي والشرقي والغربي يسكت عن ذلك، وان ساهموا في بناء الدول الذين يغتصبون ارض كوردستان قالوا هذه ليست منة منكم لانكم من مواطنيها وهذا واجب عليكم حالكم حال الاخرين، وان جنحوا الى السلم وابرموا معاهدات واتفاقيات مع السلطات الحاكمة في الدول الاربعة، سرعان ماتقوم تلك السلطات بنكث عهودها، وان احتجوا على ذلك قالوا انفصاليين وخونة وعملاء. وان اعلنوا رغبتهم في الاستقلال حالهم حال جميع الشعوب في المنطقة كما في جمهورية مهاباد وفي استفتاء 25/9/2017، هنا تقوم القيامة كان الكرد قضموا تفاحة ادم وتقع كل ويلات الانسانية منذ مقتل قابيل لاخيه هابيل على الشعب الكردستاني المسكين، وان ارحم لغة تستعمل ضدهم هي نيران المدافع. في هكذا وضع وفي ظل هكذا ذهنية يتوجه ممثلي الكرد الى بغداد فهل سيكونوا قادرين على ان يكونوا يمثلون هذه الالام والامال، بصراحة انا اشك في هذا لسبب بسيط وهو العقلية الحاكمة واستخدام مبدأ الاغلبية والاقلية في تمرير كل القرارات الجائرة بحق ابناء كوردستان. والاهم هو تشظي القرار الكردي وعدم توحدهم في بغداد، لابل عدم وجود استراتيجية قومية لدى جميع الاحزاب الكردستانية الحاكمة والمعارضة، القديمة والحديثة.
لكن باعتقادي على ممثلي الكرد ايصال رسالة واحدة فقط ان كانوا متحدين وهي ان التاريخ والجغرافيا فرضت علينا العيش المشترك وهذا يتطلب الشراكة الحقيقية في كل شيء ورفع الحيف عن ابناء شعب كوردستان في كل التصرفات والقرارات الجائرة، بعد انفتاح الاحزاب العراقية على القوى السياسية في الاقليم ووجود افاق لامكانية تجاوز اثار 16 اكتوبر وما تلتها من احداث، وللاسف فان النفس الموجود في عقوبة شعب كردستان والقوى السياسية التي دعمت عملية الاستفتاء لا زال مستمرا لحد الان، ولكن ان لم يكن ذلك ممكنا، وهذا ما اضن، فنعتقد انه بخلاف ذلك والاستمرار باستهداف شعب وحكومة كردستان وبتضاد واضح لنصوص الدستور وتجاوزه الذي تتبجح القوى الشوفينية بنصوصه صباحا مساءا، في حينه فان ابغض الحلال عند الله ولدى الشعب الكردستاني فهو الطلاق.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. في زلة لسان جديدة.. بايدن يطلب من إسرائيل ألا تقتحم حيفا


.. اعتصام أمام البرلمان في المغرب للمطالبة بإسقاط التطبيع مع إس




.. ما طبيعة الرد الإسرائيلي المرتقب على هجوم إيران؟


.. السلطات الإندونيسية تحذر من -تسونامي- بعد انفجار بركان على ج




.. خيمة تتحول لروضة تعليمية وترفيهية للأطفال في رفح بقطاع غزة